"تحصد الأرواح".. هكذا تحولت سجون الأنظمة العربية إلى مقبرة للمعارضين

12

طباعة

مشاركة

أعرب ناشطون على موقع تويتر، عن مناهضتهم لعمليات التعذيب في السجون التي تمارسها بشكل كبير الأنظمة العربية والخليجية، مطالبين إياهم بوقف تلك الممارسات التي وصفوها بأنها سلاح الأنظمة الفاشلة، وضرورة الإفراج عن المعتقلين.

وجزم ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #التعذيب_جريمة، بأن الأنظمة الديكتاتورية توحدت في أساليب التعذيب وأجادت بناء المعتقلات، لإخضاع الشعوب وتكريس حكم الفرد وقهر المعارضين وأصحاب الرأي.

وتحدث ناشطون عن أشكال مختلفة من التعذيب يتعرض لها المعتقلون بداية من اختطافهم وتعذيبهم جسديا ونفسيا، مرورا بانتزاع الاعترافات منهم، وتعرضهم لمحاكمات هزلية وصولا إلى الأحكام العبثية، مشيرين إلى أن أكثر المعتقلين أصحاب مكانة اجتماعية مرموقة وشهادات وخبرات علمية عالية وسير ذاتية معتبرة.

ووصفوا الأنظمة التي تمارس الاعتقال التعسفي والتعذيب والتحرش بالنساء وقتل الناشطين بأنها "أنظمة مجرمة تستحق المحاسبة ونزع السلطة منها"، مشيرين إلى أن استمرار الأنظمة المستبدة في حبس المعتقلين في ظل تفشي جائحة كورونا المستجد يمثل تعذيبا ممنهجا.

وأكد ناشطون إلى أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يصفّي معارضيه، ومحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي يقمعهم، ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس النظام السوري بشار الأسد وغيرهم من الزعماء الديكتاتوريين يتلذذون بسحق معارضيهم.

سجون مصر

وقال ناشطون: إن مصر فيها نظام من "أقذر الأنظمة" في العالم التي تمارس التعذيب الجسدي والنفسي والإرهاب ضد شعبها، مشيرين إلى أن الأعداد في مصر لا يمكن إحصاؤها لأن الشعب بأكمله يقع في دائرة التعذيب.

وأكدوا أن سجون مصر مقبرة تحصد أرواح الأبرياء، مناشدين المنظمات الحقوقية والدولية لوقف القتل البطيء للمعتقلين بمنع التريض ومنع العلاج و الحبس الانفرادي، إضافة للتعذيب البدني و النفسي. 

وقال الناشط أحمد سلام: إن "سجون مصر تشهد جرائم التعذيب والإهمال الطبي ومنع الزيارة بل والتعدي على أهالي المعتقلين، واختطافهم وتلفيق القضايا لهم، ونزع الاعترافات تحت التهديد وإذاعتها، فيها مخالفة للقانون والدستور".

وجزمت إيمان بأن "المعتقلين السياسيين في مصر بيشوفوا عذاب وذل وقهر لا يستطيع إنسان تخيله، والعسكر انتزعت من قلوبهم الرحمة ولم يبقى غير الغل والحقد يسخروه لتعذيب المعتقل"، مؤكدة أن "هؤلاء المعتقلين من أرقى طبقات المجتمع وليسوا مجرمين ولا عبيدا".

التعذيب بالسعودية

وتحدث ناشطون عن ضحايا التعذيب في السجون السعودية، متداولين إنفوجراف نشرته منظمة "القسط" لحقوق الإنسان يظهر فيه 25 معتقلا ومعتقلة تعرضوا للتعذيب داخل المعتقلات. ومن بينهم لجين الهذلول، سمر بدوي، هتون الفاسي، عزيزة اليوسف، وليد أبو الخير، سعود الهاشمي، وليد فتيحي، علي العمري، موسى القرني، زعير كتبي، سعود الهاشم، خالد العودة، خالد العمير، عايدة الغامدي، نوف عبد العزيز وغيرهم.

وأكد المغرد علي الهروبي، أن"ما يحدث للمعتقلين بالسعودية جريمة مستمرة تقوم بها السلطات السعودية دون مراعاة مبادئ العدل والإنصاف للأبرياء والمظلومين، وانتهاك صريح لحقوق الإنسان، ويمثل الظلم والاستبداد بشتى أنواعه".

وأكدت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، أن التعذيب لايمارس فقط على السجناء في السعودية، بل حتى على أهاليهم، ناشرة مقطع فيديو لنداء الصفار عضوة بالمنظمة توضح فيه تفاصيل الانتهاكات التي يتعرض لها ذوو المعتقلين.

انتهاكات البحرين

وأجمع ناشطون على أن التعذيب والتنكيل يطال الجميع في البحرين سواء الكبار أو الصغار، النساء أو الرجال، الشيوخ أو الشباب، وأيا كانت مناصبهم مادام لهم رأي يخالف رأي وهوى السلطة الحاكمة.

وأشار القائمون على حساب "مرآة الدراز" إلى أن ٥٦٨٩ مواطنا وثقوا تعذيبهم في البحرين منذ 2011 في قضايا سياسية تتعلق بالمطالبة بالعدالة والحرية والديمقراطية وانتزعت اعترافات مزورة منهم تحت التعذيب، وهناك آلاف لم يوثقوا خوفا.

وأوضحوا أن أكثر من 300 امرأة أيضا تم اعتقالها في البحرين منذ 2011 في قضايا سياسية تتعلق بالمطالبة بالعدالة والحرية والديمقراطية.

ولفت الناشط الحقوقي يحيى الحديدي، إلى اعتقال أكثر من 1500 طفل في البحرين منذ 2011 على خلفيات تتعلق بقضايا سياسية انتزعت اعترافات مزورة منهم تحت التعذيب.

وتساءل أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي حسن المرزوقي: "ماذا عن #ضحايا_التعذيب الذين وثقت عذاباتهم صفحات التقرير الرسمي الخاص باللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وغيرهم!"، مستطردا: "#التعذيب_جريمة لا تسقط بالتقادم، فهل تم محاسبة ومحاكمة جميع من قام بهذا الفعل؟!". وأضاف: "محاكمة ومعاقبة هؤلاء هو التعويض المرجو من أهالي الضحايا عدا تعويضهم ماليا".

بطش الإمارات

وذكر ناشطون إماراتيون بمعتقلين تعرضوا للتعذيب داخل سجون أبوظبي، حيث نشر الناشط الحقوقي محمد بن صقر صورة الدكتور أحمد يوسف الزعابي مدير التفتيش القضائي السابق، موضحا أنه اعتقل  في عام 2012 وما زال يتعرض وغيره للانتهاكات.

وبين أنه "تعرض  للتعذيب بالضرب وغطت الكدمات جسمه، وأصبحت تنزل كميات كبيرة من الدم مع بوله. وسحبت أظافره ضمن ممارسة منهجية لجهاز أمن الإمارات للتعذيب".

 

وقالت عواطف: "استمعت لمرافعات معتقلي الإمارات ودفاعهم عن أنفسهم، وقداشتكوا من التعذيب الذي تعرضوا له من أول لحظة اعتقالهم إلى تلك الساعة، أصناف من التعذيب اللا إنساني صدمت عند سماعها فأنكرت وحشيتها! فرد مسؤول: احمدوا ربكم أنهم ليسوا في سجون  #بشار_الأسد".

سوريا والعراق

وعلى ذكر النظام السوري والإشارة إلى ما يتعرض له المعتقلون في سجون بشار الأسد، أعاد ناشطون نشر الصور التي سربها في 2014 العسكري السوري المنشق المعروف بـ"قيصر" لتوثق تعرض ‏المعتقلين السوريين للتعذيب حتى الموت على يد نظام بشار الأسد.‏

وأشار أبو الحمزة  إلى أن "هناك عدة أشخاص من داخل المناطق المحررة يوجهون رسالة للمجتمع الدولي مطالبين بالإفراج عن المعتقلين داخل سجون الاسد" .

وذكّر ناشطون بما يتعرض له العراقيون داخل السجون الحكومية، إذ أشار أبو ماجد إلى أن التعذيب ما يزال مستمرا فيها، وكل يوم يكشف عن قتل عدد من المعتقلين تحت التعذيب، لافتا إلى أن #الإفلات_من_العقاب هو ما يميز القضاء الحكومي.

يشار إلى أن العالم يحيي في يوم 26 يونيو/حزيران من كل عام اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، بعدما أقرته الأمم المتحدة في 1984 ودخل حيز التنفيذ 1987، بهدف القضاء التام على التعذيب وتحقيقا لفعالية أداء اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة.

وفي عام 1985، عينت لجنة حقوق الإنسان أول مقرر خاص معني بالتعذيب، وهو خبير مستقل مكلف بالإبلاغ عن حالة التعذيب في العالم. وقد اعترفت الأمم المتحدة مرارا بالدور الهام الذي تؤديه المنظمات غير الحكومية في مكافحة التعذيب.

وبحسب المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة الثالثة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، فإنه "لا يجوز إخضاع أي إنسان للتعذيب ولا للمعاملة السيئة أو العقوبة المهينة للكرامة".