"ماكرون جديد".. ناشطون يرفضون تطاول رئيس أساقفة اليونان على الإسلام

أثينا - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

لم تنته أصداء الإساءة الفرنسية للإسلام والمسلمين وتبعاته، حتى تفاجأ العالم بتطاول مماثل شنه رئيس أساقفة اليونان أيرونيموس، زاعما أن الإسلام "ليس دينا، بل حزب سياسي"، و"أتباعه مجرد محاربين توسعيين، وهو ما تدعو إليه تعاليم محمد"، بحسب زعمه.

ادعاءت أيرونيموس، قالها في حديثه حول حرب الاستقلال اليونانية لقناة "أوبن تي في" المحلية، وأدانتها منظمات إسلامية في اليونان واعتبرتها "عدوانية" لا تليق بمنصبه، وطالبته بالاعتذار للمسلمين والإنسانية، داعية لاستبدال اللهجة المعادية للإسلام بلغة السلام والوحدة.

كما استنكرت تركيا استهداف "أيرونيموس" للإسلام والمسلمين، واعتبرتها تصريحات استفزازية تحرض على العنف والعداء للإسلام وتظهر المستوى المخيف الذي وصلت إليه الإسلاموفوبيا.

وقالت في بيان لها 18 يناير/كانون الثاني الجاري، إن "على رجال الدين العمل لخدمة السلام بدلا من زرع بذور الفتنة في المجتمعات بمثل هذه التصريحات التي لا أساس لها من الصحة".

وحذرت من أن الخروج بمثل هذه التصريحات في وقت يتم فيه الاستعدادات الأولية للمحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان، تمثل خطوة مؤسفة نحو تقويض عملية المباحثات.

تلك المواقف الرسمية، جاءت في وقت غابت فيه مواقف الدول والهيئات المفترض أن يكون لها السبق في الرد على مثل هذه التصريحات، والدفاع عن الإسلام والمسلمين، ما دفع ناشطون على تويتر، للتأكيد أن التمادي في مهاجمة الإسلام وازدرائه تعود لغياب "الردع القوي".

واستنكروا عبر حساباتهم الشخصية تصريحات أيرونيموس ووصفوه بـ"الجاهل والعنصري"، منددين بموقف بعض الدول الخليجية التي وثقت علاقاتها مؤخرا مع اليونان نكاية في تركيا سواء في السر أو في العلن.

ففي أغسطس/آب 2020، كشفت وثيقة سعودية صادرة عن الاستخبارات السعودية، بناء على توصيات من مجلس الشؤون السياسية والأمنية، الذي يترأسه ولي العهد محمد بن سلمان، وموجهة إلى وزارة الخارجية، عن التقارب مع اليونان في كافة المجالات نكاية بتركيا.

وقالت الوثيقة التي تم إقرارها منذ 3 سنوات والموقع عليها من الملك سلمان بن عبد العزيز ومعنونة بـ"سري للغاية وعاجلة" إن التقارب مع اليونان، يستهدف توحيد المواقف بين البلدين حيال التدخلات التركية في ليبيا وسوريا، والتصدي لتلك التدخلات، وتضييق الخناق على الخيارات السياسية للحكومة التركية.

فيما اتفقتا الإمارات واليونان في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، على إنشاء شراكة إستراتيجية بينهما في مختلف المجالات أبرزها السياسات الخارجية والدفاعية والتجارة والاستثمار والسياحة والثقافة، منددين بـ"تصرفات تركيا في شرق المتوسط".

صمت المسؤولين

وإلى جانب تنديد الناشطين واستنكارهم لصمت الدول العربية والإسلامية على تطاول أيرونيموس، برزت تساؤلاتهم عن دور "رابطة العالم الإسلامي" المعنية بالتعريف بالإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه ودحض الشبهات والافتراءات عليه، والذي تحول مؤخرا لمعادة الإسلام السياسي ومهاجمة الإخوان المسلمين تلبية لرغبات الساسة وتماهيا مع السياسة العامة.

وأشار أستاذ الإعلام، أحمد بن راشد بن سعيد، إلى احتجاج مسلمي اليونان على تصريح إيرونيموس، واستنكار تركيا بشدة، مستهجنا غياب الموقف السعودي، و"تخيم صمت القبور على رابطة العالم الإسلامي".

فيما قال الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب: "لو أنه يعلم بأن حكومات الدول الإسلامية ستعترض على كلامه وتلقمه الحجر، لما تجرأ أن يتفوّه بهذا الكلام النجس!!". وأعلن المغرد عبد الله محمد، ترقبه رد رابطة العالم الإسلامي.

عنصرية وتحريض

وصب ناشطون غضبهم على إيرونيموس، وهاجموه بقوة، واتهموه بالعنصرية والكراهية والتحريض على الإسلام والمسلمين، وواجهوه بالمعلومات التي تثبت ترويجه للأكاذيب.

وعقب صاحب حساب "فشكول" على تصريح "أيرونيموس"، قائلا إن "هذا ليس حديث رجل دين بل عنصري يؤجج الكراهية.. حرَّض ضد بناء مسجد ويكره اللاجئين!".

وتساءل المغرد بسيم صعوب: "كيف لهذا أن يرفع اسم الله في كنيسته وأن يتحدث باسم كلمته وروحه المسيح عليه السلام". وقال المغرد توفيق غيث: "نسي إيرونيموس هذا الصليبي الحاقد والغبي الأبله الذي يدعي بأن الإسلام حزب سياسي له أطماع توسعية مباركة بوابات الكنيسة أيام حروب الاسترداد لجيوش الصليب التي سلبت الأرض والأرواح وشوت أطفال المسلمين في السفافيد واحتلت بلادهم باسم الدين".  ووصف المغرد عبد العزيز المغربي، رئيس أساقفة اليونان بالجاهل الكذاب، وتساءل ساخراً: "هل كانت الحروب الصليبية نزهة لنشر الورود ألم تكن حروبا استعمارية توسعية باسم الصليب".

وأضاف: "المسلمون هم من علموكم الغسل والنظافة والطهارة".

وأكد الكاتب محمد الأمين سَوادُغُو، أن أيرونيموس تلقى تعليمات من فرنسا، معقباً: "كبيرهم الذي علمهم شتم الإسلام والمسلمين...!".

لعنة المتماهين

وهاجم ناشطون قادة دول الخليج والمتبنين لخطاب التعايش السلمي والجمع بين الأديان في مجمع واحد، في إشارة إلى البيت الإبراهيمي الذي أعلنت الإمارات عن إنشائه والمقرر الانتهاء منه في 2022.

وأعاد صاحب حساب "معالي الريري"، نشر تصريح إيرونيموس، معلنا أيضا انتظاره لتعليق أدعياء التسامح ومروجي الدين الإبراهيمي الجديد، في إشارة إلى قادة دول الخليج.

وذكر المغرد سامي الحوسني بقول الله تعالى في سورة آل عمران (إِنَ الدِين عند اللَّهِ الْإِسْلَامُ)، وقوله تعالى (وَمن يبتغ غير الْإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الْخاسرين)، قائلا: "صدق الله العظيم وكذبت يا إيرونيموس".

كما ذكر الكاتب والباحث، جهاد حلس، بقول الله تعالى في سورة المائدة: "يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنّصارىٰ أولِياء ۘ بعضهم أولياء بعض ومن يتوَلّهم منكم فإِنه منهم".