"التطبيع من أجل السلام".. أكذوبة عربية تتحطم أمام القصف الإسرائيلي لغزة

12

طباعة

مشاركة

بعدما تخلت عن شجب واستنكار جرائم الاحتلال الإسرائيلي، تغض حكومات عربية وخليجية اليوم بصرها عن قصف قطاع غزة، في خضم عمليات التطبيع المتسارعة.

ففي ساعة مبكرة من فجر اليوم السبت 26 ديسمبر/كانون الأول، شنت طائرات عسكرية إسرائيلية غارات على مواقع فلسطينية في قطاع غزة، وقصفت بخمسة صواريخ موقعا شرقي "حي التفاح" شرقي مدينة غزة. 

وهاجمت موقعين آخرين في "مخيم البريج" ومدينة "دير البلح" وسط القطاع، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على مناطق واسعة شرقي القطاع، وأسفر عن إصابة فلسطينيين بجراح طفيفة، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.

وألحق القصف أيضا أضرارا بالغة في المنازل القريبة من حي التفاح، وتسبب في أضرار مادية بمستشفى للأطفال، ومركز تأهيل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لوزارة التنمية الاجتماعية في الحي.

القصف الإسرائيلي أثار  نقاشات على "تويتر"، دفعت ناشطين لمهاجمة الحكومات المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي، واتهموها بالمساهمة في قصف غزة اليوم.

وأكدوا عبر مشاركتهم في وسم #غزة_تحت_القصف، أن التطبيع لا يخدم سوى المصالح الشخصية لتلك الحكومات، ويضمن بقاءهم في السلطة، مشيرين إلى أنه أثمر مزيدا من الدمار والخراب في فلسطين المحتلة.

وتداول ناشطون صورا تظهر آثار القصف، والدمار الذي أصاب المساجد، وأحرق البيوت، وأخرى لجنود إسرائيليين يستخدمون السلاح لمواجهة أطفال فلسطينيين، متسائلين عن السلام الذي يتحدث عنه المطبعون ويروجون له.

ونددوا بصمت الدول العربية والغربية عن انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني والتنكيل بهم وتعذيبهم، وترك غزة تقاتل وحدها وسط خيانات وتطبيع الحكومات مع الكيان الإسرائيلي، مشيرين إلى أن التطبيع العربي مع الكيان الغاصب لم يزده إلا ظلما وعدوانا. 

دور المطبعين

القصف الإسرائيلي لغزة، جاء في أعقاب بحث العاهل المغربي الملك "محمد السادس"، في 25 ديسمبر/كانون الأول، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، آليات التعاون بعد توقيع اتفاقية استئناف العلاقات بين الجانبين، وإعلان تطبيع العلاقات في 10 ديسمبر/كانون الأول.

وأصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل، خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان، وسبقتهم الأردن ومصر بتوقيع اتفاقيتي سلام مع إسرائيل منذ 1994 و1979 على الترتيب.

ذلك التطبيع، وما تبعه من علاقات واستثمارات اقتصادية وصفقات وتبادل تجاري وسياحة، اعتبره ناشطون مساهمة مع الكيان الإسرائيلي في قصف غزة.

ورأى الباحث في الشأن الخليجي "عبد الله العودة"، أن ما يحدث في غزة هو أحد ثمار التطبيع والخيانات وسحق الشعوب العربية، مبينا أن لعنات الشعوب ستلاحقهم.

وأشار إلى أن المحتلين في "تل أبيب" ينسقون مع المحتلين في عواصم عربية وخليجية لقصف الأطفال والأبرياء في غزة!.

وذكر الصحفي والإعلامي "أسامة جاويش"، أن قصف غزة هذه المرة يتم بأموال الإمارات، ومباركة البحرين، ودعم السودان، وتأييد المغرب، مشيرا إلى أنها حكومات طبعت مع الاحتلال بدعوى السلام وحماية المصالح الفلسطينية، وما جلبوا لفلسطين وأهلها إلا الدمار والحرب وخيانة العدو الصهيوني وغدر الأشقاء. 

ولخص الكاتب الفلسطيني "رضوان الأخرس"، ما حدث قائلا: "بينما يمد المطبعون أيديهم للاحتلال، يمد الاحتلال يده ليسفك الدماء عند أبواب المسجد الأقصى ويقصف غزة!". 

أكذوبة السلام

وندد ناشطون بالقصف الإسرائيلي على غزة، مستنكرين ترويج المطبعين، بأن التطبيع هو الحل السحري لإنهاء عقود من الصراع العربي الإسرائيلي وتحقيق السلام.

وتساءل الناشط الحقوقي "هيثم أبو خليل": "أين المطبعون من أجل الاستقرار ومصلحة الشعب الفلسطيني؟ يتم دك غزة من قبل أصحابكم؟".

وتعجبت عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت الدكتورة "حنين الغبرا"، من تحدُّث وسائل الإعلام عن قصف غزة كما لو كان حربا محايدة، وكأن هناك تكافؤ بين غزة والقوات الإسرائيلية!، مؤكدة أنها ليست معركة أو حربا مع طرفين، وإنما إبادة جماعية مستهدفة.

ولفت "عبد العزيز الوتيد"، إلى أن عمليات التطبيع المتسارعة للإمارات والبحرين والسودان، وأخيرا المغرب، لم ولن تغير شيئا من سلوك وتصرفات العدو الصهيوني، فكتابهم المقدس التوراة الذي يؤمن به اليهود والنصارى يعتبر العرب والسود عبيدا لبني إسرائيل.

 

وأشار سمير الوسيمي، إلى قول البعض: إن التطبيع قام بشرط ألا تتوسع إسرائيل في الاستيطان، وقول آخر: إن هذا لصالح الفلسطينيين، معلقا: "الصهاينة يتوسعون في كل المنطقة العربية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، والآن نشاهد غزة تحت القصف".

 صمت العرب

وندد ناشطون بصمت الدول العربية عن قصف غزة، وخذلانها للفلسطينيين وتفريطهم في القضية الفلسطينية.

وقال الشاعر والإعلامي "عبد الله الفلاح": إن "غزة عندما تكون تحت القصف لن يتحدث أي حشرة من سادة التصهين -الخليجي العربي- الذين تقلدوا الأوسمة المنحطة للعهر والدعارة السياسية والصهيونية".

وأشار الأكاديمي العماني الدكتور "ابن علي اللواتي"، إلى أن المتصهينين العرب أصبحوا يفرحون لفرح الصهاينة ويحزنون لحزنهم، مضيفا: "إذا قصف الكيان الصهيوني سوريا وغزة فرحوا واستبشروا، وإذا اعترضت سوريا الصواريخ الصهيونية أو أطلقت المقاومة في غزة صواريخها ردا على عدوان الصهاينة استنكر المتصهينون العرب".

واكتفى الإعلامي "تامر المسحال" بالإشارة إلى أن "غزة تدك بالصواريخ الإسرائيلية في زمن التطبيع والخذلان".