Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

يحيى مكتبي لـ “الاستقلال”:  التطبيع العربي مع الأسد فشل لهذه الأسباب

منذ 2023/10/12 19:10:00 | حوارات
إعادة دمج نظام الأسد إلى محيطه العربي محاولة لن تصل إلى مبتغاها
حجم الخط

توقع عضو الهيئة العامة في الائتلاف الوطني السوري المعارض يحيى مكتبي، أن يكون هناك إعلان عربي عن فشل الاتصالات مع نظام بشار الأسد.

وخلال حوار اختص به صحيفة "الاستقلال"، أضاف مكتبي، أنه حتى هذه اللحظة الحل السياسي في سوريا معطل؛ بسبب إعاقة نظام الأسد، إحراز أي تقدم ملموس في هذا المسار.

وعدّ إعادة دمج نظام الأسد إلى محيطه محاولة لن تصل إلى مبتغاها؛ لأن النظام يقيم اليوم اقتصاده على تجارة الكبتاغون، حيث تؤكد التقارير الدولية أنه يسيطر على 80 بالمئة من هذه التجارة.

ومكتبي (56 عاما) شارك في الثورة السورية منذ أيامها الأولى عام 2011 وهو عضو في مجلس قيادة الثورة في دمشق، وقد أسهم في عدة لجان العمل المؤقتة داخل الائتلاف منها لجنة تعديل النظام الداخلي للائتلاف.

فشل الاتصالات

  • إلى أين وصل مسار الحل السياسي في سوريا بعد إعادة نظام الأسد للجامعة العربية وتطبيع بعض الدول العلاقات معه؟

حتى هذه اللحظة الحل السياسي في سوريا معطل؛ بسبب إعاقة النظام إحراز أي تقدم ملموس في المسار السياسي، وهذا الاتجاه مدعوم من حلفائه.

إذ إن النظام السوري منذ جولة جنيف الثانية مطلع عام 2014 لم يكن جادا على الإطلاق في إيقاف شلال الدم وإنهاء معاناة السوريين كونه يؤمن بالحل العسكري فقط المبني على القتل واستخدام الأسلحة كافة بما فيها المحرمة دوليا لقمع الشعب.

هناك تعطيل في التقدم بالحل السياسي، إذ أنه لم تختلف الحالة سواء قبل التطبيع العربي معه أو بعد، رغم استنكار عودة نظام الأسد للجامعة العربية من قبل المعارضة.

وخاصة بعد ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، ووسط مقتل ما يقارب من مليون ووجود عشرات آلاف المعتقلين في سجونه إلى الآن، فضلا عن كون نصف الشعب السوري راهنا ما بين نازح داخليا أو لاجئ في الخارج، وتدمير نحو 70 بالمئة من البنية التحتية في سوريا.

وفي كل مراحل مسار الحل السياسي كانت قوى الثورة والمعارضة السورية جدية وجرى التعاطي مع الأمر بكامل المسؤولية.

  • محاولات إعادة دمج نظام الأسد من قبل بعض الدول العربية، هل وصلت لطريق مسدود؟ وما مؤشرات ذلك؟

نحن نعتقد جازمين أن إعادة دمج نظام الأسد بمحيطه هي محاولة لن تصل إلى مبتغاها؛ لأن النظام يقيم اليوم اقتصاده على تجارة الكبتاغون حيث تؤكد التقارير الدولية أنه يسيطر على 80 بالمئة من هذه التجارة، وبالتالي من يدخل في هذا المسار الإجرامي من الصعب العودة منه.

اليوم شبكات تجارة المخدرات والمصنعين والمروجين والمهربين يعملون تحت غطاء نظام الأسد، وبالتالي لن يكون هناك جدوى للتعامل معه لوقف تجارتها.

عدا عن أن النظام عمل على زعزعة أمن واستقرار المحيط، وهو يرى أن الدول العربية بشكل خاص ساعدت ودعمت الشعب السوري في ثورته وطريق خلاصه من الاستبداد.

ولذلك هو لن يكف عن محاولة إلحاق الأذى بهذه الدول عبر تجارة المخدرات التي تهدد المجتمعات العربية.

أمام ذلك، نتوقع أن يكون هناك إعلان عربي عن فشل الاتصالات مع نظام الأسد؛ لأنه ليس لديه أي شيء يقدمه للدول العربية أو حتى المحيط الإقليمي والعالمي وكونه بات يشكل خطرا على السوريين أنفسهم.

  • هل يمكن للمعارضة السورية استغلال فشل الأسد في تلبية مطالب الدول العربية وأخذ زمام المبادرة مجددا؟

نحن بكل وضوح وبصراحة قلنا إن التطبيع مع نظام الأسد لن يأتي بأي ثمار إيجابية على الإطلاق، لأنه يعمل على الاستفادة من التطبيع العربي لجهة الدعم المالي لاقتصاده المتهالك وسرقة هذا الدعم في حال حصوله، وهذا ما يريده النظام من دول الخليج.

أعتقد أن البعد العربي مهم جدا للملف السوري، ولسوريا الحاضر والمستقبل، ولذلك هناك حرص من قوى الثورة والمعارضة على تقديم وجهة نظرها فيما يتعلق بالشأن والحل السوري.

وعود فارغة

  • كيف تنظر إلى وضع النظام السوري داخليا من ناحية استمرار الدعم الإيراني والروسي له؟

نظام الأسد وضعه الداخلي متهالك، ولا أدل على ذلك من الاحتجاجات التي تتواصل في محافظة السويداء جنوب سوريا؛ لأن كل الوعود التي وعد بها حاضنته سقطت، حيث زعم أن الخيرات ستأتي لمناطقه بعد التطبيع العربي وهذا لم يحصل.

على العكس تماما فإن اقتصاد النظام السوري تراجع فقد تهاوت الليرة السورية عقب التطبيع إلى 70 بالمئة من قيمتها، وهو ما أدى لتزايد الاستياء من تردي الوضع المعيشي في مناطقه

إذ إن راتب الموظف هناك لا يكفيه سوى ثلاثة أيام من الشهر، وأمام ذلك يمكن القول إن الوضع الداخلي مرشح لمزيد من الانفجار.

كما أن حلفاء الأسد روسيا وإيران يساندونه مع اختلاف دوافع الدعم، فطهران مشروعها خبيث قائم على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها وتصدير الثورة وهو مشروع عابر للحدود مثله مثل كل التنظيمات الإرهابية.

ولهذا لا نعتقد أن تتخلى طهران عن الأسد مهما تردت الأحوال في سوريا، أما الروس فقد أخطأوا البوصلة.

فلو أنهم وقفوا مع الشعب السوري في مطالبته بحل سياسي عادل ومنصف والخلاص من نظام الأسد، لكسبوا أكثر مما ربحوه الآن.

لكن الروس نتيجة ما يريدونه من تثبيت موطئ قدم في البحر المتوسط وقفوا مع نظام الأسد ومارسوا القتل والإجرام بكل أشكاله.

  • ما سر ذهاب الأسد إلى الصين في هذا التوقيت؟

زيارة الأسد إلى الصين (في 22 سبتمبر/أيلول 2023) عملية استعراضية يريد من خلالها أن يرسل رسالة لحاضنته بأن طوق الحصار انفك عنه، وخاصة أنه لم ينفذ منذ عام 2011 أي زيارة هامة.

رسائل الحراك

  • كيف تقيّم حراك السويداء ضد نظام الأسد وما مدى تأثير صموده على الحل السياسي بسوريا مستقبلا؟

نشيد بحراك أهالي السويداء السلمي ضد نظام الأسد (20 أغسطس/ آب 2023)، الذي أعاد الرسائل الأولى التي انطلقت منها الثورة السورية عام 2011، بأن الشعب يريد الخلاص من نظام الاستبداد وفتح صفحة جديدة للملمة الجراح وبناء سوريا المستقبل بأيدي كل أبنائها.

هذا الحراك هو رسالة أولا للشعب السوري بأنه واحد والمطالب والمستقبل واحد، وأيضا رسالة لكل دول العالم بأن لا استقرار ولا حل مستدام في سوريا إلا بالخلاص من نظام الأسد الذي يعد العقبة الكبيرة في بداية عودة الأمور في البلاد لوضعها الطبيعي.

كما أسقط الحراك في السويداء دعاية نظام الأسد بحماية الأقليات، حيث تبين أن كل مكونات وشرائح المجتمع السوري لديهم ذات المعاناة من النظام.

ولهذا تمسك الحراك في الدعوة للضغط على النظام لوضع المسار السياسي على مساره الصحيح.

  • كيف يمكن لجمهور الثورة ومؤسساتها دفع الغرب لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 الممهد للحل السياسي بسوريا؟

يجب أن يكون لدى السوريين رسائل واضحة بمضامين وطنية سورية تؤكد على أن الثورة هي خلاص لكل الشعب وليس لحساب مكون معين على آخر، كما أن عمليات الإجرام التي يرتكبها نظام الأسد لن تتوقف إلا بإيجاد الحل السياسي في سوريا.

ولذلك من الوسائل المهمة استمرار وتعزيز التواصل مع الدول العربية والغربية من أجل شرح وجهة نظر السوريين، فضلا عن تعاون الجاليات السورية المنتشرة في هذه البلدان التي تعد حجر الزاوية في إيصال هذه الرسائل.

كما أن هناك دورا مهما للإعلام في تعرية نظام الأسد وجرائمه وخاصة بغير اللغة العربية من أجل تسليط الضوء على سلسلة جرائمه التي ارتكبت خلال سنوات الثورة.

وكذلك الجانب القانوني والحقوقي هام جدا؛ من أجل تقديم مجرمي الحرب للمحاكم الدولية وفي تلك الدول، التي تحرج النظام أكثر ولا تجعله ينفك عن الملف الجنائي الجرمي من القصف واستخدام الأسلحة الكيماوية والاعتقال والإخفاء التعسفي.

 ومن هنا فإن الثبات على تلك الوسائل ومواصلة العمل عليها سيوصل السوريين إلى تطبيق القرار الأممي 2254.


تحميل

كلمات مفتاحية :

إيران الثورة السورية السويداء المعارضة السورية بشار الأسد روسيا سوريا مظاهرات السويداء