"ينتشل نفسه".. هكذا ترى إسرائيل اللقاء المرتقب بين ملك الأردن وبايدن

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض يوم 19 يوليو/تموز 2021، كأول زعيم عربي يجري زيارة من هذا النوع في ظل الإدارة الأميركية الجديدة.

وبحسب ما أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الأميركية جين بساكي، في وقت سابق، فإن الزيارة تهدف إلى تسليط الضوء على التعاون الإستراتيجي والدائم مع الأردن، الحليف المحوري لأمن الولايات المتحدة.

وأضافت، أنها ستكون أيضا فرصة لتحليل التحديات العديدة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، وإظهار قيادة الأردن ودوره في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

وقالت بساكي: إن "بايدن يأمل في مواصلة العمل مع الملك عبد الله على تعزيز العلاقات الثنائية، والتعاون مع عمان في العديد من الأمور السياسية والاقتصادية والأمنية، بما في ذلك الفرص الاقتصادية التي ستكون حيوية لمستقبل مشرق في الأردن".

ووصل الملك عبد الله والملكة رانيا إلى الولايات المتحدة في أول يوليو/تموز، كما أفاد الديوان الملكي الأردني، الذي كان قد أعلن عن زيارة إلى البيت الأبيض، لكنه لم يذكر التاريخ المحدد، ليجري تحديدها في وقت لاحق.

وذكر بيان للديوان في الأول من يوليو/تموز أن العاهل الأردني، الذي ترافقه زوجته الملكة رانيا سيحضر اجتماعا للمستثمرين، ثم يجري زيارة خاصة قبل أن يتوجه إلى واشنطن لإجراء محادثات مع قادة الكونغرس والمسؤولين في الإدارة الأميركية.

أول القادة

وأشار مركز القدس لشؤون الدولة والعامة العبري إلى أن العاهل الأردني سيكون أول زعيم عربي يلتقي بالرئيس بايدن.

 ومن المشكوك فيه ما إذا كان بايدن هو من بادر بالزيارة، حيث يحتمل أن الملك دعا نفسه بترتيب سلسلة طويلة من الاجتماعات مع المسؤولين الاقتصاديين في الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع بايدن لدعوته إلى البيت الأبيض، وفق المركز.

لكن الحقيقة هي أن ملك الأردن سيسبق كل القادة العرب ويصافح صاحب الإقامة الجديدة في البيت الأبيض.

وتساءل المركز العبري: ماذا تعني زيارته للولايات المتحدة؟ مطالبا الملك بإقناع بايدن بأنه لن يأتي متسولا لتلقي الصدقات، بل إن الأردن قد عاد إلى كونه دولة محور إقليمي يمكن أن تخدم مصالح الولايات المتحدة.

وتشير خطة عمل الملك مع الجهات الاقتصادية إلى أن المملكة بحاجة إلى المساعدة، لكنها تريد أن تجعلها قائمة.

واستعدادا للزيارة، بدأ الملك بعقد سلسلة لقاءات قمة في بغداد الأخيرة (نهاية يونيو/حزيران 2021) وعمان ومع رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وجرى تفسير الاجتماع في بغداد على أنه تجديد للمحور القديم بين الرئيس صدام حسين والملك الأردني الراحل حسين بن طلال ورئيس النظام المصري الأسبق حسني مبارك الذي أنشأ البنية التحتية لحدثين تاريخيين: الحرب العراقية الإيرانية واحتلال العراق للكويت بدعم من الأردن.

ولفت المركز العبري إلى أن الملك عبد الله التقى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وحسب مصادر المركز في رام الله طلب الملك من عباس تمثيل المصلحة الفلسطينية في المحادثات مع بايدن  ووافق رئيس السلطة الفلسطينية على ذلك.

وتشير هذه الخطوة إلى أن هدف الملك في محادثات القمة مع قادة العراق ومصر هو تمثيلهم في المحادثات الأولى مع بايدن.

 أي أن الأردن يريد الظهور كدولة محور تدير سيناريوهات إقليمية، وأيضا تساعد في حل الصراعات في الساحة الفلسطينية.

ولتعزيز هذا المحور، بدأ الأردن في تجديد الفكرة القديمة المتمثلة في مد خط أنابيب النفط من العراق إلى العقبة ومن هناك بواسطة ناقلات إلى سيناء ومنشآت النفط الحديثة في مصر بالقرب من الإسكندرية.

محور إقليمي

وأشار المحلل السياسي "بنحاس عنبري" إلى أن فكرة خط أنابيب النفط تهدف إلى توضيح الاحتياجات الاقتصادية للدول العربية والترابط الطبيعي بينها عندما يكون الأردن في مركزها.

ويتابع: "المشكلة أنها فكرة قديمة فشلت في الظهور، وهناك شكوك حول جدواها الاقتصادية وخطر نقلها في سيناء".

وأردف: "يبدو أن ادعاء الأردن بتقديم نفسه كمحور إقليمي مبالغ فيه في ظل الصعوبات الداخلية والشكوك حول استقراره بعد محاولة الانقلاب الأخيرة (فيما عرف بأحداث الفتنة أبريل/نيسان 2021)، والصعوبات المتزايدة مع العشائر البدوية".

ويرى المحلل عنبري أن الاحتضان مع أبو مازن (عباس) مشكوك فيه ما إذا كان معه مستندات أصلية  سيعطيها للملك عبد الله لكي يقدمها للرئيس بايدن بعد اغتيال المعارض نزار بنات بالخليل، والصعوبات الاقتصادية المتزايدة للسلطة الفلسطينية.

وهذه الصعوبات جاءت بعد قرار إسرائيل حرمان عائلات الفلسطينيين من الشهداء والأسرى من أموال المقاصة (تحويلات الضرائب)، حيث توقفت معظم الدول العربية منذ فترة طويلة عن تحويل الأموال للسلطة الفلسطينية، وجمدت أوروبا مساعدتها "حتى سبتمبر/أيلول" بعد إلغاء عباس الانتخابات العامة.

ووصلت السلطة إلى مفترق طرق حيث يتعين عليها أن تقرر ما هو أكثر أهمية لها، إما الحفاظ على اقتصادها أو التمسك بالشعارات القومية. وفي هذه المرحلة كانت تتمسك بالحفاظ على حكمها، وفق عنبري.

ولفت إلى أن الأردن أيضا على مفترق طرق مشابه، متسائلا: إلى أي مدى هو مستعد للصراع مع إسرائيل بسبب الأزمة الفلسطينية؟ والجواب هو لا.

ويقول: "بحسب مصادرنا الفلسطينية ، فإن الحديث الرئيس بين الملك وأبو مازن كان حول ضرورة دعم الاقتصاد الأردني والفلسطيني".

وبموجب خطة خط أنابيب النفط المعلنة فإنها ستتخطى الفلسطينيين وإسرائيل، وإذا وافق الفلسطينيون على تفضيل الاقتصاد على الشعارات، فسيكون من الممكن الوصول إلى منشآت النفط المصرية عبر البحر الأبيض المتوسط، لكن هناك رؤية أخرى لهذا الحدث إذا كانت تسير الأمور كما ينبغي، بحسب قوله.

وخلص المحلل بمقالته إلى القول: "قضية الوضع الراهن في الحرم القدسي هي مسألة أخرى، هذه مشكلة أساسية للأسرة الهاشمية ومصدر شرعيتها كحارس للأماكن المقدسة".

وكتب الإعلامي الأردني صالح أبو طير في وكالة "عمون" للأنباء: أن هناك روابط في العلاقة الاقتصادية بين إسرائيل والأردن والوضع الراهن في الحرم القدسي.

وأكد أن هذه المسألة ظهرت في المحادثات بين المسؤولين الإسرائيليين والأردنيين. ويقول كاتب المقال: إن الحيوية الاقتصادية للأردن مرتبطة في نهاية المطاف بإسرائيل.

صفحة جديدة

وعلى صلة، أشار موقع "زمن إسرائيل" الأمني العبري إلى أن حكومة نفتالي بينيت - يائير لابيد تحاول فتح صفحة جديدة في العلاقات مع المملكة الأردنية.

ويوضح أن "هذه خطوة مهمة ورحبت بها مؤسسة الدفاع الإسرائيلية ومع ذلك لا توجد وجبات مجانية".

وأردف: "سيطلب من إسرائيل أن تولي الاعتبار في كل ما يتعلق بالترويج لحل الدولتين والالتزام بالحفاظ على مكانة الأردن كوصي على الأماكن المقدسة في القدس".

وبدأ رئيس الوزراء نفتالي بينيت العلاقات مع العالم العربي في بضع خطوات صحيحة، يقول الموقع.

إذ تحدث عبر الهاتف مع رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، وسافر وزير الخارجية يائير لابيد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لافتتاح أول سفارة إسرائيلية في أبو ظبي.

كما أقلع نفتالي بينيت سرا بطائرة هليكوبتر إلى عمان حيث كان من المقرر أن يكون أول لقاء له مع الملك عبد الله ملك الأردن، وفق المصدر.

ولفت المحلل الإسرائيلي "يوني بن مناحيم" إلى أن العلاقات بين إسرائيل والأردن المبرم بينهما اتفاقية سلام كاملة (وادي عربة) منذ عام 1994، وصلت إلى مستوى منخفض غير مسبوق في العلاقات خلال فترة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.

وكانت العلاقة الشخصية بين نتنياهو والملك عبد الله ملك الأردن سيئة للغاية.

 وفي أحاديثه مع شخصيات إسرائيلية وأميركية، اعتاد الملك عبد الله التشهير بنتنياهو والتصريح بأنه "كاذب ولا يصدق كلامه".

وتدهور الوضع في العلاقات الإسرائيلية الأردنية بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونشر خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "صفقة القرن" التي تركزت على ضم أراضي الضفة الغربية.