رغم رفضه جورجيا.. لهذا يدعم الاتحاد الأوروبي عضوية أوكرانيا ومولدوفا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية، الضوء على موافقة مفوضية الاتحاد الأوروبي على انضمام أوكرانيا ومولدوفا لاستيفائهما الشروط بنسبة كبيرة، بينما تحفظت على عضوية جورجيا، بحجة احتياجها لمزيد من الجهود.

ولفتت الصحيفة إلى أن ملف توغل الفساد وطبقة الأوليغارشية ورجال الأعمال وتأثيرها على السياسة والقضاء، هو أهم محدد يدعي الاتحاد الأوروبي أنه يقيم وفقا له الترشيحات الواردة.

تطور مهم

وذكرت الصحيفة الروسية أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، أوصت في 17 يونيو/ حزيران 2022، الدول الأعضاء بمنح أوكرانيا ومولدوفا وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كخطوة أولى على الطريق الطويل نحو نيل عضوية التكتل.

بينما طالبت جورجيا باستيفاء شروط معينة خلال عام 2022 قبل منحها الوضع نفسه.

وقالت إن "المفوضية توصي المجلس أولا بإعطاء أوكرانيا أفقا أوروبيا، وثانيا بمنحها وضع المرشح. وهذا بالطبع شريطة أن تنفذ الدولة عددا من الإصلاحات المهمة".

وأضافت: "نعلم جميعا أن الأوكرانيين مستعدون للموت من أجل الدفاع عن تطلعاتهم الأوروبية. نريدهم أن يعيشوا معنا، من أجل الحلم الأوروبي".

وستتم مناقشة هذا التطور في القمة الأوروبية في 23 و24 يونيو، وينبغي على قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 المصادقة عليه بالإجماع.

ولم يسبق أن تم إصدار رأي في وقت قصير كهذا بشأن طلب ترشح، وهي حالة طارئة بسبب الحرب التي تخوضها روسيا عليها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، كما تعد جزءا من الدعم الذي يقدمه الأوروبيون لأوكرانيا في مواجهة موسكو.

وذكرت الصحيفة أنه مع ذلك طلبت أورسولا فون ديرلاين من كييف تعزيز سيادة القانون ونظام العدالة ومكافحة الفساد في المستقبل.

وأشارت إلى أن أوكرانيا تبدأ طريقها إلى الاتحاد الأوروبي من "مستوى منخفض"، لكن توقيت الدخول سيعتمد على السرعة التي ستفي بها بشروط العضوية، وكل شيء في يديها".

من جانبه، أدرج رئيس مكتب رئاسة أوكرانيا "أندريه يرماك" في قناته على تليغرام، أنه يتعين على كييف الوفاء بجميع الشروط من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. 

وبحسبه، يجري الحديث عن إدخال تشريع بشأن إجراءات اختيار قضاة المحكمة الدستورية بناء على تقييم نزاهتهم ومهاراتهم المهنية، واستكمال فحص نزاهة المرشحين لأعضاء المجلس الأعلى للقضاء والمرشحين للجنة المؤهلات العليا للقضاة.

ويجب على كييف مواصلة مكافحة الفساد على مستوى عال، وتعيين مدير جديد للمكتب الوطني لمكافحة الفساد، ومدعيا عاما لمكتب المدعي العام المتخصص بمكافحة الفساد. 

كما تحتاج أوكرانيا إلى ضمان امتثال قوانين مكافحة غسيل الأموال في البلاد لمعايير مجموعة الإجراءات المالية. 

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتبنى أوكرانيا خطة شاملة لإصلاح نظام إنفاذ القانون، ويجب أن يؤتي قانون "مكافحة الأوليغارشية" ثماره بالفعل. 

والنقاط الأخيرة التي حددت في بروكسل هي جعل تشريعات وسائل الإعلام تتماشى مع المعايير الأوروبية وإصلاح التشريع الخاص بالأقليات القومية.

وأكد يرماك: "مهمتنا هي أن نفعل كل شيء في أسرع وقت ممكن. ونحن نعمل على ذلك. وأوكرانيا ستكون في الاتحاد الأوروبي".

مولدوفا وجورجيا

كما أوصت أورسولا فون ديرلاين أيضا بمنح وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي لمولدوفا. وحسب ما ذكرته، فإن لدى مولدوفا أيضا "الكثير لتفعله".

وكما جاء في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للمفوضية الأوروبية: "فيما يتعلق بمولدوفا، أعلنت المفوضية الأوروبية إلى أن البلاد لديها أساس متين لتحقيق مؤسسات مستقرة تضمن الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان واحترام الأقليات وحمايتها".

وكانت سياسات الاقتصاد الكلي حكيمة بما فيه الكفاية وتم إحراز تقدم في تعزيز القطاع المالي وبيئة الأعمال، ولكن لا يزال يتعين تنفيذ إصلاحات اقتصادية كبرى؛ فقد أوجدت الدولة أساسا متينا لمزيد من التنسيق مع تشريعات الاتحاد الأوروبي. 

لكن جورجيا لم تصادق عليها، وأعلنت المفوضية الأوروبية في بيان، أنها ستراقب التقدم الذي تحرزه جورجيا في معالجة القضايا ذات الأولوية وتقديم تقرير بحلول نهاية عام 2022.

ومن بين هذه المهام حل قضية الاستقطاب السياسي من خلال ضمان تعاون الأحزاب السياسية، وضمان العمل الكامل لجميع مؤسسات الدولة، والاستمرار في تحسين النظام الانتخابي.

وسيتعين على جورجيا أيضا اعتماد وتنفيذ إستراتيجية شفافة وفعالة للإصلاح القضائي، وضمان استقلال القضاء بشكل كامل وحقيقي، وكذلك ضمان حسن سير جميع المؤسسات القضائية والنيابة العامة. 

وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن جميع هذه الإجراءات يجب أن تتوافق تماما مع المعايير الأوروبية وتوصيات لجنة البندقية.

ومن بين الأولويات، تعزيز استقلالية وكالة مكافحة الفساد، وتوحيد الوظائف الرئيسة لمكافحة الفساد من أجل النظر بدقة في قضايا الفساد على مستوى عال.

كما ذكرت المفوضية الأوروبية أن جورجيا بحاجة إلى الوفاء بالتزامها "بالتخلص من حكم الأوليغارشية من خلال القضاء على التأثير المفرط للمصالح الخاصة في الحياة الاقتصادية والسياسية والعامة".

كما تحتاج جورجيا أيضا إلى تعزيز مكافحة الجريمة المنظمة، واتخاذ إجراءات أكثر نشاطا لضمان بيئة إعلامية حرة ومهنية وتعددية ومستقلة، وتعزيز حماية حقوق الأشخاص المنتمين إلى الفئات الضعيفة.

فضلا عن ضمان مشاركة المجتمع المدني في اتخاذ القرار على جميع المستويات، واعتماد تشريعات للمحاكم الجورجية وتأخذ في الاعتبار قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في مداولاتها.

قرار تاريخي

وسيتخذ رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي قرار منح أو رفض وضع المرشحين أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا، مع مراعاة توصيات المفوضية الأوروبية وسيتم ذلك في القمة التي ستعقد في بروكسل يومي 23  و24 يونيو.

من جانبه، أعرب رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي في قناته على تيلغرام، أن قرار المفوضية الأوروبية "تاريخي".

وقال: "إنني أقدر الرأي الإيجابي للمفوضية الأوروبية بشأن وضع المرشح لأوكرانيا. هذه هي الخطوة الأولى نحو عضوية الاتحاد الأوروبي، والتي ستقرب بالتأكيد فوزنا.

وأعرب عن شكره  لأورسولا فون دير لاين وكل عضو في المفوضية الأوروبية على اتخاذ هذا القرار التاريخي.

وكتب على صفحته على تويتر : "أتوقع نتيجة إيجابية من المجلس الأوروبي الأسبوع المقبل".

في المقابل، صرح نائب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة "دميتري بوليانسكي" في مايو/ أيار 2022، أن موقف موسكو الإيجابي بخصوص رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قد تغير. 

وجاء ذلك بعد أن صرح المفوض الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل بضرورة كسب هذه الحرب في ساحة المعركة.

وأعرب بوليانسكي أنه بعد هذه الكلمات، فإن موقف روسيا بشأن هذه القضية يشبه إلى حد كبير الموقف من انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو".

فيما أعلن السكرتير الصحفي لرئيس روسيا "دميتري بيسكوف"، إن احتمالية دخول أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي تتطلب مزيدا من الاهتمام.

وقال "جميعنا نعرف مباحثات تعزيز المكون الدفاعي للاتحاد الأوروبي، والمكون العسكري والدفاعي والأمني​، لذلك يحدث تحولات مختلفة هناك، والتي بالطبع نلاحظها بعناية شديدة".

بدوره، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي "دميتري ميدفيديف"، إن "قيادة الاتحاد الأوروبي تعد سكان أوكرانيا للموت من أجل المنظور الأوروبي".