"حارس المقدسات".. لماذا يخشى الأردن من تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل؟

قسم الترجمة | منذ ٧ أشهر

12

طباعة

مشاركة

يتابع البيت الملكي الأردني بقلق بالغ المباحثات الرامية للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وفق ما تقول صحيفة عبرية. 

ويخشى الأردن، بحسب صحيفة "زمان إسرائيل" من أن يؤدي مثل هذا الاتفاق إلى الإضرار بمصالحه الحيوية بشكل خطير، وأن يحيي فكرة أن "الأردن هو فلسطين".

وقال ولي عهد السعودية محمد بن سلمان إن بلاده تقترب من التطبيع مع إسرائيل نافيا ما جاء في تقارير صحفية عن تعليق المباحثات. وجاءت هذه التصريحات ضمن مقابلة تلفزيونية مع قناة فوكس الأميركية نشرت في 21 سبتمبر/أيلول 2023.

ويخشى الأردنيون أن تتخذ السعودية خطوات تجميلية فقط لتظهر للفلسطينيين ودول العالم أنها من المفترض أن تقود النضال السياسي من أجل إقامة دولة فلسطينية. 

وفي هذا الإطار، تحلل الصحيفة وتسرد وجهة نظر الأردن تجاه عملية التطبيع المحتملة، وإلام ستؤول؟ 

كابوس للأردن

يقدر مسؤولون كبار في الأردن أن "اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل سيكون له عواقب خطيرة للغاية على الأردن وسيضعف مكانته الإقليمية والدولية".

وتوضح الصحيفة أنه "تبعا لذلك، اتخذ الأردن قرارا إستراتيجيا بتوثيق علاقاته مع السلطة الفلسطينية والتقرب منها"، وذلك بهدف تقليل الأضرار الناجمة عن الاتفاق المحتمل بين الاحتلال الإسرائيلي وحكومة السعودية.

ويُعزى ذلك، إلى أن الأردن وفلسطين يجمعهما مصلحة مشتركة، تتمثل في الدفع بشكل سريع نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتشير الصحيفة إلى أن الأردنيين يريدون أن يزيلوا من جدول الأعمال أي حديث يفيد بأن "الأردن هو فلسطين"، وأن حل المشكلة الفلسطينية يجب أن يتم من خلال العلاقة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وعمان.

وهنا تنوه إلى أن العلاقات تتسم بالسوء والتوتر بين الأردن والحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، برئاسة بنيامين نتنياهو.

وتبعا لذلك، يخشى الأردنيون من أن تكون الحكومة اليمينية تخطط لإحياء فكرة أن "الأردن هو فلسطين"، وهو ما يجعلها تعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وتضيف الصحيفة العبرية أن إلغاء حل الدولتين لا يترك سوى خيار حل المشكلة الفلسطينية على حساب الأردن، وهو ما يعد كابوسا للبيت الملكي الهاشمي. 

"تشدق كلامي"

من ناحية أخرى، تذكر الصحيفة أن الأردن متخوف من أن تتخذ السعودية خطوات تجميلية فقط، رغبة منها في إظهار نفسها للفلسطينيين ودول العالم على أنها من المفترض أن تقود النضال السياسي من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وفي الواقع، الأردن لا يأخذ على محمل الجد حقيقة أن السعودية عينت أخيرا (12 أغسطس/آب) سفيرا لدى السلطة الفلسطينية، وهو أيضا قنصل عام في القدس، في إشارة إلى نايف السديري.

كما أنها لا تعير اهتماما لتصريح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، بأن حل الصراع الفلسطيني لا يمكن أن يكون دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وتبرز الصحيفة العبرية رأي بعض المصادر في العائلة المالكة الأردنية بأن هذه عملية "تشدق كلامي" ليس أكثر.

وفي رأيهم، سيقول السعوديون في النهاية للفلسطينيين إنهم جربوا كل السبل الممكنة، ولكن بسبب معارضة إسرائيل القوية لإنشاء دولة فلسطينية وتخوف السعودية من إيران، كان عليها أن تراعي مصالحها وتوقع اتفاق التطبيع.

وهو ما يعني، وفق المصادر، أن الحكومة السعودية، تخدع الفلسطينيين حاليا ولن يكونوا جادين في تنفيذ شروطهم فيما يتعلق بمصلحة القضية الفلسطينية.

المسجد الأقصى

وتوضح الصحيفة العبرية أن هناك قلقا آخر يخشاه الأردنيون، وهو أنه في حال التوصل إلى اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، فإن ذلك سيؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة الطلب السعودي من تل أبيب بالسماح لها بـ"وضع قدمها" في المسجد الأقصى. 

ووفقا لاتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل المعروفة باسم وادي عربة لعام 1994، يتمتع الأردن بوضع خاص في المسجد الأقصى والقدس.

واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب الاتفاقية، كما يُعرف على أنه الوصي على الأماكن المقدسة.

وتنص الفقرة الثانية في المادة 9 من ذات الاتفاقية بأنه "تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وعند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي ستعطي (تل أبيب) أولوية كبرى للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن".

ويتبع الأردنَّ العديدُ مـن المؤسسات والهيئات التـي تُعنى بشؤون القـدس والمقدسـات فيها، ومنها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية التي تعمل على إدارة المسجد الأقصى المبارك وصيانته.

وتلفت الصحيفة إلى أن "الأردن يخشى من أن يؤدي اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل إلى تقليل قدرة عمان بشكل كبير على التأثير على سبل حل المشكلة الفلسطينية".

وفي حال استمرت السياسات الإسرائيلية المتطرفة تجاه الضفة الغربية والقدس، فربما يؤدي ذلك إلى تجاوز حل الدولتين وانهيار السلطة الفلسطينية، وهو ما يعني إحياء فكرة "الأردن هو فلسطين".