"لن تجلب إلا العار والخراب".. تنديد واسع بافتتاح سفارة لإسرائيل في البحرين

الاستقلال | منذ ٨ أشهر

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها افتتاح وزير خارجية الكيان الإسرائيلي إيلي كوهين ونظيره البحريني عبد اللطيف الزياني، مقر سفارة تل أبيب بالعاصمة البحرينية المنامة في 4 سبتمبر/ أيلول 2023.

وعن الافتتاح قال كوهين في بيان: "افتتحنا اليوم المقر الدائم للسفارة الإسرائيلية في البحرين وسنواصل العمل معا لتعزيز قيم التسامح والأمن الإقليمي ونواصل العمل على توسيع دائرة السلام".

كما بحث كوهين مع ولي عهد مملكة البحرين سلمان بن حمد آل خليفة، إبرام اتفاقية تجارة حرة بين البلدين، وشكره على دعم اتفاقيات إبراهام، والتي زعم أنها غيرت وجه الشرق الأوسط وأسهمت في استقرار ورخاء شعوب المنطقة.

ويأتي افتتاح السفارة بالتزامن مع الذكرى الثالثة لإبرام الاحتلال والبحرين اتفاقية لتطبيع العلاقات، برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في 2020، بالإضافة إلى الإمارات، والبحرين والسودان والمغرب.

من جانبها، استنكرت "المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني" (مؤسسات مجتمع مدني)، زيارة كوهين للبلاد، مقدرة أنها "تشكل استفزازا لمشاعر المواطنين البحرينيين".

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على منصة "إكس" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #التطبيع_خيانة، #البحرين_ضد_التطبيع، أكد ناشطون رفض الشعب البحريني أشكال التطبيع كافة مع الكيان المحتل الغاصب، وعدوها دليل خيانة للقضية الفلسطينية والفلسطينيين.

واستنكروا إمعان البحرين في تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي والسماح بأن يكون له موطئ قدم داخل المملكة، وإبرام الاتفاقات معه، بينما تواصل قواته ارتكاب المزيد من الجرائم وسفك الدماء بحق الشعب الفلسطيني. 

رفض بحريني

وتفاعلا مع الأحداث، وصف الناشط الحقوقي يحيى الحديدي، يوم افتتاح السفارة البحرينية بأنه "يوم أسود" في تاريخ البحرين، محذرا من أن افتتاح وكر الصهيونية في المنامة لن يجلب لملك البحرين وحكومته إلا العار والخراب.

وأكد الكاتب الصحفي البحريني قاسم حسين، أن الاحتلال الصهيوني يجمع على مقاطعته ومعاداته الأغلبية الكاسحة من شعب البحرين؛ سنة وشيعة؛ عربا وعجما؛ كبارا وصغارا؛ نساء ورجالا؛ شيبا وشبانا. 

وقال: "هذه الحقيقة التاريخية الفاقعة لن يغيرها افتتاح سفارة ستبقى مبنى معزولا عن وجدان الشعب كما حدث في مصر والأردن والمغرب وموريتانيا".

وعرض النائب البحريني السابق ناصر الفضالة، قائمة بأسماء الجمعيات البحرينية الموقعة على بيان المبادرة الوطنية المناهضة للتطبيع مع العدو الصهيوني، والتي تحمل 25 توقيعا.

وأكد أن جمعيات البحرين السياسية وجمعيات المجتمع المدني تستنكر استقبال وزير خارجية الصهاينة الذي ترى أنه يمثل كيان مجرمي الحرب وتطالب بوقف التطبيع مع الكيان الإرهابي الذي يستمر ويوغل في سفك دماء أبناء الشعب الفلسطيني ويدنس بعنجهية مقدسات الإسلام والمسيحية في فلسطين المحتلة.

وأشار الكاتب جعفر سلمان، إلى أن التطبيع السياسي قائم وواقع، أما التطبيع الشعبي والاجتماعي والثقافي فما يزال بعيد المنال وسيبقى في خانة المستحيلات طالما بقينا نرفضه كشعب وكنخب.

وتساءل: "هل سيبقى محالا للأبد؟ وهل نحن وبثقافتنا المضادة للتطبيع القائمة على الشعارات فقط يمكن أن تقاوم ثقافة التطبيع؟"، قائلا: "لا أعرف".

ورأى المغرد الجمري، أن اختيار المرفأ المالي مقرا لسفارة الكيان الصهيوني الغاصب دليل التزام العزلة ورفض هذا الشعب الحي في ضميره وجود ورم سرطاني على أرضه.

وأشار إلى أن معظم السفارات تجدها في المدن وحتى القرى، مؤكدا أن هذا كيان يعرف أنه مكروه من العالم الحي!

وكتب أحد المغردين: "نحن شعبٌ لا نعترف بمن خانوا الله ورسوله، ولا بالمفسدين في الأرض، شعب البحرين سنة وشيعة لم ولن يُرحب بوزير خارجية الشر والإرهاب الصهيوني، ولا بسفارته ولا بأي صهيوني مجرم غاصب، أرضنا تلفظكم، فارحلوا يا غاصبين".

نتاج التطبيع

من جانبها، قالت الناشطة في حقوق المرأة والشأن العام بالبحرين فريدة غلام: "لم يشهد الشعب الفلسطيني بعد التطبيع المشؤوم إلا تصاريح مجانية للصهاينة والمستوطنين للمزيد من القتل والبطش وسرقة البيوت والأراضي والاعتقالات والتدمير والإرهاب".

وأضافت: "أن الشعب البحريني يرفض التطبيع ويرفض زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني".

وقال الدكتور علي، إن من يعترف بالكيان كدولة عليه أن يعترف بان فلسطين دولة عربية لها تاريخ عريق وشعبها شعب عربي أصيل. ولفتت الصحفية لطيفة الحسيني، إلى أن زيارة كوهين للمنامة أسفرت عن تعاون ثقافي ومالي وفي مجال العلوم والبرمجيات والتجارة، قائلة إن "الفكرة التي تروّج لها السلطة دائما هي أن للسلام جدوى سياسية واقتصادية، لكن الأزمة المعيشية والحقوقية في البحرين تتعمّق أكثر".

وأكدت أن التطبيع لا يُفيد سوى النظام الخائن وليس الشعب.

وأشارت فرح فران إلى أن في الوقتِ الذي يفتتح فيه إيلي كوهين سفارة الاحتلال في البحرين، يقبع ١٣٠٠ معتقل بحريني في سجون النظام الخليفي وأكثر من ١٢٠٠ معتقل إداري فلسطيني في سجون الاحتلال.

دلالات خيانة

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو للقاءات التي جمعت وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي بنظيره البحريني وولي العهد، معربين عن استيائهم من الحفاوة البحرينية بصورها كافة بتبعات التطبيع مع الكيان.

وعلقت الصحفية ريم خليفة على صورة توثق الترحيب البحريني بكوهين والحفاوة باستقباله، قائلة: "اخجلوا من أنفسكم.. ثلاث سنوات من التصهين المعلن.. التاريخ سيتذكر دوما كل من صافح وابتسم وجلس مع قتلة الأطفال وسراق الأرض".

وتساءلت: "لماذا هذا الانبطاح التام للصهاينة والسياسة غير الذكية؟"، مؤكدة أن الخاسر الأكبر من يخسر ناسه وشعبه ويتصالح مع عدو الشعوب العربية والإسلامية.

وعد الطبيب البحريني والمعتقل السابق سعيد السماهيجي: "المصافحة اعترافا، والموقف سلاحا"، قائلا: "والله أخجل وأنا أرى بحرينيا يصافح متصهينا حقيرا غاصب أرض فلسطين قاطع شجرة زيتون قاتل الأطفال، والنساء، فلا يمكن أن أمد يدي لمصافحته أو أنبطح له ولو فعلته فإني لابد أن أخسر الدنيا والآخرة".

وتساءل: "ماذا استفدنا من تطبيعنا مع شرذمة الصهاينة غير فقدان الذات وخسارة الأمة العربية والإسلامية؟"

وأوضح في تغريدة أخرى، أن قوات الاحتلال ترتكب الجرائم وتسفك الدماء بحق الفلسطينيين، حيث قتلت 167 فلسطينيا حتى الآن في 2023 والذي يفوق عدد الشهداء في 2005، والذي بلغ 155شهيدا، وهو أعلى عدد وصل إليه سابقا من الشهداء.

وتبرأ خالد الماجد، من التطبيع البحريني مع الاحتلال، قائلا: "برغم جرائم الاحتلال الصهيوني ضد شعب فلسطين الأعزل المجاهد ما زلنا نستقبل مسؤوليهم بالود والترحاب وتنشر اخبار زيارتهم المشؤمة وتدنيسهم لبلادنا.

وأضاف: "لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني.. أشهد الله أني بريء من هذا الفعل ومن يؤيده البحرين.. قليل من الخجل".

وعقبت حنان عيسى، على صورة تجمع كوهين والزياني، قائلة: "فلسطين ستتحرر والتاريخ سيسجل خيانتكم".

وعلق المغرد خالد على نشر صحيفة الأيام البحرينية على صدر صفحتها الأولى خبرا بعنوان "تعاون بحريني إسرائيلي ثقافي وعلمي ومالي"، متسائلا: "هل خيانة الأمة أصبحت اليوم شرفا ويفتخر به ويكتب بالمانشيت العريض في الصفحة الأولى لجريدة تحسب على الحكومة؟"، وأكد أنها علامة زوال الدولة.

استياء فلسطيني

وأعرب سياسيون وناشطون فلسطينيون عن شعورهم بالضجر الشديد من افتتاح الكيان الإسرائيلي المحتل سفارة له في المنامة، مسلطين الضوء على ما تحمله الخطوة من دلالات.

وحذر الرئيس الأول للمكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، من ما أقدمت عليه البحرين من افتتاح سفارة للعدو الصهيوني، يضرب في عمق أمن البحرين ومستقبله، ويعمق الجرح الفلسطيني النازف، مؤكدا أن "شعب البحرين الشقيق سيبقى وفيا للقدس والأقصى وفلسطين كما عهدناه دائما".

وعرض الخبير المتخصص في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات، صورتين أوضح أنهما يبرزان افتتاح البحرين السفارة الإسرائيلية في المنامة للمرة الثانية خلال عامين على نفس الحيط ونفس الستارة، قائلا إن ذلك "من أجل إرضاء كوهين".

وعلق السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة، على مقطع فيديو يوثق افتتاح السفارة الإسرائيلية في البحرين قائلا: "الذلة والمسكنة للحكام العرب بأقذر مشهد، وهم يحتفلون مع إيلي كوهين بافتتاح السفارة الإسرائيلية في البحرين".