مسرحية مخابراتية".. إعلان أحمد طنطاوي الترشح للرئاسة يثير بلبلة بين المصريين"

لندن - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

تفاعل كبير أحدثه إعلان رئيس حزب الكرامة المصري السابق أحمد الطنطاوي، المقيم في لبنان حاليا، عن عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في 2024، المتوقع حسمها لصالح رئيس النظام عبدالفتاح السيسي.

طنطاوي الذي أيد الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز 2013 لكنه أصبح معارضا لسياسات السيسي لاحقا في البرلمان والإعلام، أعلن عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنه سيعود من بيروت إلى القاهرة في 6 مايو/ أيار 2023.

وألمح طنطاوي في منشوره نيته الترشح لانتخابات الرئاسة بالقول: "أعود لأقوم بواجبي في تقديم البديل المدني الديمقراطي الذي تحتاج إليه مصر ويقدر عليه شعبها العظيم".

وقابل ناشطون إعلان الرئيس السابق لحزب الكرامة المصري، بتفاعل غلب عليه السخرية، إذ ادعى البعض أنه مجرد كومبارس أو محلل مدني في انتخابات مضمونة النتائج لصالح العسكر، يجرى إجراؤها دون أية ضمانات كافية على نزاهتها.

وأشاروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #أحمد_طنطاوي، إلى أن السيسي يحتاج مع كل بداية فترة رئاسية جديدة لمرشح يخوض أمامه الانتخابات الرئاسية ليمارس دور "الكومبارس"، لافتين إلى أن حمدين صباحي وموسى مصطفى موسى مارسا ذلك الدور سابقا واليوم يعلن طنطاوي كبديل له.

مرشح أم كومبارس

وتفاعلا مع الحدث، قالت الكاتبة نادية المجد إن طنطاوي قال سابقا إنه ليس لديه مانع من نزول انتخابات رئاسية أمام السيسي.

وأضافت: "بعد النجاح الباهر للحوار الوطني من قبل من يسمون أنفسهم بالحركة المدنية الديمقراطية، حان الوقت لمعارضي الداخل للعب دور فيما تسمى انتخابات رئاسية بعد حمدين صباحي وموسى مصطفى موسى".

وأعرب السياسي عمرو عبدالهادي، عن استيائه من مهاجمة البعض له حين قال سابقا إن أحمد طنطاوي يجهز لأن يكون كومبارس الانتخابات القادمة أمام السيسى، بحجة اصطفاف وأي حلحلة للموقف.

وأضاف: "الناس عارفة إن طنطاوي نجح بأوامر أمن الدولة في البرلمان وطرح نفسه كومبارس واتوافق عليه واليوم يعلنها أنا راجع كبديل مدني في تمثيلية الانتخابات".

وكتب الإعلامي أسامة جاويش، أحمد طنطاوي يعلن العودة لمصر، والسبب القيام بواجبه في تقديم البديل المدني الديمقراطي، متسائلا: "هل هذا إعلان ترشح للرئاسة ؟ أم تحدٍّ جديد للسيسي ونظامه؟ فيما علق علوان أبو البكري، على إعلان طنطاوي، قائلا: "ويكأننا أمام انتخابات حقيقية".

وقال: ذهب هذا المهرج إلى لبنان ثم الآن يعلن العودة إلى أرض الوطن والترشح في الانتخابات أمام قائد الانقلاب العسكري، لإضفاء المزيد من الشرعية على المجرم السيسي، مؤكدا أنها "مسرحيه بايخة من قبل أن تبدأ".

ورأت المغردة زينة، أن طنطاوي "كومبارس مثل الذي سبقه"، قائلة: " لم أرتح له، منذا أن كان فاتح صدره فى البرلمان ولا أحد كان يقترب إلى جانبه". وتعجب لؤي الخطاب، من منح أحمد الطنطاوي الذي يعد إنجازه الوحيد أنه لا يحب رئيس الجمهورية، أنه يعطي نفسه لقب "البديل المدني الديمقراطي"!.

إحراج الديكتاتور

من جانبه، أكد رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، أن حكم العسكر والديمقراطية لا يجتمعان، وأن وجود العسكر ووجود انتخابات رئاسية حقيقية خرافة لا تليق بالعقلاء.

وأضاف: "لكن لا مانع من ترشح شخصية جادة أو أكثر، لا تكون على طريقة حمدين"، قائلا إنه مهم توالي إحراج الديكتاتور وإرباكه والضغط عليه، معركة مكسبها متواضع، لكن النصر عادة يأتي من تراكم المكاسب الصغيرة.

وعد المدير العام السابق لجريدة المصري اليوم فتحي أبو حطب،  كل حديث عن المشاركة في انتخابات الرئاسة قبل الإعلان عن شروط المشاركة "باطل"، قائلا: "لن نسمح بتكرار حرمان المرشحين من الظهور في وسائل الإعلام كما حدث مع خالد البلشي ".

وخاطب طنطاوي والقوى السياسية، قائلا لهم: "ننتظر شروطكم قبل موافقتكم!، والعفو الشامل عن السجناء السياسيين، يجب أن يكون من شروط المشاركة". 

وأضاف: "لا تجب المشاركة في الانتخابات قبل إغلاق ملف السجناء السياسيين بالكامل ورفع يد الأجهزة عن وسائل الإعلام".

فيما، سخرت المغردة أحلام، قائلة إن "أحمد طنطاوي مهما دلعوه وسموه مرشحا رئاسيا بخلفية برلمانية هيفضل برضو موسى مصطفى موسى أو بالكتير حمدين صباحى".  وقال أحد المغردين: "أهو طلع البديل طبعا لأنه حمدين اتحرق، ده يسد بداله يخرج يتصنفر ويتغندر ويأخد شهره ويرجع علشان يدخل أمام السيسى ويسقط ويكون الثالث بعد الأصوات الباطلة..".

خطة مخابراتية

بدوره، رأى طاهر عبدالرازق، أن السلطة بعدما فشلت في مخطط الانهيار الاقتصادي من سوق سوداء واحتكار للسلع، استقرت على خطة بديلة بفرض أحمد طنطاوي الذي وصفه بأنه أحد عملاء المخابرات الإنجليزية وعميل بدرجة رئيس.

وأشار مصطفى غالي، إلى أن المخابرات المصرية أعطت الإذن للناصري أحمد طنطاوي من أجل المشاركة في الانتخابات الهزلية سنة 2024".

واتهم المخابرات بالبحث عن أي مرشح في هزليتهم سواء كان عماد المجنون صاحب العلم الأحمر، أو أي محلل غير شرعي آخر!.

وقال المحامي المتقاعد وحيد النوبي، أن كل ما يحدث حركات العسكر والمنافقين لإقناع الناس أن فيه انتخابات، متهما مخابرات العسكر بإعداد طنطاوي للعب دور الكومبارس مقابل ملايين مثله مثل السابقين، ووصف ذلك بأنه "لعبه قذرة لن تنطوي على أحد".

وأوضح مجدي مغاوري، أن عودة طنطاوي وكلام السادات عن انتخابات يعطي شرعية لوجود السيسي لأنهم عارفين إنه لازم يكون فية محلل، ونجاح السيسي بأي شكل، إما بالعزوف عن الانتخابات أو التزوير، مؤكدا أن خروج الطنطاوي للخارج مسرحية بالاتفاق مع النظام ليس إلا.

إجهاض الحراك

وعن توقيت إعلان طنطاوي ترشحه، أرجع ناشطون ذلك إلى أنها جرعة تخديرية للشعب الغاضب من الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار، تتزامن مع مؤشرات على عزم المصريين الخروج في احتجاجات مناهضة للسلطة.

وتهكم الإعلامي حسام الغمري، قائلا: "عاوزك تفرح يا شعب وتتطمن خالص وتنام في العسل ليه؟ أصل أحمد طنطاوي اختار النهاردة بالذات عشان يعرفك إنه راجع يوم 6 مايو عشان يشيلك السيسي بالانتخابات فمش ضروري بقى تتشاقى يا شعب في صلاة التراويح وركز في المسلسلات عشان اللي فشل ينجح في دايرته أو ينتزع حكم قضائي ينصفه".

وأشار الدكتور صلاح الدين، إلى أن المخابرات تحاول إجهاض  ثورة الخلاص بالإعلان عن كومبارس جديد، وذلك بالتزامن مع ظهور دعوات الخلاص بعد صلاة العيد.

وقال الصحفي مصطفى عاشور: "عاوز حد يقولي ايه الفرق بين حمدين وغيره من البهوات محللي الكرسي الكبير؟ عشان نقول إن نائب البرلمان الذي دخل البرلمان في عهد السيسي وصال وجال وأعرب عن كرهه للسيسي (والحقيقة كان فارسا مغوارا أمام أعيننا لا نستطيع إنكار ذلك مستغربين من جرأة الرجل الوحيد داخل البرلمان)".

وأضاف: "لكنني كنت أسال نفسي دائما من سيلعب دور حمدين صباحي في انتخابات 2024؟ بعد أن ابتذل الدور وبدأ واهيا مع مسرحية مصطفى موسي الفاشلة؟ ولماذا سيسمح السيسيي والجيش بصاحب الخلفية المدنية بينما كل ذا خلفية عسكرية كان مصيره السجن أو المذلة !!".

وتابع عاشور: "الحقيقة لا أستطيع أن اتهم السيد أحمد طنطاوي بأي شيء فالرجل أمامنا مناضل شريف لكني غير قادر علي تصديق براءة السيناريو الذي يسعى له؟ قد يزعج كلامي البعض لكنها الحقيقة فالسيسي لن يترك الكرسي للأخ أحمد طنطاوي لأنه باختصار ليس كرسيا لنقابة مهنية".