Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

بعد اقتحام الاحتلال مستشفى الشفاء بغزة.. ناشطون: توحش غربي وعجز عربي

منذ 2023/11/15 14:11:00 | هاشتاغ
"كل من بايدن ونتنياهو يستحقان أن يحاكما أمام المحكمة الجنائية الدولية"
حجم الخط

حالة من السخط والحنق والغيظ والانفعال أثارها إعلان المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، اقتحام مجمع الشفاء الطبي، الواقع بالجانب الغربي من وسط غزة، والذي يعد أكبر مؤسسة صحية في القطاع، ويضم مرضى ونازحين.

المتحدث العسكري للاحتلال زعم فجر 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن وحدة من جيش الاحتلال نفذت "عملية دقيقة ومحددة ضد حركة حماس في مناطق بعينها بمستشفى الشفاء، بناء على معلومات استخباراتية وضرورة عملياتية"، داعيا جميع عناصر حماس بالمستشفى إلى "الاستسلام".

وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن "عشرات الجنود دخلوا مبنى قسم الطوارئ في مجمع الشفاء، ودبابات الاحتلال دخلت حرم المجمع الطبي، وقوات الاحتلال تفتش قبو مستشفى الشفاء".

فيما قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، إن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة "جريمة حرب"، مؤكدا أن "الاحتلال سيفشل في إثبات أن مستشفى الشفاء هو مقر لقيادة المقاومة".

ويأتي اقتحام جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبي الذي يضم 1500 مواطن بين طواقم طبية ومرضى وجرحى، من ضمنهم أطفال خدج ونحو 4 آلاف نازح في ظروف صعبة، بعد عدة أيام من حصاره واستهداف من بداخله وانقطاع الكهرباء عنه ونفاد الوقود وارتقاء عشرات الحالات بينهم أطفال.

كما يأتي في وقت تدخل فيه الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة يومها الـ40 على التوالي، مستهدفة منازل مأهولة على رؤوس ساكنيها، وارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 11 ألفا و451 شهيدا ونحو 31 ألفا و700 جريح، وخروج 25 مستشفى و52 مركزا صحيا عن الخدمة.

وفي دعم لمزاعم الاحتلال، استبقت واشنطن الاقتحام، بالادعاء على لسان المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، أن "لديهم معلومات استخباراتية بأن حماس تستخدم بعض المستشفيات بما فيها الشفاء، للاختباء وتنفيذ عملياتها العسكرية واحتجاز الرهائن". 

بدورها، حمّلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الحكومة الإسرائيلية والرئيس الأميركي جو بايدن، المسؤولية عن اقتحام الاحتلال مجمع الشفاء، مؤكدة أن تبني البيت الأبيض والبنتاغون لرواية الاحتلال الكاذبة، باستخدام المقاومة مجمع الشفاء لأغراض عسكرية "كان بمثابة الضوء الأخضر" لارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين.

وبعد ساعات من الاقتحام، قال جيش الاحتلال في تصريحات إعلامية إنه لا معلومات عن وجود "رهائن" بمجمع الشفاء، مشيرا إلى أن عمليات التمشيط بالمستشفى متواصلة.

وصب ناشطون على منصة "إكس" جام غضبهم على الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة واتهموها بإعطاء جيش الاحتلال الضوء الأخضر لاقتحام مشفى الشفاء بتبني روايته، متحدثين عن دلالات الاقتحام وما يعنيه الإعلان عن عدم وجود أسرى في المستشفى.

وسادت حالة السخط والكمد والحنق والبغض والغيظ والانفعال، بين الناشطين أعربوا عنها عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #انقذوا_مستشفى_الشفاء، #HelpAlShifaHospital، وطالت الأنظمة العربية الحاكمة، وعدوهم شركاء بالجريمة.

وخلصوا إلى أن الاحتلال يستهدف من وراء اقتحام المستشفى إلى تحقيق "نصر وهمي مزعوم" لحفظ ما تبقى من ماء الوجه، وأن الاقتحام بحد ذاته دليل على حالة الانهزام والانكسار التي وصل لها الاحتلال، مطالبين بمحاكمة الاحتلال وحلفائه.

انتصار وهمي

وتفاعلا مع الأحداث، قال الكاتب رضوان الأخرس: "الاحتلال التافه المعتوه بعد أن (انتصر) على الأطفال والنساء والمستشفيات والمساجد والمنازل والمخابز… الآن يستكمل انتصاراته بالعدوان على مجمع الشفاء وينجح في حصار الأطباء والمرضى والأطفال الخدج والأهالي النازحين ويقوم بالتنكيل بهم بعد أن تسبب حصاره في استشهاد العشرات منهم".

وأكد رضا ياسين، أن "الاحتلال يحاول أن يصنع نصرا له باقتحام مستشفى الشفاء بعد ما أعطاها رمزية"، قائلا: "ضروري نفهم.. دخول الشفاء هو دخول آلة حرب لمبنى يحوي مرضى وأطفالا ونساء، وليس انتصارا بالتأكيد.. ولا يحقق أي إضافة في المعركة العسكرية، لكن هو جريمة كبرى سترعب المرضى والنازحين وقد يرتكب مجزرة كبرى لا سمح الله".

وتساءل مدير معهد "لندن للإستراتيجية العالمية"، مأمون فندي: "كيف يصدق العالم أن تحت مستشفى الشفا تقع قيادة المقاومة الفلسطينية؟"، مؤكدا: "لو قلت هذه الرواية لطفل ما صدقها، ولكن للأسف بيننا ممن يرجون هذا العبث وهذا الخبل باحثين عن صورة نصر لنتنياهو؟"

وواصل تساؤلاته: "هل قتل المرضى وأطفال الحضانات يمثل نصرا أم عارا على الضمير الإنساني؟"، مضيفا: "لا أعتقد أن السؤال يحتاج إجابة".

وأشار عضو حزب "التجمع الوطني السعودي" المعارض، عمر عبدالعزيز، إلى أن "الاحتلال يتحدث عن مستشفى الشفاء منذ أسابيع"، قائلا: "لو كانت هناك (كما يزعمون) قاعدة عسكرية لتم إجلاء ما فيها من معدات وأدوات منذ الساعات الأولى، لكن الهدف انتصار معنوي يسجلونه وصورة يلتقطونها، ظنا منهم أن هذا سيعزز موقفهم بالمفاوضات".

شركاء بالجريمة 

وأكد الناشطون أن "جريمة الحرب التي ارتكبها الاحتلال باقتحام مستشفى الشفاء ارتكبت بسلاح أميركي وموافقة أميركية وتبرير أميركي"، متهمين "بايدن وحكومته بالإرهاب ودعم الإرهاب وإعطاء الاحتلال ضوءا أخضر لارتكاب جريمته ما يستدعي محاكمة بايدن ونتنياهو".

وقال الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إن "العالم يخوض حربا على مستشفى الشفاء، وكلهم شركاء في الجريمة، من أعطى الأوامر، من صمت وسكت، من وقف متفرجا، من دفع الأموال، ومن سخر وسائل الإعلام لتبرير هذه الجريمة كلهم شركاء".

وتحت عنوان "أكبر قوة في المنطقة تنتصر على مستشفى!"، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إن "الأمر لا يتعلّق بأكبر قوة في المنطقة، فهذه أقوى إمبراطورية في الكون توفر المبرّر والغطاء للجريمة".

ولفت إلى أن "تصريح كيربي بالقول: لدينا أدلة على استخدام حماس مستشفى الشفاء في إدارة عمليات عسكرية، يكشف حجم الابتذال".

وتساءل الزعاترة: "هل تعرف واشنطن عن مستشفى الشفاء أكثر مما تعرف تل أبيب، أم هي التبعية العمياء؟!"، مؤكدا أن "معركة تاريخية فضحتهم جميعا".

وقال الصحفي سمير العركي، إن "العصابة الإرهابية في البيت الأبيض مهدت للعملية العسكرية ضد مستشفى الشفاء بالادعاء بأنه مركز عمليات كتائب القسام، وبعدها بقليل شنت قوات عصابات تل أبيب الإرهابية هجوما على المشفى".

وعد ذلك: "توحشا غربيا وعجزا عربيا وإسلاميا"، مؤكدا أن "سنن الحياة تخبرنا أن العقاب الإلهي سيطال الجميع".

وكتبت الأكاديمية عبير كايد: "عدنا لأكاذيب واشنطن.. لنعود بالذاكرة: قالوا هناك سلاح دمار شامل في العراق وقابله غزو وتدمير مبرر للعراق!!! واليوم دخلت المخابرات الأميركية (CIA) على الخط لتأكيد ودعم كذبة الصهاينة بأن مستشفى الشفاء في غزة فيه قواعد عسكرية".

وأوضحت أن ذلك "على غرار كذبة العراق وأفغانستان، كي يبرروا قصف وإبادة المرضى والخدج"، متسائلة: "ألا تخجلوا من أنفسكم!".

وأكدت كايد أن "إرهاب الدول فاق إرهاب المليشيات والمرتزقة التي جلبتها واشنطن كخردة حرب للمنطقة وتلاشت وفرت مع انهزام الجيش الأميركي في العراق وأفغانستان".

وقال أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة: "بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء في غزة، بناء على ضوء أخضر أميركي، لم يعد هناك أي مجال للشك في أن الولايات المتحدة شريك كامل في جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي تركبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني"،

وأكد نافعة أن "كل من بايدن ونتنياهو يستحقان أن يحاكما أمام المحكمة الجنائية الدولية".

وأعرب الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة، عن صدمته من ترويج بايدن للرواية الصهيونية لاقتحام مستشفى الشفاء، قائلا: "أعرف أن بايدن صهيوني، لكن كنت أعتقد أنه صهيوني عاقل، ولم أتخيّل أنه سيفقد صوابه".

وأكد أن "ما يحصل كسر لكل المبادئ والمعايير والقيم والأخلاق فضلا عن القانون الدولي برعاية ودعم من أميركا، وأن هذا هدم لمنظومة تعارف عليها العالم بما فيه أميركا، ساخرا بالقول: "بعدها يسألونك ما أسباب الإرهاب".

دلالات الاقتحام

وعد الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، "العدوان على مستشفى الشفاء، دليلا آخر أن العدو فوق القانون الدولي، وأننا نقاتل عدوا مجرما نازيا لا يعبأ پأي قيم أخلاقية ودولية، ويحمل حسا انتقاميا متوحشا يستأسد على الجرحى والمرضى والأطباء والأطفال الخدج".

وأوضح أن "اقتحام الشفاء له أسباب كثيرة أهمها إظهار التوحش أمام شعبنا لإرهابه، وهذا سيأتي لنتيجة عكسية، فشعبنا عنيد وقوي ومقاومتنا راسخة ومصرة، وتملك كتائب القسام اليوم عزيمة أقوى من الفولاذ، ستكمل المواجهة والمقاومة وتقاتل وتهزم هذا العدو".

ورأت المغردة لميس أن "فرحة الاحتلال بدخول مستشفى الشفاء بحد ذاتها دليل على الهزيمة". وأشار حساب باسم "دودو" إلى "إعلان قوات الاحتلال اقتحام المستشفى منذ ساعات وأنهم لم يواجهوا أي مقاومة"، قائلا إن ذلك "أكبر دليل على كذبهم وأنه ليس هناك أي عناصر لحماس ولا غيره، وكلها كذبة كبيرة، والمؤكد أنهم حاليا يفبركون فيلما مثل الذي عملوه في مستشفى الرنتيسي". وقال حساب "بيت المقدس" إن اقتحام مستشفى الشفاء على الأطفال والمرضى "دليل خسة وجبن كبيرين من إخوة القردة والخنازير والنظام الدولي".

وأوضحت سارة المشرفي، أن "من ضمن الحرب النفسية توجيه التركيز الإعلامي كله إلى مستشفى الشفاء حتى يُخيَّل أن اقتحامه إعلان لسقوط غزة".

وقالت إن "هذا ما ليس صحيحا بكل تأكيد، فغزة ليست مختزلة في الشفاء وما اقتحامه واستهداف النازحين فيه إلا دليل جازم على لا إنسانية الاحتلال وفشله الواضح في تحقيق أي انتصار عسكري حقيقي".

وعد عبدالملك الهنائي، "اقتحام جيش الكيان الصهيوني مستشفى الشفاء، وقبل ذلك قصف واقتحام مستشفيات أخرى في غزة هزيمة أخلاقية جديدة للصهاينة، ودليلا آخر على أن هدف قادة الكيان هو القتل والتدمير، وهم غير مبالين بأرواح الأسرى الذين تحتجزهم حركات المقاومة".

تحميل

كلمات مفتاحية :

الجيش الإسرائيلي المستشفيات انتهاكات حقوقية طوفان الأقصى فلسطين قطاع غزة مجمع الشفاء