بعد الانتخابات الإقليمية الفرنسية.. هذه فرص ماكرون في رئاسيات 2022

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة إسبانية إنه أمام تضاؤل فرص فوزه في الانتخابات الإقليمية الفرنسية، على مدار جولتين، يعمل الرئيس إيمانويل ماكرون على تقويض اليمين من أجل تقاسم أصوات مؤيديه مع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان". 

وأوضحت "إلباييس" أن "اختصاصات الأقاليم الفرنسية محدودة، وعلى وجه الخصوص، تعتبر ميزانياتها ضئيلة مقارنة بميزانيات مجتمعات الحكم الذاتي الإسبانية".

علاوة على ذلك، لا يمكنهم التشريع، ومع ذلك، فليس من المستغرب أن يصبح رؤساؤها شخصيات وطنية ذات طموحات عالية. وتحديدا، يعتبر انتخابهم وانتخابات المجالس الإقليمية التي يمثلونها مقياسا لوضع البلاد.

آخر اختبار

وقالت الصحيفة إن الانتخابات الإقليمية التي جرت في 20 (الجولة الثانية في 27) يونيو/حزيران 2021، هي آخر اختبار يدار في صناديق الاقتراع قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2022؛ والتي سيسعى فيها ماكرون إلى إعادة انتخابه في مواجهة لوبان.

في واقع الأمر، سيسمح هذا الموعد الانتخابي الإقليمي بالتحقق من قوة التجمع الوطني الذي تديره لوبان، ومن الصلابة الانتخابية للتشكيلات، التي كانت حتى وصول ماكرون إلى السلطة عام 2017، مهيمنة لعقود، التي تتجسد في اليمين التقليدي الذي يمثله الجمهوريون والحزب الاشتراكي.

ونقلت الصحيفة أن حزب التجمع الوطني، شرع على مدى عقد من الزمان في عملية لتنعيم صورته باعتباره حزبا متطرفا ومعاديا للأجانب.

وفي الوقت الراهن، يملك الحزب فرصة ليكون الأكثر تصويتا في الجولة الأولى وأن يكون الخيار الأول فيما يقرب من نصف أقاليم فرنسا الحضرية البالغ عددها 13.

كما شمل التصويت أقاليم جزر غوادلوب الأنتيلية ولا ريونيون الواقعة في المحيط الهندي.

وأشارت الصحيفة إلى أن المرشحين الذين سيجتازون 10 بالمئة من الأصوات سيتم تصنيفهم للجولة الثانية.

وتتزامن الانتخابات الإقليمية الحالية مع الانتخابات في المقاطعات الفرنسية، وبحسب بعض استطلاعات الرأي، فإن نسبة الامتناع عن التصويت قد تتجاوز 50 بالمئة.

المنافسة الأخيرة

ونوهت الصحيفة بأن نظام الدورتين الفرنسي يجعل من الصعب على اليمين المتطرف الوصول إلى السلطة.

وفي الانتخابات الإقليمية السابقة، التي أجريت عام 2015، احتل التجمع الوطني، الجبهة الوطنية سابقا، المراتب الأولى في 6 مناطق خلال الجولة الأولى؛ أما في الثانية، فقد خسر في كل شيء.

وأوردت الصحيفة أنه في فرنسا الوسطية، تشمل اختصاصات المناطق النقل العام، وبناء وصيانة المؤسسات التعليمية، والتدريب المهني، والتنمية الاقتصادية، وإدارة الأموال الأوروبية.

لذلك، فإن هذه المنافسة الأخيرة مهمة حيث تستعد فرنسا لإنفاق 40 مليار دولار من منح صندوق الإنعاش الأوروبي التي تمنح لهذا البلد.

وأفادت الصحيفة بأن الانتخابات الإقليمية هي أيضا اختبار للجمهوريين، الحزب الذي قدم رؤساء لفرنسا مثل جاك شيراك ونيكولا ساركوزي.

وعلى وجه الخصوص، منذ أن غزا "ماكرون الوسطي" الرئاسة، أصبح الجمهوريون في حالة تدهور، شأنهم شأن الحزب الاشتراكي.

ومع ذلك، يحافظ كلا الحزبين على موطئ قدم في الانتخابات البلدية والإقليمية؛ أي تلك التي يفتقر فيها حزب "الجمهورية إلى الأمام" بقيادة ماكرون، إلى إسقاط إقليمي أو قادة معروفين باستثناء الرئيس.

تقويض اليمين التقليدي

وبينت الصحيفة أن ماكرون يعتبر أن هزيمة حزبه في الانتخابات اﻹقليمية "أمر مفروغ ولا مفر منه"، كما لا يثير هذا الجانب مخاوفه بشكل مفرط.

وتحديدا، فقد ظلت شعبية الرئيس الحالي مستقرة عند حوالي 40 بالمئة، وهي نسبة أعلى من تلك التي ظفر بها الرؤساء السابقين، ساركوزي والاشتراكي فرانسوا هولاند، في هذه المرحلة من فترة الخمس سنوات الرئاسية.

لكن، من المرجح أن أفضل ما يطمح إليه ماكرون هو الفوز في منطقة ما، وقبل كل شيء، التحرك والتعامل كما لو كان حزبا مفصليا.

في الجولة الثانية، يمكن لحزب "الجمهورية إلى الأمام" التحالف مع الحزب الجمهوري أو مع اليسار؛ لمنع انتصار اليمين المتطرف.

وأبرزت الصحيفة أن حزب الجمهورية إلى الأمام يسعى إلى تحقيق هدف آخر في هذه الانتخابات؛ ألا وهو تقويض اليمين التقليدي.

وفي هذا الصدد، تبدأ إستراتيجية ماكرون من الفرضية التالية: يعتبر الحزب الجمهوري حزبا دون قادة من الوزن الثقيل أو توجه أيديولوجي، كما أنه على وشك الدخول في مرحلة الانقراض. بهذا الشكل، سينتهي الأمر بتوزيع أصواته بين ماكرون ولوبان، وتحديدا، سيظفر الأول بأصوات الجناح المعتدل لليمين، فيما سيحتكر الثاني الأصوات الأكثر يمينية.

ونوهت الصحيفة بأن الانتخابات الإقليمية توفر المناسبة الأمثل للتحقق من هذه الفرضية وتسريع إعادة تشكيل المشهد الحزبي، لكن يتطلب كل إقليم إستراتيجيته الخاصة به.

المفاجأة الكبرى

وأوضحت "إلباييس" أنه في بروفانس ألب كوت دازور، ومنطقة مرسيليا ونيس، قرر ماكرون سحب ترشيح حزب الجمهورية إلى الأمام ودعم الرئيس الحالي للحزب الجمهوري، رينو موسيلييه، في مواجهة المرشح المفضل، تيري مارياني.

وبينت أن الاتفاقية بين موسيلييه وحزب الجمهورية إلى الأمام تسببت في أزمة في صلب حزب الجمهوريين.

وانقسم الجمهوريون بين أولئك الذين يرون أن الاتفاق مع حزب ماكرون حتمي، وأولئك الذين يسعون إلى الحفاظ على استقلال الحزب في مواجهة عرض رئيس الجمهورية، وأولئك الذين يبدون إشارات على استعدادهم للارتماء بين أحضان لوبان.

وأضافت الصحيفة أن المنطقة الرئيسة الأخرى هي أعلى فرنسا، وعاصمتها ليل، هناك، يحكم وزير ساركوزي السابق، كزافييه برتراند، الذي ترك الحزب الجمهوري عام 2017 وهو الآن مستقل، لكنه لا يزال أحد الشخصيات المحسوبة على اليمين وذات تأثير كبير.

ونقلت أن التقديرات الأولى لنتائج الانتخابات، كشفت أن اليمين الفرنسي التقليدي - المنفصل عن السلطة لأكثر من عقد من الزمان والذي يعاني من انقسامات بسبب الصراعات على القيادة - قد هزم اليمين المتطرف بقيادة لوبان في الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية في 20 يونيو/حزيران 2021.

وفي هذه المرحلة، يعتبر تفوق اليمين التقليدي على التجمع الوطني بقيادة لوبان هو المفاجأة الكبرى ليوم انتخابي تميز بامتناع قياسي عن التصويت.

وبينت الصحيفة أن الدرس الثاني من هذه الانتخابات يتلخص في فوز العديد من أباطرة اليمين ذوي الطموحات الرئاسية - على غرار كزافييه برتران في أعالي فرنسا أو لوران فوكييه في أوفيرني رون ألب - وهو ما يمثل تحديا لماكرون، في مواجهة الانتخابات الرئاسية لسنة 2022.

عموما، إن المنافس الوحيد لماكرون، الذي حقق حزبه نتائج متواضعة، لم يعد لوبان، التي ربما ستصبح أضعف بعد الانتخابات الإقليمية؛ ولكن أيضا نفس اليمين القديم، الذي فاز منه رؤساء على غرار ساركوزي وجاك شيراك.