عميحاي إلياهو.. وزير متطرف يدعو لإبادة غزة بالنووي ويكشف وجه الاحتلال الحقيقي

منذ ٦ أشهر

12

طباعة

مشاركة

"إلقاء قنبلة نووية أحد خيارات إسرائيل في الحرب. غزة يجب ألا تبقى على الأرض"، بهذه التصريحات كشف وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، عن وجه الاحتلال الحقيقي وطريقته في التعامل مع الفلسطينيين، الذي ترتكب حكومته أبشع المجازر بحقهم منذ شهر.

ووصل عدد الشهداء جرّاء الهجمات الإسرائيلية على غزة إلى 10 آلاف و328 فلسطينيا، حتى 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، بعد مرور شهر كامل على بدء الحرب بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، في القطاع المحاصر الذي يعيش فيه نحو 2.2 مليون شخص.

وفي 7 أكتوبر، أطلقت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ردا على الانتهاكات التي يرتكبها الأخير بحق الفلسطينيين والمقدسات، وتمكنت من اختراق مناطق غلاف غزة وقتل المئات من المحتلين وأسر أكثر من 200 إسرائيلي.

"الوزير الغبي"

أثارت تصريحات إلياهو لإذاعة عبرية في 5 نوفمبر، انتقادات واسعة دفعت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى استبعاده من اجتماعات الحكومة الأمنية المصغرة ورأى أن تصريحاته "غير واقعية"، حسبما أعلن المكتب الحكومي في اليوم التالي.

كما فتحت تصريحاته الأخيرة الجدل مجددا حول امتلاك إسرائيل للسلاح النووي بما يتعارض مع سياستها المعروفة منذ عقود بـ"الغموض النووي"، إذ تساءلت روسيا عن وكالة الطاقة الذرية والمفتشين الدوليين مما كشف عنه الوزير الإسرائيلي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، إن تصريح وزير إسرائيلي حرّض على ضرب غزة بقنبلة نووية، يؤكد امتلاك بلاده لهذا النوع من السلاح، رغم تمسكها بنفي ذلك، وهذا "يثير ذلك عديدا من الأسئلة"، وفق ما نقلت وكالة الإعلام الروسية في 7 نوفمبر.

وأضافت زاخاروفا: "المسألة الأولى هي أننا أمام تصريح رسمي يفيد بوجود أسلحة نووية"، متسائلة: "إذا كان الأمر كذلك، فأين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمفتشون النوويون الدوليون؟".

أدلى إلياهو بتصريحاته لإذاعة "كول براما" العبرية عندما قال إنه غير راض عن الردّ الإسرائيلي على هجوم حماس في 7 أكتوبر، مقدرا أن أحد الخيارات هو إلقاء قنبلة نووية على غزة، رغم أنها في هذه الحالة ستدمّر مدناً إسرائيلية أيضا، ورأى أنه "ليس هناك بريء في غزة".

وحول مصير الأسرى الإسرائيليين عند "حماس" في حال قصفت إسرائيل غزة بقنبلة نووية، قال إلياهو: "حياتهم ليست أغلى من حياة الجنود الإسرائيليين" الذين قتلوا في الحرب على القطاع، لكن "هناك ثمن للحرب يجب أداؤه".

ووصفت عائلات الأسرى الإسرائيليين تصريحات إلياهو بأنها "بيان صادم يتعارض مع كل مبدأ من مبادئ الأخلاق والضمير اليهودي والإسرائيلي".

وقالت إن "الوزير في الحكومة الإسرائيلية الذي يدعو إلى قتل جميع المختطفين والمفقودين يجب أن يدفع الثمن اليوم"، حسبما نقل موقع "روسيا اليوم" في 5 نوفمبر.

بدورها، قالت عضو "الكنيست" يفعات بيتون، في 5 نوفمبر، إن إلياهو "وزير غبي يقوم عبر تصريح منه بتدمير جهود الدعاية الإسرائيلية حول العالم، وتوجد طريقة واحدة للرد على تصريحاته وهي إقالته فورا".

ابن الحاقدين

عميحاي إلياهو مولود في مدينة القدس المحتلة، في 24 نيسان/ أبريل عام 1979، نشأ في مدينة شلومي وتلقى تعليمه في مدارس عدة تلمودية، ووالده هو الحاخام شموئيل إلياهو، الحاخام الأكبر لمدينة صفد الذي تشرّب منه الكثير من الأفكار الدينية المتطرفة.

فقد قال والده (شموئيل) عن الزلزال المزدوج الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير 2023 إنه "عدالة إلهية طهرت العالم وجعلته أفضل"، وشبهه بحادثة إغراق جنود فرعون في البحر، مدعيا أن "الله يعاقب كل الدول المحيطة بإسرائيل، التي تريد احتلال أرضنا ورمينا في البحر".

وتصريح الابن عميحاي هو وليد هذه الثقافة ذاتها، فقد سبق أن علق على الدمار الذي تسببت به الغارات الاسرائيلية على غزة بالقول: "المنطقة أصبحت أجمل من ذي قبل"، وذلك قبل أيام من حديثه عن القنبلة النووية.

الوزير الإسرائيلي هو أيضا حفيد موردخاي إلياهو، الذي كان يشغل منصب الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل، وأصل العائلة كلها من العراق، إذ إن موردخاي هو ابن الحاخام العراقي سلمان إلياهو.

كان موردخاي (جد عميحاي) في شبابه ناشطا في حركة يهودية متطرفة تسمى "بريت هكانيم"، وتولى منصب الحاخام الأكبر ليهود السفارديم من 1983 إلى 1993، وتوفي في يونيو/حزيران 2010.

ينتمي عميحاي إلياهو إلى حزب "عوتسما يهوديت" أو "القوة اليهودية" اليميني المتشدّد الذي يتزعمه إيتمار بن غفير، والذي يؤيد بناء المستوطنات واستعادة السيطرة على أراضي قطاع غزة.

انتخب عضوا في الكنيست الإسرائيلي عن حزب "القوة اليهودية" في 15 نوفمبر 2022، ثم استقال من البرلمان بعد أن عيّنه بنيامين نتانياهو في حكومته وزيرا للتراث وشؤون القدس في ديسمبر من العام نفسه.

خدم إلياهو في الجيش الإسرائيلي في وحدة المظليين، وعرف بتأييده لإجراءات مراجعة قوانين القضاء التي باشرها نتانياهو في بداية ولايته الحكومية، والتي أثارت احتجاجات شعبية عارمة استمرت عدة شهور.

وفي أغسطس 2023 عبّر الوزير اليميني المتشدد إلياهو عن رغبته بضمّ الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل بأسرع وقت ممكن، قائلا إن على إسرائيل "فرض سيادتها على مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) من أجل نزع اعتراف دولي بأن هذا المكان لنا".

وقال لإذاعة الجيش إن على إسرائيل "فرض السيادة على مناطق (الضفة الغربية) أيضا، وينبغي دفع ذلك بأذكى ما يمكن، وقول هذه الأمور في أي مكان من أجل إنتاج اعتراف دولي بأن هذا المكان لنا".

"عنصري همجي"

وعلى صعيد ردود الأفعال العربية حيال تصريحات الوزير الإسرائيلي، أدانت حكومات عربية بشدة تهديد الأخير بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة الذي يواجه عدوانا إسرائيليا منذ شهر قتل خلاله آلاف الأطفال والنساء والمدنيين أمام مرأى ومسمع مجتمع دولي يكتفي بعبارات القلق والتألم لما يحصل.

ونددت الحكومة الفلسطينية خلال بيان لوزارة الخارجية بتصريحات الوزير الإسرائيلي عميحاي إلياهو، مشددة على أنه إقرار واضح بمذابح إسرائيل في قطاع غزة.

وقالت الخارجية الفلسطينية في 5 نوفمبر: "ندين التصريحات العنصرية الهمجية التي تجرأ على الإدلاء بها أحد شركاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم، وزير التراث الفاشي إلياهو بشأن دعوته إلى ضرب قطاع غزة بقنبلة نووية وإبادتها".

وأضافت أن هذه التصريحات تعد إعلانا صريحا وإقرارا واضحا "بما تقوم به دولة الاحتلال ضد شعبنا على امتداد الجغرافيا الفلسطينية، وتحديدا المذابح التي ترتكب يوميا ضد المدنيين في قطاع غزة".

أما المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، فطالب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية "بإدراج هذا التصريح الوقح الفج كأحد الأدلة على إقرار المحتل بارتكاب الجرائم والتحريض عليها".

من جهته، قال المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم خلال بيان له في 5 نوفمبر، إن هذه التصريحات "تعكس الإرهاب الصهيوني الإجرامي غير المسبوق، الذي تمارسه هذه الحكومة الفاشية وقادتها ضد شعبنا".

ودعت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمحاكم الدولية ذات العلاقة "إلى أخذ تصريح هذا المجرم، وتصريحات قيادات الاحتلال، على محمل الجد، واتخاذ ما يلزم لوقف هذا الكيان عن حرب الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة".

وعلى نحو مماثل، أدان الأردن تصريح الوزير الإسرائيلي، عادا إياه دعوة للإبادة الجماعية لا يمكن السكوت عنها.

ورأت الخارجية الأردنية، خلال بيان لها في 5 نوفمبر، أن التصريحات العنصرية التحريضية والاستفزازية الصادرة عن أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية حول إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، دعوة للإبادة الجماعية وجريمة كراهية لا يمكن السكوت عنها.

وفي السياق ذاته، قالت الخارجية القطرية في 5 نوفمبر، إن تصريحات الوزير الإسرائيلي امتداد للسياسة التصعيدية لحكومته في الأراضي الفلسطينية، مؤكدة أنها تشكل تحريضا خطيرا على جريمة حرب واستهتارا بالقيم الإنسانية والقانون الدولي.

وفي اليوم نفسه، قالت الخارجية السعودية خلال بيان لها، إن "المملكة تدين بأشد العبارات التصريحات المتطرفة الصادرة من وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بشأن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة المحاصر، والتي تظهر تغلغل التطرف والوحشية لدى أعضاء في الحكومة الإسرائيلية".

وصدرت بيانات منفردة أيضا في 5 نوفمبر، عن كل مصر والإمارات رفضتا فيها تصريحات الوزير الإسرائيلي، ووصفوها بالمشينة وغير المقبولة، والتي تدل على مدى الانحراف والتطرف الذي لحق بعدد من صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية.

بدورها، وصفت وزارة الخارجية الأميركية، على لسان المتحدث باسمها فيدانت باتيل، في 6 نوفمبر، تصريحات الوزير الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، بأنها "غير مقبولة" وحضت كل الأطراف على تجنب "خطاب الكراهية".