ليس استثمارا فحسب.. تعرف على سر شراء ابن سلمان نادي "نيوكاسل" الإنجليزي

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على ثروة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بعد شرائه رسميا نادي "نيوكاسل" الإنجليزي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وقالت صحيفة "لاراثون" إن "ابن سلمان بعد إقدامه على شراء نادي نيوكاسل الإنجليزي، طلبت منظمة العفو الدولية مراجعة القواعد ومدى ملاءمة وقانونية هذه العمليات". 

وأشارت إلى أن ولي العهد السعودي يملك يختا فاخرا تبلغ قيمته أكثر من 400 مليون يورو، وفيلا في فرنسا بقيمة 300 مليون يورو، كما تنافس على شراء لوحة "ليوناردو دافنشي" بأكثر من 400 مليون يورو، وهو رقم قياسي بالنسبة لعمل فني.

وتابعت: "عموما، لا يعاني المالك الجديد لنيوكاسل من نقص في المال"، حيث تبلغ ثروة ابن سلمان 3 مليارات دولار، حسب وسائل إعلام وتقارير أجنبية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ابن سلمان أعلن عن عملية إصلاحية عرفت باسم "رؤية 2030" قبل خمس سنوات، والتي كان هدفها تحديث بلاده، وبهذه الطريقة يحاول على سبيل المثال، ألا تكون السياحة إلى السعودية فقط دينية، وأن يبدأ الاقتصاد في التطلع إلى ما هو أبعد من النفط.

أصعب لحظة

وذكرت لاراثون أن "أصعب لحظة بالنسبة للأمير الشاب، الذي بالكاد يبلغ من العمر 35 عاما، عندما قتل عملاء سعوديون الصحفي جمال خاشقجي بدم بارد قبل أن يمزقوه إربا في سفارة الرياض بإسطنبول عام 2018".

وفي هذا السياق، أكد تقرير استخباراتي أميركي أن ابن سلمان، الذي احتجز مئات المعارضين والمنافسين له، أعطى "الضوء الأخضر" لعملية الاغتيال.

وأوردت الصحيفة أن الوسيط في صفقة شراء نيوكاسل، أماندا ستافيلي، ارتبكت عندما سئلت عن آخر مرة تحدثت فيها مع ابن سلمان حول نادي الدوري الإنجليزي الممتاز.

وبعد التردد، كانت ستافيلي أكثر وضوحا عند الضغط عليها للمرة الثانية في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، وصرحت في هذا الصدد أنه "لم يكن لها تواصل مع ابن سلمان حول هذه المسألة منذ وقت طويل". 

لكن، لا يخفى عن الجميع أن صندوق الثروة السيادي الذي أصبح المالك الأكبر لنيوكاسل يرأسه ابن سلمان.

في الآن ذاته، أدت عملية البيع المطولة لنادي نيوكاسل إلى عملية تدقيق غير مرغوب فيها لسلوك السعودية، خاصة فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وحتى انتهاكها حقوق البث لقناة "بي إن سبور". 

ونقلت الصحيفة أن "القادة الجدد للنادي والدوري الممتاز يحاولون إقناع الجميع بتجاهل الواقع، من خلال الادعاء بأن السعودية ليس لها علاقة بإدارة عملية الشراء الأخيرة التي نفذها صندوق الاستثمارات العامة السعودي".

في هذا السياق، قالت ستافيلي، التي انضمت إلى مجلس إدارة النادي بعد الحصول على حصة 10 بالمئة من خلال شركة "بي سي بي كابيتال بارتنرز"، إن "صندوق الاستثمارات العامة هو إلى حد كبير صندوق استثمار قائم بذاته للأغراض التجارية، ولا يعمل كجزء من الدولة بشكل عام، ومن هنا يأتي الاختلاف بين الجهتين". 

وأضافت الصحيفة أنه "بغض النظر عن ادعاءات ستافيلي بأن الحاكم الفعلي للسعودية مشغول جدا بإدارة البلاد أو باقي أصول الصندوق، التي تقدر بحوالي 430 مليار دولار، ليتفرغ لرعاية أصول كرة القدم البالغة 300 مليون جنيه إسترليني، أي 409 ملايين دولار".

وتابعت: "إلا أن إلقاء نظرة على بقية أعضاء مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة يجعل من الصعب تمييز أي فصل بين الدولة وصندوق الاستثمارات العامة".

سجل رهيب

ونوهت الصحيفة بأن "صفقة نادي نيوكاسل سمحت ببروز نادي دولة جديد، على غرار مانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان من قبل، ويمكن تعريف ستافيلي بأنها العقل المدبر الذي يقف وراء وصول ثروة إلى إنجلترا تقدر بحوالي 337 ألف مليون يورو من السعودية". 

وولدت ستافيلي لعائلة نبيلة، لكنه سرعان ما أدركت أنها ستترك دون ثروة بسبب خط الميراث الذي يفضل الذكور، لذلك، كان عليها أن تدخل عالم الأعمال بشراء العديد من الشركات وصولا إلى شركتها للاستشارات والاستثمارات الخاصة، التي لها مكاتب في كل من لندن ودبي، ومن هنا بدأت علاقتها مع العالم العربي.

وفي الواقع، كانت ستافيلي بالفعل شخصية رئيسة في شراء مانشستر سيتي من قبل العائلة المالكة الإماراتية.

ومع ذلك، لم تكن هذه عملياتها الرئيسة الوحيدة في كرة القدم الإنجليزية، حيث إن موهبة أماندا وشجاعتها لهذه الأنواع من الحركات معروفة جيدا في الجزر البريطانية، لدرجة أنها تم التعويل عليها في مشاريع كبرى أخرى، كان أحدها محاولة شراء ناد تاريخي آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليفربول.

ورغم عدم نجاح هذه المهمة، إلا أنها تندرج ضمن سلسلة طويلة من العمليات المثيرة للإعجاب التي يتم تنفيذها مع النخبة السياسية والرياضية والتجارية في العالم.

وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة العفو الدولية قدمت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021، شكواها بشأن شراء مجموعة تدعمها السعودية لنادي نيوكاسل، وطالبت الدوري الممتاز بمراجعة مدى ملاءمة وقانونية هذه العمليات وأخذه بعين الاعتبار، خلال هذه العملية، "قضايا حقوق الإنسان"، وهو الجانب الذي تتمتع فيه الدولة الآسيوية "بسجل رهيب".

وذكرت الصحيفة أن الدوري الإنجليزي الممتاز وافق في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2021، على عملية بيع نادي نيوكاسل لصالح مجموعة من المالكين من السعودية بعد حل العديد من "النزاعات القانونية" التي شلت في البداية عملية الشراء لمدة سنتين، ولكنها تلقت في النهاية "ضمانات قانونية" بأن حكومة البلاد لن تكون هي مالك النادي. 

وتجدر الإشارة إلى أن المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، ساشا ديشموخ، انتقد عملية البيع قائلا: "منذ مناقشة هذه الاتفاقية لأول مرة، صرحنا أنها تمثل محاولة واضحة من قبل السلطات السعودية لتطهير سجل حقوق الإنسان الرهيب من خلال الرياضة، وعبر السحر الخارق، ومن الفئة الأولى، لكرة القدم".

وترى المنظمة أن الهدف من شراء السعودية للنادي الإنجليزي يتمثل في كرة القدم وأيضا "إدارة صورة ابن سلمان وحكومته".

وتذكر بأنه: "خلال عملية الشراء الطويلة المتقطعة هذه، رأينا السلطات السعودية تفرج أخيرا عن ناشطات حقوق المرأة مثل لجين الهذلول.. حتى وإن كان ذلك بعد سنوات من الضغط من المجتمع الدولي".

وأشارت المنظمة في بيان لها إلى أنه "في ظل حكم ابن سلمان، لا يزال وضع حقوق الإنسان في السعودية مترديا، حيث ما زال منتقدو الحكومة ونشطاء حقوق المرأة والنشطاء الشيعة والمدافعون عن حقوق الإنسان يتعرضون للمضايقة والسجن، وفي كثير من الحالات بعد محاكمات غير عادلة".