في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، ظهر رأس النظام السوري بشار الأسد، كمشارك في القمة العربية الإسلامية المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال رؤساء الدول والحكومات في القمة التي جمعت بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إن "إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي، كما اتهموها بارتكاب جرائم حرب ضد السكان المدنيين في غزة".
كذلك انتقد "الديكتاتور السوري" اتفاقيات التطبيع المبرمة بين عدة دول عربية وإسرائيل، وفق موقع "دويتشه فيله" الألمانية.
ومن وجهة نظر نشطاء المعارضة السورية "كانت تلك مهزلة".
وقال موقع "دويتشه فيله"، إن "ظهور الأسد كسياسي من المفترض أنه يهتم بمعاناة المدنيين أمر يصعب على الناشطين تحمله، نظرا للجرائم التي كان مسؤولا عنها خلال الحرب الأهلية السورية".
وقالت سيلين قاسم، الناشطة ومسؤولة "الاتصالات في قوة الطوارئ" السورية ومقرها واشنطن، لـ"دويتشه فيله"، إن "خطاب الأسد في الرياض حول الوضع في غزة يمكن أن يفوز بجائزة اللحظة الأكثر نفاقا في تاريخ العالم".
فيما قال إبراهيم زيدان، وهو صحفي وناشط من إدلب، منطقة في غرب سوريا تسيطر عليها بعض فصائل الثورة: "أعتقد أنه من غير المحتمل أن يتحدث مجرم حرب مثل هذا، وشخص له تاريخ مظلم، عن هذه الأشياء".
وأشار الموقع إلى "الهجمات بالأسلحة الكيميائية التي شنتها قوات النظام السوري على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب عام 2017، حيث تُرك الأطفال والمدنيون دون أي مساعدة طبية، كما قصفت جميع المستشفيات في ذلك الوقت".
وأكدت قاسم أن "ضحايا جرائم قوات الأسد ومليشياته لم يكونوا سوريين فقط، بل منهم لاجؤون فلسطينيون كذلك".
وقال الموقع الألماني: "في عهد والد بشار، حافظ الأسد، نزح العديد من الفلسطينيين إلى سوريا، وأصبحت البلاد موطنا جديدا لنحو مليون منهم، حتى لو لم يتم تجنيسهم أبدا، كما عاش زعيم حماس خالد مشعل في المنفى في سوريا لفترة طويلة".
وأشار إلى "النظام في دمشق صوّر نفسه مرارا وتكرارا كمدافع عن القضية الفلسطينية، وقد ضرب هذا على وتر حساس لدى العديد من السوريين".
وأردف: "لكن عندما تحولت الثورة السورية إلى حرب أهلية دامية في عام 2011، تدهورت العلاقات بين نظام الأسد وحماس"، وذلك بسبب رفض حماس دعم الأسد في قمعه لثورة الشعب السوري.
خلال الثورة الشعبية، قالت سيلين قاسم، إن "قوات النظام استهدفت بعمليات المدنيين الفلسطينيين في مخيم اليرموك للاجئين في دمشق، وكان هؤلاء يعدون معارضين للنظام".
وأردفت: "وفي ذلك الوقت، أغلقت قوات الأسد المنطقة وأوقفت تسليم المواد الغذائية والكهرباء والدواء وغيرها من المساعدات".
وأشار العديد من المراقبين في ذلك الوقت إلى اليرموك باسم "غزة في سوريا".
وفي نهاية عام 2022، وبعد عودة الأسد إلى الجامعة العربية، تصالحت "حماس" رسميا مع النظام في دمشق.
"لكن هناك بعض المؤشرات على أن كلا الجانبين لا يثقان ببعضهما بعضا"، كما كتب العالم السياسي صامويل راماني من المعهد الملكي للخدمات المتحدة في تحليل حديث.
وفي قمة الرياض، دعا الزعماء العرب المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية" التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، ومن بين الموقعين على ذلك النظام السوري.
وشكك الموقع في أن يكون للاحتجاج العربي "أي عواقب ملموسة".
وقال الخبير السياسي راماني: "لقد أعرب النظام السوري عن تضامنه مع قطاع غزة، لكنه تجنب في ذات الوقت أي تصعيد واسع النطاق ضد إسرائيل، حيث إنه لا يريد خوض مخاطرة سياسية وأمنية لصالح حماس".
وأفاد راماني بأن "العمليات العسكرية من الأراضي السورية ضد إسرائيل اقتصرت على قصف متقطع وهجمات صاروخية على مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل".
وتابع: "ومع ذلك، فإن هذه الأحداث تجرى منذ سنوات، وغالبا ما يُنظر إلى المليشيات الإيرانية أو المليشيات الموالية لإيران في البلاد على أنها المسؤولة عن هذه الأحداث".
من جهته، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي صواريخ على المطارات السورية في دمشق وحلب، مما أدى إلى تعطيلها مؤقتا، وتزعم تل أبيب أن هذا سيمنع تدفق "المقاتلين" أو الأسلحة من إيران.
لكن إسرائيل -وفقا لراماني- لم تقم حتى الآن بأي محاولات للقضاء بشكل مباشر على المنشآت العسكرية لنظام الأسد أو حتى الروسية في سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة هاجمت أخيرا القواعد الإيرانية في سوريا مرة أخرى.
من زاوية أخرى، قال الخبير في الشأن السوري جوزيف ضاهر إن "نظام الأسد في الأساس لاعب ضعيف للغاية ولا يملك الكثير من أدوات القوة العسكرية".
فيما أكد الموقع: "من المسلم به بين الخبراء في الشأن السوري أن نظام الأسد لم يكن قادرا على النجاة من الحرب الأهلية عسكريا إلا بفضل الدعم العسكري الهائل من إيران وروسيا".
وتابع: "وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل من غير المرجح في الوقت الحالي أن يضطلع النظام السوري نفسه بأي عمل عسكري مباشر ضد إسرائيل".
1 |
Syrien und die Hamas: Assads Rhetorik und Realpolitik |
---|