البرهان يقتدي بالسيسي.. غضب من وصم متظاهري السودان بـ"الإرهاب" والقتلى منهم

12

طباعة

مشاركة

أثار مقتل 7 أشخاص وجرح 100 آخرين خلال تفريق الشرطة السودانية لمظاهرة بمحيط القصر الرئاسي تطالب بعودة الحكم المدني، غضب ناشطين على تويتر، ودفعهم للإصرار على تمسكهم بمطالب رحيل العسكر.

ووفق لجنة أطباء السودان المستقلة، ارتفع إجمالي قتلى الاحتجاجات المطالبة بعودة الحكم المدني إلى 71 قتيلا منذ انقلاب قائد المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان على اتفاق المرحلة الانتقالية، في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022، الذي كان يتعين بموجبه تسليم السلطة للمدنيين.

وأفادت مصادر إعلامية وجهات ثورية سودانية بأن الشرطة قمعت الاحتجاجات في 17 يناير/ كانون الثاني 2022 بمختلف المدن السودانية وأطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المتظاهرين.

فيما برر مجلس الأمن والدفاع السوداني الذي يرأسه البرهان تدخلات الشرطة بحدوث فوضى جراء الخروج عن شرعية التظاهر السلمي واتباع "منهج العنف"، وأعلن تأسيس "قوة خاصة لمكافحة الإرهاب".

الأمر الذي قابله ناشطون بالرفض على تويتر، عبر تغريداتهم في وسوم عدة أبرزها، #مجزرة17يناير #العصيان_المدني_الشامل، #لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية، وغيرها، مشيرين إلى أن البرهان يتبع نهج قائد الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي.

ورفض الناشطون نعت مظاهراتهم بالإرهاب، مؤكدين أن مطالبهم وفعالياتهم سلمية منذ اليوم الأول لخروجها، للمطالبة بالحرية والكرامة وإسقاط حكم العسكر.

وأعرب ناشطون عن تفاؤلهم بالثورة السودانية وقدرتها على إسقاط البرهان وحكم العسكر والوصول لدولة مدنية، مثنيين على ثبات وصمود الثوار ووعيهم وثباتهم في الشوارع. 

ودعا المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير بالسودان، الثوار إلى الدخول في عصيان مدني في 18 و19 يناير/ كانون الثاني 2022، لتجميع وتوحيد القوى الثورية وتجهيزها لخوض المعركة الحاسمة لإسقاط الانقلاب.

كما دعت لجان المقاومة إلى إغلاق الخرطوم إغلاقا شاملا، ونصب المتاريس في كل مكان وتنظيم احتجاجات في مدينتي الخرطوم وأم درمان.

فيما وجهت شبكة الصحفيين السودانيين، نداءات عاجلة إلى كل المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان دوليا وإقليميا، لحملة تضامن لوقف جرائم قوات السلطة ضد الشعب السوداني.

قبضة سلطوية

وصب الناشطون غضبهم على قائد الجيش البرهان، واتهموه بتصفية الشعب السوداني واستخدام القوة المفرطة والتورط في الدماء.

وأشار الصحفي السوداني محمد مصطفى إلى أن البرهان يزعم أن قواته تحمي الوطن، في حين أنها لم تكتف بقتل المواطنين، بل تنهب ممتلكاتهم وتعتدي بالحجارة على الآمنين في بيوتهم.

 من جانبه، قال الأمين العام لجبهة القوى الثورية الديمقراطية علي عثمان إن القوى العسكرية تزيد قبضتها السلطوية يوميا.

وحذر من أن "الاستمرار في العنف نهايته عنف مضاد أقوى. ولن تصبر الناس على القتل لآخرهم"، لافتا إلى أن البرهان يوجه بتجميع حركات الكفاح المسلح خارج الخرطوم وتشكيل قوة لمكافحة الإرهاب.

 ونشر الصحفي محمد مدثر صورة للبرهان، داعيا: "اللهم إن الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكل المقهور عليك".  فيما دعت المغردة لدين على البرهان، بالقول: "اللهم أهلك البرهان بظلمه واشغل باله بما يكفيه، اللهم إنه ابكى عيونا وقهر قلوبا، اللهم حير أمره وأدمع عينه وعجل حتفه ولا تجعل له قوة إلا قصمتها، وأزل ظلمه".

 نهج السيسي

من ناحية أخرى أشار حساب باسم ذهب إلى أن البرهان يمضي نحو تصعيد غير مسبوق مدفوعا بأوامر السيسي ومخابراته ليقطع الطريق أمام أي خروج آمن له ولمن معه.

واستدرك أن "الشارع قد أصبح أكثر خبرة وأشد صلابة في مواجهة الصدمات، ومجزرة لن تكسر الشارع المحصن بالوعي والإرادة لكنها ستورط مرتبكها الغارق أصلا في الدماء حتى أذنيه".

وفي نفس الاتجاه، قال أستاذ العلوم السياسية المصري خليل العناني إن "الإرهاب المحتمل وصل السودان، البرهان يسير على خطى زعيمه السيسي كما قلنا قبل 3 شهور، السودان متجه نحو أيام صعبة في مواجهة الانقلاب العسكري"، داعيا الله أن يحفظ السودانيين ويكسر شوكة العسكر المجرمين.

 من جانبه، أكد الإعلامي المصري أحمد سمير أن ارتقاء 7 سودانيين على الأقل برصاص الأمن بعد يوم واحد من إغلاق الجزيرة مباشر وسحب ترخيصها، يدل على أن عسكر السودان مصرون على زيادة العنف والقتل والتنكيل كما فعل السيسي في مصر.

وأضاف أنهم "لا يريدون صوتا آخر غير صوت رصاصهم المصوب لصدور أبناء الشعب من الأبرياء".

 ونشر الناشط السوداني يوسف النعمة مقطعا مصورا يظهر سلمية التظاهرات وفي إحدى الفعاليات وفر الثوار خروجا آمنا لأحد العسكرين.

وتساءل: "أين الإرهاب في هذا الفيديو يا برهان؟ من هؤلاء الشباب السلميون وهم يحرصون على تأمين خروج هذا العسكري الذي وجد نفسه بينهم؟! وماذا تسمون قتل أندادهم في ذات المكان بقواتكم؟!".

 وقال المغرد خالد إدريس: "بعد إعلان وحدة مكافحة الإرهاب الليلة، باقي للبرهان يعلن عن زيادة عدد السجون، ثم القتل بالتعذيب في المعتقلات، ويكون أعلن بصورة رسميه أنه عبد للسيسي".