"انتهازية ونفاق".. هكذا يجمع بوتين بين الدفاع عن النبي محمد وقتل المسلمين

12

طباعة

مشاركة

بعد تورطه إلى جانب النظام السوري في قتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين، يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحسين صورته لدى المسلمين برفضه الإساءة للإسلام.

وقال بوتين في 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، خلال مؤتمر صحفي، إنه بدون الحرية لا يوجد أي تقدم، لكنها تتناقض مع أهدافنا حين تمس حريات الآخرين، ومثال ذلك الإهانات التي يتعرض لها النبي محمد ﷺ.

ويبدو أن بوتين استغل فرصة النبذ السياسي الذي يعيشه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المعروف بمهاجمته للإسلام، ليحسن هو صورته أمام العرب والمسلمين، مستثمرا الحدث سياسيا لصالح شعبيته.

وخرج موظفا الغضب العربي والإسلامي من الرئيس الفرنسي منذ إساءته للإسلام ودفاعه عن الرسوم المسيئة للرسول محمد ﷺ، قائلا إن الإساءة له لا تمت بصلة إلى حرية الإبداع والتعبير، بل هي انتهاك للأديان ولمشاعر المسلمين.

جرائم بوتين

لم تلق تصريحات الرئيس الروسي قبولا لدى ناشطين على تويتر، وعدوها نفاقا وانتهازية، ودفعتهم لتعديد جرائم الحرب التي ارتكبها في سوريا منذ تدخله عسكريا نهاية سبتمبر/أيلول 2015، وسحقه للثورة السورية ومساندته لرئيس النظام بشار الأسد.

وأكدوا عبر تغريداتهم على وسم #بوتين_قاتل_المسلمين، أن تصريحاته تخدم مصالحه في المنطقة، فهو يغازلهم بها، ويحاول استقطابهم لاستعمالهم في حربه مع الغرب.

ونعت ناشطون الرئيس الروسي، بعدة توصيفات أبرزها "الكذوب، الانتهازي، القاتل، المجرم المنافق الأفاق" وغيرها من التوصيفات الأخرى، مستنكرين محاولته اللعب على مشاعر المسلمين، لخدمة مصالحه ومصالح بلاده.

وعدد ناشطون جرائم بوتين ضد المسلمين في عدد من الدول العربية والإسلامية، والمستمرة في سوريا، من قتل وجرح الآلاف، خلال عمليات القصف الجوي والبري، والاستهداف الصاروخي، إضافة إلى التهجير القسري.

الكاتب والصحفي السوري قتيبة ياسين، قال إن المجرم بوتين يدافع عن رسول المسلمين وهو أكثر شخص في العالم ارتكب المجازر بحقهم في الشيشان وسوريا بل وأخرج كهنته ليباركوا السلاح والجنود قبل انطلاقهم لقتل أطفالهم.

ووصف الإعلامي فيصل القاسم، بوتين بأنه منافق وأفاق، مشيرا إلى أنه حرق بيوت المسلمين ودمرها فوق رؤوس أصحابها بعشرات الآلاف في سوريا.

وتمنى الإعلامي أحمد موفق زيدان، على الذين انشغلوا بتصريحات بوتين، لو صرحوا تصريحا يتيما بإدانة مجازره المتواصلة على السوريين، لست سنوات، والتي راح ضحيتها نصف مليون شهيد و14 مليون مشرد ودمار بنية تقدر بـ 400 مليار دولار، وحول سوريا إلى قاعدة لنفوذه إفريقيا وعالميا.

كذب وانتهازية

ووصف ناشطون تصريحات الرئيس الروسي بأنها كذب وانتهازية ومغازلة للمسلمين ولعب على مشاعرهم واستغلال سياسي.

وقال صاحب حساب "نحو الحرية"، إن تصريحات بوتين ليست سوى تصريح لتحسين موقفه ومغازلة المسلمين، مؤكدا أن المجازر التي ارتكبها في عدة دول ضد أتباع محمد، لا تزال مستمرة في سوريا، ولن تمحى من ذاكرة الشعوب.

ورأى المغرد أبو محمود، أن الكذب الفج جزء من العقيدة البوتينية، ناصحا بألا ينتظر أحد من الكذوب دفاعا عن الرسول الكريم، إنما هو استغلال سياسي.

وأشارت سحر زكي، إلى أن بلاد المسلمين ما زالت غنيمة بالنسبة للدول العظمى ولهم وسائل عدة للسيطرة على الشعوب المسلمة وينسقون ويتبادلون الأدوار، لافتة إلى أن فرنسا تسب النبي وروسيا تعترض، وأميركا تجبر الدول الإسلامية للترويج للشذوذ، وبوتين يعلن رفضه له.

وتهكم عمر خطيب على تصريحات الرئيس الروسي قائلا: "كيف تحترم النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه بنظر بوتين؟ تقتل أتباعه جميعا حتى لا يبقى من تستفزه". وقالت مغردة أخرى: "صدق وهو الكذوب".

وشبه أحمد محمد حماني، تصريحات بوتين، بأنها مثل حديث رئيس النظام المصري عبد الفتاج السيسي عن الديمقراطية ونظيره التونسي قيس سعيد عن الدستور.

أهداف أوسع

الإعلامي ياسر أبو هلالة، أوضح أن موقف بوتين يخدم الإسلام في مواجهة الإسلاموفوبيا في الغرب، ويغازل المسلمين الروس أيضا، ومنهم حلفاء له.

لكنه أكد أن هذا لا يبرؤه من جرائمه في الشيشان وسوريا وليبيا، فهو سياسي يتقلب وفق مصالحه.

الصحفية صبا مدور، قالت: "لا تصدقوا بوتين وهو يقول إنه ضد التهجم على النبي! فمجرم مثله آخر شي يفكر به هو الدفاع عن نبي".

وتابعت: "بوتين وجد نفسه أمام فرصة مجانية لتحسين صورته أمام العرب بعد جرائمه في سوريا وفرصة لمناكفة الغرب الذي يخوض معه حربا طاحنة على أوكرانيا".

وأكدت أن ما فعله هو النفاق والانتهازية والاستثمار في الإسلاموفوبيا.

ولفت المغرد محمد، إلى أن بوتين دمر مئات المساجد وقتل آلاف المسلمين ولا يزال يفعل، وتصريحه هذا هو فقط للعب على مشاعرهم نكاية بالغرب.

وعد محمد عبداللطيف محمد، تصريحات بوتين، بأنها لعب على العواطف، مؤكدا أنه يعمل لصالح أمته ومعتقده وليس لصالح المسلمين.