وفاة رجل أعمال سعودي أثناء مدحه "ثلاثي الشر".. وناشطون: خاتمته شهادة زور

12

طباعة

مشاركة

توفي رجل الأعمال السعودي محمد بن ناصر بن وزن القحطاني، أثناء إلقائه وصلة وصفها ناشطون بـ"التسحيجية" لمن يطلق عليهم "ثلاثي محور الشر"؛ رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد.

كلمات القحطاني المقيم بالإمارات والذي يرأس مجلس إدارة شركة السلام القابضة، قالها خلال مشاركته في المؤتمر العربي الإفريقي، الذي عقد بدار حرس الحدود بالقاهرة مساء 8 أغسطس/آب 2022، تحت عنوان "تأييدا لإنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي".

وكان خلف القحطاني صور للسيسي وابن زايد وابن سلمان، أشار إليها ووصفهم هم والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بالقامات العظيمة التي حافظت على الأمن في بلدانها.

ووصف القحطاني في كلمته ابن زايد بأنه "عميد الإنسانية ورجل السلام"، ثم سقط على الأرض، وفزّع حاضرين وبينهم زوجته التي كانت على مقربته لإسعافه لكنه فارق الحياة.

مشهد سقوط القحطاني وتوقيت وفاته الذي أعقب كلماته أثار ردود فعل واسعة بين الناشطين على تويتر، إذ دفعت ناشطين للتذكير بفساد سياسات الحكام الذين طبل لهم ووسمهم بالعظمة وأثنى على تاريخها في محاولة لتلميع صورتهم.

وأكدوا عبر تغريداتهم على وسم #محمد_القحطاني، أن المشهد رسالة من عشرات الرسائل التي يبعثها الله لعباده ليراجعوا مواقفهم من دعم الظالمين والمستبدين، موجهين مشهد نهاية حياة القحطاني لكل الأبواق المناصرة للظالمين. 

ورأى ناشطون أن القحطاني مات موت الفجاءة وهو ينافق ويزور شهادته ويرائي الملك سلمان، ويمتدح ما وصفها بإنجازات السيسي، ويصف محمد بن زايد بعميد الإنسانية، لافتين إلى أن آخر عمله في الدنيا قبل أن يذهب لقبره هو شهادة الزور.

وأعربوا عن أسفهم من أن يختم القحطاني حياته بشهادة زور في حق من يصفهم شعوبهم بـ"طغاة العرب" أو زعماء أنظمة محور الشر، أصحاب سجلات مليئة بالانتهاكات الحقوقية والإنسانية بحق شعوبهم، فضلا عن تدخلاتهم في دول أخرى وإدارتهم للحروب وسرقتهم لثروات شعوبهم.

وتداول ناشطون مقاطع فيديو من زوايا مختلفة تظهر لحظة سقوط القحطاني حين أفضت روحه إلى ما قدمت، وعدوه دليلا على سوء خاتمته، كما تداولوا مقاطع أخرى له جالسا بجانب زوجته الإماراتية عائشة الجابري، قبل أن يلقي كلمته مادحا الحكام الثلاثة.

عبرة وعظة

وتعقيبا على مشهد الوفاة، حث الكاتب السياسي والباحث خليل المقداد، أولي الألباب للنظر والاستماع والاتعاظ مما حدث للقحطاني.

فيما دعا المغرد مصطفى لأخذ العبرة ممن يطبلون ل #الحكام_العرب_المجرمين وليعلموا أن الله يمهل ولا يهمل، لافتا إلى أن #محمد_القحطاني توقف قلبه ومات وآخر ما كان يقوله تطبيل للمجرم #السيسي.

وأكد مصطفى غالي، أن وفاة محمد القحطاني أثناء إشادته بمحمد بن زايد وفي الخلفية صورة السيسي، هي نذر وإنذار وتحذير من الله لجميع المنافقين الذين يدعمون الظالمين من الحكام والأجهزة.

وكتب مغرد آخر: "كفى بالموت واعظاً... اللهم لا شماتة"، وأقسم بالله أن القحطاني لن ينفعه السيسي ولا سلمان ولا ابن زايد.

وأكد الصحفي صلاح بديوي، أن ما حدث للقحطاني رسالة من عند الله، لافتا إلى أن آخر من أشاد به كان شيطان العرب -محمد بن زايد-، وفق وصفه.

فيما رأى الكاتب والصحفي السوري أحمد موفق زيدان، أن ما حدث للقحطاني هو مصير الاقتراب من طغاة العصر.

خاتمة سوء

وعد ناشطون ما حدث للقحطاني بمثابة خاتمة سوء إذ لم ينطقه الله بشهادة الحق وإنما عمد إلى تزييف الحقائق وتضليل الحاضرين.

ووصفت الأكاديمية الأردنية فاطمة الوحش، ما حدث للقحطاني بأنها "خاتمة سودة بشهادة زور قذرة".

وأشارت الأكاديمية السعودية المعارضة حنان العتيبي، إلى أن القحطاني شهد الزور لأكثر ثلاثة أفسدوا البلاد وأراد الله لملك الموت أن يقبض روحه وهو يشهد الزور ليُبعث عليها يوم الدين.

وأوضح رئيس تحرير موقع "وطن يغرد خارج السرب"، نظام المهداوي، أن هناك بشرا ينعم الله عليهم بنطق الشهادة قبل أن يتوفاهم وهناك بشر ينهون حياتهم بشهادة زور ونفاق بأن طاغية كشيطان العرب #محمد_بن_زايد هو رجل السلام.

وذكر ثائر الخطيب، بأن من أحب شخصا حشر معه، واصفا القحطاني بأنه شاهد زور باع آخرته بدنيا غيره، ليكون عبرة وعظة لمن يدعم ويحابي الظلمة والقتلة، كما وصف شهادته بأنها شهادة زور.

وأشار الصحفي المصري محمد القدوسي، إلى أن "القحطاني نافق #السيسى و #محمد_بن_زايد فصرعته سكتة قلبية قبل أن يكمل كلامه".

شهادة زور

ونشر ناشطون حديث النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في صحيح مسلم، "يبعث كل عبد على ما مات عليه"، أي على الحالة التي مات عليها.

وكتبت الناشطة المصرية غادة نجيب: "ألا وقول الزور وشهادة الزور حينما تكون أحد أعوان الظالم، فتشهد شهادة زور، فيأتيك ملك الموت، فتموت وأنت عل شهادة الزور، يبعث الناس على آخر ما قالوه".

ودعت إلى تخيل أن القحطاني سيبعث على مدحه لمثلث الإجرام في المنطقة ابن سلمان، ابن زايد، السيسي.

وقال المدون واليوتيوبر المصري عبدالله الشريف، مخاطبا القحطاني: "سَتُكمِلُها يوم البعث يا قحطاني" في إشارة إلى كلمته التي خصصها لمدح رؤساء أنظمة عرفوا بديكتاتوريهم واستبدادهم وقمعهم لشعوب بلادهم.

ورأت الناشطة السعودية نورة الحرب، أن القحطاني لو كان تكلم عن حقيقة جرائم السيسي وابن زايد وابن سلمان وما فعلوه بالشعوب لكتب له أفضل الجهاد، أي كلمة حق عند سلطان جائر، "ولو قتلوه لكان قتلا في سبيل الله".