"أخطر سلاح".. ناشطون يرصدون جرائم مليشيا الحوثي بحق الهوية اليمنية

12

طباعة

مشاركة

اتهم ناشطون يمنيون مليشيا "الحوثي" المدعومة من إيران بـ"حوثنة" التعليم واستهداف العقيدة وفرض الفكر الإيراني وسياسة طهران والعقيدة الشيعية على الشعب اليمني بأكمله، خاصة في مناطق سيطرتهم، وذلك بطمس الهوية اليمنية ونسف مقوماتها.

وأكدوا عبر مشاركتهم في وسم #الحوثي_يستهدف_الهوية_اليمنية تفخيخ المليشيا لعقول الأطفال في المدارس، وتحريف المناهج الدراسية، واستحداث أقسام بالجامعات تخدم إيران، وتوجيه طلاب الدراسات العليا لتقديم أبحاث تخدم مشروعها الطائفي مقابل الدرجات العلمية.

ويأتي التفاعل على الوسم، في أعقاب كشف نقيب المعلمين اليمنيين في تعز، عبد الرحمن المقطري، في تصريحات صحفية، أن المليشيات الحوثية حذفت 44 صحابيا من الكتب الدينية، و21 فقرة لا تتسم مع أفكارهم المتطرفة.

وأشار إلى أن المليشيا حذفت أيضا الكثير من الآيات القرآنية التي كانت في مناهج التعليم الدراسية، موضحا أنها تريد تحريف المناهج التعليمية وإدخال الأفكار الطائفية الإيرانية عليها.

وأفادت مصادر إعلامية بأن وزارة التربية والتعليم في صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، فرضت منهجا معدلا لمواد (الإسلامية والقرآن الكريم والعلوم الاجتماعية للمرحلة الابتدائية) لعام 2022\2023.

وأدخلت المليشيا على هذه المناهج دروسا جديدة وعدلت أو حذفت دروسا أصلية، بذريعة "حماية الإسلام" والهوية الإيمانية، كما تشرف على عملية التدريس بالإضافة الى الآراء السياسية والدينية للمعلمين داخل الفصول الدراسية.

وأكد ناشطون أن المليشيا تسعى إلى تفكيك كل البنى الثقافية والاجتماعية القائمة في اليمن، وفي مقدمة ذلك التعليم كمنظومة ثقافية شاملة، والقبيلة اليمنية كمكون اجتماعي متماسك ومؤثر، وشحن الأطفال فكريا وعقائديا.

وحذروا من أن الهوية اليمنية في خطر والمجتمع يواجه موجة تضليل "حوثية" فجة والسلم الاجتماعي يجري نسفه من قبل "الحوثي" الانقلابية، من خلال التعبئة الطائفية السلالية المضللة في كل المجالات، فضلا عن أدلجة الوظيفة العامة.

وسائل الحوثي

ورصد "المنبر اليمني للدراسات والإعلام"، وسائل الحوثي لاستهداف هوية اليمن، منها إحلال اللغة الفارسية وتغيير المناهج والعبث بمؤسسات التعليم، وتقويض هوية الشباب اليمني، ونشر عقيدة شيعية متطرفة، وإيجاد ثقافة دخيلة، وتمجيد رموز الإرهاب الإيراني.

وأوضح أن هدفهم من ذلك استهداف هوية اليمن وعروبته وإرثه الحضاري، وإحلال وتوطين الثقافة والفكر الإيراني المنحرف، مؤكدا أن الحوثيين سلاح إيران لتخريب واستعادة وهم الإمبراطورية الفارسية.

وتحت عنوان "الحوثيون أعداء الهوية.. دمروا التعليم"، نشر المنبر "إنفوغراف" يعدد ما أسفر عنه الإجرام الحوثي، من وجود ملايين الطلاب خارج المقاعد الدراسية، وخروج آلاف المدارس عن الخدمة، وانقطاع الرواتب والأجور عن عشرات الآلاف من المعلمين.

وأشار إلى ابتعاث الحوثي آلاف الطلاب اليمنيين إلى إيران للتعليم الطائفي، وتغييرهم المناهج التعليمية، واعتمادهم لغة إيران الرسمية "الفارسية" لغة رسمية في جامعة صنعاء، والتي تعد وعاء للثقافة الصفوية، في سعي حثيث لاختراق المجتمع اليمني وتجريف ثقافته.

الأسباب والأهداف

وسلط ناشطون الضوء على الأسباب التي تدفع الحوثي لتدنيس الهوية الوطنية بأحقاده التاريخية وعقيدته المنحرفة خاصة من خلال حوثنة التعليم وتفخيخ مناهجه وتزوير وتزييف التاريخ وطمس الرموز اليمنية في المناهج الدراسية، مستدلين على ذلك بمقاطع فيديو ترصد أفكار مؤسس المليشيا.

وأكد الكاتب والصحفي سام الغباري أن الحوثي يستهدف الهوية اليمنية لأنه ببساطة لا ينتمي إلى اليمن وإن لبس مثل اليمنيين، وتحدث بلهجتهم، فكل شيء فيه أعجمي، وكراهيته القصوى للهوية اليمانية، درعها اليوم بالسلاح، وحفز المنتسبين إلى الجالية الفارسية للنيل من آثار اليمن وبيعها.

وأشار إلى أن "الهوية اليمنية تعني سقوط هوية الآل".

ونشر الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي المتخصص في إدارة الأزمات، حسن محمد القطوي، مقطع فيديو لقائد الحوثي الراحل حسين الحوثي يطعن في التاريخ والحضارة اليمنية والمصرية العريقة ويخطط لطمس كل شيء يرتبط بالتاريخ اليمني العربي العريق.

وأشار إلى أن السيء عبد الملك الحوثي ما زال من بعده يحاول تحقيق ذلك ويريد من الناس أن تقدسه وتقدس خرافاته وأسياده ملالي قم الإرهابيين.

ونشرت اليمنية بنت هايمر، المقطع ذاته، قائلة إن حسين الحوثي مؤسس الحوثية لا يشعر بالانتماء الوطني ويرى في حضارة وتاريخ اليمن عدوا لمشروعه الإيراني ولذلك كان هذا حديثه.

عنف حوثي

وهاجم ناشطون مليشيا الحوثي، وأعربوا عن استيائهم لمخططاتها وأهدافها من وراء العبث بالهوية اليمنية ومساعيها لتنفيذ أجندة إيرانية واستقطاب الشعب اليمني لتغيير هويته، محذرين من أخطار ذلك وتبعاته.

وأوضح الكاتب والصحفي، صالح البيضاني، أن "من بين أوجه العنف الحوثي، سعيها لإحداث تحول ثقافي جذري في هوية المجتمع اليمني، يسهل عليها تنفيذ أجندتها في نقل اليمن من مداره العربي، بعيدا نحو مشاريع إيديولوجية متطرفة محمولة على رياح الشعوبية الفارسية المعممة".

وأكدت الإعلامية والحقوقية، ضحى مرشد، أن "أسوأ عدوان على الشعوب هو السعي لطمس هويتها بهوية دخيلة عليها، وخصوصا حين تكون هذه الهوية متخلفة مفروضة، وهذا ما يقوم به الانقلاب الحوثي في اليمن". وحذر الباحث في الفكر الإسلامي، ياسر الشرعبي، من "أخطار الحوثيين على الهوية تكمن في إحياء العنصرية السلالية، وطمس وتشويه التاريخ اليمني، وتشويه المكونات الفكرية والاجتماعية".

كما حذر الصحفي محمد الضيباني، من أن "أخطر سلاح يهدد الهوية الوطنية ويستهدف العقيدة والجمهورية، هي حوثنة التعليم في مناطق احتلال مليشيا إيران، لأنهم يسممون جيلا كاملا بفكرهم الدخيل ويفخخونه بالكراهية والحقد والإرهاب والتحريض ضد اليمن أرضا وحضارة وإنسانا". 

أخطر سلاح يهدد الهوية الوطنية ويستهدف العقيدة والجمهورية، هو حوثنة التعليم في مناطق احتلال مليشيا إيران، إنهم يسممون جيلا كاملا بفكرهم الدخيل، ويفخخونه بالكراهية والحقد والإرهاب والتحريض ضد اليمن أرضا وحضارة وإنسانا.#الحوثي_يستهدف_الهويه_اليمنيه pic.twitter.com/2ZVNvHn1bn

الشرعية والمنظمات

وصب ناشطون غضبهم على المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية الدولية، واتهموهم بالتواطؤ مع الحوثي والتسبب في إذكاء عنصريته وطائفيته ودفع المليشيا بصمتهم للاستمرار في تنفيذ أجندته ومشاريعه الاستعمارية، مستنكرين صمت الشرعية اليمنية وضعف موقفها. 

وأكد الصحفي مصطفى غليس، أن "الجرائم الحوثية بحق اليمنيين من قتل واختطاف وتجويع وإبعاد الكثير منهم عن مناطقهم وتفجير بيوتهم، ونهب ما يملكون، وإذكاء العنصرية والتطييف بغرض استعباد شعب بكامله لم تكن لتحدث لولا التواطئ من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان".

وكتب المغرد عدنان: "نقول ونكرر بأن الحوثي أداة صليبية صهيونية تم زرعها من قبل المنظمات والمخابرات الصليبية والصهيونية لتؤدي الدور في هدم الهوية والمنظومة الأخلاقية للمجتمع وتفكيك النسيج الاجتماعي وزرع الفتن والحروب والأزمات والفقر والسيطرة على الإمكانات والمقدرات". ورأى الإعلامي يحيى العابد، أن "الحوثي يستهدف الهوية اليمنية فعلا وقولا وممارسة، مما يستدعي اصطفاف القوى السياسية والمنظمات المدنية لمواجهة هذا الصلف وكشف أبعاده على الصعيدين المحلي والدولي". وتساءل أسامة القاضي: "طوال 8 سنوات من تحريف وتجريف الهوية اليمنية، ما الإجراءات التي اتبعتها شرعيتنا الموقرة لمواجهة هذا التحريف والتجريف للهوية اليمنية غير هاشتاغات تويتر والتي يقوم بها نشطاء يمنيون بعيدا عن الشرعية؟!".

عبث حوثي

وعرض ناشطون عدة نماذج لخطوات اتخذها "الحوثي" خلال مسيرته لتغيير الهوية اليمنية.

ونشر الإعلامي عبد الكريم المدي، صورة لإعلان نيابة الدراسات العليا والبحث العلمي لرسالة ماجستير بعنوان "الظواهر الأسلوبية في خطابات الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي"، وعدها نموذجا لاستهداف مليشيات الحوثي الإرهابية لهوية اليمنيين.

وشارك الأكاديمي عبد الهادي الشهري، "مقطع فيديو يظهر فيه الحشد الشعبي التابع لإيران يؤدي الصرخة الحوثية الخمينية الإرهابية في أحد المدرجات".

وأكد أن "الحوثيين يعملون بشكل يومي على طمس هوية اليمن وثقافة شعبه وتغيير المنهج الديني، ويستخدمون جميع الوسائل والأساليب القذرة لتحقيق أهدافهم الخبيثة، لنشر التشيع الصفوي الإيراني الإرهابي، وتكريسه بين الشباب".

ولفت الصحفي محمد المخلافي إلى "إلغاء الحوثي لقسم التاريخ والآثار واللغة العربية من جامعة صنعاء، والعمل على تعميق تدريس اللغة الفارسية"، مؤكدا أن "من يفعل ذلك لا يمكن إلا أن يكون مندوبا لإيران في اليمن". وقال الكاتب والباحث السياسي، ثابت الأحمدي، إنه "حتى عملية الاغتيالات التي تنفذها المليشيا الحوثية بحق زعماء وأبناء القبائل اليمنية ما هي إلا جزء من مخططها القذر لطمس الهوية اليمنية وتهيئة المناخ لصراع الثارات طويل الأمد بين أبناء اليمن". وقال الكاتب والباحث السياسي، عبد الله إسماعيل، إن "موقف جماعة الحوثي الإرهابية من الهوية والإرث التاريخي اليمني، امتداد لاستهداف سلالي ممنهج، سلكه الكهنة الإماميون".

وأكد أن "التاريخ مليء بحوادث التجريف والتخريب والسطو على آثار اليمنيين وحضارتهم، وآلاف المواقع الأثرية والشواهد التاريخية محيت حقدا وغيرة وعقدة نقص".