في إطار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي اندلع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي ضوء الدعم الأميركي شبه المطلق للاحتلال الإسرائيلي، طفا حديث الإعلام الغربي عن الأضرار التي تلحق بالسياسة الأميركية ومصداقيتها جراء دعم الكيان المحتل.
ويستمر الجيش الإسرائيلي في شن حرب مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 12 ألف شهيد، فضلا عن 30 ألف مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق إحصائيات رسمية.
وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، في نسخته الفرنسية: "نحن الآن في الشهر الثاني من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولا تملك إسرائيل إستراتيجية واضحة وذات مصداقية للخروج من المشهد".
وتابع: "وفي معارضة الدعوات لوقف إطلاق النار، لم تجد الولايات المتحدة أي طريقة لحمل إسرائيل على وقف القتال ولو لبضع ساعات، ناهيك عن هدنة طويلة تكفي للسماح بتبادل الرهائن والأسرى".
وأردف: "بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن، تمثل إسرائيل قطارا جامحا دمر بالفعل خطة انسحابها العسكري الإستراتيجي من المنطقة، واتفاقيات إبراهام، وقدرا كبيرا من سلطتها في العالم الإسلامي والجنوب العالمي".
وأكمل: "وإذا لم يكن بايدن حذرا، فإن القوة التدميرية لهذه الحرب يمكن أن تعرقل خططه لولاية ثانية، وعلى المستوى الداخلي، فهو يفتقر إلى رأس المال السياسي، ولو فكر في سحب واحدة من الروافع العديدة القادرة على وقف قصف غزة من خلال قطع إمدادات القنابل الذكية والقذائف، فإن الجمهوريين سينقضون عليه".
ولفت "ميدل إيست آي" إلى أن "الدبلوماسيين ومسؤولي الاستخبارات الأميركيين يواجهون لقاءات صعبة مع نظرائهم الأتراك والعرب خلال جولاتهم الإقليمية".
وتابع: "يقال لهم مباشرة خلال الاجتماعات التي تستمر ساعات طويلة، إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، بدعم من الولايات المتحدة، وإن هذا الدعم يمزق صورتها ومصداقيتها في العالم الإسلامي".
ثم تساءل: "دعونا ننسى جرائم الحرب، ونحاول أن نستكشف ما هي السياسة الأميركية بالضبط".
وتابع الموقع مستنكرا: "إذا كان الواقع يقول إن الولايات المتحدة شنت حربا شاملة للتخلص من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، ومع ذلك لا يزال التنظيمان موجوديْن، فلماذا من المتوقع أن ينجح الإسرائيليون في القضاء على حركة أكثر رسوخا وانضباطا مثل حماس؟".
وشدد على أنه "ليس لدى الدبلوماسيين الأميركيين والقادة الأمنيين ما يقولونه ردا على هذه التساؤلات"، مؤكدا أنهم "يتفقون سرا على أن إسرائيل ليس لديها فرصة في القضاء الكامل على حماس، وأن إسرائيل ليس لديها إستراتيجية نهائية واضحة، وأنها توقفت عن الاستماع إليهم حتى قبل بدء الحرب".
وأكمل: "كانت أي محاولة تسعى بجد إلى كبح جماح إسرائيل في الأيام الأولى التالية لصدمة هجوم 7 أكتوبر 2023 ستؤدي إلى رد فعل عنيف من قبل الإسرائيليين".
وادعى "ميدل إيست آي" أن "وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يعترف سرا، بسوء العلاقات مع نتنياهو قبل الحرب، والإحباط الأميركي منه اليوم".
وأتبع: "وقد يدركون أخيرا أن سياسة الشرق الأوسط التي تنتهجها الإدارة الأميركية التي أعلنت أن (أميركا عادت) تواجه مشكلة كبيرة".
واستطرد: "هذا يترك السؤال مفتوحا على مصراعيه حول كيفية إدارة القادة العرب لهذه الأزمة".
وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، استضافت السعودية القمة العربية الإسلامية المشتركة.
وعقب الموقع: "تاريخيا، كانت التوقعات منخفضة، ولم ينتج أي من هذه الاجتماعات أي شيء جوهري سوى الخطابات، لم يكن منا من يتوقع حدوث شيء مختلف هذه المرة".
وأردف: "وجاءت أقوى ردود الفعل على انفجار الأوضاع من مصر والأردن، الدولتين اللتين كانتا أول من اعترف بإسرائيل من الدول العربية، وكلاهما متضرر بشدة بسبب اعتمادهما على المساعدات والأموال الغربية".
وعبر الموقع عن إدراكه بأن "النظام المصري يريد استبدال مسؤولي حماس الذين يديرون المعبر من جهة غزة، لقد أرادت وجود مسؤولين من الأمم المتحدة هناك، لكنها صاغت ذلك على أنه طلب أميركي".
وحسب "ميدل إيست آي"، فإن المملكة الأردنية قلقة بالفعل من الحرب.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن أي طرد للفلسطينيين من غزة سيكون بمثابة "إعلان حرب" بالنسبة للأردن.
وفي ذات الوقت، أوضح الموقع أن "الأردن يمنع سكانه من التوجه إلى الحدود مع إسرائيل، ولم تستدع المملكة سفيرها لدى إسرائيل إلا بعد وقت كبير؛ بعد أن قطعت بوليفيا جميع علاقاتها مع إسرائيل".
وبخصوص موقف السعودية، قال ميدل إيست آي: "رسميا، أدانت السعودية مقتل المدنيين الفلسطينيين، وأصدرت وزارة خارجيتها سلسلة من التصريحات القوية".
وتابع: "لكن لا أحد يعرف بالضبط ما يريده ولي العهد محمد بن سلمان، فهو لم يأذن بتنظيم مظاهرات كتلك التي جرت في عمان أو القاهرة أو بيروت. ومضى موسم الرياض كما هو مخطط له، وكأن شيئا لم يحدث على عتبة السعودية".
وأفاد بأنه "لم تحدد أي دولة في المنطقة، باستثناء قطر وتركيا وإيران وماليزيا، حركة المقاومة حماس كشريك شرعي في المفاوضات".
وأضاف: "من المقرر أن تبلور تركيا مقترحها الخاص بالهدنة، بوصفها دولة ضامنة، وقد يكون هذا مشابها لدور قوات اليونيفيل في جنوب لبنان".
وتابع: "ولكن إذا كان لتركيا أن تلعب مثل هذا الدور في غزة، فلابد وأن تكون على ثقة من أن عملية السلام سيكون لها نهاية مضمونة ومؤكدة، وليس كما كانت الاتفاقات السابقة".
كما دمر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو علاقته الشخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان قريبا جدا منه في السابق لدرجة أن نتنياهو تمكن من إقناع روسيا بإلغاء شحنة صواريخ "S400" العابرة إلى طهران.
وأكد "ميدل إيست آي" أنه "من الواضح أن حماس لا تتصرف وكأنها استسلمت وتواجه خطر الانقراض أو الانهزام الوشيك".
واستدل على ذلك بأنها "لا تزال تتسبب في خسائر فادحة في الدبابات والجنود وناقلات الجند الإسرائيلية".
1 |
Guerre Israël-Palestine bombe après bombe, Israël met en lambeaux l’influence américaine dans le monde |
---|