"كورونا قلبه معلق بالمساجد".. لماذا سمح السيسي بحفلات اليهود وقيد صلاة العيد؟

12

طباعة

مشاركة

بعدما عمد إلى إخفاء أجواء رمضان الإيمانية في مصر، وحجم أعداد المصلين الذين كانت تكتظ بهم المساجد والشوارع، وأسكت أصوات القراء العذبة بصلوات التراويح، أعلن نظام عبدالفتاح السيسي عبر وزير أوقافه محمد مختار جمعة، قصر إقامة صلاة عيد الفطر على المساجد الكبرى فقط.

وألزم الوزير سيئ السمعة المساجد بفتح أبوابها قبل الصلاة بـ10 دقائق فقط، وغلقها بعدها بـ10 دقائق، وأن تكون مدة التكبير في حدود سبع دقائق، وألا تزيد مدة الخطبة على 10 دقائق.

وزعم جمعة أن منع صلاة العيد في الساحات العامة، يأتي من أجل إجراءات التباعد للحماية من عدوى فيروس كورونا والتحكم في تدافع الناس بها.

لكن مبررات وزير الأوقاف لم تلق قبولا لدى ناشطين على تويتر، لافتين إلى أن الشوارع ومراكز التسوق والمسارح والسينمات تعج بالمواطنين دون أي إجراءات وقائية.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم وفي وسم #وزير_الأوقاف، عن استيائهم من قرارات جمعة، وعدوها بعدا عن الإسلام وتحمل أبعادا سياسية، مؤكدين أنها صادرة عن جهاز الأمن الوطني خشية التجمعات الشعبية.

وأشاروا إلى أن نظام السيسي يسعى لإفراغ المساجد من الأئمة والخطب والمصلين، خاصة أن قراراته الأخيرة سبقها قرارات بمنع الاعتكاف في المساجد والتوجيه للاعتكاف في البيوت.

وصبوا غضبهم على جمعة، ونعتوه بتوصيفات عدة منها أنه "مخبر النظام، وعالم السلطان، ناهب الأوقاف"، داعين إلى خلع العباءة عنه.

واتهموا نظام السيسي باحتكار الدين، مؤكدين أن جزءا من تمكين السيسي من منصبه هو محاوطة نفسه بشيوخ تابعين له ينفذون أوامره لتزييف الوعي.

ومنذ أسابيع لم تعد مصر تنشر أي إحصاءات عن إصابات ووفيات كورونا، وفق موقع "وورلد ميترز" المختص بإحصاءات الوباء.

لا يعرف القرآن

الناشطون تداولوا مقطعا مصورا لمختار جمعة يظهر فشله في قراءة سورة الفاتحة بالطريقة الصحيحة وتلعثمه أثناء إمامته للمصلين في إحدى الصلوات.

ونشر الإعلامي أسامة جاويش، المقطع قائلا: "وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة في مشهد أسطوري وهو يقرأ سورة الفاتحة على طريقته الخاصة".

وأضاف ساخرا: "الوزير تقريبا لغى صلاة التراويح ولغى الاعتكاف في رمضان وخلى صلاة العيد عشر دقائق والتكبير يوم العيد سبع دقائق". 

وبث أحمد سعد المقطع ذاته، وتهكم قائلا: "معلش يا جماعة أصله ليس متعودا على الصلاة بالفاتحة.. تخيل أن هذا الراجل هو الذي يمنع ويسمح بإقامة الشعائر في مصر". ونشر أحمد البقري صور عدة تصريحات لوزير الأوقاف، مذكرا بقول الله تعالى في الآية 114 من سورة البقرة "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". وعدد المغرد عبدالبصير، قرارات مختار، بمنع التهجد والاعتكاف في المساجد، متسائلا: "أليس في الأزهر أو الأوقاف رجل رشيد يدعو مختار جمعة للإسلام؟!"

أبعاد سياسية

ورأى ناشطون أن القرار صادر عن الأجهزة الأمنية التي تخشى أن تتحول التجمعات إلى انتفاضة شعبية مناهضة لحكم العسكر، خاصة أنها تتزامن مع حالة غضب واسع نتيجة ارتفاع الأسعار وتردي الأوضاع الاقتصادية.

وأكد المغرد محسن، أن القرار ليس لوزير الأوقاف وإنما قرار الأجهزة الأمنية الخائفة من أن تنقلب التجمعات لمظاهرات في ظل حالة الغضب.

وأكد راجي، أن وزير الأوقاف لا يقدح من ذهنه وإنما تعليمات الأمن الوطني والمخابرات بمنع الاعتكاف وصلاة العيد بالأماكن المفتوحة، مشيرا إلى أنهم خائفون من تجمعات الناس الكبيرة لأنه يمكن بسهولة أن تتحول إلى ثورة عارمة. وتساءل الباحث أحمد مولانا: "كيف يمكن لنظام أن ينجح في إحداث تنمية بينما يضم أمثال وزير الأوقاف مختار جمعة؟ فإذا أضفنا لذلك قتله الآلاف في الشوارع، واعتقال أضعافهم، والفساد، وإهدار الأموال، والديون، والتفريط في مياه النيل ستتضح الوجهة التي يسير بالبلاد نحوها".  وكتب أحد المغردين: "السيسي ظل يقول راقبوا المساجد.. راقبوا المساجد؟ مختار جمعة حب يجود ويعرض راح قفلها نهائيا". وعلق المغرد مؤمن على القرار، قائلا إن "السيسي سيعيد مصر إلى عبادة فرعون، وهو فرعون، ولكن لكل فرعون موسى". وتهكم المفكر السياسي محمد الجوادي، على قرارات وزير الأوقاف، داعيا المسلمين لإدراك الصلاة في المساجد قبل أن يمنعها مختار جمعة بتاتا بسبب سد النهضة وأزمة أوكرانيا.

 ازدواجية مقيتة

وبرزت إشارات ناشطين إلى ازدحام المولات والمحلات والمطاعم وفتح الحدود للإسرائيليين لدخول مصر للاحتفال بعيد الفصح، مستنكرين إقرار وزير الأوقاف للضوابط بذريعة تطبيق الإجراءات الاحترازية لتجنب العدوى من كورونا.

ونشر أحمد حسن مقطع فيديو لأضخم إفطار جماعي في القاهرة، متسائلا: "ما الفرق بين هذا التجمع وتجمع صلاة العيد؟ أم أن مختار جمعة لا يرى غير تجمعات الصلاة وعند حفلات وخيم الفطور الجماعي يعمى".

وقارن آخر بين فتح النظام لملاعب الكرة قبل الظهر رغم إقامة المباريات في التاسعة مساء، ومواعيد فتح المساجد لصلاة العيد، قائلا: "إذا كان الحشد والهتاف لأي فريق أو لاعب أهم من التكبير والتهليل والحمد للرحمن.. إذن فلننتظر المزيد من الضيق والفقر".  وأشار أحد المغردين، إلى أنه في نفس الوقت الذي يقرر وزير الأوقاف أن تكون صلاة العيد عشر دقائق يتم فتح سيناء أمام اليهود للاحتفال بعيد الفصح.  وسخرت يارا عبدالفتاح قائلة: "معلش أصل كورونا قلبه معلق بالمساجد، لكن  مهرجانات الصهاينة لا توجد بها كورونا".