يكمل مشاهد "الاختيار 2".. ناشطون: لهذا عجّل السيسي بإعدامات قضية كرداسة

12

طباعة

مشاركة

غضب عارم اجتاح منصات التواصل الاجتماعي، عقب تنفيذ سلطات رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الإثنين 26 أبريل/نيسان 2021، حكم الإعدام بحق 17 معتقلا، في القضية المعروفة بـ"اقتحام قسم شرطة كرداسة" (جنوب غربي القاهرة)، دون إعلان مسبق للتنفيذ وفي شهر رمضان المبارك.

القضية تعود أحداثها إلى صيف 2013، عقب فض السلطات لاعتصامي أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي، الرافضين للانقلاب العسكري، في رابعة العدوية والنهضة في أغسطس/آب 2013، وعرفت بـ"المذبحة" لسقوط مئات المعتصمين قتلى وجرحى.

واندلعت إثرها احتجاجات عنيفة في أنحاء مصر، تخللها اقتحام مركز شرطة مدينة كرداسة بالجيزة، قتل فيه نحو 11 من ضباط وأفراد الشرطة، بينهم مأمور المركز، واتهمت الشرطة والنيابة العامة مؤيدي الرئيس مرسي بـ"الهجوم والتمثيل بجثث أفراد الشرطة".

وهي التهم التي نفى الموقوفون صحتها خلال جلسات المحاكمة، إلا أن مصلحة السجون نفذت الحكم، وأخطرت ذوي المعدومين لتسلم جثثهم، بحسب منظمة "نحن نسجل" الحقوقية التي أكدت أن القضية "افتقدت إلى أدنى معايير المحاكمة العادلة".

وكانت المحاكمة قد انتهت في سبتمبر/أيلول 2018 بتأييد محكمة النقض -أعلى محكمة طعون- الحكم بإعدام 20 شخصا، والسجن المؤبد "25 عاما" لـ80 آخرين، و15 عاما لـ34، و10 سنوات لطفل أقل من 18 عاما.

الناشطون أعلنوا عبر مشاركتهم في وسمي #السيسي_قاتل،‎ ‎#متضامن_مع_ضحايا_الإعدامات، رفضهم لأحكام القضاء المصري الذي وصفوه بـ"المسيس" و"الفاسد" المنفذ لأوامر نظام السيسي، مشيرين إلى أنه يأتي في آخر مراتب النزاهة والشرف وأغلب قضاته حصلوا على مناصبهم بالواسطة.

وسخر ناشطون من دمج النظام المصري للواقع بالدراما والتمهيد للأحداث عبر مسلسلات خرجت من أدراج الشؤون المعنوية التابعة للسلطات المصرية، رابطين بين تنفيذ إعدامات "كرداسة" ومسلسل "الاختيار 2"، وتوقعوا استخدام مشاهد تنفيذ الإعدام في الحلقة الأخيرة من المسلسل.

حال المعدومين

وبرز حديث الناشطين عن حال بعض من المنفذ فيهم حكم الإعدام، موضحين أن بينهم حفظة للقرآن وهو الشيخ عبدالرحيم جبريل، وشاب مصاب بشلل أطفال وهو عمرو محمد السيد سلمان، كان النظام يريد القبض على شقيقه فأخذوه بدلا منه وأعدموه، ومسنون وعلماء.

وأوضح عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محمد الصغير، أنه قال بعد إعدام الشيخ جبريل وقد تجاوز عمره الثمانين: "لو كان الإعدام لشخص لا يدين بالإسلام لانتفضت له الجمعيات والمنظمات والبرلمانات، ولكن بما أنه عبدالرحيم فلا بواكي له".

وأشار إلى أن "أهالي كرداسة تقدموا بشهادات موثقة قانونيا تفيد عدم وجود الشيخ في الواقعة ولم ينظر فيها!".

ونشر الناشط الحقوقي أسامة رشدي صورا من شهادات الأهالي بأن الشيخ جبريل لم يكن موجودا أمام قسم كرداسة أثناء الأحداث، واصفا النظام المصري بـ"المجرم" والإعدامات بـ"المجزرة الجديدة". وتساءل المغرد محمد أبو محمود "بأي ذنب يعدم هذا الشيخ الجليل؟؟ أهل مصر جاوز الظالمون المدى، ألم يحق الجهاد ويحق الفدا؟؟ اللهم بحق دماء هذا الشيخ المظلوم وبحق هذا الشهر المبارك انتقم من السيسي وجلاوزته وزبانيته وأعوانه، أتت هذه الإعدامات الجبانة عقب زيارة عدو الله (ولي عهد أبو ظبي) محمد بن زايد لمصر، اللهم مزق ملكه".

دلالات فساد

واعتبر ناشطون، اختيار نظام السيسي لشهر رمضان لتنفيذ الإعدامات، دليلا على عدم احترامه لحرمة الشهر، مشيرين إلى أن العرف السائد تعظيم رمضان وتجنب تنفيذ الإعدامات فيه. 

ورأى صاحب "حساب ضد الانقلاب"، أن اختيار السيسي لشهر رمضان لتنفيذ حكم الإعدام "لهو دليل آخر على مدى كره الرجل للإسلام والمسلمين وأنه يريد أن ينكد عليهم في هذا الشهر الفضيل شهر القرآن"، داعياً: "اللهم اجعل رمضان هذا آخر رمضان للسفاح وعصابته المجرمين".

فيما أشار المغرد أبو تركي إلى أن "إعدام مجموعة من المواطنين المصريين في شهر رمضان المبارك، لم يشجبه أحد ولم يستنكره أحد"، قائلا: "تخيلوا لو دولة إسلامية سنية فعلت ذلك، ماذا سيقول العلمانيون العرب والإعلام العلماني العربي وحقوق الإنسان ومؤسسات الأمم المتحدة ورؤساء أوروبا وأميركا، وكم قرارات ستصدر".

فساد القضاء

وشكك ناشطون في نزاهة القضاء المصري وسلامة إجراءات المحاكمات، ورصدوا بالأرقام موقع القضاء في مؤشرات النزاهة ومراتب الفساد. 

وقال الكاتب وائل قنديل: "في بلد جاء في المرتبة 110 بمؤشر نزاهة القضاء من بين 113 دولة.. وأتى في المرتبة 117 على مؤشر الفساد، تم إزهاق أرواح 17 مواطنا بتنفيذ أحكام بالإعدام في قضية كرداسة"، قائلاً: "إنهم متمسكون بلعنة الدم إلى آخر مدى".

 وأشارت الإعلامية حياة اليماني، إلى إعدامات كرداسة بعد تمهيد من مسلسل تلفزيوني، متسائلة: "هل يوحي ذلك بأي نزاهة لنظام قضائي مسيس أو يؤسس لأي عدالة في هذا المجتمع؟".

تمهيد الدراما

وربط ناشطون بين تنفيذ السلطات لحكم الإعدام والتمهيد لها عبر إذاعة مسلسل "الاختيار 2" في رمضان وتناول حلقاته التي استبقت تنفيذ الحكم لأحداث "اقتحام قسم كرداسة" من رؤية ورواية النظام في تهيئة الرأي العام لتنفيذ جملة الإعدامات.

وقال الصحفي سمير العركي: "يبدو أن أهل الحكم أرادوا استثمار مسلسل الاختيار2 في تنفيذ جملة من الإعدامات السياسية في أهالي كرداسة، بينهم شيخ تجاوز الثمانين من عمره"، مشيرا إلى أن "الداخلية المصرية كان لديها عرف في شهر رمضان يتمثل في إرجاء تنفيذ أحكام الإعدام إلى ما بعد الشهر الكريم".

وقال الباحث في التاريخ محمد إلهامي: "يبدو أن مسلسل الاختيار والاختيار2 يفتح الشهية للقتل، فقد نفذ السفاح السيسي إعدام 17 رجلا من كرداسة.. ولعله سينشر مشاهد إعدامهم في نهاية المسلسل كما فعل العام الماضي لما نشر مشاهد إعدام هشام عشماوي رحمه الله وهكذا نرى ونشهد أن هدف المسلسل ليس فقط تزوير التاريخ".