ردا على استغاثات إسلامية.. هكذا يضغط يهود أميركا على بايدن لدعم إبادة غزة

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

مع توالي جرائم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعثت منظمات يهودية أميركية رسالة إلى الرئيس جو بايدن وقعها 180 ألف يهودي من جميع أنحاء الولايات المتحدة تدعوه إلى الاستمرار في الوقوف إلى جانب إسرائيل.

وأرجعت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية اليمينية هذه الرسالة إلى رسائل شبيهة وصلت بايدن من منظمات وجمعيات إسلامية أميركية، نددت بسياسات إدارته المتواطئة مع العدوان وطالبت بتغييرها على الفور.

مواصلة دعم الإبادة

تبدأ الصحيفة العبرية تقريرها بالادعاء أن "إدارة بايدن، في أعقاب ضغوط الجالية الإسلامية والحركات المناهضة لإسرائيل في الولايات المتحدة، تراجعت عن الموقف الحازم المنحاز إلى جانب إسرائيل".

لذا بعثت منظمة "OU"، المنظمة الجامعة للجاليات اليهودية الأرثوذكسية وواحدة من أكبر المنظمات اليهودية وأكثرها نفوذا في الولايات المتحدة، برسالة إلى بايدن تدعوه فيه لاستمرار الوقوف إلى جانب إسرائيل.

وتعتزم المنظمة أن تقدم لممثل من البيت الأبيض 180 ألف نسخة من الرسالة القادمة من جميع أطياف الجاليات اليهودية، مع التركيز على الولايات الانتخابية المتأرجحة.

وجاء نص الرسالة محتويا على مزاعم وأكاذيب واضحة بحق الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة، على النحو التالي:

“عزيزي الرئيس بايدن، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تصرفت حماس وفقا لدوافعها المتمثلة في القتل الوحشي والاغتصاب والاختطاف للرجال والنساء والأطفال اليهود، ويصادف يوم 7 أبريل/ نيسان 2024 مرور 180 يوما على ذلك اليوم الأسود”. 

وتواصل: "180 يوما من التعذيب الذي لا يمكن تصوره للمحتجزين كرهائن في غزة. 180 يوما من معاداة السامية المتزايدة بشكل صادم في الشوارع والحرم الجامعي في هذا البلد. 180 يوما من حرب إسرائيل ضد العدو الذي زرع نفسه بين السكان المدنيين. الرئيس بايدن، نكتب إليك لنطلب دعمك لإسرائيل لتمكينها من تحقيق هدفها؛ وهو القضاء الفعال على حماس".

وفي هذا السياق، قال المدير التنفيذي للمنظمة اليهودية "OU"، الحاخام موشيه هاعور: "يجب أن يكون السابع من أكتوبر وما بعده بمثابة دعوة للاستيقاظ للجميع؛ بالنسبة لدول العالم، وبالنسبة لليهود والفلسطينيين الذين يحلمون بالسلام، وبالنسبة لمنظمات حقوق الإنسان التقدمية". 

وتابع الحاخام: "للأسف، إنهم استفاقوا فعلا لفترة قصيرة، لكنهم عادوا للنوم منذ ذلك الحين. ولذلك نحن مستيقظون، ويجب ألا نقف مكتوفي الأيدي".

وأكد هاعور على أن "الرسائل هي دعوة للرئيس بايدن والحكومة للبقاء أقوياء في دعمهم لإسرائيل والشعب اليهودي والرهائن، لاستعادة الصوابية الأخلاقية في عالم مضطرب للغاية".

موجة مضادة

وفي نفس الوقت الذي تتحرك فيه المنظمات اليهودية، تلفت "ماكور ريشون" إلى الانتقادات التي وجهتها 80 منظمة إسلامية أميركية. حيث استنكرت فيها سياسة واشنطن بشأن غزة، مطالبة جو بايدن بـ "تغيير سياسات إدارته".

وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن "هذه الرسالة جاءت في وقت تتزايد فيه ردود فعل المسلمين الأميركيين على سياسات إدارة واشنطن فيما يخص الحرب في غزة".

علاوة على ذلك، أرسل ممثلو المنظمات الإسلامية من عدة ولايات رسالة إلى بايدن طالبوه فيها أيضا بـ"وقف بيع الأسلحة لإسرائيل".

وأشارت المنظمات، من بينها فلسطينية وعربية ومنظمات أخرى داعمة، إلى أن "إسرائيل لم تتصرف وفقا للقوانين الدولية والأميركية فيما يتعلق بالأزمة التي تسببت فيها بغزة ويجب محاسبتها".

واستنكرت المنظمات "الموقف المزدوج الذي تتبناه الإدارة الأميركية؛ فهي من خلال المنابر العامة تسعى لثني إسرائيل عن مهاجمة رفح، بينما في الواقع تعطي الضوء الأخضر لتنفيذ تطهير عرقي آخر في المدينة".

وفي النهاية، دعت المنظمات إلى "اتخاذ خطوات ملموسة"، قائلة إن "الشعب الأميركي لا يريد تغييرا في الخطاب وحسب، بل يطالب بتغييرات سياسية ملموسة، وعلى الإدارة أن تقدم خيارات أفضل فيما يتعلق بغزة".