بعد انسحاب أميركا.. لهذا تصر فرنسا على البقاء في العراق رغم قلق روسيا

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تطرقت صحيفة روسية للاتفاق الخاص بانسحاب القوات الأميريكية المقاتلة من العراق بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وتحدثت "إزفستيا" عن قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقاء قواته العسكرية في العراق، وآراء بغداد تجاه ذلك وموقفهم بشأن التعاون العراقي الأميركي لمكافحة الإرهاب في البلاد ومحاربة "تنظيم الدولة".

تطورات الوضع

وأشارت الصحيفة إلى إعلان ماكرون في 29 أغسطس/آب 2021 في مقابلة مع قناة "TF1" التلفزيونية، أن فرنسا "ستحافظ على وجودها العسكري في العراق، حتى لو غادرت الولايات المتحدة البلاد بالكامل".

وتابعت الصحيفة، نقلا عن ماكرون: "سنبقى هناك ما دام هناك إرهابيون، وطالما يطلب منا العراقيون ذلك"، مشددا على أنه "إذا قررت السلطات الأميركية مغادرة العراق بالكامل، فلن تعتمد فرنسا على هذا القرار وستبقى إلى جانب العراقيين".

ففي 26 يوليو/تموز 2021، أشارت وزارة الخارجية الأميركية في بيان مشترك مع الجانب العراقي إلى أن واشنطن تعتزم إنهاء مشاركة البلاد في العمليات العسكرية بحلول نهاية 2021.

وفي اليوم نفسه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن المزيد من التعاون الأميركي العراقي يجب أن يشمل تعليم وتدريب قوات بغداد، مؤكدا أن الجانب الأميركي لا ينوي المشاركة في الأعمال العدائية على الأراضي العراقية.

ووصفت "إزفستيا" الموقف الروسي قائلة: "تشعر موسكو بالقلق إزاء حدوث المزيد من تطور الوضع في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية من هناك".

كما قالت لجنة الدفاع في مجلس الدوما للصحيفة: إن "هناك خطرا من أن تأثير الجماعات الإرهابية التي كانت الولايات المتحدة تقاتلها على مدى السنوات السبع الماضية، سيزيد مرة أخرى في أنحاء الجمهورية".

وأضافت: "من المفترض أن تقلل واشنطن من وجودها العسكري في العراق إلى أدنى مستوى بحلول نهاية 2021، حيث سيتم تخفيضها إلى تدريب قوات الأمن المحلية فقط".

ووفقا للخبراء الذين قابلتهم إزفستيا، يرتبط هذا القرار أيضا بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، فعلى خلفيته استؤنفت بالفعل الاشتباكات بين الإرهابيين والجيش الحكومي في العراق".

عجز وفشل

وذكرت الصحيفة أن "روسيا تشعر بالقلق من أن تنشط الجماعات الإرهابية المتطرفة في المنطقة، بعد انسحاب الجيش الأميركي من العراق، كما ذكر نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما أندريه كراسوف".

وأضافت: أن الولايات المتحدة تغادر العراق وأفغانستان. ففي الواقع، هذا اعتراف بعجز وفشل البعثة في إحلال "السلام على الطريقة الأميركية" لهذه الأراضي، كما ذكر كراسوف في مقابلة مع "إزفستيا". 

وقال كراسوف: إن "واشنطن دمرت أنظمة الحكم المحلية خلال سنوات وجودها في العراق وأفغانستان".

وتابع: "الأنظمة الجديدة، التي تم إنشاؤها بمساعدة واشنطن، غير قادرة على محاربة تهديد الإرهاب بمفردها، ومن المرجح أن الجماعات التي رفعت راية الإرهاب ستتعزز مرة أخرى في المنطقة وستشرك الشباب العاطلين عن العمل في صفوفها. فروسيا بالطبع قلقة من احتمال تقوية الجماعات المتطرفة في هذه المنطقة بعد رحيل الجيش الأميركي".

كما ذكرت الصحيفة أن "حقيقة أن الولايات المتحدة ستكمل مهمتها القتالية في العراق أصبحت معروفة في 26 يوليو/تموز 2021، وذلك بعد لقاء بايدن مع رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي في واشنطن".

وأوضح بيان أميركي عراقي مشترك أن التعاون بين بغداد وواشنطن في المجال الأمني ​​سيتلخص في حقيقة أن المتخصصين الأميركيين سيقومون بإرشاد وتدريب الجيش العراقي، إلى جانب تبادل المعلومات الاستخباراتية معهم.

كما تعتزم الولايات المتحدة الاستمرار في دعم قوات الأمن المحلية و عناصر البيشمركة الكردية. حيث لم تقدم وزارة الخارجية ردا سريعا على طلب صحيفة "إزفستيا" بشأن الموعد المقرر لبدء الانسحاب وعدد القوات الأميركية التي يجب أن تغادر البلاد.

وأوضح رئيس مجلس الرقابة العراقي والمستشار السابق لرئيس الوزراء، فرهاد علاء الدين لإزفستيا أن "الاتفاق بين العراق والولايات المتحدة يوضح انتهاء المهمة القتالية في العراق بحلول نهاية هذا العام، وليس انسحاب الجيش الأميركي بالمعنى الحرفي للكلمة".

في الوقت نفسه، تحتاج العراق إلى دعم لوجستي واستخباراتي لمحاربة بقايا "تنظيم الدولة"، ومن الضروري الحفاظ على هذا الدعم على مستوى أو آخر، على الأقل حتى يتمكن العراق من حماية حدوده وأمنه الداخلي بشكل مستقل.

ولقد ردت موسكو بالفعل على هذا الاتفاق، كما قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف: إن الوضع في العراق "يستحق المزيد من الاهتمام" وسيراقبه الاتحاد الروسي بنفسه. 

وفي نفس الوقت، لم يقم ممثل الكرملين بتقييم الوضع بخطة ما، قائلا: "من السابق لأوانه توقع الأحداث بطريقة ما، ولكن، بالطبع، لا أود إضافة منطقة أخرى إلى الأقاليم التي ستواجه زعزعة الاستقرار بشكل عام".