هاجم "دين الشعب" بمؤتمر لحقوق الإنسان.. هكذا يفهم إعلامي مصري حرية الرأي

12

طباعة

مشاركة

أثار الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، في كلمته خلال جلسة نقاشية في حفل إطلاق الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، بحضور زعيم الانقلاب عبدالفتاح السيسي، غضب الناشطين على تويتر، بعد مطالبته بحذف خانة الديانة من الهوية الشخصية للمصريين.

عيسى انتقد أيضا خلال الجلسة التي انعقدت في 11 سبتمبر/أيلول 2021، تدريس النصوص الدينية الإسلامية، وطالب بتدريس النصوص المسيحية واليهودية، وتساءل عن إمكانية إصدار قرار أو قانون لتحديد عدد الأبناء للحصول على دعم الدولة بطفلين فقط.

الناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #إبراهيم_عيسى، انتقدوا كافة الأطروحات التي تقدم بها الإعلامي عيسى، مجمعين على أنها "لا تمس حقوق الإنسان بصلة، وإنما تقمع حريته وتثير الفتن والبلبلة".

واتهم ناشطون النظام المصري بتهيئة الطريق له وفتح المنابر لتقديم أفكاره المثيرة للجدل، والسماح له بازدرائه للأديان والتطاول على الصحابة والتشكيك في كل ثوابت الإسلام، مؤكدين أنه يناهض الإسلام ويحاربه بشتى الطرق.

عدو الإسلام

واتهم ناشطون عيسى بمعاداة الإسلام ومخالفة مطالبه للدستور الذي ينص على أن مصر "دولة إسلامية".

وأكد عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محمد الصغير، أن "عيسى في عداوة مستمرة مع الإسلام، ويحاول النيل منه في أي تصريح أو منشور، والنظام المصري يرحب بطرحه ويترك له مساحة مناسبة لذلك، وكما قال الأوائل: ردة ولا أبا بكر لها!".

ورأى الكاتب ياسر الزعاترة، أن "عيسى لا يريد الإسلام برمته، لكنه يلف ويدور لتحقيق المراد، أما الحرية التي يبشر بها، فتستثني كل ما هو إسلامي، وسط أجواء تشجعه".

وسخر قائلا: "من الأفضل أن يتم تعيين إبراهيم عيسى مفتيا للديار المصرية، فهو مجتهد مطلق يعرف القرآن والحديث والسيرة والتاريخ والسياسة والاجتماع والديمقراطية!".

الإعلامي محمد ناصر علي، أشار إلى أن "في مصر ممنوع أي إمام غير أزهري يخطب جمعة أو يعطي درسا بمسجد، لكن مسموح لأمثال إبراهيم عيسى الضرب فى صلب العقيدة والخوض فى آيات القرآن وطلب حذف السنة والتعديل على شريعة منزلة"، قائلا: "مصر دولة إسلامية يا إبراهيم بنص الدستور وبقوة شعبها رغم أنفك أنت ومن يحكمك". واعتبر أحمد شريف تصريحات عيسى متناقضة، قائلا: "لا تريد أن تحاسبهم  على الصيام دين الإسلام، ما جدوى أن تعلمهم اليهودية والمسيحية وأنت لا رغبة عندك في خانة الدين". مدير عام "دار لمار" للنشر والتوزيع والترجمة، يوسف الرفاعي، تساءل: "من يحمي إبراهيم عيسى ويحرضه على هدم الإسلام والإساءة للقرآن وإنكار الأحاديث الشريفة؟".

تزوير وتدليس

وصب ناشطون غضبهم على عيسى، ونعتوه بـ"المزور والمدلس" وغيرها من التوصيفات الأخرى التي تبرز مدى رفضهم لمطالباتهم وتصريحاته.

الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية محمد إلهامي، أعاد نشر تساؤل عيسى لماذا لا ندرس النصوص اليهودية بالمناهج، مكتفيا بالاستشهاد بقول الله تعالى في الآية 118 من سورة آل عمران: "وما تخفي صدورهم أكبر".

المغرد عادل الشوني، وصف عيسى بأنه "إنسان مرتد عن الإسلام جاهل أحمق مدلس كذاب منافق يطعن في دين الله من حيث يدري ويعلم وليس عن جهل، والنظام في مصر وخاصة نظام السيسي تركه لأنه يعلم ذلك عنه ويرضى عن منهجه".  وقال مغرد يدعى عبدالله: إن "الإعلامي إبراهيم عيسى يزداد وضاعة وحقارة يوما عن يوم، فبعد اتهامه للإخوان بالإرهاب بدون سند مادي أو قانوني وبعد تطاوله على الأئمة وتكذيبه لصحيح البخاري ونشره لأفكار مغلوطة عن الإسلام، اليوم يطالب بتدريس العبرية بالمناهج المصرية"، متسائلا: "ماذا استفاد المغرب الذي سبقك في ذلك؟". ورأى الناشط عمر البنا، أن "عيسى مثل إسلام البحيري مدلسون زماننا"، محذرا من أن "مثل هولاء لايؤخذ عنهم أي شيء ولكن يرد عليهم في كل كلمة".

قمع الحقوق

وتهكم ناشطون عن طرح عيسى مطالباته القائمة على منع الكثير من الحقوق في ندوة معنية بمناقشة حقوق الإنسان، مجمعين على أن الندوة لا تمس الداخل المصري في شيء وتحمل رسائل للخارج.

واستهجن أحد المغردين ذلك، قائلا: "إبراهيم عيسى في ندوة حقوق الإنسان يطالب بمنع حق كتابة الديانة، ومنع حق إنجاب الولد الثالث، ومنع حق تدريس النصوص الدينية للمسلمين في بلد ديانتها الرسمية الإسلام، فعلا كل طلباته جميلة ورائعة، حقوق إنسان حقوق إنسان مفيش كلام يعني.. روح ياشيخ الله يخرب بيتك".

وكتب آخر: "اوعى تفتكر أن إطلاق الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان دي ليك يا مواطن يا مصري، دي رسالة للغرب بيقولولهم أن أنا مهتم بحقوق الإنسان وعملتلهم حرية الأديان والاعتقاد أهو، ومن يرغب في الخروج من الإسلام يتفضل دي من ضمن حقوقك، وجاب إبراهيم عيسى يقولهم عايزين ندرس الديانة اليهودية في المدارس". وأشار المغرد شريف يوسف، إلى مطالبات عيسى، قائلا: إن "هذا هو مفهوم حقوق الإنسان عند عديمي الإنسانية معدومي الضمير قليلي الدين".