"حرييت": ثلاث تفسيرات لرسائل أوجلان.. كيف قرأها أردوغان؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "حرييت" التركية، مقالا لأحمد هاكان، سلّط فيها الضوء على رسائل عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل لدى السلطات التركية، موردا تفسيرات ثلاث محتملة لتلك الرسائل التي جاءت قبل انطلاق الانتخابات البلدية المعادة في إسطنبول.

وقال الكاتب في مقاله، إن رسائل عبد الله أوجلان الأخيرة، تحمل تفسيرات ثلاث: الأولى، أنها تصب في صالح حزب العدالة والتنمية، والثانية ضده، والثالثة ليست في صالح حزب الشعب الجمهوري، لكنه يرى أن أي من هذه الاحتمالات ليس دقيقا، وأن أكثر الآراء دقة هو رأي الرئيس أردوغان الذي قال: "إنه صراع على القيادة بين ديميرطاش وعبد الله أوجلان".

تساؤلات حول الرسائل

وتساءل هاكان في بداية مقاله: هل يحتاج حزب الشعوب الديموقراطي دقائق من أجل إرسال رسائله إلى الرأي العام، أو حتى هم بحاجة إلى إخفائها؟ ألم يقل سيزاي تيماللي إرادة عبد الله أوجلان هي إرادتنا وقراره قرارنا؟ وسيزاي تمللي هو الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديموقراطي المعارض.

ويتابع الكاتب تساؤلاته: هل يمكن أن يخطر في بال أعضاء حزب الشعب الجمهوري، أن "أوجلان" قاتل أطفال؟ ألم يطلق على أوجلان- ديميرطاش شعار "أيام جميلة"- وصلاح ديمرطاش هو رئيس حزب الشعوب الديموقراطي- المعتقل منذ نحو عامين.

وتساءل أيضا: ألم يقال أوجلان في عزلة ولا يعرف ما يقول؟ وبالطبع من حزب العدالة والتنمية، ألم يصدر تصريحات من قادته تقول: إن رأس الإرهابيين يدعم أكرم إمام أوغلو في الانتخابات؟

أثارت دعوة عبد الله أوجلان زعيم حزب "العمال" الكردستاني، الخميس الماضي، إلى حزب "الشعوب الديمقراطي"، لالتزام الحياد في انتخابات الإعادة على رئاسة بلدية إسطنبول، التي انطلقت اليوم الأحد، تساؤلات عديدة عن توقيتها، وإمكانية تأثيرها في نتائج الانتخابات.

وأفادت وكالة "الأناضول" بأنّ أوجلان قال، في رسالة تُليت أمام الصحافة: إنّ "مفهوم التحالف الديمقراطي، في حزب الشعوب الديمقراطي، يقضي بألا يكون طرفا أو سندا في مناقشات الانتخابات الحالية، وأن أهمية التحالف الديمقراطي، تكمن في أنّه لا يشارك في المعضلات، ويصر على موقفه المحايد في الانتخابات".

وأضاف أوجلان: أنّ "المسار القائم على ركائز الإجماع الديمقراطي، والسياسة الحرة، والقانون العالمي، هو البرنامج السياسي الأكثر دقة وإنتاجية".

وأوجلان هو أحد مؤسسي حزب "العمال" الكردستاني (بي كاكا)، الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون تنظيما "إرهابيا"، ومسجون في تركيا منذ عام 1999.

وأوضح الكاتب، أنه "في هذه الأيام، أعضاء حزب الشعب الجمهوري يعملون على تجميل صلاح الدين ديميرطاش، إنهم يحبونه لدرجة كبيرة، لو استطاعوا لوضعوه في السماء".

وواصل حديثه: "للحظة فقط، لو قال ديميرطاش، سنبقى على الحياد، وسنلتزم بأوامر أوجلان، ويسأل ماذا يمكن أن يحدث؟ ألن يقال، إن ديمرطاش خائن وبائع لقضية، وكم هو إرهابي، ويستحق التعفن في السجن".

ثلاثة احتمالات

ويتابع الكاتب، بالقول: إن للمكتوب الذي أرسله أوجلان، هناك ثلاثة احتمالات: "الأول، أن هذا الخطاب يصب في صالح الحكمة"، وإلا يقول الكاتب: "لكانت الحكومة منعت هذا الخطاب وحالت دون وصوله إلى قواعد الحزب ووسائل الإعلام المختلفة".

أما الاحتمال الثاني، بحسب رأي الكاتب، فإن "الخطاب لا يصب في صالح حزب الشعوب الديموقراطي، لأنه، لو كان كذلك، لعمم الحزب هذه الرسالة، وعزز من توصيات أوجلان". بينما الاحتمال الثالث: "لو كانت هذه الرسالة تصب في صالح مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، فستكون معنويات الأخير وأنصاره عالية جدا".

ومضى الكاتب يقول: في لقاء أجراه الرئيس اردوغان مع عدد من القنوات التركية، وكان أحد الذين شاركوا هذا اللقاء كمقدمين، وقال: إنه سأل الرئيس أردوغان، ما علاقة الانتخابات بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؟ وسأله عن الإسراف والعظمة وحب الظهور وغيرها، كما سأله عن احتمالية فوز إمام أوغلو في الانتخابات هل سيتولى مهمته؟ وهل ستندمون ساعتها لو خسرتم الانتخابات أنكم قمت بإعادتها؟

وأشار إلى أن الكثير من الأسئلة تلقاها الرئيس، لكن إجاباته والتي كانت مثل "ضربة معلم" هي تعليقه على رسالة عبد الله أوجلان والتي دعا أنصاره لعدم التصويت لأكرم إمام أوغلو، قال الرئيس تعليقا على ذلك: "إن هذا صراع على قيادة الحزب والمنظمة بين صلاح الدين ديميرطاش وعبد الله أوجلان، وهذا الصراع لا يعنينا بشيء".

كيف قرأها أردوغان؟

وبعد الكشف عن رسالة أوجلان، الخميس الماضي، ظهر أردوغان، في حوار مباشر، وسُئل في اللقاء عن توقيت وأهمية الرسالة التي وجهّها أوجلان، ودورها في نتائج الانتخابات، مجيبا: أنّه يرى الأمر "مجرد صراع قيادة وتصفية حساب، بين حزبي الشعوب الديمقراطي والعمال الكردستاني، لاسيما بين أوجلان، ودميرطاش، مع ارتباط قيادة العمال مع الشعوب"، مضيفاً أنّ "الدعوة ليست إلا لإظهار قوة الحزب، وقوة القيادة التي يطلبها أوجلان".

ونفى أردوغان، أن "تكون الدعوة موجّهة لدعم حزب العدالة والتنمية، عبر حليفه حزب (الحركة القومية) اليميني، ولهذا فإنّ التحالف الجمهوري الذي يضمهما لا ينتظر أي دعم من أنصار حزب العمال الكردستاني، الذين يدعم قسم منهم حزب الشعب الجمهوري، وقسم منهم يبحث عن طرف ثالث".

وتابع الرئيس التركي: "لهذا فإن مرشح العدالة والتنمية لإسطنبول بن علي يلدريم، لم يكن له أي توجهات أو مطالب لكسب أصوات هذه الشريحة"، وحذّر الرئيس "الناخبين الأكراد من تعرّضهم لاستثمار العمال الكردستاني الذي يرسل قوائم بأسماء أعضاء برلمانيين لا يفيدون الأكراد بشيء".

حزب الشعوب يرد

إلى ذلك، أعلن الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد في تركيا في بيان الجمعة، أنه "سيواصل دعم مرشح المعارضة في التصويت لاختيار عمدة إسطنبول رغم المزاعم بأن زعيما كرديا سجينا يريد أن يكون الحزب محايدا".

وقال البيان: "إن التغيير غير وارد في إستراتيجية حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات إسطنبول"، مؤكدا قرار دعم مرشح المعارضة الرئيسي أكرم إمام أوغلو المنتمي لحزب الشعب الجمهوري.

الحقيقة، يوضح الكاتب، إن هناك الكثير من القادة – ومنهم – أردوغان يقفون بثبات حين توجه لهم أسئلة صعبة، لا يرتبكون ولا يتعرقون، لديه القدرة على التعامل مع الأسئلة الصعبة والمحرجة.

وأردف: لهذا السبب، فإن عنوان أردوغان الوحيد الأسئلة المتعلقة بطبيعته، أولا وقبل كل شيء، يؤدي إلى عدم الكشف عن أدائه بالكامل. لهذا السبب، من المفيد معالجة أسئلة الصحفيين الذين ليسوا من نفس الرأي.

وأفاد الكاتب، بأن اللقاء انتهى، وبعدها أهدى الرئيس أردوغان مسبحتين أعطى واحدة للكاتب والثانية للمذيع الآخر، وهنا قال هاكان، إن اللقاء كان جميلا ولم يكنوا مغتاظين، وذلك ردا على مقولة أردوغان حين أعطاه الهدية (السبحة) إذ قال: "هذه السبحة عبارة عن هدية سلام". لكنه لم يتأكد أي الكاتب من أنه سمع رده عليه.