Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

كاتب إسرائيلي: يجب أن يفهم العالم أن حربنا ضد أهل غزة وليست حماس فقط

منذ 2023/11/20 07:11:00 | ترجمات العبریة
"أهل غزة يعبرون عن دعمهم للهجمات العنيفة ضد المدنيين في إسرائيل"
حجم الخط

مع استمرار التوغل البري الإسرائيلي داخل قطاع غزة، تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على القيادة السياسية في تل أبيب وسط غياب للرؤية الإسرائيلية لمرحلة ما بعد الحرب.

ومن أهم النقاشات التي تُثار هي الرؤية الإسرائيلية لـ "اليوم التالي" من المعركة على افتراض تحقيق هدف "القضاء على (حركة المقاومة الإسلامية) حماس".

وحتى الآن، تتسم الرؤية بالضبابية وعدم الوضوح، بل من الممكن القول إن الاحتلال الإسرائيلي لا يمتلك حتى الآن أي رؤية مستقبلية حقيقية واقعية يقدمها للعالم حتى الآن.

تباين في الآراء

وفي هذا الصدد، يقول الأكاديمي الإسرائيلي في مجال الإستراتيجية والأمن أوري وارتمان: "في الأيام التي تجرى فيها حرب استنزاف لإسقاط حكم حركة حماس في قطاع غزة، يناقش كثيرون في الأوساط السياسية والعسكرية والأمنية والأكاديمية الإسرائيلية مسألة اليوم التالي للمعركة".

وتابع: "وفي سياق أوسع، يطرح السؤال حول ما سيكون عليه حال الصراع مع الفلسطينيين، وإذا ما كانت هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني في المستقبل المنظور".

ويشير الأكاديمي الإسرائيلي، في مقاله المنشور على صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، إلى وجود تباينات كثيرة في آراء النخبة الإسرائيلية، وذلك يظهر -وفقا له- في كتاباتهم ومناقشاتهم وبرامجهم وتصريحاتهم.

ولفت إلى وجود ادعاء لدى البعض بأن هجوم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على الإسرائيليين في مستوطنات غلاف غزة، يمثل فرصة لإعادة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس إلى القطاع، بل وحتى إعادة إحياء العملية السياسية التفاوضية معها.

ومن جهة أخرى، يعتقد آخرون -وفقا لوارتمان- بأن عدم إدانة عباس حتى الآن لهجوم حماس الذي قتل فيه نحو 1400 إسرائيلي، وأسر نحو 250 آخرين في قطاع غزة، يدل على أن الجانب الفلسطيني برمته لا يوجد فيه شريك موثوق للسلام مع إسرائيل، وفق قوله.

وهو ما يعني -حسب الخبير الإسرائيلي- أن كثيرين في إسرائيل لا يفهمون ما يفكر فيه الفلسطينيون، وليس لديهم رؤية موحدة حول مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

استطلاعات الرأي

ويذكر وارتمان أن إحدى الأدوات الرئيسة لفهم ما يفكر فيه الفلسطينيون وكيف يرون مستقبل الصراع مع إسرائيل هي استطلاعات الرأي العام. 

وفي حين تجرى العديد من المراكز والمعاهد البحثية استطلاعات رأي متعددة ودورية في المجتمع، اعتمد الكاتب على استطلاعات "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" (PCPSR)، الذي ينفذ مسوحات ربع سنوية منتظمة منذ عام 1994.

وأفاد بأن هناك أسئلة مكررة في معظم المسوحات على مر السنين، وهو ما يساعد على فهم اتجاهات المجتمع الفلسطيني بمرور الزمن.

ويرفض الكاتب الإسرائيلي بشدة محاولات فصل حماس عن سكان غزة، وتقديم أهالي القطاع للولايات المتحدة وأوروبا بوصفهم "رهائن قسريين لدى الحركة"، والنظر إلى كل منهما على أنه شيء متمايز عن الآخر، عادا تلك المحاولات "مشوهة"، وفق زعمه.

وتدليلا على ما يقول، يرى وارتمان أن نتائج استطلاعات الرأي التي أجراها "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" تظهر بوضوح أن دعم حماس لا يقتصر فقط على أهالي قطاع غزة، لكنه يمتد إلى الأرض الفلسطينية كافة.

و"الأكثر من ذلك أنهم يعبرون عن دعمهم للهجمات العنيفة ضد المدنيين في إسرائيل"، بحسب وصفه.

وهنا لفت الكاتب إلى أن حركة حماس حكمت القطاع منذ يونيو/حزيران 2007 فقط، وهو ما يعزز -من وجهة نظره- موثوقية هذه النتائج.

ويبرهن على أن هذا هو التوجه الفعلي للفلسطينيين، وأنهم لا يجيبون على أسئلة الاستطلاع بدافع الخوف من التعبير عن رأيهم في ظل حكم حماس، وفق ادعائه.

ومع تتبع الكاتب لنتائج الاستطلاع على مر السنوات، يبين أن شعبية حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" تقلصت عبر الزمن في قطاع غزة، في مقابل تصاعد شعبية حماس في القطاع، حتى بلغت ذروتها في عام 2020.

دعم حماس

وحسب ما تظهره نتائج آخر استطلاع للرأي أجراه المركز قبيل الهجوم الأخير مباشرة، وتحديدا نهاية سبتمبر/أيلول 2023، فإن حماس ستفوز -إذا ما أجريت انتخابات في القطاع- بنسبة 44 بالمئة من الأصوات على الأقل، في حين ستحصل فتح على 32 بالمئة.

بينما أجاب 16 بالمئة من المصوتين بأنهم لن يصوتوا أو لم يحددوا بعد لمن سيكون صوتهم. والنسبة الصغيرة المتبقية توزعت بين الأحزاب والهيئات الأخرى.

كما أورد الكاتب إحصائية أخرى، توضح -حسب وصفه- "الدعم الجماعي للمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة لإرهاب حماس".

ففي إجابتهم على سؤال: "هل تؤيد هجوما مسلحا ضد المدنيين داخل إسرائيل"، بلغت نسبة التأييد للهجمات نحو 67 بالمئة. 

وعقب الكاتب: "هذه النتائج لا تدع مجالا للشك بأن المجتمع الغزاوي يدعم حماس وأعمالها".

ولاحظ من خلال نتائج الاستطلاعات، وجود اتجاه تصاعدي واضح، منذ سنوات الانتفاضة الثانية عام 2001، في دعم فلسطينيي غزة بأغلبية كبيرة للهجمات داخل إسرائيل، وهو ما يتوافق مع نتيجة استطلاع سبتمبر/أيلول 2023.

وفي الختام، يقول أوري وارتمان: "وبالإشارة إلى الادعاءات القائلة بأنه يجب علينا الفصل بين حماس والسكان المدنيين على المستوى السياسي، فمن المهم معرفة المعطيات السابقة، التي تشير بوضوح إلى أن أغلبية كبيرة من الفلسطينيين في قطاع غزة تدعم الحركة ضد المدنيين الإسرائيليين".

وأوضح أن أهمية هذه البيانات لا تكمن فقط في معرفتها واستيعابها، لكن الأهم هو نشرها وإبرازها وتوضيحها للعالم.

واختتم محرضا على السكان: "من المهم نشر هذه البيانات، حتى يفهم العالم أن دولة إسرائيل في حرب ليس فقط ضد منظمة إرهابية قاتلة، ولكن أيضا ضد الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يدعم الإرهاب ويريد كذلك تدمير دولة إسرائيل"، وفق وصفه.


تحميل

المصادر:

1

הפלשתינים בעזה עדיין תומכים בחמאס

كلمات مفتاحية :

الاحتلال العدوان الإسرائيلي حماس طوفان الأقصى غزة فلسطين