رغم تداعياته المتوقعة.. ما سر قصف إسرائيل بعثة إيران الدبلوماسية بدمشق؟

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

استهدفت إسرائيل في مطلع أبريل/ نيسان 2024، مقر القسم القنصلي بالسفارة الإيرانية في دمشق، ضاربة بعرض الحائط كل الأعراف الدبلوماسية الدولية، والتداعيات المتوقعة لهجوم كهذا.

وفي ضوء ذلك، نشرت صحيفة "جام جم" الإيرانية تقريرا سلطت فيه الضوء على أهداف العدوان الإسرائيلي ودوافعه، فضلا عن ردود الفعل الإيرانية المحتملة.

تغطية على الفشل

وفي بداية التقرير، ذكرت الصحيفة أنه في 1 أبريل/ نيسان 2024، تعرض مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق لهجوم صاروخي ودُمر بالكامل. 

وأعلن الحرس الثوري مقتل الجنرالين المستشارين محمد رضا زاهدي ومحمد هادي حاجي رحيمي وخمسة آخرين في القصف الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.

وقالت الصحيفة إن هذا الهجوم كان ردا إسرائيليا على هجوم بطائرة بدون طيار من الأراضي العراقية على مدينة إيلات.

وبشأن أهداف ودوافع إسرائيل من اغتيال قادة الحرس الثوري الإيراني في المرحلة الحالية، تلخص الصحيفة المشهد في 5 نقاط تحليلية.

وبشأن النقطة الأولى، تقول إن إسرائيل، بعد الضربة القاسية التي تلقتها في هجوم طوفان الأقصى، وبعد حرب الستة أشهر في غزة وفشلها في تحقيق أهدافها الأولية، بدأت في الهجوم اللفظي والعملي ضد إيران، خاصة الحرس الثوري.

وبالنسبة للنقطة الثانية، توضح الصحيفة أن إسرائيل تدعي أن "الحرس الثوري يستخدم سوريا كرأس جسر ويزود حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية عبر هذا البلد بالأسلحة والمعدات". 

ويُقال أيضا عن سردار زاهدي، أحد قادة الحرس الثوري في سوريا، إنه "لعب دورا رئيسا في التخطيط والقيادة للهجمات ضد إسرائيل، ولهذا السبب أصبح اغتياله إحدى أولويات النظام الصهيوني".

وتشير الصحيفة إلى أن النقطة الثالثة تتمثل في أن "إسرائيل ترسل رسالة إلى إيران، تفيد بأن أي دعم للمقاومة سيكون له ثمن باهظ". 

وبمعنى آخر، الهدف الأساسي لسلسلة الاغتيالات هو "خلق ردع ضد إيران والمقاومة"، وبالتالي تخفيف عبء هزيمة النظام الصهيوني في حرب غزة.

وكنقطة رابعة، تقول "جام جام" إن "الولايات المتحدة رغم إعلانها بأنها ليس لها أي دور في الهجوم الإسرائيلي الأخير، إلا أنها بوصفها الحليف والداعم الرئيس للنظام الصهيوني في حرب غزة، تعد شريكا في هذه الجريمة". 

والحقيقة -في رأي الصحيفة- أن "واشنطن تشترك مع إسرائيل في المصالح وفي الأهداف، مثل الضغط على إيران أو تقليص الدعم للمقاومة، خاصة أنها تلقت ضربات قاسية من المقاومة خلال حرب غزة".

وفيما يخص النقطة الخامسة والأخيرة، فإن الصحيفة تبرز "ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب تكرار جرائم الكيان الصهيوني في المستقبل". 

وتعتقد أن "هذه التدابير يجب أن تتم سواء على مستوى التدابير الأمنية وحماية العناصر الأساسية للمقاومة، أو من ناحية الرد المناسب على النظام المجرم بما يحقق معادلة الردع وعدم الجسارة على مواصلة خط الإرهاب".

وبحسب الصحيفة، فإن "الزمان والمكان ونوع الرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير يعتمد على قرار إيران وفقا للظروف المناسبة".

كيف سترد إيران؟

من جانبها، رأت صحيفة 8 صبح" الأفغانية أنه في جميع الأحوال، كانت إيران تقدم وعودا برد حاسم على هجمات إسرائيل والولايات المتحدة.

ولكن عمليا، توضح الصحيفة الناطقة بالفارسية أن رد إيران كان دائما بمثابة "عرض تريد من خلاله الحفاظ على صورتها الذهنية".

وتؤكد أن "الانتقامات التي قامت بها إيران في الماضي لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال بالهجمات على مصالح هذا البلد ومسؤوليه". 

فعلى سبيل المثال، انتقاما لمقتل قاسم سليماني، استهدفت إيران قاعدة أميركية فارغة في العراق، والتي لم توقع أي إصابات أو أضرار. 

وبشأن الرد المحدود والمنضبط على مثل هذه الهجمات، تدعي الصحيفة أن إيران لا تملك الاقتصاد القادر على الدخول في حرب واسعة النطاق مع قوى عسكرية واقتصادية كبرى مثل أميركا وحتى إسرائيل. كما تذكر أنها لا تملك القوة العسكرية والتكنولوجية والتسليحية اللازمة. 

ولهذا السبب، فإن "ردود إيران لم تكن تهدف إلى الانتقام القاسي أو إيقاع الضحايا والأضرار، بل للحفاظ على صورتها فقط"، وفق الصحيفة، مستدركة: "ولكن هذه المرة يبدو الوضع مختلفا بعض الشيء". 

ففي رأي الصحيفة: "سوف تتعرض إيران لإهانة كبيرة إذا فشلت في الرد على هجوم تسبب في مقتل سبعة أو ثمانية إيرانيين، من بينهم اثنان من قادة الحرس الثوري الإيراني، داخل قنصلية البلاد".

وأردفت: "ورغم ذلك، يتعين على إيران أن تراعي العديد من الأمور عند الرد على هذا الهجوم، وأن تقدم ردا منضبطا هذه المرة لمنع الدخول في حرب واسعة النطاق مع إسرائيل". 

وفي هذا الصدد، يعتقد خبراء، وفق ما ذكرته الصحيفة، أن "إسرائيل، من خلال تنفيذ مثل هذه الهجمات، تحاول إجبار إيران على الدخول في مثل هذه الحرب، حتى تتمكن من مهاجمة الأهداف النووية الإيرانية". 

وفي النهاية، توضح الصحيفة أن "إيران لديها العديد من الوكلاء في الشرق الأوسط الذين يمكن استخدامهم لمهاجمة أهداف في إسرائيل". 

ونظرا إلى أن "هجوم إيران المباشر على الأراضي الإسرائيلية ليس مرجحا"، وفق رأي الصحيفة، فإنها تدعو إلى أن يكون رد طهران هو "مهاجمة أهداف إسرائيلية خارج الحدود الإسرائيلية".