ماذا يمكن أن يفعل دونالد ترامب في الأسابيع الأخيرة من ولايته؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة ''إيل بوست'' الإيطالية تقريرا، تحدث عن أبرز الخطوات التي يمكن للرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب القيام بها قبل مغادرته البيت الأبيض خلال الأسابيع القادمة. 

وقالت الصحيفة: إن ترامب سيبقى رئيسا للولايات المتحدة وسيظل يتمتع بمعظم سلطاته خلال الشهرين المقبلين، قبل أن يتولى جو بايدن منصبه. 

وقد بدأ ترامب بالفعل في تصفية بعض الحسابات بإقالة وزير الدفاع، ويمكنه أيضا اللجوء إلى العفو الرئاسي. 

لذلك يتساءل الكثيرون عن كيفية استغلاله الأسابيع القليلة المتبقية من ولايته، لأنه لا يبدو أنه ينوي التصرف مثل من سبقه من الرؤساء المهزومين، وفق الصحيفة.

عواقب التصرفات

وتساءلت إيل بوست عن العواقب التي يمكن أن تترتب على تصرفات ترامب المقبلة تجاه إدارة بايدن، موضحة أنه يمكن لبعض الأخبار الواقعة في الأيام القليلة الماضية أن تعطي فكرة عما يمكن أن يحدث.

وأقال ترامب يوم الاثنين 9 من نوفمبر/تشرين الثاني وزير الدفاع مارك إسبر، الذي تربطه به علاقات سيئة منذ فترة طويلة. وحسبما أوضحت شبكة سي إن إن، جهز إسبر خطاب استقالته منذ أسابيع.

ولا يرتبط القرار بشكل مباشر بالانتخابات لأن العلاقات بينهما بدأت تسوء منذ عام 2019، عندما أوصى إسبر بأن يعيد ترامب المساعدة الاقتصادية لأوكرانيا، التي منعها الرئيس للضغط على السلطات المحلية للتحقيق في قضية نجل بايدن. واتخذ إسبر أيضا موقفا ضد استخدام الجيش لقمع احتجاجات حركة "حياة السود مهمة" في الصيف. 

وتتوقع الصحيفة الإيطالية أن إقالة إسبر قد يتبعها عدة إقالات أخرى، خاصة وأن ترامب كان ينوي منذ فترة طويلة استغلال الفترة التي تعقب الانتخابات مباشرة، سواء في حالة الفوز أو الهزيمة، للتخلص من العديد من أعضاء الإدارة الذين لا يطيقهم منذ فترة طويلة، لكنه لم يستطع إقالتهم قبل التصويت لتجنب الجدل المضر بالحملة الانتخابية، وفقا لما أكدته الصحف الأميركية. 

وبالإضافة إلى إسبر، هناك مسؤولون آخرون مثل كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي انتقده ترامب منذ فترة طويلة لعدم تعاونه بما يكفي في ادعاءات البيت الأبيض حول تزوير الانتخابات والتهديد المزعوم من ناشطي "أنتيفا"، حركة الاحتجاجات اليسارية.

وأكدت مصادر في الإدارة لوسائل الإعلام الأميركية أن إقالة راي كانت محل نقاش منذ فترة طويلة، وكذلك قضية جينا هاسبل، مديرة وكالة المخابرات المركزية التي يتهمها ترامب بتأخير نشر بعض الوثائق التي من شأنها، حسب قوله، إثبات وجود مؤامرة من "الدولة العميقة" ضده.

على الطرف المقابل، يستطيع بايدن، بمجرد توليه المنصب، إعادة تعيين راي وهاسبل إذا ما تمت إقالتهما وسيكون قادرا على اختيار الأشخاص الذين يثق بهم في تلك المهام.  

لكن قرارا لترامب من هذا النوع سيسبب فوضى كبيرة داخل المخابرات والدفاع، ويعتقد كثيرون أنه قد يعرض الأمن القومي الأميركي للخطر في الأشهر المقبلة، ومن شأنه أن يجعل مسألة تسييس هذه المهام  أكثر وضوحا بعد أن كانت قبل ترامب، أكثر انفصالا عن السلطة التنفيذية. 

ويحدث كل ذلك في لحظة حساسة بشكل خاص مثل الانتقال بين إدارة وأخرى وفق الصحيفة الإيطالية.

وأضافت أن هناك مسؤولا آخر على قائمة إقالات ترامب وهو أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية وأحد كبار المستشارين العلميين للبيت الأبيض. 

وكان ترامب قد أشار  في إحدى التجمعات الأخيرة قبل الانتخابات، إلى أنه قد يقيله فورا بعد الانتخابات. في المقابل، أكد بايدن استعداده لتكليفه. 

الضوابط والتقاليد

وفي حديثها لمجلة بلومبيرغ، أوضحت إميلي سيدنور، أستاذة العلوم السياسية بجامعة ساوثويسترن، أنه "عندما تشارف فترة ولاية رئيس ما على النهاية، تكون هناك القليل من الضوابط والتوازنات لفرصه في ممارسة السلطة التنفيذية".

ودون القلق من إمكانية الخضوع للتصويت مرة أخرى، يكون العائق الوحيد أمام تصرفات الرئيس، الضوابط القانونية واحترام التقاليد المؤسسية وهي جوانب  تجاهلها ترامب في كثير من الأحيان، تقول الصحيفة الإيطالية.

بالإضافة إلى الإقالات، والتي قد تشمل أيضا شخصيات إدارية أخرى، هناك حديث عن احتمال استخدام ترامب لسلطة العفو الرئاسي.  

ولن يكون هذا جديدا، فقد لجأ للأمر معظم الرؤساء، في الأسابيع الأخيرة من ولايتهم، أحيانا بقرارات مثيرة للجدل.

على سبيل المثال، عندما أصدر بيل كلينتون عفوا عن أخيه غير الشقيق روجر كلينتون لإدانته القديمة بحيازة وبيع الكوكايين. وأيضا، قرر باراك أوباما قبل مغادرته البيت الأبيض، تخفيف عقوبة تشيلسي مانينغ، الناشطة الأميركية وكاشفة فساد كان محكوما عليها بالسجن 35 عاما لتسريبها مواد سرية إلى موقع ويكيليكس.

ووفقا لشبكة سي إن إن، قد يقرر ترامب العفو عن مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق، المتهم بالكذب في شهادته أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي في إطار التحقيق ضد التدخل الروسي. 

كما أدان تحقيق روبرت مولر كلا من المحامي بول مانافورت والمستشار السابق جورج بابادوبولوس والذين قد يعفو عنهما ترامب. 

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك أيضا احتمالا آخر أثاره كثيرون وهو أن يقرر ترامب العفو عن نفسه، لمحاولة تجنب بعض المحاكمات المختلفة التي ربما تنتظره بعد مغادرة البيت الأبيض دون حصانة رئاسية. 

ولا يحظر الدستور صراحة ذلك، كما أنه محل جدال منذ مدة بين القضاة والدستوريين، ويرى غالبيتهم بأن ذلك لن يكون  دستوريا، لكن ترامب قد يحاول على أي حال.

 ويمكن لترامب أيضا أن يصدر عفوا "استباقيا"،  قبل أن تكون هناك لوائح اتهام رسمية، لأفراد عائلته، الذين قد يكونوا متورطين في بعض التحقيقات المالية المتعلقة بمنظمات ترامب. 

 لكن هذه الإجراءات لن تكون صالحة في النهاية إلا للجرائم الفيدرالية، في حين أن العديد من الجرائم التي يتهم ترامب وشركاته بارتكابها تخص الدولة.

وختمت الصحيفة بأنه ستتاح لترامب أيضا الفرصة لمعالجة العديد من القضايا المعلقة من خلال المراسيم التنفيذية والأدوات التشريعية التي لا تتطلب موافقة الكونغرس والتي استخدمها على نطاق واسع في الماضي.

 وبحسب مجلة بلومبيرغ، يمكن أن يتخذ ترامب قرارات تضع بايدن في مأزق. مثلا، منذ شهور كان هناك حديث عن إصلاح جزئي أكثر تقييدا لقوانين الهجرة، والتي قد يصبح أمرها معقدا للغاية للإدارة المقبلة.