Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

قلق في تل أبيب.. من يحرك التظاهرات ضد إسرائيل في العواصم الغربية؟ 

منذ 2023/11/18 17:11:00 | ترجمات العبریة
تعمل السلطات في فرنسا على فرض حظر شامل على المظاهرات
حجم الخط

يحرض معهد الأمن القومي الإسرائيلي ضد التظاهرات التي ملأت عواصم الدول الغربية، مقدرا أنها تعد اختبارا لقدرة الحكومات الغربية على الحفاظ على قيمها التاريخية واستقرارها الداخلي.

واتهم المعهد ما وصفها بـ "جمعيات اليسار المتطرف" والمنظمات المقربة من "الإخوان المسلمين"، بوصفها الحركة الأم لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بأنهم خلف تحريك المظاهرات "المعادية للسامية" في العواصم الغربية، وفق زعمه.

منذ عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حدثت زيادة حادة في نطاق الحوادث "المعادية للسامية وإسرائيل" في الدول الغربية، وفق المعهد.

ويشير إلى أن هذه الحوادث تتمثل في هجمات أضرت جسديا باليهود، وكذلك رسائل تهديدية وتحذيرية، بحسب زعمه.

من يحركها؟

هذا إضافة إلى الكتابات التي تحمل رسائل "معادية للسامية" على الجدران، ومليئة بالكراهية والتحريض في المجال العام، بما في ذلك في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.

كما أن المظاهرات حول العالم، والتي يُسمع فيها شعارات دعم المقاومة الفلسطينية والدعوة إلى تحرير فلسطين "من النهر إلى البحر"، تُعد شكلا آخر من أشكال الضغط والضرر لمؤيدي الدولة الصهيونية.

واتهم المعهد عددا من الهيئات والتيارات بتنظيم هذه التظاهرات، مبينا أن معظمها تنظمها منظمات المجتمع المدني التي تنتمي إلى "تحالف الأحمر والأخضر". 

في السياسة، هذ التحالف يكون بين أحزاب "حمراء" -غالبا تكون أحزاب الديمقراطية الاجتماعية أو الاشتراكية الديمقراطية، مع أحزاب "خضراء" -غالبًا أحزاب تهتم بالبيئة والحفاظ عليها.

ويقوم هذا التحالف على أرضية مشتركة من الآراء السياسية اليسارية. تهتم الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية "الحمراء" بالتركيز على آثار الرأسمالية على الطبقة العاملة، بينما تركز الأحزاب البيئية "الخضراء" على الآثار البيئية للرأسمالية.

وينوه المعهد إلى أن هذه المنظمات هي جزء من الشبكات الأيديولوجية التي قادت حملة المقاطعة ونزع الشرعية عن إسرائيل لأكثر من عقدين من الزمن. 

وفي رأيه، فإن العديد منهم يروج لأجندة أوسع تحرض الجماهير الغربية وتخرب النظام الديمقراطي الليبرالي، تحت ستار النضال من أجل حقوق الإنسان والأقليات.

وإجمالا، زعم المعهد أن من يحرك التظاهرات في الغرب هم: "تنظيمات يسارية غربية وعربية متطرفة مثل شبكة صامدون المحسوبة على تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي تدير الحملات وتنظم المسيرات في جميع أنحاء العالم للمطالبة بالإفراج عن الأسرى السياسيين".

وهذا إضافة إلى منظمات وجماعات ذات خلفية إسلامية سياسية، يرتبط العديد منها بأنشطة "جماعة الإخوان المسلمين" حول العالم، وفق زعمه.

نشاط يساري

أوضح أنه: في العقود الأخيرة، ازدهرت نظريات ما بعد الاستعمار التي نشأت في الجامعات الرائدة بالغرب، والتي بموجبها جاءت "الحرب على الإرهاب" التي أعلنتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001. 

وتابع المعهد الإسرائيلي: "حددت الجماعات المتطرفة المختلفة، التي كانت تبحث بعد سقوط الاتحاد السوفييتي عن هدف جديد للتوحد حوله، إسرائيل ـ بوصفها دولة ديمقراطية ليبرالية تتمتع بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدةـ بوصفها رمزا وهدفا سهلا للهجوم عليه"، وفق زعمه. 

وأردف: تُقدّم إسرائيل ككل على أنها مستوطنة استعمارية تدير نظام فصل عنصري لـ "الرجل الأبيض" الذي يضطهد الفلسطينيين.

ويجري تقديم هؤلاء على أنهم "السكان الأصليون" -ضحية التطهير العرقي، الذين سُرقت أراضيهم وانتهكت حقوقهم.

وبحسب المعهد، "يحظى هذا الموقف تجاه إسرائيل بدعم واسع النطاق، حيث يحفز الأقليات ذات الأجندات المختلفة على التوحد ضد المؤسسة التي يعدونها قمعية، بما في ذلك الدول الغربية نفسها".

ويعتقد أن هذا الموقف يفسر دعم الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرغ للرواية الفلسطينية، واصفا ذلك بأنه "ليس مفاجئا وليس الوحيد". 

وفي حالة مماثلة، اتهمت ناشطة -عرفت نفسها بأنها المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية- إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية".

كما اتهمت رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا (جوزيف شوستر) بارتكاب "مذبحة" ضد الفلسطينيين.

وأصدر الفرع الألماني للمنظمة بيانا "يدعم حق إسرائيل في الوجود"، وينص على أن "القانون الإنساني الدولي ينطبق على الجميع ويجب الحفاظ على حقوق الإنسان". 

بالإضافة إلى ذلك، يشير المعهد إلى وجود نقاش داخلي حاد يدور حول "ما إذا كان سيتم الانسحاب من الأنشطة الدولية للمنظمة الأم، أي المجلس المركزي لليهود".  

نشاط "إخواني"

بالإضافة إلى الأنشطة الواسعة لـ"حماس" في الخارج، ينوه المعهد إلى أن الحركة اعتمدت أيضا لسنوات طويلة في الدول الغربية على أنشطة شبكات المجتمع المدني.

ويزعم أن الحركة المرتبطة بجماعة "الإخوان المسلمين" تعتمد على أنشطة تلك الشبكات من الناحية السياسية والإعلامية والاجتماعية والتعليمية والمالية.

ولفت إلى أن "هذه المنظمات هي من تحتكر تمثيل الجاليات الإسلامية أمام السلطات الغربية". 

ويذكر أنه "يُنظر إليهم -أي المنظمات الإسلامية- على أنهم قوة منظمة تعمل ضد نظام الهيمنة الغربي".

وفي السنوات الأخيرة، طرأ تغيير على موقف بعض الدول الأوروبية من النشاط الإسلامي في بلادها، حسب المعهد.

إذ يُنظر إلى هذه المنظمات على أنها "سبب للتطرف الذي يضر بالاندماج والتماسك الاجتماعي"، وفق زعمه.

كما يسلط المعهد الضوء على المشاركة الواسعة لمنظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" في المظاهرات التي جرت خلال الأسابيع الأخيرة في الجامعات الرائدة بالولايات المتحدة.

ولفت إلى أنها منظمة إسلامية في الأساس، لكنها أصبحت "هجينة" الآن وتضم ناشطين من خلفيات مختلفة. 

ردود الفعل

وتابع: "في السنوات الأخيرة، وفي ضوء تزايد معاداة السامية في جميع أنحاء العالم، اتخذت العديد من الحكومات خطوات لتحسين التعامل مع هذا التهديد"، بحسب زعمه.

وعُزز الأمن حول المؤسسات اليهودية بشكل كبير، كما أُعيدت صياغة إستراتيجيات مكافحة "معاداة السامية" في أوروبا والولايات المتحدة.

وأردف: "في الوقت نفسه، بعد الهجمات الإرهابية على الأراضي الأوروبية من قبل تنظيمي الدولة والقاعدة، وفي ضوء العنف المتزايد أيضا من قبل العناصر اليمينية المتطرفة، ظهر مفهوم جديد في بريطانيا ودول أوروبية أخرى".

ويفيد هذا المفهوم بأنه "إلى جانب منع العنف على خلفية أيديولوجية متطرفة، يجب تحديد العوامل التي تعرض الشباب لمثل هذه الأيديولوجيات والتعرف عليها".

وفي هذا الصدد، يوضح المعهد أنه منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، تعمل السلطات في فرنسا على فرض حظر شامل على المظاهرات. 

كما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، حظر بلادها شبكة "صامدون" و"حماس"، مؤكدة دعمها لـ "ترحيل مؤيدي الحركة إلى خارج البلاد". 

وفي بريطانيا، وصفت وزيرة الداخلية السابقة سويلا بريفرمان، المظاهرات الداعمة لفلسطين بـ "مسيرات الكراهية". 

كما حذر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، من احتمال وقوع ما أسماه "هجمات إرهابية" مستوحاة من أحداث 7 أكتوبر، وفق وصفه.

ويلفت المعهد إلى أنه في غضون ذلك، هناك جدل عام عاصف يحيط بقيادات الجامعات بشأن التعامل مع مظاهر "معاداة السامية" في الحرم الجامعي على مستوى العالم.


تحميل

المصادر:

1

التظاهرات الغربية

كلمات مفتاحية :

أوروبا إسرائيل الإخوان المسلمون حماس طوفان الأقصى غزة فلسطين