"شخلل تعدي".. غضب مصري متصاعد من فرض نظام السيسي ضرائب جديدة

القاهرة- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

في أعقاب إلزام المصريين بسداد ضرائب مرتفعة، وفرض السلطات رسوما عالية للمرور على الطرق والكباري الجديدة، واستحداث رسوم على تصوير الأفلام بالشوارع، أطلق ناشطون على تويتر وسم #إتاوات_للبشاوات، عبروا فيه عن رفضهم فرض المزيد من الرسوم على الخدمات.

الناشطون استنكروا دخول المصريين في دوامة الضرائب والرسوم منذ وصول العسكر إلى السلطة عبر انقلاب على الشرعية المتمثلة في الرئيس الراحل محمد مرسي، يوليو/تموز 2013، مؤكدين أن حكم الجيش استعباد واستبداد وفساد وفقر وجهل ومرض.

وشددوا على أن النظام العسكري يمتص دم المصريين من خلال فرض الرسوم والإتاوات والضرائب الجديدة التي لا تنتهي ويتفاجأ بها المصريون بين الحين والآخر، متهمين المنظومة السياسية في مصر بالفساد، والعصابة الحاكمة بالتربح من جيوب المصريين.

وسخروا من قدرة النظام على اختلاق طرق جديدة يفرض بها الرسوم والإتاوات، متوقعين أن تصل الضرائب المفروضة على التنفس، بعدما فرضت الحكومة رسوما على انتظار السيارات وأماكن انتظارها، بالتزامن مع بدء تطبيق قانون تنظيم انتظار السيارات في الشوارع، المعروف بـ"قانون السايس".

واقترح ناشطون استقطاع الرسوم المبالغ فيها من الفئات الغنية وأصحاب الدخول المرتفعة والهيئات الترفيهية، وترك متوسطي الدخل والفقراء لسداد احتياجاتهم، وعدم إثقال كاهلهم بمزيد من الرسوم، ساخرين من فرض الضرائب عليهم لـ"زيادة ثروة الأغنياء".

بحسب بيان وزارة التنمية المحلية، تم تطبيق ذلك القرار على نحو 6 أحياء بالقاهرة، وهي: الوايلي، بولاق أبو العلا، عابدين، وسط القاهرة، غرب القاهرة، السيدة زينب، بإجمالي 8 شوارع و3 ساحات.

وفي محافظة الجيزة، بدأ التطبيق في حي الدقي، بعدد 4 شوارع، هي: مكة، الثمار، الثورة، سليمان أباظة. 

غضب واسع

الناشطون نددوا بكل قرارات النظام المصري التي تفرض رسوما مضاعفة، خاصة أنها لا يقابلها زيادة في الأجور أو بدلات أو حوافز.  

وأشار أحد المغردين إلى أن السلطات المصرية تستولي بالقوة على الأراضي والمشروعات، ويشغلون الجنود سخرة فيها، ولا يدفعون ضرائب ولا جمارك، ويتهمون الرافضين لتصرفاتهم بالإرهاب والخيانة ويكون مصيره الحبس. 

ولفت آخر، إلى أن "إجرام العسكر وصل لفرض ضرائب على المقابر وكله إتاوات للبشاوات".

المغردة نهال نشرت صورة للفنان خالد صالح خلال تجسيده لدور أمين شرطة يدعى حاتم في فيلم "هي فوضى" الذي يناقش صورة من صور الفساد في مصر المتجسد في القمع المباشر والرشوة والمحسوبية وتزوير الانتخابات والسيطرة الغاشمة للسلطة والكبت الجنسي، وتجاوزات الشرطة المصرية.

وعقبت عليها قائلة: "يعنى حرفيا فاضل النفس يفرضوا عليه ضرائب"، مستطردة: "في ايه يا مصر.. جمهورية حااتم تحييكم".

وكتب آخر: "تمشي على الطريق تدفع إتاوة تفرش بشوية خضار تدفع إتاوة تسرح في الشوارع على رزقك تدفع إتاوة.. الإتاوة عند العسكر منهج حياة".

حكم العسكر

وصب ناشطون غضبهم على حكم العسكر المفروض في مصر منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013.

محسن محمود، أكد أن العسكر ناهبين البلد، ولم يتركوا شيئا للشعب، مشيرا إلى أنهم يأخذون رشوة لتخليص الأوراق والمعاملات.

وتساءل آخر: "وهي حكم العسكر إيه غير قروض على جمارك على شحاته على ضرائب وكله إتاوات للبشوات؟"

وسخر أحد المغردين، قائلا: "في دولة العسكر الواحد بقي خايف يقول ماشيه بالستر لا يفرضوا ضرائب عالستر".

وقال حساب "حزلقوم ينايرجي": "لو مفكر أن حق البلد أن الجيش ياخد منك فلوس على كباري وخدمات مرفقية بيعملها للمواطنين يبقى انت لامؤاخذه حمار دي اتاوات للبشوات يا ريس مش حق للبلد.. أومال الضرايب اللي بتدفعها دي ليه؟"، وفق تعبيره.

سخرية وتهكم

وتعامل ناشطون مع القضية بسخرية وتهكم، إذ قال صاحب حساب مواطن مصري: "شخلل (ادفع) يا بلدينا عشان تعدي".

ونشر أحد المغردين مقطع فيديو يظهر فيه لجوء المصريات للعمل في أعمال شاقة كتوزيع الأنابيب، وافتراش الباعة الجائلين للأرض لبيع السلع البسيطة كالذرة المشوية وغيرها، وبحث أحد المصريين عن الطعام في القمامة، معقبا بالقول: "إتاوات للبشوات وآهات للمصريين".

وذكر آخر بكلمات بارزة لرئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، قائلا: "أنا مش قادر أديك بس قادر أبني قصور واستراحات لانتصار (زوجته)، وأزود الجيش والشرطة والقضاء والإعلام كل شوية حوافز ومرتبات وامتيازات".

وتهكمت المغردة دوسا، قائلة: "لازم اتاوات للبشوات أومال يركبوا عربيات منين ويصيفوا في المالديف منين والمدام تلبس براند وألماظ منين".

"اتركوا الفقراء"

وأعرب ناشطون عن تضامنهم مع الفقراء ومحدودي الدخل، إذ رأت المغردة هند، أن المشكلة في أن الفقير بيدفع بس مش عارف يأخذ حاجة غير الفقر والعوز والصفوة عائمين فى خير البلد.

واقترح أحد المغردين على السلطة أن يدفعوا هم واللاعبون والممثلون والرقاصون وأصحاب الملاهي والكباريهات ضرائبهم، بدل زيادة الأسعار ورفع الدعم وزيادة الضرائب أضعاف الأضعاف على المواطن الفقير.

وقال مغرد آخر: "فساد وإفقار الفقير وضرائب ورفع أسعار ليبقى العسكر يأكل قوت البلد وخانق ثورة الشعب".