فشل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في حشد الدعم الكامل من الأنظمة العربية لإدانة العملية التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ضد مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وضمن خطة لتصفية حماس وإدانتها، زار بلينكن 6 دول عربية بعد العملية وأجرى فيها مباحثات وهي مصر والسعودية والإمارات وقطر والبحرين والأردن.
ولم يوافق على إدانة الحركة سوى رئيسي النظام المصري عبد الفتاح السيسي والإماراتي محمد بن زايد، بينما تحفظت باقي الدول لأسباب مختلفة، حسبما قالت مصادر دبلوماسية عربية لـ "الاستقلال".
ويرى مراقبون أن جولة بلينكن فشلت في المنطقة، بعد برفض غالبية القادة العرب الذين اجتمع معهم خاصة دول مجلس التعاون، إدانة عملية طوفان الاقصى، باستثناء ابن زايد والسيسي.
وخلال اجتماع بلينكن مع محمد بن زايد في أبوظبي 14 أكتوبر 2023 "لمناقشة الهجمات الإرهابية على إسرائيل" كما وصفها بيان الخارجية الأميركية، أدان رئيس الدولة الخليجية زايد هجوم حماس.
وأعرب بلينكن عن "امتنانه لإدانة دولة الإمارات الواضحة للهجمات المروعة التي شنتها حماس على المدنيين الإسرائيليين"، لكن صحف الإمارات صورت نتائج اللقاء على أنه بحث "توفير الحماية للمدنيين في غزة وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات".
وبدوره قال السيسي خلال لقائه مع وزير خارجية أميركا في 15 أكتوبر 2023، إن: "ما حدث (طوفان الأقصى) كثير وصعب، لا أحد يختلف على هذا، ونحن ندينه".
وكشف دبلوماسي عربي لـ "الاستقلال" أن أنظمة عربية طبعت مع إسرائيل أبدت استغرابها وفرحتها في آن واحد بما فعلته حماس بإسرائيل، دون أن تعلن أو تظهر ذلك علنا.
أوضح أنه لمس من مسؤولي بعض هذه الدول، خاصة التي رفضت إدانة ما فعلته حماس علنا كي لا تُغضب شعوبها، ورفضت خطط بلينكن لتهجير الفلسطينيين من غزة، سعادة ضمنية بما فعلته الحركة.
وأعاد ذلك إلى أن المقاومة كسرت أنف الغطرسة التي كان يتحدث بها الصهاينة مع قادة المنطقة العربية، ورفعت عنهم حرجا.
وبحسب إعلاميين رافقوا الوزير الأميركي، فإن خطته السياسية فشلت، وأنه شعر بوجود ضغط في الجانب الإنساني، لذلك وعد بخطوة في هذا الاتجاه.
ولاحقا، أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن في 15 أكتوبر، تعيين ديفيد ساترفيلد مبعوثا أميركيا للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط.
قبل زيارة بلينكن للمنطقة، كان الموقف الأميركي داعما لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، لكن عاد وزير الخارجية لينفي إمكانية طرد السكان من قطاع غزة، قائلا إنها "فكرة محكومة بالفشل".
وتابع بلينكن: "سمعت مباشرة من كل الزعماء الآخرين الذين تحدثت معهم في المنطقة أن هذه الفكرة محكومة بالفشل، ولذا نحن لن ندعمها".
ولذلك فقد عاد إلى إسرائيل لبحث الأمر وبلورة خطة مختلفة، لكن الموقف الأميركي دعم فكرة التهجير الجزئي.
موافقة السيسي وابن زايد على إدانة هجمات حماس، دفعت محللين للحديث عن موافقتهما على الخطة التي حضر بلينكن لتطبيقها وهي إخلاء غزة وتهجير نصف سكانها على الأقل لسيناء، كي يسهل لإسرائيل القضاء على المقاومة بالقصف الحر بلا قيود وربما الغزو البري.
محللون رأوا أن ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" 15 أكتوبر 2023، من أن مصر تتعرض لضغوط شديدة لاستقبال لاجئين من غزة، وأن دولا خليجية أغرتها ماليا، لا يعني رفض السيسي خطط القضاء على حماس.
وإنما التخوف فقط من رد الفعل الداخلي مع اقتراب "تمثيلية" انتخابات الرئاسة ديسمبر/كانون الأول 2023، وبسبب "حسابات الأمن القومي" التي يتحدث عنها قادة الجيش.
لذا لم يكن مستغربا أن تؤكد "وول ستريت جورنال" أن المسؤولين المصريين ناقشوا مقترح توطين 100 ألف فلسطيني من سكان غزة في سيناء فقط (من 300 ألف محتمل نزوحهم).
وأكدت أنه تجرى الاستعدادات حاليا لنصب الخيام لهم في مدينتي رفح والشيخ زويد، اللتين هجّر الجيش المصري سكانهما المصريين بحجة محاربة الإرهاب في سيناء.
وأكدت الصحيفة الأميركية أن دولا خليجية (الإمارات) ستمول العملية وتقدم دعما ماليا لمصر مقابل قبولها اللاجئين الفلسطينيين لفترة مؤقتة.
قالت إن السيسي تحدث أيضا هاتفيا مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والهولندي مارك روته ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل.
وبينت أن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي قالوا إنه إذا سمحت مصر بدخول بعض الفلسطينيين، فإنه سيتم زيادة المساعدات الإنسانية التي تقدمها بروكسل "ثلاث مرات"، وسيذهب جزء منها إلى مصر، مع تقديم مساعدات إضافية (للسيسي).
وتأتي ضغوط الإغراء الخليجي، وخاصة الإماراتي، بالمال مقابل استضافة اللاجئين بسيناء، في وقت يعاني فيه الاقتصاد المصري من معالم انهيار بفعل الديون (القاهرة مطالبة بدفع 29 مليار دولار ديون وأقساط عام 2024 بحسب البنك المركزي).
كما تأتي هذه الإغراءات في وقت تتكثف فيه سُحب الغضب الشعبي بفعل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة العملة وتدهور مدخراتهم، والانتقادات المتزايدة للسيسي قبل انتخابات الرئاسية في ديسمبر 2023.
ربما لهذا عاد وزير الخارجية الأميركي إلى إسرائيل 16 أكتوبر 2023 بعد جولته العربية لينقل للاحتلال ما توصل إليه، لكن المفارقة أن الموقف الإسرائيلي، ربما مدفوع بدعم أميركا، كان رافضا لطلب مصر فتح الحدود بضمانات لعدم قصف شاحنات المساعدات.
صحيفة "وول ستريت جورنال" 16 أكتوبر 2023، كشفت نقلا عن مسؤولين مصريين مطلعين على المحادثات، أن اتفاق فتح معبر رفح تعطل بسبب تعنّت الاحتلال الإسرائيلي ورفضه تقديم ضمانات بوقف الغارات الجوية على معبر رفح الحدودي والشاحنات العابرة منه.
قالوا إن الاحتلال الإسرائيلي يُصر على تفتيش الشاحنات التي تدخل إلى غزة تفتيشا مكثفا، وإن الولايات المتحدة لا تزال تحاول إقناع تل أبيب بألا تقصف شاحنات المساعدات بعد دخولها القطاع المحاصر.
ربما يفسر ذلك أسباب قصف الطيران الإسرائيلي معبر رفح للمرة الرابعة، عقب مغادرة بلينكن لإسرائيل، وتدمير حواجز إسمنتية سبق أن وضعها الجيش قبل أيام لمنع تدفق الفلسطينيين، وحماية الجانب المصري من المعبر.
القصف جاء بعدما قال بلينكن للصحفيين في القاهرة عقب لقائه السيسي: "سيتم إعادة فتح معبر رفح، ونضع مع الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل، ومع آخرين، الآلية التي يمكن من خلالها إدخال المساعدة وإيصالها إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها".
قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي، 16 أكتوبر 2023، معبر رفح البري، للمرة الرابعة خلال ثمانية أيام (القصف الأول في 9 أكتوبر) كان غريبا، وكأنه رد إسرائيلي على اشتراط نظام السيسي ربط خروج الأجانب والفلسطينيين من غزة بإدخال مساعدات ربما لحفظ ماء وجهه.
وعلى غير المعتاد، بثت قناة "القاهرة الإخبارية" التابعة للمخابرات المصرية، فيديو لكاميرات المراقبة المصرية يبين تدمير إسرائيل للسور الإسمنتي الذي بناه الجيش المصري حول معبر رفح بالقصف الجوي، دون أي رد فعل مصري رسمي.
#القاهرة_الإخبارية ترصد تجدد القـ ـصـ ـف الإسرائيلي لـ #معبر_رفح داخل #غزة #من_غزة_هنا_القاهرة#تضامنا_مع_فلسطين#فلسطين pic.twitter.com/PlUZPKQvqD
— AlQahera News (@Alqaheranewstv) October 16, 2023
وكان لافتا أن القصف جرى مباشرة عقب مغادرة وفد من قيادات الجيش وقائد الجيش الثاني مع وزير الصحة المصري لمعبر رفح، حيث كانوا يتفقدون التجهيزات والمساعدات وسيارات الإسعاف المعدة لدخول غزة حال سمحت إسرائيل بفتح المعبر.
قصف اسرائيل #معبر_رفح تزامناً مع زيارة وزير الصحة وقائد الجيش الثاني يتطلب رد فوري
— Ahmed Abdeen (@aabdeen24) October 16, 2023
اوقفوا اهانتنا واتركوا الشعب يرد في الميادين والشوارع pic.twitter.com/LxCPOuZ0tP
مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان قالت إن الطيران الإسرائيلي استهدف في قصفه للمرة الرابعة، الجدار الإسمنتي الذي شيده الجيش المصري قبل يومين أمام بوابة المعبر المصري بشكل مباشر، والذي يقع داخل الحدود المصرية.
قصف الطيران الإسرائيلي معبر رفح البري مساء اليوم للمرة الرابعة منذ بداية الحرب. القصف الجوي الأخير استهدف الجدار الأسمنتي الذي شيده الجيش المصري منذ يومين أمام بوابة المعبر المصري بشكل مباشر، والذي يقع داخل الحدود المصرية.
— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) October 16, 2023
مختبر التحقيقات الرقمية بمؤسسة سيناء يستعرض ذلك بالأدلة… pic.twitter.com/WIhJ5EzfIF
وقدمت المؤسسة بالأدلة عبر صورة القمر الصناعي من Airbus وصورة بثتها قناة القاهرة الإخبارية للحظة الهجوم، ما أدى لتدمير الجدار الخرساني الذي بناه الجيش.
تظهر المقارنة بين صورة القمر الصناعي التالية من Airbus و صورة بثتها قناة القاهرة الإخبارية لحظة الهجوم، قيام الطيران الإسرائيلي باستهداف مباشر للجدار المواجه للبوابة المصرية من المعبر ما أدى لتدمير الجدار الخرساني الذي بناه الجيش قبل أيام، pic.twitter.com/ayyOkXx1hM
— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) October 16, 2023
وبثت قناة الجزيرة مباشر صورا تظهر وصول قوات مصرية إلى معبر رفح البري، ولا يعرف إذا ما كان بعد قصف المعبر أم قبله.
عاجل | الجزيرة مباشر تحصل على صور تظهر وصول قوات مصرية إلى #معبر_رفح البري#الجزيرة_مباشر #مصر #غزة pic.twitter.com/YaKsXhkBzH
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 16, 2023
صمت مصر على القصف الإسرائيلي للمعبر للمرة الرابعة، خاصة بعد الاتفاق على قرب فتحه، وتدمير القصف الحواجز الإسمنتية التي وضعها الجيش المصري، أثار تساؤلات حول إذا ما كان الأمر يمثل توترا مصريا إسرائيليا بسبب عدم تجاوب القاهرة علنا مع مطالب إسرائيل وأميركا بشأن حماس، أم أن الأمر تمثيلية لتمرير التهجير.
الناشط والحقوقي "حسام بهجت" قال إن الرسالة الواضحة لمصر من القصف الرابع للحدود هي أن إسرائيل ترفض منح ضمانات لسلامة وحياة موظفي وشاحنات الإغاثة وربما موظفي المعبر أنفسهم.
الرسالة الواضحة لمصر من القصف الرابع للحدود هي أن إسرائيل ترفض منح ضمانات لسلامة وحياة موظفي وشاحنات الاغاثة وربما موظفي المعبر نفسهم. عاشر يوم لحصار 2 مليون بلا اكل او دواء او كهرباء وأوشكت مياه الشرب تخلص . المناشدات والمباحثات فشلت ولم يبق إلا التصعيد الجماعي لإنقاذ المحاصرين https://t.co/f3oLxHB247
— hossam bahgat حسام بهجت (@hossambahgat) October 16, 2023
لكن ناشطين آخرين رأوا أن صفقة التهجير مقابل المال جرى حسمها، وكل المؤشرات الميدانية على الأرض والأخبار التي يتم تداولها بالعالم، وضغوط الحكومة المصرية على موقع "مدى مصر" لحذف تقرير يؤكد موافقتها على ذلك، تشير إلى أن الأمر لا يعدو كونه تمثيلية.
لا يجب ان ننتظر حدوث صفقة القرن حتى نصدقها ، كل المؤشرات الميدانية على الارض وكل الاخبار التى يتم تداولها بالعالم حتى ضغط الحكومة على موقع مدى مصر بحذف التقرير المنقول عن ٢٠ مصدر امنى وسياسى مختلف ؟ ان #صفقة_القرن فى طريقها للتطبيق ، تكلمو وانشرو حتى لو احتمال حدوثها ٥% فقط لازم… pic.twitter.com/8FvwicUnRL
— راجى عفو الله (@EmaarW) October 16, 2023
وكان موقع "مدى مصر" نشر تقريرا في 14 أكتوبر 2023 حول الضغوط التي تتعرض لها مصر لقبول تهجير الفلسطينيين في سيناء بمقابل مادي من دول خليجية، فأحال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مسؤوليه للتحقيق، رغم أن نفس المعلومات نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" في اليوم التالي.
وتحت عنوان "مصر تميل لقبول مشروط لأي نزوح فلسطيني تفرضه إسرائيل"، قال إن القاهرة تواجه ضغوطا للقبول بدخول فلسطينيي غزة إلى أراضيها، ثم عدل عنوانه، ثم حذفه بعد التهديدات بالتحقيق مع صحفيي الموقع.
وانتقد رئيس المجلس الأعلى للإعلام كرم جبر، في تصريح تلفزيوني لقناة إكسترا نيوز، من وصفهم بـ "المواقع المشبوهة والمأجورة" التي قال إنها تروج "أن هناك ضغوطا على الحكومة المصرية لقبول الفلسطينيين في سيناء".
صحيفة "الأخبار" اللبنانية الموالية لحزب الله قالت 16 أكتوبر 2023 إن الجهد الأساسي الذي تبذله الولايات المتحدة مع مصر وقطر يتركز على مشروع اتفاق يقضي بإطلاق الأسرى "المدنيين" لدي حماس، بمن فيهم الأميركيون، وإفساح المجال أمام خروج «الأجانب» من غزة، مقابل إدخال مساعدات طبية وغذائية.
قالت إن القطريين الذين أبلغوا حماس بالمقترح الأميركي عادوا بأسئلة وأجوبة لم تعجب الأميركيين، مثل طلب الحركة تسليمها قائمة بأسماء من تقول أميركا ودول أوروبية أخرى بأنهم في عداد الأسرى الموجودين في القطاع، والتثبت من كونهم مدنيين أو عسكريين كانوا يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال أو أنهم مفقودون ليسوا لديها.
وأنه يجب أن تكون الهدنة طويلة لإدخال المساعدات المختلفة وأطقم طبية وأمور عاجلة للمستشفيات.
وتعمد نظام السيسي بث لقائه مع بلينكن على الهواء، وهو يقول له إنه عاش مع اليهود في مصر ولم يكن يضطهدهم أحد، في إشارة لرفض ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، ليظهر بموقف قوي والتغني بشجاعته، وكيف تعامل بقوة مع وزير خارجية أميركا.
كما جرى تسريب أخبار أن مصر رفضت خروج رعايا الولايات المتحدة وحدهم من غزة عبر معبر رفح، دون السماح بدخول المساعدات للفلسطينيين.
إلا أنها كانت مفارقة أن يخرج وزير خارجية مصر سامح فهمي ليقول في مؤتمر صحفي مع وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا 16 أكتوبر 2023 إن الجيش الإسرائيلي لم يسمح "للأسف" لهم بإدخال مساعدات إنسانية لشعب غزة المحاصر، ما بدا كأن القاهرة تعمل وفق أوامر وتوجيهات الجيش الإسرائيلي.
المحلل السياسي "أنس حسن" رأى أن تصفية حماس وتهجير فلسطيني غزة مطلب أميركي أكثر منه إسرائيلي.
أوضح، عبر تويتر، أن حماس أثبتت بهذه الهجمة التي نفذتها استحالة تنفيذ "الممر الاقتصادي الهندي" الذي عكفت عليه الإمارات والهند وإسرائيل والسعودية، والذي تم استثناء مصر وتركيا وقطر والعراق منه.
محدش سأل نفسه ليه "بايدن" مصر على اقتحام #غزة والتهجير أكتر من "نتنياهو"؟
— أنس حسن (@Anas7asan) October 16, 2023
---
- أمريكا والغرب دايما بتشوف دور إسرائيل ووظيفي وكجبهة متقدمة في المنطقة، وخططها في أي مواجهة محتملة..
- بلينكن بعد جولة خليجية "ضمن تمويل" الجزء الأكبر منه إماراتي هيروح لمصر، لخطة التهجير الجزئية مش…
لذلك فإنها ولجعل الخطط الأميركية للمنطقة ممكنة، لا بد من إنهاء قوة حماس نهائيا، واقتلاعها من الجذور، وهذه مصيرية لواشنطن أكثر من تل أبيب.
وهذا هو سبب تصدر الإمارات إدانة حماس عربيا وإسلاميا، ومن الأوائل عالميا، ليس لأجل التطبيع فقط، وإنما لأنها استثمرت كثيرا في مشروع الممر الاقتصادي الهندي.
الصحفي المصري "قطب العربي" يرى أن غموض موقف السيسي برفض التهجير وقصف غزة رسميا، وقبول ذلك في الغرف المغلقة مقابل دعم مالي لإنقاذ نظامه له تفسيرات مختلفة، منها ما هو تكتيكي ومنها ما هو إستراتيجي.
أوضح في مقال بموقع "عربي 21" 15 أكتوبر 2023 أن الهدف ربما اكتساب شعبية للسيسي تراجعت كثيرا بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية معا، أو للتغطية على اتهامات بتقديم معلومات مسبقة لإسرائيل عن عملية حماس.
أشار إلى احتمال وجود أسباب إستراتيجية أخرى تتعلق بشعور مصر بخطر على أمنها القومي هذه المرة، وربما لديها معلومات عن تحركات لتنفيذ المخطط القديم الجديد لتوطين فلسطينيي غزة في سيناء، وهو ما سبق أن رفضته مرارا.
ومع أن نظام السيسي سعى لتشويه حكم الرئيس الراحل محمد مرسي عبر رواية كاذبة أطلقها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن قبول الأول خطة توطين فلسطينيين في سيناء، فقد أآسهم ذلك في تسخين الرأي العام المصري ضد خطط التوطين ما يجعل إقدام نظام السيسي عليها محرجا.
وسبق أن هجرت السلطات المصرية خلال السنوات الماضية أهالي شمال سيناء من شريط حدودي بعرض خمسة كيلومترات، وهي المنطقة ذاتها التي تشير إليها بعض التوقعات بصفتها المكان المقترح لتوطين الفلسطينيين بسيناء.
كما تحدث السيسي خلال لقائه مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب 2019، عن صفقة القرن، التي تعني توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء نظير حوافز مالية وسياسية كبرى لمصر.