خمر وفقر.. كاتب إيراني ينتقد "الطباع الفوضوية" للسياح الروس في 6 دول

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

إدمان السائح الروسي للخمر، وطباعه الفوضوية، وفقر أغلبهم، يبدو أنها عوامل سلبية جعلت من شعبية الروس في معظم بلدان العالم السياحية في أدنى حالاتها، إذ صاروا غير مرغوب بهم في أغلب البلدان.

الخبير في توسيع العلاقات الثقافية الروسية محمود خدمتكزار، كتب مقالا في موقع "إيران الدبلوماسي" عن دولة روسيا باعتبارها قوة لا يستهان بها في العالم.

الخبير الإيراني، تطرق إلى الحديث عن شعبية الروس في العديد من الدول كالهند، وأوكرانيا، واليونان، والنرويج، وفرنسا، وتركيا عندما يتجهون إلى هذه الدول كسياح.

وأكد أن الأمر "لا ينفصل عن السياسة"، موضحا علاقة كل دولة من هذه الدول مع روسيا على مدار تاريخ طويل.

المقال أشار في لمحة عابرة عن كيفية مواجهة شعوب هذه الدول للسياح الروس، لافتا إلى أن هذه المواجهة متأثرة بسلوك رجال الدولة الروسية معهم.

وجزم بأنه "في المناسبات الدولية لا يمكن الفصل بين سلوكيات رجال الدولة، ونظرة الشعوب لهذا السلوك".

أوكرانيا

وعن علاقة الروس مع شعب أوكرانيا قال الكاتب: "خلال فترة حكم الاتحاد السوفييتي وروسيا، كان للشعب الأوكراني أكثر الصلات التاريخية، الدينية، والحضارية مع الروس من وسط باقي الشعوب".

وأوضح أن "الهوية (الروسية- الأوكرانية) منسوجة في بعضها البعض لدرجة أنه يمكن تمييز الاختلافات الرئيسة بين هاتين الحضارتين بصعوبة".

"اليوم على الرغم من أن كثيرا من مواطني كلا البلدين حافظوا على صلة قرابتهم مع الدولة الأخرى، إلا أن الشعب الأوكراني بأكمله غير سعيد بدخول الروس إلى أرضه"، وفق المقال.

تمتلك أوكرانيا طبيعة خلابة وأماكن سياحية ساحرة من ضمنها جبال "كاربات" لؤلؤة أوكرانيا الخضراء، بجانب منتجع تزلج بوكوفيل الأكبر في شرق أوروبا، والذي يجذب السياح الأجانب بشكل كبير.

العلاقة بين الدولتين توترت باحتلال موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014، ذلك التوتر يتزايد خاصة في مناطق أوكرانيا الشرقية حيث يسكن هناك عدد كبير من متحدثي اللغة الروسية، وفق خدمتكزار.

وأكد أن "هذا الأمر خلال السنوات الأخيرة (2014- 2021) دق ناقوس الخطر بشأن سفر الروس إلى مناطق غرب ووسط أوكرانيا".

كاتب المقال أوضح أن "السبب الأساسي للتوتر العسكري بينهما في مناطق أوكرانيا الشرقية يكمن في المليشيات الموالية لروسيا وحكومة أوكرانيا المركزية".

"وطبقا للوثيقة التي أصدرتها الحكومة الروسية 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، فإن الروس المتراوحة أعمارهم بين 16 إلى 50 عاما ليس لديهم تصريح سفر للأماكن المذكورة".

اليونان

"عام 2019، وأثناء عودة مواطنين روس من مطار (سالونيك) باليونان لمدينة فولجوجراد -بالجزء الأوروبي من روسيا- وقع حدث سيء لفت أنظار ركاب سائر الدول"، وفق خدمتكزار.

وأوضح أنه "أثناء سؤال الركاب الروس لمسؤولي المطار عن سبب تأخير الرحلة، تلقوا رد فعل حاد".

ولفت إلى أنه جرى اشتباك بين أمن المطار مع السياح الروس سجلته عدسات هواتف باقي السائحين الأجانب من دول أخرى كانوا في المطار.

الهند

وعن الهند، قال الخبير خدمتكزار: "اكتسبت منطقة غوا في الهند شهرة عالمية بسبب الشواطئ الترفيهية والأماكن التاريخية الساحرة، وأطعمتها اللذيذة، فيما واجه السياح الروس بعض التحديات هناك".

"سكان غوا؛ يعتبرون أغلب السياح الروس من سائحي الدرجة الثانية، ويجب التعامل معهم بسلوك مختلف".

"نظرة السكان المحليين السلبية إلى السياح الروس متأثرة بمواقف أرباب العمل الروس في جذب العمالة الهندية إلى روسيا"

"يرى هنود منطقة غوا أن أرباب العمل الروس يضيعون فرص العمل على العمالة الهندية في روسيا ويعاملونهم معاملة غير لائقة"، وفق الخبير خدمتكزار.

فرنسا

"منحدر تزلج (ماربل) الذي استضاف الألعاب الأولمبية شتاء 1992 في فرنسا يقع بين جبال الألب الشهيرة، ومع انعقاد هذه الألعاب هناك صار المنحدر وجهة السائحين الذين يفدون إليه من كل بقاع العالم"، وفق المقال.

"ويعتقد الفرنسيون أن أغلب الروس يأتون فرنسا، والهدف الأصلي لقلة منهم التعرف على أحدث صيحات الموضة".

"ويرون أن العديد من السياح الروس ليس لديهم القدرة على تحمل تكاليف المنطقة السياحية (كورتشول)".

"كما يزعم الفرنسيون أن السياح الروس الأثرياء على عكس سائر سياح الدول الأوروبية، يفتقرون إلى أي نوع من المعرفة بالمعايير السلوكية، واحترام الآخر".

"لذلك يحاول الفرنسيون في عطلة بداية العام الجديد، وشهر مارس/ آذار حيث فترة المواسم الروسية، ألا يظهروا في أي مكان ترفيهي بشكل غير لائق"، بحسب ما ذكره الكاتب.

تركيا

وأضاف خدمتكزار: "تركيا أكبر مقصد سياحي شعبي للروس"، مشيرا لزيارة نحو  6 مليون سائح روسي إلى تركيا وفق إحصائية وزارة الثقافة والسياحة التركية عام 2018، وقبل بداية جائحة فيروس كورونا.

"مع أخذ تكاليف الإقامة في تركيا في عين الاعتبار، يميل أغلب الروس إلى الاستمتاع ببعض الوقت خلال العام هناك".

"ويشتكي سكان محليون من تصرفات السياح الروس؛ بسبب إدمان أغلبهم الزائد عن الحد للمشروبات الكحولية دون قيود في الأماكن العامة، مع العنف والصراع الجسدي".

"كسر القواعد في دولة مثل تركيا لها نسيج ديني يسبب صدامات قوية في بعض الأحيان بين السكان المحليين والسياح الروس في بعض المناطق السياحية"، وفق رصد المقال.

النرويج

ووفق الكاتب فإن "الشعب النرويجي لديه سبب خاص للعداء مع السياح الروس، وهم مقتنعون بأن جميع الروس لديهم ماض مظلم، ولدى أغلبهم اتصال وثيق الصلة بجماعات المافيا، ما يثير قلق النرويجيين".

"وللسبب نفسه فمن المحتمل أن يتعرض السياح الروس للمشاكل عند حديثهم باللغة الروسية"، رغم أن "الشعب الإسكندنافي أو كما يعرفون بالألمان أناس هادئة محبة للسلم".

"ويمكن مشاهدة نظرتهم السلبية من السياح الروس، ولكنهم لا يظهرون هذا السلوك السلبي بشكل علني"، يختم الخبير في توسيع العلاقات الثقافية الروسية محمود خدمتكزار، مقاله.