3 أهداف يعمل أردوغان على تحقيقها بعد لقائه زعيم المعارضة التركية.. ما هي؟

منذ ١٣ يومًا

12

طباعة

مشاركة

حظي الاجتماع الخاص بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزيل باهتمام واسع كونه الأول من نوعه منذ 8 سنوات.

وعقد الاجتماع في الثاني من مايو/أيار 2024، واستمر ساعة و35 دقيقة في مقر حزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة.

وحضره من جانب "العدالة والتنمية" النائب مصطفى إليطاش، ومن جانب "الشعب الجمهوري" النائب نامق طان.

ويرى مركز سيتا التركي للأبحاث والدراسات في مقال للكاتب "برهان الدين دوران" أن الاجتماع بمثابة بداية عملية سياسية جديدة. وكان البند الرئيس في جدول أعماله العمل على دستور جديد.

بيئة متغيرة

وقد صرّح الرئيس التركي للصحفيين بعد عودته من العراق في أبريل/نيسان 2024 قائلا إن "حزب الشعب الجمهوري يمكنه أيضا دعم التغيير".

وشملت المواضيع التي ناقشها أوزيل، تكاليف المعيشة والمعاشات التقاعدية والمعلمين غير المعينين والمقابلات الخاصة بالتوظيف العام ومحتجزي قضية جيزي بارك (احتجاجات 2013) مع مسألة حظر التجمع في تقسيم في الأول من مايو (عيد العمال). 

وأدلت مصادر في حزب الشعب الجمهوري بتصريح مفاده أن اجتماع أردوغان وأوزيل كان إيجابيا ومثمرا، وبحسب المصادر يمكن القول إن إحراز تقدم في حل المشكلات أمر ممكن.

ووفقا لتقارير وسائل الإعلام من المفترض أن تتم إعادة الزيارة التي وصفها حزب الشعب الجمهوري بأنها إيجابية، وأن يتوجه الرئيس أردوغان إلى مقر الحزب المعارض.

وأردف الكاتب التركي: بدأت فترة سياسية تحركها مفاوضات وحوار بين زعيمي الحزبين، مما ينشط الساحة السياسية. 

وبهذا نرى أن البيئة السياسية في تركيا تتغير، وننتقل إلى بيئة تولي اهتماما بالحوار والمفاوضات، ويمكن أن يتم استنكار إعاقتها بطرق مختلفة.

وبين الكاتب التركي أن هناك العديد من التحديات أمام هذه العملية، ينبغي مواجهتها بتفاؤل حذر.

وأشار إلى أن أعضاء حزب الشعب الجمهوري قد يحاولون عرقلة جهود أوزيل في تشكيل سياسة جديدة، أو قد تحدث بعض الأزمات عرضيا.

ومع ذلك، فإن هذا الاجتماع الرمزي وإمكانية حصول سلسلة من اللقاءات المتتالية تتمتع بقيمة استثنائية.

وعلق الكاتب: قبل كل شيء، يختلف هذا الاجتماع بشكل كبير عن اللقاء الذي اضطر فيه الزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو للقاء أردوغان بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز 2016.

وقد جرى عقد هذا الاجتماع في فترة لا توجد فيها ظروف استثنائية مثل نتائج الانتخابات المحلية في 31 مارس/آذار 2024، ولم يكن هناك حالة طوارئ مثل محاولة الانقلاب.

وعلى الرغم من تصريح كليتشدار أوغلو الذي يقول فيه "لا يمكن التفاوض مع القصر، يجب محاربته"، وبعض الاعتراضات غير المباشرة من قبل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، فقد تصرف أوزيل بحزم. 

وعلى الرغم من إصرار حزب الشعب الجمهوري على الاحتفال بالأول من مايو في ساحة تقسيم وسط إسطنبول، فقد جرى اللقاء في جو إيجابي.

خطط أوزيل

وأردف الكاتب: يدرك أوزيل أن خطاب كليتشدار أوغلو والسياسة الاستقطابية قد جلبت لحزب الشعب الجمهوري النجاح في الانتخابات المحلية لعامي 2019 و2024، ولكنه هزم في الانتخابات العامة لعام 2023.

وبناء على ذلك قرر أوزيل أن يتوقف عن مناقشة شرعية الرئيس الحالي، الذي انتخب بنسبة 52 بالمئة، وبدلا من ذلك قرر التركيز على التفاوض والنضال السياسي بشكل عام. 

ويعتقد أوزيل أنه يجب احترام المنصب الرئاسي والعمل على تحقيق التغيير من خلال العمل السياسي داخل النظام القائم، وفق الكاتب.

ويبدو أن أوزيل يرى أن حزب الشعب الجمهوري يمكن أن يعد بديلا للسلطة من قبل الناخبين في هذه السياسة. 

وقد يكون هذا يعكس اعتقاده في أن الحزب يمكنه تقديم حلول أفضل للمشاكل التي تواجه البلاد وأنه يستحق الدعم والثقة من الناخبين. 

ومن خلال التفاوض والنضال السياسي يأمل أوزيل في تحقيق تغيير إيجابي وتحسين الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد.

وبالتالي، يتحمل أوزيل بعض الانتقادات والمخاطر في سبيل تحقيق أهدافه السياسية. فهو يفضل مناقشة الدستور الجديد ومكافحة الإرهاب بدلا من التركيز على القضايا التي قد تتعرض لانتقادات من قبل أعضاء حزب الشعب الجمهوري. 

3 أهداف

وتابع: بالنظر إلى العملية الدستورية الجديدة التي بدأها رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش بالتشاور مع الأحزاب السياسية، يمكن توقع أنه ستكون هناك فترة نشطة للغاية في السياسة.

ويتوقع أن يرى حزب اليسار الأخضر، الذي تربطه علاقة بحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا، هذه البيئة كفرصة قيمة لممارسة السياسة. 

ففي هذه البيئة، من المحتمل جدا أن تواجه السياسة الحزبية تحديات جديدة. وتابع الكاتب: "إذا تذكرنا تحالف الأمة المعارض الذي كان يضم الطاولة السداسية، فإن علاقات حزب الشعب الجمهوري مع أحزاب المعارضة الأخرى ستكون أيضا على جدول الأعمال".

وسيكون هنالك تساؤلات حول موقف الحزب الجيد من البيئة التي يعقد فيها الرؤساء اجتماعات للحوار والتفاوض. 

وختم الكاتب مقاله قائلا: في هذه البيئة الجديدة المؤدية إلى عام 2028 (الانتخابات العامة القادمة)، من المُتَوَقّع أن يتبع أردوغان، الذي يمتلك خبرة قوية في السياسة الدولية، طريقا يجمع بين 3 أهداف. 

أولا، سيعمل على تجديد حزبه وإحداث تغييرات في هيكله وأعضائه لتحقيق والتحديث. 

ثانيا، سيعمل على إنتاج سياسات جديدة تكون حلا للمشكلات الحالية التي تواجه البلاد. 

ثالثا، سيهدف إلى تعزيز الديمقراطية الداخلية والتعاون مع الأحزاب الأخرى، وفق تقدير الكاتب التركي.