Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

مع فشله في تحقيق إنجازات عسكرية.. الاحتلال ينتقم من النازحين بمدارس غزة

منذ 2023/11/19 15:11:00 | هاشتاغ
"نتنياهو يخشى إعادة الإسرائيليين من غزة"
حجم الخط

مع دخول العدوان يومه الـ 44، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر جماعية بحق المدنيين، كان آخرها استهداف مدرستين تابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وقصف الاحتلال في 18 نوفمبر النازحين في مدرستي "الفاخورة" وتل الزعتر شمالي قطاع غزة موقعا أكثر من 200 شهيد وعشرات الجرحى.

وتداول ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مجزرة_الفاخورة مقاطع فيديو وصورا تظهر العشرات من جثامين الشهداء ملقاة على الأرض في الممرات، ولقطات أخرى مروعة لعشرات القتلى والجرحى داخل مدرسة تل الزعتر.

ومن جهة أخرى، أجبر الاحتلال الإسرائيلي جميع المرضى والجرحى والطواقم الطبية والنازحين بمجمع الشفاء الطبي، على مغادرة وإخلاء المستشفى، بعد أيام من محاصرته.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي، خلال مؤتمر صحفي، إن عدد المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بلغت 1300، بينما خلّفت الحرب 12 ألف و300 شهيد فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء.

وندد ناشطون بتركيز الاحتلال الإسرائيلي على قصف المشافي والمدارس التي تأوي النازحين، مؤكدين أن المجازر تنفذ بحماية دولية وسط عدم مبالاة الكيان بالقوانين والأعراف الدولية أو الإنسانية. 

وأوضحوا أن الأنظمة العربية والإسلامية والغربية شركاء في جريمة إبادة الشعب الفلسطيني، طارحين تساؤلات عدة أبرزها: "أين العرب؟ أين ​منظمة التعاون الإسلامي​ وجامعة الدول العربية؟ أين جيوش العرب والمسلمين؟ أين سلاح النفط؟".

وجاءت المجازر الجديدة للاحتلال في أعقاب إعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس، عن فقدان الاتصال بمجموعة من الأسرى الإسرائيليين لديها مع الآسرين، فيما أعلن جيش الاحتلال مقتل 6 جنود آخرين له وإصابة 7 آخرين بينهم ضابط بجراح خطيرة، خلال المعارك في قطاع غزة.

ووصلت عائلات الأسرى الإسرائيليين والآلاف من مؤيديهم إلى القدس، في نهاية مسيرة استمرت 5 أيام لمواجهة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن الأسرى لدى حماس في غزة، لمضاعفة الضغط على القيادتين السياسية والعسكرية.

جريمة حرب

وتحت عنوان "يوم المجازر المتنقلة في غزة، عرض أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، مقطع فيديو يوثق جريمة حرب مكتملة الأركان لمن أمر ونفذ قصف بالمدفعية، وارتكاب مجزرة الفاخورة، ومعها جريمة مدرسة تل الزعتر ومجزرة قصف منازل في مخيم جباليا.

وأضاف أن مجزرة مدرسة الفاخورة واحدة من عشرات جرائم الحرب الموثقة ويجب إحالتها لمحكمة الجنائية الدولية، ومحاكمة كل من خطط وأمر ونفذ للمحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا في تغريدة أخرى أنه لم يعد مقبولا السكوت عن جرائمه الوحشية بفرض شريعة الغاب.

وعرض الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي، مقطع فيديو يظهر مشاهد مروعة لمجزرة الاحتلال في مدرسة الفاخورة ويوثق ما أسفر عنه العدوان الإسرائيلي عليها، قائلا: "هذا هو الجيش الذي لا يقهر وهذه هي السياسة العالمية".

وتعليقا على مجزرة الفاخورة، قال الباحث العربي مهنا الحبيل: "الكيان الإرهابي الملعون لا يشبع من الدماء والتوحش.. ليست حربه وحده، ولكنها المنظومة الغربية النازية التي تُسقى من أرضنا ونفطنا".

وعرضت الإعلامية خديجة بن قنة، مقطع فيديو يوثق لحظة قصف الجيش الإسرائيلي للمدرسة ويظهر العد التنازلي قبل ثواني من القصف، قائلة: "هكذا يقرر نذل حقير بضغطة زر واحدة إنهاء حياة أكثر من 200 فلسطيني مدني أعزل نازح في مدرسة".

وعرض الصحفي السوري قتيبة ياسين، صورا من داخل المدرسة قبل قصفها لإدراك حجم الجريمة فيها، مشيرا إلى أنها توضح أن كل زاوية فيها تحوي عائلة نازحة وحتى ساحتها يوجد فيها خيام تحوي عائلات معظم من فيها من الأطفال والنساء والمصابين بإصابات ليست بليغة وتم تخريجهم من المشفى.

وقال: "إذا أطلقت رصاصة عليها -المدرسة- فاحتمال كبير أن تصيب شخص من شدة الازدحام فكيف إن قصفتها بعدة صواريخ بالطائرات؟".

خذلان الأنظمة 

وصب ناشطون جام غضبهم على حكام الأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة بسبب صمتهم على مجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين للحفاظ على كراسيهم.

ووصف الصحفي غسان ياسين، المجزرة بالمروعة، مستنكرا قصف الاحتلال مدرسة للأونروا مكتظة باللاجئين والمعلومات تتحدث عن 200 شهيد، واحتل الشفاء وأخلاه من المرضى ثم قصف مدرسة فيها لاجئون واللجنة التي شُكلت بعد القمة العربية إسلامية لم تجتمع بعد.

وتساءل: "أي ذل وهوان هذا الذي أصاب العالمين العربي والإسلامي؟".

وأشار الصحفي الفلسطيني وضاح خنفر، إلى أن البعض يتساءل هل بقي في وجوه زعماء العرب والمسلمين شيء من الحياء؟"، قائلا: "دعك من الحياء والكرامة وغيرها، ولكن هل لديهم عقل يعي أن كل مجزرة ما هي إلا معول يهدم شرعية حكمهم وينخر عروشهم المهترئة أصلا؟"

وأضاف: "لقد فشلت معظم أنظمتنا في كل مناحي الحياة الاقتصادية والإدارية والسياسية وفشا فيها الفساد وأرهقتها جرائمها ضد شعوبها، ولو كان لديهم شيء من العقل لعدوا نصرة غزة فرصة للتصالح مع شعوبهم، ونقطة تحول تغفر لهم كثيرا مما سبق، لكن الله لا يهدي القوم الظالمين".

وأكد القيادي في حركة حماس فوزي برهوم، أن الاحتلال الإسرائيلي ما كان له أن يجرؤ على استمرار ارتكاب مجازره في غزة، لو اتخذت قرارات وإجراءات رادعة له في مجلس الأمن والقمة الإسلامية العربية الأخيرة.

وقال إن استمرار الصمت والعجز الإقليمي الدولي على جرائم الاحتلال لا يعفيهم من المسؤولية والشراكة في هذه المجازر والانتهاكات.

وعلق الصحفي مصطفى عاشور، على قول المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة، إن مجازر اليوم ستسفر عن ألف شهيد، قائلا: "اليوم فقط 1000 شهيد.. أصبحنا نرى المجازر ولا نفعل شيئا.. تبلد الإحساس لدينا، وتعودنا على قتل الصهاينة لإخواننا وإبادتهم وتمزيق جثث الأطفال والنساء.. ولا نفعل شيئا سوى البكاء..".

وأضاف أن المتهمين المشاركين في الجريمة هم بعض الحكام الخونة الذين تعاهدوا مع الصهاينة والأميركان على إسكات الشعوب مقابل البقاء في كراسيهم.

اليوم فقط 1000 شهيد …اصبحنا نرى المجازر ولا نفعل شىء ..تبلد الاحساس لدينا …تعودنا على قتل الصهاينة لاخواننا وابادتهم وتمزيق جثث الاطفال والنساء ..ولا نفعل شىء سوى البكاء …المتهمون المشاركون في الجريمة هم بعض الحكام الخونة الذين تعاهدوا مع الصهاينة والامريكان على اسكات… pic.twitter.com/fyd5MQ6nxA

فقدان الاتصال

وتحدث ناشطون عن دلالات إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس فقدان الاتصال بعدد من المجموعات المكلفة بحماية أسرى العدو، وقدموا قراءات مختلفة حول موقف الاحتلال الإسرائيلي من إدارة ملف الأسرى.

وأكد الكاتب رضوان الأخرس، أنه بهذا القصف العبثي والمجنون ربما لن يبقى للاحتلال أي أسير حي أو سيفقد المزيد منهم تحت القصف أو نقص الرعاية الطبية في ظل الحصار الشديد وربما لن يستلم الصهاينة في النهاية أكثر أسراهم إلا جثثا في الصفقات.

وعد مدير معهد لندن للإستراتيجية العالمية مأمون فندي، إعلان الناطق باسم القسام أبوعبيدة عن فقدان حماس الاتصال مع الأسرى، نقلة ضد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تساوي كش ملك في الشطرنج، قائلا: "باقي لك كشتين وتخسر".

وأكد الكاتب إبراهيم المدهون، أن إعلان كتائب القسام عن انقطاع الاتصال بعدد من المجموعات المكلفة بحماية الأسرى، مهم ويؤكد وحشية العدو وفقدانه لكل معيار إنساني، فهو يقتل جنوده الأسرى خوفا ورعبا، وهو دليل ضعف وهزيمة وتراجع.

وقال: "يبدو أن العدو الصهيوني مصر على قتل الأسرى والتخلص منهم ولا يعنيه مصيرهم ويعدهم من الثمن الذي يدفعه".

وقالت الصحفية منى العمري، إن نتنياهو يخشى إعادة الإسرائيليين من غزة، مشيرة إلى أن الإعلام العبري ينقل عن الواشنطن بوست قولها إن إسرائيل وحماس تقتربان من توقيع اتفاق الأسرى، ويعقبه بتصريح للبيت الأبيض بأنه لا اتفاق. 

وأضافت أن ذلك لا يتجاوز كونه استهلاكا إعلاميا مكررا بكثافة منذ أيام، ويعلم نتنياهو أن الاتفاق الأول الذي سيقضي بتحرير عدد ما من الأسرى سيكون حجر الدومينو لإنهاء المسألة برمتها أي إعادة الأسرى الإسرائيليين، وهذا أكبر مخاوفه لأن بعودتهم لن يستطيع أن يبرر للعالم استمرار الحرب.

وأكدت العمري، أن "الرجل كان على وشك إحراق إسرائيل كي ينجو من ثلاثة ملفات فساد، وهو اليوم مستعد لحرق الشرق الأوسط كاملا كي ينجو برقبته من المقصلة!".

وكتب الكاتب محمد مرعي: "أعتقد أن نتنياهو يحلم أن ينام ويستيقظ ويجد أن الأرض قد ابتلعت كل الأسرى والمحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، هم عقبة أمام تصميمه على استمرار الحرب وحتى التفكير في توسيعه على أمل أن يجد لنفسه مضخات أكسجين سياسية تبقيه أطول فترة ممكنة".

وأضاف: "تعنته في ملف صفقة الأسرى والمحتجزين وعمل هدنة إنسانية أوصل برسالة للداخل الإسرائيلي خاصة أسر المحتجزين أن الملف ليس له الأولوية، وزاد عليه أن العملية العسكرية ودخول قواته بريا للقطاع لم تنجح في تحرير أسير أو محتجز واحد بل على العكس كانت دليلا على تخبطه".

وتابع مرعي: "ما حدث حول مجمع الشفاء الطبي ليس ببعيد حيث قبيل الاستهداف والهجوم واقتحام المستشفى أوصل الإسرائيليين لمرحلة يقين أن أسفل المستشفى سيتم العثور على أسرى وسيتم القبض على قيادات حماس والقسام لكن لم يجدوا سوى شواهد جديدة على فشلهم العسكري والاستخباراتي".

وعرض سلطان الحربي، صورة تظهر حجم تظاهرة ضخمة للمستوطنين وعائلات الأسرى الإسرائيليين في "تل أبيب"؛ لمطالبة حكومة نتنياهو بعقد صفقة تبادل والإفراج عن الأسرى الموجودين في قطاع غزة.


تحميل

كلمات مفتاحية :

إسرائيل تل الزعتر حماس طوفان الأقصى غزة مجازر مجزرة الفاخورة