هل بإمكان ترامب أن يُنتخب رئيسا بعد محاكمته المتعلقة برشوة ممثلة إباحية؟

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

بعد إعلانه توقعه اعتقاله قريبا، فندت صحيفة "معاريف" العبرية، التأثيرات المتوقعة للقضايا الجنائية التي يواجهها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لا سيما فيما يتعلق بترشحه للانتخابات الرئاسية في عام 2024.

وبخسارة ترامب سباق الرئاسة في عام 2020، فُتح الباب أمام الملاحقة القضائية، في كل من قضية رشوة الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز عام 2016، وقضية أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني 2021.

ويواجه ترامب هذه الأيام تحقيقا في نيويورك يفرض عليه الإجابة بشأن دفعه مبلغ 130 ألف دولار قبل أسابيع من فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2016، لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز، لشراء سكوتها عن علاقة يعتقد أنها كانت قائمة بينهما خارج إطار الزواج.

سابقة أميركية

وفي الأيام الأخيرة، أصبح ترامب هو محور تحقيق كبير من قبل المدعي العام لمنطقة مانهاتن في نيويورك، ألفين براغ، في قضية دفع أموال لدانيلز من قبل محاميه مايكل كوهين في عام 2016.

وتشير الصحيفة العبرية إلى أن التحقيق دخل مرحلة جديدة في الأسابيع الأخيرة.

وأخيرا، اتصل مكتب السيد براغ بمحامي ترامب لتقديم فرصة للإدلاء بشهادته طواعية، في إشارة إلى احتمال وجود لائحة اتهام أو لوائح اتهام قيد التنفيذ.

وبسبب هذا الاتهام، أصبح براغ في قلب عاصفة سياسية، وعلى الرغم من ذلك، فقد شدد مرارا على "أنه لا يلقي بالا للسياسة عندما يريد توجيه الاتهام لشخص ما في قضية ما". 

وتقول الصحيفة العبرية، إن تمسك براغ بعدم الاكتراث بالتداعيات السياسية التي قد تجلبها قرارات مكتبه، لم يبعد عنه هذه المرة العاصفة السياسية التي تحوم حوله.

وأكدت أنه أصبح على مقربة من أن يكون أول مدعٍ عام يصدر اتهاما بحق رئيس أميركي سابق، ذلك أنه لم يتم توجيه اتهام قط لرئيس أميركي، سواء كان في منصبه أو غادر البيت الأبيض.

وفي 18 مارس/ آذار 2023، تنبأ ترامب نفسه باحتمالية اعتقاله. إذ كتب على منصته "Truth Social" رسالة غاضبة، قال فيها إن "المرشح الجمهوري البارزـ الرئيس الأميركي السابق، سيُعتقل".

وهنا أشارت الصحيفة إلى أنه في حال اُتهم ترامب فعليا بارتكاب جريمة، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها التحقيق دائرته المقربة.

فمنذ حملة 2016، كان هناك العديد من التحقيقات التي أدت إلى توجيه العديد من لوائح اتهام ضد شخصيات مرتبطة بالحملة.

لكن بروتوكول وزارة العدل ضد عزل رئيس من منصبه أضعف أي احتمالية للتحقيق معه شخصيا أثناء وجوده في منصبه.

وبخسارة ترامب سباق الرئاسة في عام 2020، فُتح الباب أمام الملاحقة القضائية، في كل من قضية دانيلز، وقضية أعمال الشغب في الكابيتول.

وتوضح الصحيفة أن التحقيق الثاني مستمر، مع إمكانية توجيه تهم محتملة لكل من ترامب وأعضاء فريقه القانوني.

تأثير التحقيق

هنا تطرح "معاريف" تساؤلا حول سباق الرئاسة عام 2024: "هل سيتمكن دونالد ترامب من المشاركة إذا كان متهما جنائيا؟"

من الناحية القانونية، تشير الصحيفة إلى عدم وجود قيود في دستور الولايات المتحدة تمنع أي شخص جرى إدانته بارتكاب جريمة من الترشح للرئاسة أو الفوز بها.

وفي حال تمت محاكمته وإدانته في إحدى ما يسمى "المحاكمات السريعة"، لا يزال بإمكان ترامب إدارة حملته الرئاسية من زنزانة السجن.

ولكن الغامض والمحير، من وجهة نظر الصحيفة، هو ما سيحدث في حال فاز ترامب برئاسة الولايات المتحدة من داخل السجن.

حيث تشير الصحيفة أنه مثلما لا توجد قيود في الدستور قد يواجهها الشخص المتهم أثناء قيامه بحملته الانتخابية، لا يوجد أيضا نصوص توضح ما يجب أن يحدث في حالة تبرئته. 

وتابعت مؤكدة: "لا يوجد أي نص في الدستور من شأنه أن يمنح ترامب تلقائيا إرجاء من السجن، باستثناء احتمال إسقاط أي تهم توجهها السلطات الفيدرالية". 

من ناحية أخرى، تُعد قضايا الاضطهاد على مستوى الدولة من أكثر القضايا تعقيدا.

وتشير الصحيفة إلى أنه في حال إدانته، فإن هذه القضية تصبح خارج نطاق سلطة ترامب بالعفو. 

وتابعت: "إذا اتّهم ترامب جنبا إلى جنب مع فوزه في الانتخابات، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى معركة قانونية ضخمة، لتحديد إذا ما كانت هناك طريقة لإزالته من منصبه".

وإذا لم يتمكن ترامب من تجنب الوصول إلى هذه المرحلة، فمن شبه المؤكد أن يؤدي ذلك إلى عزله أو مقاضاته من خلال التعديل الخامس والعشرين لدستور الولايات المتحدة.

حيث يسمح هذا التعديل لمجلس الوزراء بإقالة الرئيس في حال عدم قدرته على القيام بواجباته.

وبموجب ذلك، توضح "معاريف" أن العديد من واجبات ومظاهر الرئاسة سيكون من المستحيل تشغيلها وأداؤها من زنزانة السجن.

وفي الختام، تعتقد الصحيفة أنه رغم ذلك، ماتزال أي إدانة محتملة لترامب بعيدة المنال.