"سياسة النعامة".. لهذا فصلت جامعة مصرية طالبا انتقد فشل إجراءات كورونا

12

طباعة

مشاركة

في دولة متهمة من جهات حقوقية وطبية بإخفاء حقيقة الأرقام الرسمية المعلنة بشأن أعداد المصابين بفيروس كورونا، فصلت كلية التجارة بـ"جامعة دمنهور" المصرية، طالبا لمدة عام دراسي، بعد مداخلة هاتفية أجراها مع الإعلامي "وائل الإبراشي".

الطالب "مصطفى شعلان"، استنكر خلال مداخلته، الازدحام داخل قاعات ومدرجات الكلية، وعدم تطبيق الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية اللازمة لمواجهة انتشار "كورونا"، ما دفع مجلس الكلية لتحويله إلى مجلس تأديب ومن ثم إقرار فصله.

وعقب "شعلان" على القرار عبر تدوينة على صفحته بـموقع "فيسبوك"، قائلا: "انفصلت لأنني دافعت عن حقي، وطالبت بحقي وحق كل طالب، وقلت كلمة حق، ولم أقبل أن لا أكون رجلا، يريدون كتم صوتنا".

وتساءل: "طيب هل بعد أن دمرتم مستقبلي، ورأيت دمعة أمي من خوفها علي لأني طموح أنا سأسكت؟.. أكيد لا، ولا أنا ولا أي طالب عنده كرامة"، مستطردا: "تحاولون إحباط عزيمة شبابنا وتدمير كل الطموحات، وتحاولون أن تربوا جيلا ينحني أمامكم لكي تورثوها لأبنائكم وليس للأحق بها".

وطالب "شعلان" كل شخص "صاحب فكر، وعنده مبدأ وليس جبانا أن يسانده ويتضامن معه"، وحث الجميع على المطالبة بحقوقهم، مؤكدا أن "لديه مستندات ودلائل كثيرة تثبت صدق كلامه".

الناشطون على "تويتر" استجابوا لطلب "شعلان" وأطلقوا وسم #حق_مصطفى_شعلان، طالبوا فيها بالتراجع عن قرار فصله، والتخلي عن "سياسة النعام" والالتفات إلى ما كشفه خلال مداخلته مع الإبراشي، والالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية تجنبا لانتشار "كورونا".

وتداول المغردون ورقة مؤرخة يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الجاري، توضح قرار مجلس تأديب كلية التجارة بجامعة دمنهور، بأغلبية الآراء بفصل الطالب "مصطفى محمد مصطفى محمد شعلان" من الكلية لمدة عام جامعي، مستنكرين القرار.

وهاجم "ناشطون" النظام المصري والوزراء، وواجهوا وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار، بصور كاشفة لحقيقة تطبيق الإجراءات الاحترازية المزعومة بالجامعات، معربين عن غضبهم من الحكومة التي تعقد اجتماعاتها بتقنية "الفيديو كونفرس"؛ لتجنب الإصابة بالفيروس. 

الوضع مأساوي

وسائل الإعلام نقلت عن أطباء تأكيدهم، أن مصر تشهد ارتفاعا كبيرا في أعداد الإصابات والوفيات، في ظل تصاعد الموجة الثانية من "كورونا"، مشيرين إلى أن "الوضع مأساوي وكارثي وخارج عن السيطرة".

كما تركز وسائل الإعلام، حديثها عن أن هناك ما يدعو للحذر من انتشار الفيروس بشكل كبير، مع تزايد أعداد الإصابات في مصر، وتقرن حديثها دوما بتصدر المطالب بوقف الدراسة أو تجميدها مؤقتا أو البحث عن حلول بديلة، لكن دون استجابة من المسؤولين، بل وصل الأمر حد التعنت.

ويشكك مراقبون في حقيقة الأرقام المعلنة رسميا من قبل وزارة الصحة المصرية، بشأن عدد المصابين بالفيروس وإحصائيات الوفاة.

وكان عضو اللجنة العليا للفيروسات التابعة لوزارة التعليم العالي المصرية "عادل خطّاب"، قد كشف في 29 مايو/آيار الماضي، أن أعداد الإصابات الفعلية بكورونا بين خمسة وسبعة أضعاف الأعداد المعلنة من وزارة الصحة، والتي بلغت وقتئذ أكثر من 22 ألف إصابة.

فيما كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، خالد عبد الغفار، في يونيو/حزيران الماضي، أن الأرقام المعلنة لإجمالي إصابات "كورونا" في مصر تساوي خُمس الواقع (20%) في النماذج الافتراضية وتحليل البيانات.

فيما أعلنت حملة "باطل" المصرية في الشهر ذاته، وقف منصاتها التفاعلية وحملتها الشعبية القائمة على تلقي البلاغات من الشعب عن حالات الإصابة أو الوفاة نتيجة كورونا المستجد، بسبب استفحال الوباء.

وقالت الحملة: إنها حاولت "تحذير الشعب من عبث رئيس النظام عبد الفتاح السيسي ونظامه بأرواح المصريين، وأن ما تقدمه أجهزته الإعلامية والتنفيذية ما هو إلا كذب وتزوير وتدليس".

فشل الكلية

بدورهم، أعلن ناشطون تضامنهم مع "شعلان" وهاجموا إدارة كلية التجارة واتهموها بالفشل ومحاولة التغطية على فشلها بفصل الطالب، مؤكدين أنه لا يمثل نفسه فقط بل يمثل ملايين الطلاب.

وبحسب منظمات حقوقية، فإن مصر في عهد السيسي هي "الأكثر قمعا للحقوق والحريات، وتكميم الأفواه".

وقال مغرد يسمى "أشرف": إن "شعلان ليس شخصا واحدا، مصطفى هو كل طالب في مصر خاف على نفسه وأهله وزملائه من الإصابة، تكلم باسم ملايين الطلاب، وطالب بتطبيق ما طالبت به الحكومة الناس، من شروط للوجود في الأماكن المغلقة"، مؤكدا أن "هذا يثبت فشل إدارة الكلية في تطبيق الإجراءات الوقائية". 

فيما أعرب "سامح فتحي" عن غضبه من فصل "شعلان"، قائلا: "طالب بيتفصل لأنه قال كلمة حق، وخاف على نفسه وعلى أهله، وزملائه وأصحابه من التكدس.. اتفصل لمجرد أنه عمل مداخلة تلفزيونية يوضح المشكلة".  وتهكم المغرد "ماهر سعيد" قائلا: "مصطفى طلع مع الإبراشي حتى يشتكي من تكدس الطلاب في المدرجات، ويشوف حل في ظل كارثة كورونا، دي والحمد لله إدارة الجامعة استجابت لطلباته وحلوا المشكلة فعلا وفصلوه سنتين.. أهلا بكم في الخرابة".  وسخرت "مها" قائلة: "لا برافو تجارة دمنهور أحسنت والله، كدا يعني المشكلة اتحلت؟ كدا حميتي الطلاب من الإصابة؟ لا إزاي بدل منفكر في حل مع الطلاب، نفصل اللي إتكلم عن المشكله ونكتم الباقي".  وطالب "بكري رأفت" بتأديب مجلس الكلية الذي أصدر قرارا بفصل "شعلان"، مشيرا إلى أن "الطالب تحدث لوسيلة إعلام مصرية ووثق كلامه بصور، ومجلس الكلية حلها بغباء النعامة بوضع رأسها في الرمال".

فشل الحكومة

وصب ناشطون غضبهم على الحكومة وإدارة الكلية، واتهموه بـ"الديكتاتورية"، وطالبوا بعودة حق "شعلان".

وتهكم المغرد "عبد الرحمن جمال"، على اجتماعات الحكومة "أونلاين"، في الوقت الذي تفرض فيه على 12 مليون طالب النزول للشوارع لإجراء الامتحانات، قائلا: "بالطريقة دي أقل حاجة 50 مليون إصابة كورونا".

 وهاجمت "مها نوران"، الحكومة المصرية واتهمتها بـ"الوضاعة"، قائلة: "يا ريت نبطل ضحك على أنفسنا، حكومة وضيعة وتركت الناس للموت".

ونشرت صورة تظهر تكدس الطلاب وقالت: "إنها من جامعة طنطا"، معربة عن "يأسها في أن يرجع حق شعلان".

من جهته، أكد مغرد يدعى "حسين" أن "حق مصطفى شعلان وحق كل من يقول الحق في هذا البلد لازم يرجع"، مشيرا إلى أن "حقوقا كثيرة ضاعت بسبب ظلم وطغيان نظام الديكتاتور".
 وأكد حساب باسم "موسى موباكو" أن "الدولة بكاملها تدار بهذا النهج وليس التعليم فقط وعندما تتحدث تكون إرهابيا، حتى يستمر ابن الضابط ضابط وابن الغفير غفير".
فيما سخر "رمزي زين" من مجلس الكلية قائلا: "البشوات خدوا القرار "أونلاين" لأنهم خايفون على أنفسهم ونحن ننزل نموت وأهالينا تموت عادي".

وواجه الطلاب، وزارة التعليم العالي، بـ"حقيقة الفشل الإداري في تطبيق الإجراءات الإحترازية"، إذ نقلت المغردة "بسمة طارق"، شهادتها عن حقيقة الإجراءات الاحترازية بالجامعات.

وأشارت إلى أنها "نزلت جامعة القاهرة، الأحد، لاستخراج شهادة التخرج، ووجدت كل بوابات التعقيم معطلة، والمسؤول عن قياس درجة حرارة الطلاب لا يلتف أساسا للجهاز".