إعلام روسي: موسكو توافق على مساعدة أفغانستان دون الاعتراف بطالبان

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلط إعلام روسي الضوء على قضية طالبان ورأي المجتمع الدولي حول الحكومة الجديدة لأفغانستان، وموقف موسكو من الحركة التي سيطرت بالكامل تقريبا على أفغانستان في 15 أغسطس/آب 2021.

ونشرت صحيفة "لينتا دوت رو" مقالة للكاتبة إليزافيتا ناوموفا، تساءلت من خلالها عن "كيفية تعامل الحركة مع الواقع الجديد، وتمكن قادة طالبان من تحقيق الاعتراف الدولي، ونوع من المستقبل ينتظر شعب أفغانستان".

مفاوضات ومشاورات

وقالت الكاتبة ناوموفا: "تم عقد مفاوضات مع ممثلي طالبان بالعاصمة موسكو في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2021، لإجراء المشاورات حول قضية أفغانستان".

وشارك ممثلو الصين وباكستان وإيران والهند وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان في المحادثات، أما الولايات المتحدة فقد دعمت هذا الاجتماع، لكنها قالت "لن تحضر".

ومثل روسيا في المحادثات وزير الخارجية سيرغي لافروف، وكان ممثل الوفد الأفغاني وزير الخارجية بالنيابة عن حكومة طالبان، أمير خان متكي. 

وذكرت وكالة أنباء "ريا نوفستي" الروسية أن لافروف "يأمل أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لمواصلة العمل في هذا الاتجاه، وأن يدعم الممثل الخاص الأميركي الجديد في أفغانستان، توماس ويست، نتائج اجتماعات موسكو".

وقال لافروف إن "الأمم المتحدة يجب أن تلعب دورا مركزيا في التسوية، في حين تبذل روسيا جهودا تسير على غرار منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون". 

وأشار الوزير إلى أنه "قبل الاجتماع عقد لقاء مع وفد طالبان ناقشوا فيه بالتفصيل الحاجة إلى سياسة اجتماعية مختصة واحترام حقوق الإنسان وحرياته". 

فيما أوضحت إليزافيتا أن "لافروف دعا المجتمع الدولي إلى تعبئة الموارد لمساعدة أفغانستان، لمنع حدوث أزمة ووقف تدفقات الهجرة، وأن موسكو سترسل طرفا للمساعدات الإنسانية إلى البلاد في المستقبل القريب".

وجرت المحادثات في موسكو رغم حقيقة أنه لا يوجد بلد -بما في ذلك روسيا- يعترف بطالبان كحكومة شرعية لأفغانستان.

وقال لافروف مرارا وتكرارا إن الجانب الروسي لم يخف أبدا اتصالاته مع ممثلي حركة طالبان، لأنهم جزء من المجتمع الأفغاني.

وعلقت الكاتبة إليزافيتا أنه "جاء في بيان الخارجية الروسية عقب الاجتماع أنه يجب التعاون مع أفغانستان مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع الجديد- أي وصول طالبان إلى السلطة، بغض النظر عن الاعتراف الرسمي من قبل المجتمع الدولي بالحكومة الأفغانية الجديدة".

وحركة طالبان معترف بها كمنظمة إرهابية في معظم بلدان العالم، ولكن تحظر أنشطتها في روسيا، وكذلك أي اتصالات رسمية مع ممثلي المنظمة.

ومع ذلك، تحتفظ موسكو بعلاقات مع قادة طالبان، فقد جاءوا مرارا وتكرارا إلى العاصمة الروسية للمفاوضات.

ورغم أن السلطات الروسية تعترف بأنها مستعدة للتفاوض مع السلطات الجديدة في البلاد، إلا أنها ما زالت تفكر في قضية استبعاد طالبان من قائمة الإرهابيين.

من جانبه، اعتبر رئيس القسم الثاني لمنطقة آسيا في وزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف، أنه "لا مجال لاستبعاد طالبان من قائمة الإرهابيين إذا لم يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بذلك".

حكومة شاملة 

وقالت الكاتبة إليزافيتا إن "هناك جزءا مهما من المفاوضات وهو الوضع الاقتصادي في أفغانستان، فبعد أن وصلت طالبان إلى السلطة، اندلعت أزمة اقتصادية في البلاد، وأحد الأسباب هو تجميد الأصول المالية للدولة في البنوك الأجنبية".

وشددت طالبان وموسكو على أن الوضع الاقتصادي والوضع الاجتماعي في أفغانستان آخذان في التدهور، ويجب على المجتمع الدولي أن يبذل كل ما في وسعه لمساعدة الشعب، حيث تم اقتراح عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لجمع التبرعات. 

وفي الوقت نفسه، ينبغي أن تتحمل دول حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك الولايات المتحدة، العبء الرئيسي لتمويل إعادة الإعمار الاقتصادي والتنمية في أفغانستان، وذلك لأن وحداتها العسكرية كانت موجودة في أفغانستان على مدى السنوات العشرين الماضية، وفق إليزافيتا.

وحسب ما ذكرته وكالة "ريا نوفستي" فإن "أفغانستان تعاني من المجاعة، وفيروس كورونا، ونقص القوى العاملة وسبل العيش، والحصول على الرعاية الطبية المناسبة". 

وحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فإن واحدا من كل عشرة أشخاص قد فقد منزله، وواحد من كل ثلاثة لا يعرف متى سيحصل على الطعام، وأكثر من نصف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من الضعف الشديد، والإمدادات الغذائية في البلاد تهدد بالنفاد تماما، حيث يقضي سكان كابول ومدن أخرى أياما في طوابير في محاولة لسحب بعض النقود فقط.

ولفتت إليزافيتا إلى أنه "في أعقاب المحادثات بموسكو، أعرب الطرفان عن احترامهما لسيادة أفغانستان واستقلالها وسلامتها الإقليمية"، وهذا ما ذكره موقع وزارة الخارجية الروسية.

وأشار المشاركون أيضا إلى أنهم "سيواصلون الإسهام في ضمان الأمن في البلد، من أجل منع انتشار المنظمات الإرهابية على أراضيه".

كما دعت البلدان المشاركة، طالبان إلى "اتخاذ تدابير إضافية لتحسين نظام الإدارة العامة، أي تشكيل حكومة شاملة تضم ممثلين من جميع القوى العرقية والسياسية في البلاد".

وقال البيان "سيكون هذا شرطا أساسيا لاستكمال عملية المصالحة الوطنية في أفغانستان".

بالإضافة إلى ذلك، دعا المشاركون في الاجتماع طالبان إلى اتباع سياسة داخلية وخارجية "معتدلة وحكيمة".

وأكد نص بيان وزارة الخارجية الروسية بشكل خاص على أنه "يجب على السلطات الجديدة في البلاد اتباع سياسة ودية تجاه جيران أفغانستان".