Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

عواقب غير متوقعة.. مؤرخ إسرائيلي: احتلال غزة كارثي وسيواجه تمردا مستمرا

منذ 2023/11/15 16:11:00 | ترجمات الإسبانیة
"هناك دعوات كثيرة لرحيل نتنياهو الفوري عن السلطة حتى أثناء الحرب"
حجم الخط

في لقاء مع صحيفة إسبانية كشف الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي، غيرشوم جورنبرج مخاطر ما بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وحذر من عشوائية حكومة بنيامين نتنياهو "الفاشلة".

وقالت صحيفة "الإندبندينتي" الإسبانية إن "جورنبرج يعد أحد الخبراء البارزين في أصول المستوطنات الإسرائيلية وتطورها الجامح في الضفة الغربية، وهي إحدى العقبات الرئيسة أمام إنشاء دولة فلسطينية".

وأشارت إلى أن "جورنبرج يعد مرجعا بين المؤرخين والصحفيين الذين يغطون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي تحوّل إلى (حرب لا نهاية لها) منذ عقود، وهي العاصفة الدائمة التي تشهد مرحلة جديدة من الأعمال العدائية ذات العواقب غير المتوقعة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023". 

وجورنبرج هو أميركي إسرائيلي نشأ في ولاية كاليفورنيا، وانتقل بعدها إلى القدس في السبعينيات، وفي الوقت الراهن يروي "تقلبات" سياسة الكيان المحتل.

مفهوم كارثي

وفي مقابلة مع صحيفة "الإندبندينتي"، قال جورنبرج: "لقد استهلك المشروع الاستيطاني جميع الموارد الإسرائيلية، وزاد من صعوبة التوصل إلى حل سياسي مع الفلسطينيين والعالم العربي". 

وحول دور "عاصفة الطوفان" في تأجيج ردود الفعل ضد السلطة السياسية، وخاصة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أورد المؤرخ أن "الحكومة تطالها انتقادات كثيرة، وعلى سبيل المثال، أظهر استطلاع رأي أجري أخيرا أن 80 بالمئة من السكان يريدون أن يتحمل نتنياهو المسؤولية الشخصية، وهو الأمر الذي رفض القيام به".

وأضاف "في المقابل، نشر نتنياهو تغريدة حمّل فيها المسؤولية لأجهزة الاستخبارات، الأمر الذي أثار غضبا شديدا، وعلى غير العادة اضطر للاعتذار وسحبه".

وتابع: "تشير استطلاعات الرأي إلى أنه في ظل الظروف غير المتوقعة التي تجرى فيها الانتخابات في الوقت الحالي، سيتكبد حزبه خسائر فادحة وستحصل المعارضة على أغلبية قوية في البرلمان".

وواصل: "تتعرض الحكومة لانتقادات مستمرة على الشبكات الاجتماعية بسبب عدم عملها بشكل جيد، وعدم استجابتها للأزمة، وعدم تغيير أولوياتها، بالإضافة إلى انتقاد نتنياهو لأنه ترك البلاد غير مستعدة لهجوم حماس. نتيجة لذلك، رغم وجود دعم قوي للجيش إلا أن الدعم للحكومة نفسها ضعيف جدا".

وبحسب جورنبرج فإن "نتنياهو قد فشل في الإشراف على الجيش والتأكد من استعداده لاحتمال وقوع هجوم، ومن خلال مقارنة تاريخية بسيطة مع حرب أكتوبر 1973، حين اضطرت رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير في نهاية المطاف إلى الاستقالة، فإن فشل نتنياهو خلال هجوم (طوفان الأقصى) كان أعظم بكثير".

وفسّر ذلك بعاملين: أولا، أن حكومة نتنياهو الحالية هي "الأكثر تطرفا والأقل كفاءة" بين الحكومات التي قادها. وقد ترك بعض الشخصيات البارزة حزبه الليكود، لأنهم كانوا محبطين من قيادته. وثانيا، كرست الحكومة كل طاقاتها لما يسمى بـ"الإصلاح القضائي".

أشار إلى أن "نتنياهو كان يشعر بالرضا تجاه المسائل الأمنية، لذلك فهو يتحمل المسؤولية على المدى القصير". 

وعلّق جورنبرج قائلا: "بعيدا عن ذلك، كان المفهوم الإستراتيجي لنتنياهو يتلخص في قدرة إسرائيل على الاستمرار في إدارة الصراع مع الفلسطينيين بأمان بدلا من حله، وأنه من الآمن لإسرائيل أن تستمر حماس في حكم غزة".

وتابع: "في الواقع، رأى نتنياهو وشخصيات أخرى في اليمين أن هذا مفيد لإسرائيل لأن الانقسام بين الفلسطينيين كان عائقا أمام أي نوع من المبادرة الدبلوماسية لحل الدولتين، التي يعارضونها، وقد تبين أن هذا المفهوم برمته كارثي، لذلك، في هذا الجانب أيضا، فهو مسؤول شخصيا عن الكارثة التي وقعت في السابع من أكتوبر".

أسئلة خطيرة

ونقلت الصحيفة عن جورنبرج أن "هناك دعما سياسيا للعملية البرية أكبر من الدعم الذي يحظى به نتنياهو، رغم وجود جدل حولها أيضا".

وأضاف الصحفي قائلا: "لا أستطيع الجزم بأن نهاية نتنياهو قد حانت، لكن، أستطيع أن أقول إن المعارضة لنتنياهو زادت، وإن هناك دعوات كثيرة لاستقالته، وأن هناك دعوات كثيرة لرحيله الفوري عن السلطة حتى أثناء الحرب، وإنه في موقف سياسي أضعف بكثير مقارنة بالفترة التي سبقت اندلاع الحرب".

و"حتى قبل سيناريو الحرب هذا، كان نتنياهو قد فقد شعبيته بشكل كبير بسبب محاولته تغيير النظام السياسي، وأظهرت استطلاعات الرأي أنه لن يفوز في الانتخابات إذا أجريت، وقد ألحقت الحرب المزيد من الضرر بموقفه السياسي". 

وحول انتقاد المؤرخ بشدة سياسة الاستيطان المثيرة للجدل في الضفة الغربية، أشار إلى أن "المشروع الاستيطاني استنفذ الموارد الإسرائيلية، وزاد من صعوبة التوصل إلى حل سياسي مع الفلسطينيين والعالم العربي".

وأضاف أنه "خلال  الأزمة الأخيرة، أصبح من الواضح أن الجيش كان يخصص الكثير من موارده لحماية المستوطنين وأن الموارد محدودة".

ولفت إلى أن "ذلك قد أدى إلى إبعاد الاهتمام والقوات والموارد عن حماية حدود إسرائيل، بما في ذلك الحدود مع غزة، لذلك، في كل من هذه الجوانب، الدبلوماسية والأمنية والمالية، كانت المستوطنات بمثابة استنزاف للتهديد الذي تتعرض له إسرائيل". 

وفي هذا السياق، أشار إلى أن "الصعوبة الأكبر في هذه الإستراتيجية تتمثل في أن الحكومة تتحدث عن طرد حماس من غزة، لكنها لا تملك بالتأكيد أي برنامج علني حول من سيحل محل حماس، ومن سيحكم غزة وكيف سيحدث ذلك، الأمر الذي يثير أسئلة خطيرة للغاية".

وشدد على أنه "من المؤكد أن فكرة إعادة احتلال إسرائيل لغزة تبدو بمثابة وصفة لكارثة ومواجهة تمرد مستمر من قبل سكان غزة".

واستطرد: "في الواقع، لم يُسمع حديث عن أية حلول، إلى متى ستستمر الهجمات الإسرائيلية؟ إنه من السابق لأوانه التكهن بهذا الجانب تحديدا".

وحول إمكانية أن يصاحب التوغل البري في الجنوب حربا مفتوحة مع حزب الله على الحدود مع لبنان، نقل المؤرخ أن "هذا الخطر موجود".

وتابع: "في الواقع، فإن الفرصة الحقيقية الوحيدة المتاحة لحركة حماس لخلق صراع يشكل نوعا من التهديد لإسرائيل، هي تصعيد الصراع وجذب جهات فاعلة أخرى".

ولفت إلى أن "إسرائيل حاولت حتى الآن إبقاء الصراع على الحدود الشمالية مع حزب الله محدودا للغاية، لكن لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف سيتطور هذا التصعيد".


تحميل

المصادر:

1

“La ocupación israelí de Gaza es una receta para el desastre; sería enfrentarse a una insurgencia constante”

كلمات مفتاحية :

الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس طوفان الأقصى غيرشوم جورنبرج فلسطين قطاع غزة