"وضع متأزم".. ما فرص كوسوفو للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية الضوء على العوائق التي تقف أمام رغبة كوسوفو في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في ظل الوضع المتأزم داخليا مع الأقلية الصربية، وخارجيا مع الجارة صربيا.

وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب فلاديمير كولاجين أن الاتحاد الأوروبي يركز حاليا على تهدئة التوتر بين الجانبين والوساطة لدفعهما لتطبيع العلاقات.

وأعلنت كوسوفو التي ينحدر غالبية سكانها من ألبانيا، استقلالها عن صربيا، عام 2008، لكن بلغراد ما زالت تعتبرها جزءا من أراضيها، وتدعم أقلية صربية هناك.

واعترفت نحو مئة دولة، باستقلال كوسوفو، بينها الولايات المتحدة وجميع دول الاتحاد الأوروبي باستثناء خمس، هي: إسبانيا وسلوفاكيا وقبرص ورومانيا واليونان.

فيما لم تعترف بالخطوة صربيا ولا حليفتاها الصين وروسيا، وفشل حوار انطلق قبل عقد من الزمن ورعاه الاتحاد الأوروبي بين البلدين في تطبيع العلاقات بينهما حتى اليوم.

عضوية صعبة

وذكرت الصحيفة أن كوسوفو أعلنت عن عزمها ​​للتقدم بطلب عضوية الاتحاد الأوروبي لكنها لم تحصل بعد على اعتراف كل دول الاتحاد الأوروبي باستقلالها. الأمر الذي يجعل بدء مفاوضات حقيقية أمرا مشكوكا فيه حتى الآن.

وأشارت إلى لقاء في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2021، جمع رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي مع جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي.

وشدد اللقاء على أهمية الحوار بين بلغراد (عاصمة صربيا) وبريشتينا (عاصمة كوسوفو) من أجل تطبيع العلاقات.

وخلال اللقاء، بحث كورتي وبوريل أولويات الإصلاح في كوسوفو وأهمية تعزيز سيادة القانون، ومكافحة الفساد والجريمة المنظمة، وإصلاح الإدارة العامة والتنمية الاقتصادية في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن خبراء أنه لا توجد آفاق حقيقية لانضمام بريشتينا إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب، بسبب عدم اعتراف خمس دول في الاتحاد الأوروبي باستقلالها.

فإيلينا جوسكوفا، رئيسة مركز دراسة أزمة البلقان المعاصرة في أكاديمية العلوم الروسية، وصفت استقلال كوسوفو بأنه "مشروع أمريكي" تأخر تنفيذه، لأن دولا عديدة لا تدعمه.

علاقات متوترة

ولم تهدأ العلاقات بين كوسوفو وصربيا منذ سنوات، رغم وساطة الاتحاد الأوروبي وإعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في 4 سبتمبر/ أيلول 2021 اتفاق البلدين، على تطبيع العلاقات الاقتصادية بينهما.

وتصاعد التوتر في 26 سبتمبر/ أيلول 2021 بين كوسوفو وصربيا التي رفعت مستوى تأهّب جيشها عند الحدود، متهمة جارتها بـ"استفزازات" إثر نشرها قوات خاصة عند مركزين حدوديين.

وجاء ذلك عقب إعلان كوسوفو في 20 سبتمبر  2021أنها لن تسمح للمركبات التي تحمل لوحات صربية بالمرور عبر أراضيها، وأنها ستمنحها لوحات مؤقتة لدى دخولها كوسوفو.

ومع تصاعد التوتر في المنطقة، صدرت دعوات أوروبية أطلسية لإجراء حوار وخفض التصعيد بين البلدين، حيث توصل مسؤولو البلدين بوساطة الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لتخفيف التوتر.

ولفتت الصحيفة الروسية إلى أن صربيا وكوسوفو يحاولان التوصل إلى مصالحة منذ عام 2013 بمساعدة ووساطة الاتحاد الأوروبي، الذي يشترط إقامة علاقات قانونية بين الجانبين لقبول العضوية.

وقدمت صربيا طلبا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 2009، فيما يعترف الاتحاد بكوسوفو كمرشح محتمل للعضوية.

كما تتمتع كوسوفو باتفاقية شراكة (SAA) مع الاتحاد الأوروبي، التي تسبق عموما تقديم طلب العضوية.

مشاكل عديدة

من جانبها، رأت يكاترينا إنتينا، أستاذة العلاقات الدولية الروسية إنه "لا توجد حاجة للحديث عن انضمام كوسوفو إلى الاتحاد الأوروبي، ليس فقط بسبب مشاكلها الداخلية العديدة، ولكن أيضا بسبب  المفاوضات المعقدة مع بروكسل".

وأشارت إنتينا وفق الصحيفة إلى أنه وفق المنهجية الجديدة للمفاوضات مع الدول المرشحة للاتحاد الأوروبي، تتمتع الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي بفرص إضافية لتحليل ورصد تقدم المرشحين للعضوية بعناية.

ووفق تلك المنهجية "إذا لم تحاول الدول الراغبة في دخول الاتحاد الأوروبي بذل قصارى جهدها فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى فرض عقوبات تصل إلى وقف دعمها وإلغاء مفاوضات الانضمام".

ورأت إنتينا أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يساعدهما وإلا سيفقد مصداقيته بشكل خطير.

لكنها أضافت أن الاتحاد الأوروبي يريد استقرار الوضع السياسي الداخلي في كوسوفو وألا يعود المشهد السياسي المحلي إلى الوضع الذي كان سائدا منذ 15 عاما، عندما كانت حكوماتها الائتلافية لا تستمر لفترة ولاية كاملة.

واعتبرت أنه "بعد كل شيء، من الناحية النظرية يبدو الخيار الأفضل هو انضمام البلدين إلى الاتحاد الأوروبي معا. ولكن الأمر غير واقعي حتى الآن".