Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

روسيا والصين وغزة.. صحيفة عبرية: هكذا تنقلب الموازين ضد الليبرالية الغربية

منذ 2023/11/12 17:11:00 | ترجمات العبریة
"الاتجاهات الأقوى عالميا الآن هي اتجاهات سلبية بالنسبة لليبرالية الغربية"
حجم الخط

في ضوء الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة والدعم الغربي غير المحدود لها، وبجانب تعزيز روسيا موقفها ضد أوكرانيا ومحاولة الصين السيطرة على تايوان، تؤكد صحيفة "كالكاليست" أن الاتجاهات السلبية ضد الليبرالية باتت تكتسب زخما في العالم.

وفي إطار تلك الأحداث، تسرد الصحيفة العبرية كيف انقلبت الموازين ضد نجم الليبرالية الغربية الذي كان يسطع في التسعينيات ليتجه إلى الأفول بالوقت الراهن.

حرب في الجهات كافة

تستهل "كالكاليست" تقريرها بالقول إن روح العصر في تسعينيات القرن العشرين كانت منحازة إلى من أسمتهم "صانعي السلام الديمقراطيين"، في إشارة إلى معتنقي الليبرالية الغربية.

وهو ما يعد مخالفا لما هو الحال عليه اليوم، حيث بات "القوميون ودعاة الحرب ومروجو المؤامرات" يتلقون اليوم دعما غير مشروط، وفق الصحيفة.

ففي نهاية التسعينيات، انتهى الفصل العنصري ووصلت الديمقراطية إلى أوروبا الشرقية، كما حل السلام في أيرلندا الشمالية، كذلك وعدت اتفاقيات أوسلو بإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

أما اليوم، فهناك مخاوف متزايدة من أن تكون لروسيا اليد العليا في حربها ضد أوكرانيا.

إضافة إلى حدوث "انتكاسة" فيما يتعلق بالتفاؤل المبدئي الذي خلقته اتفاقات إبراهيم بين إسرائيل والإمارات.

حيث تحطم هذا التفاؤل تماما بسبب عملية المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وما تبعها من رد إسرائيلي مستمر.

ومن وجهة نظر الصحيفة، فإن احتمالات نشوب حرب أوسع نطاقا باتت أكثر من احتمال إحياء اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.  

الغرب يفشل في أوكرانيا

على صعيد آخر، ترى أن حكم الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه مأزقا كبيرا، حيث يعد دونالد ترامب المرشح الأوفر حظا  للفوز بالرئاسة عام 2024، بحسب شركات المراهنة.

وبحسب استطلاعات رأي أخرى، فإن ترامب يتقدم بأمان ويكتسح في معظم الولايات المتأرجحة التي ستضمن الفوز بالرئاسة لمرشحها. 

وكل هذه التطورات السلبية تساهم في تغذية الأجواء السياسية القاتمة حول العالم، والتي يؤثر كل منها على الآخر.

حيث أجبرت الحرب في غزة الولايات المتحدة على تحويل اهتمامها وجهدها ومواردها من أوكرانيا إلى إسرائيل.

ووفقا لـ"كالكاليست"، "تعاني أوكرانيا من نقص حاد في القذائف، وهي الآن في وضع تنافس مع إسرائيل على الإمدادات الشحيحة".

كذلك فإن كلا من أوكرانيا وإسرائيل في حاجة إلى أنظمة الدفاع الجوي.

وهذه التطورات جاءت مع "اقتراب المجهود الحربي في أوكرانيا من الانهيار، بعد فشل الهجمات المضادة التي شنتها الحكومة الأوكرانية ضد روسيا إلى حد كبير".

بينما روسيا قد حولت نفسها إلى اقتصاد حرب، ومن المرجح أن يزداد تفوقها في عام 2024 بشكل أكبر من حيث كمية الذخيرة وعدد الجنود.

كما يتوقع أن تضرب القوات الروسية في الأشهر المقبلة المدن والبنية التحتية الأوكرانية مرة أخرى.

وبنبرة تهكمية، تقول الصحيفة إن "أوكرانيا المنكوبة لا تزال تعتمد على الذخيرة والمساعدات المالية من الدول الغربية"، موضحة أن "داعمي كييف فشلوا في زيادة إنتاج الأسلحة لمواكبة آلة الحرب الروسية". 

وفي الوقت نفسه، توقف التمويل المستمر لأوكرانيا في الكونغرس الأميركي بعد أن عارض الجمهوريون المؤيدون لترامب الحرب.

ولهذه الأسباب، ومع الأخذ في الاعتبار الاحتمال المتزايد لعودة ترامب إلى البيت الأبيض وترك أوكرانيا لمصيرها، تعتقد الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه الأسباب الكافية لمواصلة القتال بقوة في عام 2024.

وعلى ذكر عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تدعي الصحيفة أيضا أن احتمالية فوزه بالانتخابات الأمريكية المقبلة ازدادت بعد الحرب في غزة.

وللمفارقة، ترى الصحيفة أنه من العبث أن تكون المشاعر المؤيدة للفلسطينيين هي ما تعيد ترامب إلى البيت الأبيض. لا سيما أن الرئيس السابق لا زال يهدد مرارا وتكرارا بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.

انتهاكات متواصلة

في ختام التقرير، زعمت الصحيفة العبرية أن "الاهتمام العالمي بما يحدث في غزة يساعد في توفير الغطاء لانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان". 

ففي الأسابيع الأخيرة، نُفذت عمليات ترحيل جماعية في دول مثل باكستان والسودان وقره باغ.

إضافة إلى وجود مشاكل عاجلة أخرى معرضة لخطر التجاهل، بحسب الصحيفة، على سبيل المثال، أصبح تغير المناخ أسوأ من أي وقت مضى.

ولكن مع بدء مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في وقت لاحق من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 في دبي، سيكون القادة أكثر قلقا بشأن ما يحدث في غزة.

ومن ناحية أخرى، يحذر التقرير من أن "الصين قد تشم فرصة في مواجهة التوسع الأميركي في العالم وعدم الاستقرار الداخلي". 

كما يؤكد على "عزم الصين على الحلول محل الولايات المتحدة بصفتها القوة المهيمنة في منطقة المحيط الهادئ، وربما العالم بأسره".

وفي محاولة منه لاحتواء الصين وتطويعها، تعهد بايدن مرارا وتكرارا بالدفاع عن تايوان، لكن الولايات المتحدة مشتتة ومنقسمة ويمكن أن يجد الرئيس الصيني شي جين بينج فرصة لشن هجوم على تايوان.

وجدير بالذكر أن السياسيين في واشنطن يعتقدون أن الرئيس الصيني أبلغ جيشه بالاستعداد لغزو الجزيرة بحلول عام 2027، وفقا للموقع.

وفي النهاية، يخلص التقرير إلى أن "تزايد الضغوط على الجزيرة في عام 2024 سيزيد من الأزمة الأمنية في شرق آسيا، إضافة إلى الأزمات المستمرة في أوروبا والشرق الأوسط".

وفي رأيه، من المبالغ القول إننا "الآن في عصر لا يمكن إلا أن تتفاقم فيه الأمور فقط".

واختتم: "يجب أن ندرك بشكل واقعي حقيقة أن الاتجاهات الأقوى عالميا الآن هي اتجاهات سلبية بالنسبة لليبرالية الغربية".


تحميل

المصادر:

1

המלחמה בעזה היא רק חלק מהחדשות הרעות לליברליזם

كلمات مفتاحية :

أوكرانيا الديمقراطية الشرق الأوسط الصين الولايات المتحدة دونالد ترامب غزة