سجلت شركات النفط وصناعة الأسلحة ارتفاعا قويا في سوق الأسهم، فيما تستاء شركات السياحة والطيران من الصراع الدائر في الأراضي الفلسطينية.
وقالت صحيفة إلباييس الإسبانية إن سوق الغاز الطبيعي في إسبانيا أسدل الستار على أسبوع متوتر بشكل خاص، مع عدد لا نهاية له من الجبهات المفتوحة.
وبدأت هذه التقلبات الاقتصادية بعد إطلاق كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس عملية "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات غلاف غزة ردا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
وتجاوز سعر الوقود، الضروري للصناعة والتدفئة في أوروبا، بيوم الجمعة تاريخ 13 أكتوبر، سعر 55 يورو لكل ميجاوات في الساعة بسوق "تي تي أف" الهولندي، والذي يعد بمثابة مرجع للقارة بأكملها.
يمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 44 بالمائة مقارنة بيوم الجمعة الذي سبقه، فقط قبل ساعات من هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة والرد الإسرائيلي بقصف القطاع المحاصر.
وفي يوم الأحد الموالي للهجوم، أي بعده بيوم، أصبح خط أنابيب الغاز الذي يربط بين فنلندا وإستونيا معطلا عن العمل بعد تسرب تحقق فيه حكومة هذه الدولة بوصفه عملا تخريبيا؛ مما مثّل عاملا إضافيا لارتفاع الأسعار، وفق الصحيفة الإسبانية.
زيادة على ذلك، توالت هذه الأحداث قبيل موسم البرد في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، عندما يرتفع الاستهلاك بشكل كبير للغاز الطبيعي.
وبشكل عام، أدت هذه الأحداث إلى تقلبات في الأسواق، التي أغلقت في 13 أكتوبر، معلنة فوز شركات الدفاع الكبرى وشركات النفط بالأسبوع، بينما سجلت استياء شركات السياحة.
ونقلت الصحيفة عن بيدرو كانتويل، من إغنيس إنرخيس الإسبانية، في إشارة إلى الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحماس، أن "التوترات الجيوسياسية تؤثر دائما سلبا على سوق الغاز مع ارتفاع الأسعار، وأي حدث يؤثر على إمدادات الغاز في أوروبا، التي تعاني بالفعل من التوتر منذ العام 2022، ينعكس بسرعة على السعر".
ويواصل: "إن شمال القارة ممر أساسي لوصول الغاز الطبيعي، بالنظر إلى أن النرويج هي المورد الرئيس".
على سبيل المثال، في العام 2022، جاء ربع الغاز الذي استهلكته الدول السبع والعشرون من حقولها، وهو رقم سينمو في سنة 2023.
ومن الطبيعي أن تؤثر أي مشكلة في منطقة الشرق الأوسط أيضا على السعر، وفق كانتويل.
وعلى الرغم من هذه الزيادة، لا يزال الغاز بعيدا عن مستوى أكثر من 300 يورو لكل ميغاواط في الساعة الذي وصل إليه في أسوأ لحظة من أزمة الطاقة، في أغسطس/آب 2022.
ونوهت الصحيفة إلى أن ما حدث في "موصل البلطيق" - وهو الاسم الذي أطلق على الأنبوب الذي زُعم أنه تعرض للتخريب في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي للهجوم - يوضح المخاطر التي تتعرض لها البنية الأساسية لإمدادات الغاز الأوروبية.
ويعيد هذا الحدث أيضا إلى الأذهان صور "نورد ستريم"، الذي كان ذات يوم طريق الدخول الرئيس للغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي.
وسجل هذا الطريق في 26 سبتمبر/أيلول 2022 عدة انفجارات وتسربات لاحقة للغاز الطبيعي تحت الماء. أما المكان المشترك بين الحادثين فهو بحر البلطيق.
في الأثناء، يؤكد كانتويل أن "بعض الزيادات الكبيرة في الأسعار تحمل عنصر المضاربة، حيث إن سوق الغاز الأوروبي يتمتع بسيولة كبيرة ويتمتع بأعلى حجم تداول".
ويلاحظ المحلل الإسباني أيضا وجود "مبالغة" معينة في رد فعل السوق. وبشكل عام، أدت محاولة تخمين ما سيحدث في الأشهر المقبلة إلى اتخاذ قرارات بشكل عشوائي.
في الواقع، برزت هذه التكهنات بشكل خاص أخيرا في الأسواق، إذ ارتفعت أسعار شركات النفط الأوروبية الكبرى بشكل كبير بفضل النفط الخام، الذي تجاوز بالفعل 90 دولارا بعد ارتفاعه بنسبة خمسة بالمئة يوم 13 أكتوبر.
وانضمت إليها شركات الأسلحة، التي أغلقت في الأسبوع المذكور أبوابها بزيادات كبيرة، مدفوعة أيضا بالخوف من أن يصل الصراع إلى إيران، المنتجة لأكثر من ثلاثة بالمئة من إنتاج النفط العالمي.
ونقلت الصحيفة أن احتمالات أن يتخذ الصراع في فلسطين أبعادا أكبر بكثير كانت سببا في إغراء شركات الدفاع الكبرى، الأوروبية والأميركية، وهي أكبر موردي الأسلحة للكيان.
نتيجة لذلك، على غرار شركات النفط والغاز، سجلت شركات الأسلحة ارتفاعا في الأسعار في هذه الأيام التي تميزت بتكثيف الرد الإسرائيلي.
نتيجة لذلك، ارتفع مؤشر بي أيه إي سيستمز البريطانية بنسبة 10 بالمئة خلال الأسبوع المذكور (الذي انطلقت فيه المعركة)؛ والإيطالية ليوناردو بنسبة ثمانية بالمائة تقريبا؛ وتاليس وسافران الفرنسيتين بنسبة 12.8 بالمئة و2.9 بالمائة؛ وشركة راينميتال الألمانية المصنعة لدبابات ليوبارد بنسبة تزيد عن 14 بالمائة.
وبالمثل، ارتفعت أسهم لوكهيد مارتن، الشركة الأميركية المصنعة للطائرة المقاتلة الأكثر تقدما في العالم، إف 35، بأكثر من تسعة بالمئة خلال الأسبوع عند إغلاق الأسواق الأوروبية.
وأوردت إلباييس أن المجال الآخر الذي تميز بالتقلبات والمضاربات هو السياحة؛ لكن في الاتجاه المعاكس لأسواق الغاز والأسلحة.
وتحديدا، انخفض المؤشر الذي يجمع شركات الطيران التجارية الأوروبية الرئيسة بنسبة خمسة بالمئة تقريبا، في أول يوم تداول بعد هجوم حماس.
وفقدت شركة آي أيه جي، التي تضم الخطوط الجوية البريطانية وإيبيريا، أكثر من سبعة بالمئة من قيمتها، بحسب الصحيفة.
وفي إسبانيا، خسرت شركة أماديوس السياحية ثلاثة بالمئة من قيمتها. وخلال الأسبوع، ألغت شركات الطيران الكبرى آلاف الرحلات الجوية إلى إسرائيل.
في هذا السياق، يشير شينوو كيم العامل في صندوق تي رو برايس في تقرير للعملاء، إلى أن الصراع في الشرق الأوسط "قد يستمر في التأثير على أسعار الغاز على المدى القصير".
ويضيف: "لقد أعربت إسرائيل عن نيتها إغلاق حقولها التي تمثل حوالي 1.5 بالمئة من الإمدادات العالمية، وقد يؤثر التخفيض على الأسواق خارج منطقة الشرق الأوسط".
كما يحذر كيم من أن هذه الضغوط المتجددة على الأسعار تهدد أيضا بجعل الديزل والأسمدة أكثر تكلفة- وهما المنتجان اللذان عانيا بشكل خاص من التصاعد التضخمي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا- لأن الغاز عنصر رئيس في إنتاجهما.
وبشكل عام، سيكون للتصعيد الذي سجل في الأيام الأخيرة، عواقب تتجاوز سوق الغاز نفسه. وفي حال استمر الاتجاه التصاعدي الحالي في الأسابيع المقبلة، فسيكون الوضع خطيرا جدا، كما تذكر الصحيفة.
1 |
El gas se dispara más de un 40% desde el ataque de Hamás y el posible sabotaje en el Báltico |
---|