نشطاء يشيدون بتمسك حماس بتحرير الأسرى وتنديد بتصعيد الاحتلال على الجبهات كافة

15508 | منذ ١٣ يومًا

12

طباعة

مشاركة

بينما تحل ذكرى "يوم الأسير" الفلسطيني الذي يتضامن فيه العالم مع الأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي والتي توافق 17 أبريل/نيسان من كل عام، لا تزال الساحة الفلسطينية تشهد تطورات سياسية وميدانية تتسارع على مدار الساعة خاصة في قطاع غزة.

حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قالت في بيان لها بمناسبة ذكرى يوم الأسير صدر في 17 أبريل 2024، إن "هدف تحرير أسرانا في قلب معركة طوفان الأقصى المتواصلة، سيبقى على رأس أولوياتنا ولن تدّخر الحركة جهدا لإنجاز صفقة وفاء لهم".

وأكدت أن "تصعيد الاحتلال جرائمه وانتهاكاته ضد أسرانا وأسيراتنا لن يفلح في كسر إرادتهم ولن يفلت مرتكبوها من العقاب، ولن تسقط بالتقادم مهما طال الزمن"، محملة الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة وسلامة آلاف المختطفين المعتقلين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وشددت حماس، على أن "الانتهاكات المُمنهجة والمروّعة وممارسات التعذيب الوحشي التي ترتكب ضد الأسرى والمختطفين من قطاع غزة، تشكّل جريمة حرب تضاف إلى سلسلة الجرائم السادية التي ينفذها جيش الاحتلال النازي".

وعلى الصعيد السياسي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت، خلال لقاء مع جنود على الحدود الشمالية: "الإيرانيون فشلوا في الهجوم وسيفشلون في ردع إسرائيل، وسماء الشرق الأوسط مفتوحة لطائرات القوات الجوية وأي عدو يقاتل ضدنا سيهزم".

وكشفت تقارير إعلامية عن تصاعد حدة الخلافات بين القادة الإسرائيليين، بشأن الرد على هجوم إيران، وتأكيدات أن قادة مجلس الحرب -رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والرئيس السابق للجيش بيني غانتس–  لا يثقون ببعضهم وبينهم ضغائن.

وميدانيا، قصف الاحتلال مركبات بحي التفاح وسط غزة، ما أسفر عن استشهاد 7 ضباط وعناصر شرطة، وطالبت وزارة الداخلية بغزة الجهات الدولية بالضغط على الاحتلال لوقف استهداف عناصرها الذين يقومون بواجب الخدمة المدنية لأبناء الشعب الفلسطيني.

وقصف الاحتلال مدينة رفح مما أسفر عن 7 شهداء بينهم 4 أطفال، بعدما أوقع قبل ذلك عشرات الشهداء في مناطق أخرى بالقطاع، وارتكب مجازر وسط وشمالي غزة بالتوازي مع تنفيذ عمليات عسكرية في محاور عدة، خاصة شمال مخيم النصيرات وبيت حانون.

وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، سلامة معروف، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإفراغ بلدة بيت حانون والمنطقة الشرقية من بلدة جباليا شمالي قطاع غزة من سكانهما، من خلال عملية عسكرية ينفذها في المنطقتين.

وأحيا ناشطون على منصة "إكس" عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #يوم_الأسير_الفلسطيني، #غزة، #طوفان_الأقصى، وغيرها، يوم الأسير بالتذكير بالأسرى في سجون الاحتلال وإعلان تأييدهم ودعمهم لعملية "طوفان الأقصى" التي تضع تحرير الأسرى على رأس أولوياتها. 

ونددوا بتصريحات غالانت، وعدوها "صفعة سياسية للأنظمة العربية"، وسلطوا الضوء على الخلافات الواقعة بين قادة مجلس الحرب الإسرائيلي. 

وأعرب ناشطون عن غضبهم من تصعيد الاحتلال قصفه على رفح ومسح عائلات بأكملها من السجل الفلسطيني في رفح، واستمرار استهداف شرطة تأمين المساعدات.

يوم الأسير

وتفاعلا مع التطورات، عد الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، يوم الأسير الفلسطيني "مناسبة لاستحضار معاناتهم في سجون الاحتلال خاصة في الفترة الأخيرة وما بعد السابع من أكتوبر وخلال طوفان الأقصى، حيث يتعرض الأسرى لأبشع أنواع التعذيب والتضييق مما أدى إلى استشهاد عدد منهم والإخفاء القسري لمئات آخرين".

وقال: "نستحضر اليوم معاناة الأسرى خلال الفترة الأخيرة وشهادات الأسرى المفرج عنهم سواء في غزة أو في الضفة حول ظروف السجن اللاإنسانية، ولا ننسى الأسرى الشهداء الذين سقطوا في سجون الاحتلال وتحت التعذيب خاصة الفترة الأخيرة".

وتمنى المدهون، أن يضع في التعليقات من لديه أرقام وإحصائيات، ومن لديه أسماء وأقارب معارف أصحاب من الشهداء أن يكتبهم لنستذكرهم ونعمل على الخروج بقائمة لشهداء الحركة الأسيرة.

وأكد المدهون، أن هناك مئات الشهادات الحية من المفرج عنهم والمؤثرة خاصة الأسيرات عن وضع السجون، داعيا وسائل الإعلام لتناولها وإعادة نشرها في هذا اليوم، ونشر طرق الاعتقال والتعامل الوحشي مع الأسرى في غزة والضفة خاصة، ونقل مظلومية الأسرى بلغات مختلفة.

وأوضح الناشط يوسف شمساه، أن "اليوم 17 أبريل يصادف يوم الأسير الفلسطيني، وهناك أكثر من 9500 أسير في سجون الاحتلال منهم 200 طفل و80 أسيرة و3660 اعتقال إداري بدون تهمة"، مبشرا بالقول: "ستُبيض سجون الاحتلال من أسرانا بصمود المقاومة الباسلة".

وكتب استشاري الموارد البشرية تيسير البلبيسي، تحت عنوان "أسرى في وطنٍ أسير"، إنه منذ  17 نيسان  1974 يحيي شعبنا في فلسطين والشتات يوم الأسير، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير وهو المناضل (محمود بكر حجازي)  في أول عملية  لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين و"إسرائيل".

وأوضح أن سلطات الاحتلال تعتقل حاليا آلاف الفلسطينيين في سجونها من بينهم أسيرات وأطفال بعمر الورود، قائلا: "لا بُدّ من الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ عام 1967 ما يزيد عن المليون فلسطيني"، داعيا إلى أن يكون هذا اليوم "يوما وطنيا بامتياز للوفاء للأسرى وتضحياتهم ودعما لحقهم  بالحرية".

وقال البلبيسي: "عاشت فلسطين حرّة عربيّة من البحر إلى النهر، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحريّة لأسرانا الأبطال والخزي والعار لكل الخونة والمتخاذلين".

وقاحة الاحتلال

وإعرابا عن الغضب من تصريحات وزير الدفاع غالانت التي قال فيها إن "كل سماوات الشرق الأوسط مفتوحة أمام سلاح جوّنا وكل عدوٍّ يهاجمنا سنضربه"، تمنى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حذيفة عزام، أن يسمع “ردا عربيا أو إسلاميا” على تصريحاته.

ورأى الصحفي أحمد فوزي، أن تصريحات غالانت "العنجهية" ليست لإيران، ولكنه يوجه رسالة للأنظمة العربية - حتى المُطبعة التي فتحت أجواءها - وقالت إنها لن تسمح بانتهاك سيادتها من الطيران الإسرائيلي. 

وعد منير الخطير، تصريح غالانت "تصعيدا غير مبرر ضد الحكام العرب".

وعد أحد المغردين تصريح غالانت، بمثابة تأكيد منه أن 22 دولة عربية "لا قيمة لها"، محذرا بالقول: "ويل للعرب من شر اقترب".

وتساءل محمد شمساه: “ألم تكتفوا من العار يا عرب؟”

ورأى المحلل السياسي ياسين عز الدين، أن "العاهل الأردني عبد الله الثاني حريص على مصلحة إسرائيل أكثر من نتنياهو"، قائلا إن "القواعد الأميركية والفرنسية والبريطانية في الأردن (وما خفي أعظم) ليست انتهاكا للسيادة، لكن مرور المسيرات والصواريخ إلى دولة الاحتلال فهذه أكبر انتهاك للسيادة".

وأضاف أن “عبد الله الثاني قالها بصراحة إن الأردن لن يكون ساحة لأي جهة”، بكلام آخر "لن تكون ساحة لتحرير فلسطين"، مؤكدا أن النظام الأردني يوجه كلامه لإيران لكن ليست هي المقصودة بل الشعب الأردني، ويحاول استغلال طهران شماعة ليقول ما كان يريد قوله منذ بدء العدوان، "أن تحرير فلسطين لن يكون انطلاقا من الأردن (فشر الملك وأسياده)".

وتابع عز الدين: "لهذا يتكلم النظام الأردني بوقاحة منقطعة النظير، لأن المخاطب هو جماهير الشعب الأردني وليس أي طرف آخر".

وكتب رئيس الائتلاف الأردني للتغيير عبدالإله المعلا: "غالانت يرد على الملك عبدالله الثاني وعلى الحكم الهاشمي بقوله إن كل السماء في الشرق الأوسط أجواء للطيران الإسرائيلي الحربي وهي صفعة سياسية للملك والذي قال اليوم إنه لن يسمح لأن يكون الأردن ساحة معركة لأي جهة".

واتهم المغرد أحمد، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأنه "يستحمر" الشعب ويقول على الملأ مباشرة إن بلاده "لن تسمح باستخدام مجالها الجوي لعبور الصواريخ أو المسيرات أو طائرات الإسرائيلية لضرب إيران"، مشيرا إلى أن غالانت صرح بأن المجال الجوي الأردني "مفتوح لنا".

خلافات مستمرة

وعرض الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، تقريرا نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي تعد أكثر الصحف الأميركية دعما لـ"الكيان"، بعنوان "قادة الحرب في إسرائيل لا يثقون ببعضهم البعض"، قالت فيه إن الضغائن والخلافات المستمرة منذ فترة طويلة حول أفضل السبل لمحاربة حماس أدّت إلى توتر العلاقات بين صناع القرار في إسرائيل في زمن الحرب (نتنياهو وغالانت وغانتس). 

وأوضح التقرير أن الثلاثة يختلفون حول أهم القرارات التي يتعيّن عليهم اتخاذها "كيفية شن حملة عسكرية حاسمة، وتحرير الرهائن، وحكم القطاع ما بعد العدوان، وحاليا يتعيّن عليهم أيضا اتخاذ أحد أكبر القرارات التي واجهتها البلاد على الإطلاق: كيفية الرد على أول هجوم مباشر لإيران.

وقال الزعاترة، إن التقرير لا يذكرنا فقط بكلام ربنا عز وجل: "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى"، بل أيضا بحقيقة أن قيادة منقسمة ومُصابة بالسُّعار، لن تدير حربا ناجحة، ولا أدلّ على ذلك من فشلها بعد نحو 200 يوم، وهي قوة إقليمية كبرى تدعمها أكبر قوة في العالم، أمام قوة مقاومة مُحاصرة في إقليم صغير مُحاصر يساوي 1.35 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية.

وأشار الباحث معاذ حمزة، إلى أن غالانت رفض التوقيع على نقل منظومة "أريحا" واحد واثنان وثلاثة، موضحا أن هذا شكل خلافا واضحا بين رئيس الأركان العامة للجيش هرتسي هليفي، وغالانت.

ولفت إلى أن هناك مقترحا لضرب أهداف إيرانية من خارج إيران، ودون إيقاع أي ضحايا من القيادة الإيرانية، موضحا أن هذا المقترح أيضا شكل خلافا بين الحلفين "غانتس" "هليفي" و"نيتنياهو" "غالانت" بحيث يريد الأول ضرب قواعد إيرانية في الداخل الإيراني.

وأضاف المغرد معاذ أن هنالك مقترحا في ضرب الأهداف الإيرانية في كل من اليمن وسوريا ولبنان والعراق، مؤكدا أن هذا خلاف آخر بحيث يعتقد نتنياهو أن الضربة يجب أن تقتصر على سوريا، ومنع تحالفات بين روسيا وإيران.

وأشار الباحث في الإعلام الدولي عماد عنان، إلى قول صحيفة "معاريف" العبرية إنه رغم حالة الحرب والأزمة التي تواجهها إسرائيل هناك انعدام ثقة تام بين نتنياهو وغانتس وغالانت، معلنا تمسكه برأيه أن هذا تبادل أدوار لخدمة الأجندة وتحقيق الهدف المزعوم أكثر منه خلافات بين عنصريين قتلة.

مجزرة رفح

وتنديدا بمجزرة رفح، قال الناشط والمدون الفلسطيني علاء شعث، إن الطائرات الإسرائيلية مسحت عائلة أبو قمر من السجل الفلسطيني، مشيرا إلى استشهاد الأب محمد أبو قمر وزوجته و4 من أطفاله في رفح.

وأشار الكاتب رضوان الأخرس، إلى أن معظم شهداء مجزرة الاحتلال في رفح من الأطفال، متسائلا: "إلى متى يستمر الخذلان؟".

وعرض المغرد تامر، مقطع فيديو يوثق ما أسفرت عنه مجزرة الأطفال البشعة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال في رفح، ويظهر به جثث الأطفال عبارة عن أشلاء، محذرا من أن بها "مشاهد حساسة قاسية".

ونشر المغرد سامح، المقطع ذاته، قائلا إن "كل الكلام في حضرة غزة مبتذل!!".

حي التفاح

وتنديدا بارتكاب الاحتلال مجزرة بحق عدد من ضباط وعناصر الشرطة أثناء تأدية مهامهم في حي التفاح شرق مدينة غزة، قال الناشط خالد صافي، إن "هذا الاحتلال يسعى لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار ويتمادى يوميا في القتل والإجرام".

وكتبت ديالا عز الدين: "قصف على سيارة شرطة في غزة حي التفاح واستشهاد 7 منهم.. حسبنا الله ونعم الوكيل".

كما كتب رشيد المنصوري: "جريمة إسرائيلية بقصف سيارة شرطة غزة، ويصرخ أحد الآباء ويقول (حسبنا الله على الدول العربية)، ولا نلومه، لأن العرب تخلوا عنه وتركوا العدو الصهيوني ومن يدعمه من إدارة جو بايدن والغرب يرتكبون أفظع الجرائم والمذابح ضد الفلسطينيين الأبرياء".

وأشارت فرح عمار، إلى أن الاحتلال يكثف القصف على حي التفاح منذ أسبوع، بالإضافة إلى المجازر بالنصيرات وقبلها استهداف عناصر الشرطة، ومجزرة بحق الأطفال في مخيم المغازي، داعية: "يارب سلم".

بيت حانون

وعما يحدث في بيت حانون، عرض الصحفي والمراسل أنس الشريف، مقطع فيديو أوضح أنه لمدرسة تحاصرها قوات الاحتلال في منطقة بيت حانون ولا نعرف مصير النازحين الموجودين فيها.

وقال إنه "بعد ليلة عنيفة من إطلاق النار الكثيف وإطلاق القذائف طوال ساعات الليل، استطاع بعض النازحين الخروج من منطقة بيت حانون وكانت شهاداتهم عن الرعب والخوف الذي واجهوه الليلة الماضية والتنكيل بهم من قبل جيش الاحتلال".

وأضاف الشريف: "لا أعرف مصير هؤلاء الأطفال الذين جمعتني بهم هذه اللحظات، لحظات الفرح التي ننتزعها في ظل ظروف الحرب القاسية"، لافتا إلى أن الفيديو تم توثيقه في زيارة سابقة لمدارس بيت حانون لتسليط الضوء على أوضاع المواطنين ومعاناتهم في مراكز الإيواء".

وأكد أن هؤلاء الأطفال شهدوا أهوال الحرب على مدار 7 أشهر ومازالوا ملاحقين بالتشريد والتنكيل بهم والاستهداف من قبل قوات الاحتلال. 

واستنكر أبو وليد، ارتكاب العدو المجازر في غزة أعمال إجرامية وقتل مدنيين بدون أسباب في بيت حانون من أجل إجبار السكان على النزوح، وينفذ استهدافا مباشرا لرجال الشرطة في حي التفاح ما أدى إلى ارتقاء شهداء، ويشن غارات متفرقة في عدة مناطق من القطاع.

وأكد المحلل السياسي لشؤون الشرق الأوسط، عرابي الرنتاوي، أن "تهجير بيت حانون قسرا يسير على قدم وساق تزامنا مع هجوم لليوم السادس على التوالي على مخيم النصيرات وجواره، وهناك توطئة لمعركة رفح، وغزة تحت الضغط الأشد"، قائلا إن "مشوار فرجها طويل، ولا نامت أعين الجبناء".