مع تواصل التقارير بشأن مخاوف انخراط "حزب الله" اللبناني في مواجهة شاملة مع إسرائيل، حذرت صحيفة صينية الكيان الصهيوني من قوة التنظيم اللبناني المرتبط بقوة بإيران.
وقالت صحيفة "سوهو"، إن القوة العسكرية والميدانية التي يتمتع بها "حزب الله" كبيرة، وتفوق قوة حركة "حماس" الفلسطينية بكثير.
ومضت في تحذيراتها قائلة، إن "أي حرب ستفتحها إسرائيل على الجبهتين ستكون ذات كلفة كبيرة للغاية، وقد تبوء بالفشل في النهاية".
وأوضحت الصحيفة الصينية أن القوى النشطة المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الأوسط متعددة.
وفي الوقت الذي تبرز فيه حركة حماس التي تقاتل الجيش الإسرائيلي كحركة مناهضة قوية، إلا أن الواقع يقول إنها ليست الحركة الأقوى من بين هذه الفرق المتعددة في المنطقة.
وهنا تشير إلى كون القوات المسلحة لـ"حزب الله"، مقارنة بـ "حماس"، قد تجعل تل أبيب أكثر خوفا.
وتتوقع أنه "بينما يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية وهجمات مدفعية واسعة النطاق على قطاع غزة، فقد يتبادل أيضا إطلاق النار مع قوات حزب الله المسلحة في القطاع الشمالي في لبنان".
وفي هذا الصدد، تذكر الصحيفة أنه سرعان ما ظهرت في الأيام الأخيرة، بعد نشوب حرب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تقارير تحت عناوين: "استولت قوات حزب الله المسلحة على موقع عسكري إسرائيلي" و"قوات حزب الله قتلت العديد من الجنود الإسرائيليين".
في مقابل هذا، بعد أن نشر مراسل لبناني محلي شريط فيديو يتعلق بالقوات المسلحة لحزب الله، بدا أن موقف إسرائيل قد تغير بشكل طفيف، وفقا للصحيفة.
حيث نُقل عن تقارير إعلامية أجنبية أن إسرائيل أغلقت خمس قرى حدودية ردا على "غزو" محتمل من لبنان، وفق الصحيفة الصينية.
إضافة إلى ذلك، هدد تساحي هنغبي، المستشار الأمني لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بـ "تدمير لبنان" إذا شن حزب الله حربا على إسرائيل.
لكنه ادعى في نفس الوقت أيضا أن "إسرائيل تحاول تجنب الانجرار إلى حرب على جبهتين".
وهنا تصف الصحيفة مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي بأنهم يريدون أن يقولوا "كلمات قاسية بطريقة دبلوماسية".
لافتة إلى أنهم "في الوقت نفسه يريدون الاعتراف بالواقع ومواجهته، وهو أداء عملي وواقعي للغاية".
وبالذهاب إلى الحرب الإسرائيلية اللبنانية التي اندلعت في أوائل القرن الحادي والعشرين، تقول الصحيفة إن "القوات المسلحة لحزب الله دمرت أكثر من 50 دبابة ومركبة مدرعة إسرائيلية في ضربة واحدة".
وأضافت أنه "تبعا لذلك، أحبطت الأهداف الراسخة لجيش الدفاع الإسرائيلي، وفي نهاية المطاف طغى عليه الشعور بالحرج أمام العالم بأكمله".
وفي الواقع، بالمقارنة مع حركة "حماس"، فإن البنية التحتية العسكرية لحزب الله ومستوى معداته وجودة تدريب أفراده أعلى بكثير، وفق الصحيفة.
وتشير "سوهو" أيضا إلى أن "الأنفاق التي أنشأها حزب الله في لبنان تحت الأرض أقوى بكثير من الأنفاق التي أقامتها قوات "حماس" في قطاع غزة".
وهنا يُطرح السؤال الأهم: "هل يستطيع حزب الله اللبناني المسلح بمفرده إنشاء مثل هذه الشبكة الكبيرة من الأنفاق تحت الأرض؟".
لتجيب بأن "هذا النوع من الممرات مع مرافق الدعم الشاملة، والتي من المحتمل أن تكون موجودة على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض ولديها قدرة معينة على منع القنابل التي تخترق الأرض، سيتطلب حتما إنشاء قدر كبير من القوى العاملة ومعدات الحفر".
وبالنظر إلى العلاقات الوثيقة بين القوات المسلحة لحزب الله وإيران، وحقيقة أن إيران وإسرائيل عدوان لدودان لبعضهما بعضا، تتوقع الصحيفة الصينية أن تكون طهران قد قدمت الكثير من المساعدة لقوات حزب الله في بناء ممرات تحت الأرض.
وأشارت إلى أن هذه المساعدات تتمثل في المصممين والمستكشفين المحترفين، إضافة إلى آلات حفر واسعة النطاق وما إلى ذلك.
من ناحية أخرى، تنوه الصحيفة أنه "بفضل الورقة الرابحة المتمثلة في الممرات تحت الأرض، تستطيع قوات حزب الله المسلحة اللبنانية المناورة ونقل المعدات بسرعة وغموض".
كما أنه "عند الضرورة، يمكنها التسلل تحت الأرض لتجنب التطويق والقمع من قبل الجيش الإسرائيلي"، وفقا للصحيفة.
وأضافت الصحيفة أنه "بفضل هذه الممرات، يمكن أيضا تخزين مختلف الإمدادات المعيشية والقتالية تحت الأرض".
لذلك، تؤكد بشكل واضح أنه "إذا كان الجيش الإسرائيلي يتمتع بمزايا واضحة في المعدات التقنية الأرضية الثقيلة ووحدات الطيران، فإن القوات المسلحة لحزب الله اللبناني تكمن قوته في مجال حرب العصابات تحت الأرض".
لافتة إلى "أن هذا النوع من التكتيكات يمكن أن يعوض مزايا الجيش الإسرائيلي ويتفوق عليها إلى حد كبير".
في ختام التقرير، توضح الصحيفة أن مجرد "القضاء التام على حركة حماس" يُعد هدفا صعبا للغاية بالنسبة للجيش الإسرائيلي.
ووفقا لها، في حال واجه الجيش الإسرائيلي "قوة مسلحة تابعة لحزب الله اللبناني "أقوى" من حماس" في ذات الوقت، فهذا يعني "إثارة المشاكل والصعاب لنفسه".
ولذلك، بحسب رأي الصحيفة، يستدعي هذا المشهد بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي أن "يكون قاسيا في ألفاظه، جبانا في أفعاله"، وهو ما يجب أن يدركه القادة الإسرائيليون حاليا.