"أراجوز رمضان".. محاولات تجميل السيسي في عمل درامي تثير سخرية واسعة

12

طباعة

مشاركة

تزامنا مع الانتقادات المتواصلة ضد رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، بثت أولى حلقات مسلسل "الاختيار 3" المنتج من قبل شركة "سينرجي للإنتاج الفني" التابعة للمخابرات العامة، في أول أيام رمضان.

الحلقة الأولى أثارت غضب وسخرية واستهجان ناشطين على "تويتر"، خاصة اختيار الشخصيات التي جسدت شخصية السيسي والرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي وغيرهم، مؤكدين أن الحلقة "كانت مليئة بالزيف والكذب والمغالطات وتشويه التاريخ". 

وأعربوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها #الاختيار3، عن استيائهم من الطريقة التي جسد بها الممثل صبري فواز شخصية مرسي وتحويل ملامحه إلى نظرة اشمئزاز وتشويه ابتسامته في محاولة للإساءة إلى مرسي وتنفير المشاهدين من رؤيته.

وأكد ناشطون أن شخصية الرئيس الراحل مرسي مكتوبة بإجحاف، مشددين على أن مرسي "كان الاختيار الحر لشعب مارس الحرية مرة واحدة في تاريخه، وكل من عدا ذلك انقلاب وقتل وإجرام، وتكميم، وسجون، وتعذيب".

وأثنوا على أنه رغم بشاعة العمل الدرامي، إلا أنه رفع ذكر مرسي وكان فرصة ليترحم عليه الآلاف من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، مشيرين إلى أنه "جاء ليجمع القلوب والدعوات الصادقة له رغم ما حمله من إساءة وامتهان لشخصه". 

وذكر ناشطون أن العسكر انقلبوا على مرسي وسجنوه ومنعوا عنه الدواء وأهملوه طبيا حتى توفاه الله، ساخرين من الطريقة التي جسد بها الممثل ياسر جلال لشخصية السيسي وما يحمله من مبالغة في الأداء وترقيق للصوت وإعادة للكلمات.

وأشار ناشطون إلى أن المسلسل يهدف لخدمة فكرة واحدة ونظام واحد وتحسين صورة شخص واحد، حتى يظهر في صورة البطل المغوار الذي أنقذ البلاد من مصير مجهول.

وضاعة الفن

الناشطون نددوا بمحاولة القائمين على العمل من الحط من قدر مرسي الذي كان يملك درجة علمية عالية ووصل إلى السلطة عبر انتخابات حرة نزيهة، محتفين بأن المسلسل أعاد التذكير به بعد ثلاث سنوات من وفاته داخل قفص زجاجي بقاعة محكمة جنايات القاهرة، في 17 يونيو/حزيران 2019.

عضو الفريق الرئاسي للرئيس مرسي، أحمد عبد العزيز، نشر صورة تجمع الممثل الذي يجسد شخصية مرسي في المسلسل والصورة الحقيقية للرئيس السابق، وكتب: "سيدي الرئيس.. يقولون إن هذا المسخ يمثل شخصيتك في مسلسل وقح منحط كصانعيه.. صنعوا شخصية من وحي خيالهم المريض، لا تشبهك في شيء، في محاولة بائسة للنيل منك".

وقالت الكاتبة ابتسام آل سعد إن "مسلسل الاختيار3 يواصل وضاعته وتفاهته في الإساءة للرئيس الراحل مرسي بتصوير مرحلة حكمه بالديكتاتورية وشخصيته بالمهزوزة المسيرة من بطانة الإخوان المسلمين!، في إساءة لميت وتزييف لمرحلة ديمقراطية من مراحل مصر".

ورأت المغردة، رعد محمد، أن "تجسيد شخصية الدكتور مرسي رحمه الله في مسلسل الاختيار الغرض منه ليس فقط النيل من شخصه، ولكنه أيضا تنكيل بالشعب المصري الذي اختاره وعقوبة له بكي وعيه تماما، وكأن العسكر يقولون: اختياركم الذي فرضتموه علينا سندوس عليه في مسلسلاتنا ونفرض عليكم روايتنا". واستنكر عضو جمعية المحامين الكويتية، سعود الخيوطي، "التطاول والتجريح في حق شخص الدكتور مرسي، لأن الأصل هو أننا عندما نختلف لا نذهب لمنطقة نخسر فيها أعظم ما نمتلك هي الأخلاق.. وشرف الخصومة". ورأى المغرد أنس الشيخ، أن "الحاجة الجميلة في مسلسل الاختيار أنه دفع الجميع للدعاء للرئيس مرسي الله يرحمه ويغفر له ويجعل قبره روضه من رياض الجنة، وأن يتذكره الجميع في رمضان بالدعاء هو وكل شهيد قتل بدم بارد من تلك العصابة".

رواية ساقطة

وبرز حديث الناشطين عن الأزمات التي ورط فيها السيسي البلاد منذ وصوله للسلطة عبر انقلاب عسكري على الرئيس الشرعي مرسي في يوليو/تموز 2013، مؤكدين أن المسلسل "يهدف إلى تلميع صورته وتزييف الحقائق والعبث بالتاريخ".

وأكد الحقوقي أسامة رشيد أن "عقدة الشرعية وحجم الأدلة التي تكشفت حول جريمته وغدره تجعله مأزوما ويحاول ترسيخ روايته الساقطة!"، مذكرا بأن "قديما قال خبراء الجريمة المجرم يحوم حول جريمته، والسيسي تآمر بإسناد صهيوني وبعض ممالك الخليج الذين أرعبتهم ديمقراطية مصر للاستيلاء على السلطة بالمذابح التي ارتكبها لقمع الشعب".

وتهكم رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، جمال سلطان، على المسلسل قائلا إن "الذين فشلوا في الحياة ونشروا الفقر والبؤس بين الناس في الواقع، وأغرقوا البلاد في الديون، وجعلوها تعيش على التسول، يتصورون أنهم يمكن أن يقنعوا الناس بنجاحهم وروعة حكمهم البائس بمسلسل تليفزيوني!". الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، وصف النظام الحاكم في مصر بأنه "عصابة خاطفة وطن عزيز بقوة السلاح، ومعهم طبلة ومكياج رخيص يجملون به وجههم القبيح". وأكد رئيس مركز "هويتي" لدراسات القيم والهوية، إبراهيم الديب، أن "السيسى يسرف في الكذب والخيانة ويحاول تزوير التاريخ بأنه كان من المشرفين"، قائلا إن "الواجب فعله مقاطعة وحصار وفضح الاختيار3، والرد على كذبه بالحقائق والمستندات وروايات من تبقى من صناع الأحداث الحقيقيين".

وعدد الأسباب التي اضطرت "الخائن المنقلب" إلى إنتاج مسلسل "الاختيار 3"، ومنها هزيمته النفسية داخليا وإحساسه بالضعف والدونية أمام أول رئيس شرعي لمصر، وفشله في كل شيء وعدم الوفاء بأي وعد للشعب واكشتافه حقيقته والبحث عن شرعية لوجوده.

وأشار الديب إلى أن "من بين الأسباب التي دفعته لإنتاج المسلسل أيضا إفلاسه عن إنتاج أي حلول ووسائل أخرى جديدة لخداع الشعب، ومحاولة امتصاص البغض والغضب الشعبي وغليان الشارع ضده، وإحساسه الداخلي بعظم الجرائم التي ارتكبها والرعب من ساعة الحساب وانتقام الشعب".  

سخرية وتهكم

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بتحول المسلسل إلى "مادة للسخرية بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في دلالة على رفض الروايات الموجهة"، مستنكرين على الممثلين المشاركين في العمل "انحدارهم إلى هذا المستوى الأخلاقي وقبولهم بالمشاركة فيه".

الصحفي عمرو خليفة، أكد أن "أجمل حاجة في الشعب المصري أنه أذكى بمراحل عن نظرة الحاكم المتعجرف له"، مخاطبا القائمين على الاختيار3 بالقول: "سترون أياما سوداء، لأن عقل هذا المحلل مستشف كم أفيهات غير مسبوقة على حسابكم".

وأشار الحقوقي عمرو عبدالهادي، إلى أنه "لم يشاهد أي جزء من مسلسل الاختيار التابع للشؤون المعنوية والمخابرات الحربية"، لافتا إلى أن "السخرية والتهكم على الحلقة الأولى من الجزء الثالث التي عرضت عالمية".

وأضاف: "لسه 29 حلقة.. ياه يا السيسي حتى في رمضان عامل أراجوز للناس، غالبا هو سيحبس ياسر جلال أو يعتزل بعد كمية الألش دي (السخرية)".

ونشر الإعلامي، أسامة جاويش، مشهدا من المسلسل تظهر فيه سفرة الرئيس مليئة بأنواع مختلفة من الطعام والمحاشي واللحوم والدواجن، ساخرا بالقول: "وثلاجته مكانش فيها غير مياه بس عشر سنين". ورأى أحد المغردين، أن من الواضح أن "ياسر جلال كان عنده اختيار الفلوس أهم من اختيار حب الجماهير"، قائلا: "يا ياسر بئس الاختيار اخترت، ستبقى وصمة عار في تاريخك الفني ليس لأنك تمثل في مسلسل فاشل ورديء، بل لأنك تمثل شخصية رديئة اجتمع المصريون على كرهها وبغضها".