لهزيمة جو بايدن.. هكذا تنتهك إدارة ترامب القانون الأميركي

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة ''إيل بوست'' الإيطالية تقريرا سلط الضوء على ما وصفته بالاستخدام العشوائي المتوقع وغير المسبوق في وقت واحد، لمؤسسة الرئاسة الأميركية وصلاحياتها للأغراض الانتخابية من قبل الرئيس الذي شارفت ولايته على الانتهاء دونالد ترامب.

وتحدثت الصحيفة عن الليلة الثانية من مؤتمر الحزب الجمهوري الأميركي الذي جرى فيه أيضا "انتهاك بعض المقربين من ترامب ومسؤوليه على غرار وزير الخارجية مايك بومبيو القوانين الانتخابية". 

ففي المؤتمر الذي جرى في 26 أغسطس/آب، سمى الحزب الجمهوري رسميا ترامب مرشحا لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني في مواجهة الديمقراطي جو بايدن.

تفاصيل المؤتمر

وقالت الصحيفة: "في غضون ساعتين، وخلال أهم اللحظات الدعائية للحملة الانتخابية بأكملها وأكثرها متابعة، رأى الأميركيون ترامب يعفو عن رجل ويمنح الجنسية لخمسة أشخاص، بينما ألقى وزير الخارجية خطابا انتخابيا صارخا وفعلت السيدة الأولى للولايات المتحدة الشيء نفسه من حديقة الورود بالبيت الأبيض وكلها أشياء لم تحدث من قبل في هذا السياق".

ولفتت إلى أنه لا توجد إرشادات صارمة للغاية لمثل هذه المناسبات، وغالبا ما تُلعب الحملات الانتخابية للرؤساء المنتهية ولايتهم داخل "منطقة رمادية"، مثل استخدام صور أرشيفية في سياق سياسي يظهر الرئيس وهو يمارس مهامه، ويعتبر، على سبيل المثال إعلان قرار متعلق بالسياسة الخارجية أمرا شائعا.  

كما من الشائع أيضا أن يزور الرئيس الولايات الأكثر أهمية من الناحية الانتخابية. لكن ترامب تخطى المنطقة الرمادية، وكذلك قانون هاتش عام 1939، الذي يحظر استخدام الأموال الفيدرالية لأغراض انتخابية ويمنع موظفي الحكومة من الانخراط في الدعاية السياسية.

وكان ترامب قد أصدر في بداية مؤتمر الجمهوريين في ليلته الثانية، عفوا عن رجل أميركي من أصل إفريقي أدين بارتكاب جريمة سطو مسلح قبل خمسة عشر عاما، وبعد إطلاق سراحه من السجن، أسس منظمة لدعم السجناء السابقين. وحضر عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي اعتقله في ذلك الوقت مراسم العفو.

وفي لحظة أخرى مثيرة للجدل، منح ترامب من داخل البيت الأبيض الجنسية الأميركية لخمسة مهاجرين، جميعهم من غير البيض وقام بتهنئتهم بذلك.

وحضر الفعاليات قوات المارينز ووزير الداخلية، وجميعهم أشخاص ممنوعون من المشاركة في الحملة الانتخابية، وكذلك الوجود في المكان، البيت الأبيض، وفق الصحيفة.

وكانت الغاية أن يظهر ترامب، الرئيس الذي حارب الهجرة غير الشرعية، والذي غالبا ما أطلق تصريحات عنصرية، كرئيس مُرحب وصديق لغير البيض أمام التلفزيون وخاصة خلال المؤتمر.

وأضافت الصحيفة أن هناك لحظة أخرى هُدمت فيها القواعد بشكل جذري وانتهكت فيها لوائح الحكومة الفيدرالية وهي الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية مايك بومبيو من القدس المحتلة مشيدا فيها بالسياسة الخارجية لترامب.

وتنص لوائح وزارة الخارجية على عدم مشاركة وزير الخارجية والموظفين في النشاط الانتخابي، من أجل عدم المساس بمصداقية السياسة الخارجية الأميركية. ولم يحدث من قبل أن تحدث وزير خارجية خلال مؤتمر انتخابي.

أخيرا، ألقت السيدة الأولى للولايات المتحدة 'ميلانيا ترامب' الخطاب الأكثر ترقبا من حديقة الورود بالبيت الأبيض أمام مئات من الأشخاص، غير حاملين لأقنعة واقية ودون احترام للتباعد الاجتماعي، لكن أجرى جميعهم فحوصات مسبقا على حد قول البيت الأبيض.

هوس الفوز

وفي هذا السياق، أشار كثيرون إلى نية الحملة الانتخابية لترامب إظهار واقع مرحلة ما بعد الوباء، التي لا يشكل فيها الفيروس خطرا ويمكن للأميركيين فيها العودة إلى الحياة الطبيعية. وفي عدة مرات، تحدث المشاركون عن الوباء باستخدام زمن الماضي كما لو كان قد انتهى.

وتابعت الصحيفة بالقول: إن خطاب ميلانيا ترامب كان مختلفا تماما عن الآخرين الذين تناوبوا خلال المساء، بما في ذلك العديد من الناشطين المتطرفين والمحافظين. 

وكانت أول من قدم خلال ليلتين من المؤتمر، التعازي لضحايا فيروس كورونا، وأبدت تعاطفها مع  المعاناة التي يعيشها الأميركيون بدلا من مجرد الإشادة بالنجاحات التي حققها الرئيس (وهو ما فعلته هي أيضا، بالطبع)، وتناولت تاريخ العنصرية الأميركية وحذرت من تقسيم البلاد بين أخيار وأشرار. 

وبحسب الصحيفة، جاء خطابها متناقضا للغاية مع بقية التجمعات، بما في ذلك تجمع أطفال ترامب، والذي حضره الرئيس نفسه وبدا في بعض الأحيان غاضبا أو غير صبور. 

وفي ما تبقى من الأمسية، بالإضافة إلى الخطابات القاسية لإريك وتيفاني ترامب، استمع الجميع إلى قصص أشخاص مثاليين من قطاعات انتخابية باتت محورية في آمال الرئيس في الفوز.

على سبيل المثال، مربو سرطان البحر في ولاية مين ومزارعو ولاية ويسكونسن المتضررون من الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى الكوبيين الأميركيين في فلوريدا والأقليات العرقية وخاصة الأميركيين من أصل إفريقي.

وكان حضورهم كبيرا خلال المؤتمر مقارنة بعدد المنخرطين والناخبين من أصول إفريقية في الحزب الجمهوري في محاولة لجذب تلك الشريحة من السكان الأميركيين.

وعلى سبيل المثال، تدخل ''دانيال كاميرون''، المدعي العام الحالي لولاية كنتاكي، وهو أول أميركي من أصل إفريقي يشغل هذا المنصب وينتمي إلى الحزب الجمهوري.

وفي كنتاكي، قُتلت ''بريونا تايلور" (مارس/آذار 2020) بشكل عشوائي على يد الشرطة، ويرى الكثيرون أن قصتها تشبه إلى حد كبير حكاية جورج فلويد.

وقد تلقى كاميرون انتقادات كثيرة لبطء التحقيق في هذه الحادثة، وبعد مرور 150 يوما من وفاتها لم تُوجه أي تهم إلى المسؤولين. وأشار كاميرون فقط إلى تايلور بشكل عابر، ثم وجه الكثير من الانتقادات ضد المحتجين.

ويعتقد معظم المراقبين الأميركيين أن هذه الانتهاكات للقوانين والممارسات، بالإضافة إلى عدم إمكانية المقاضاة بشكل ملموس، لن تؤثر على حظوظ  ترامب في الانتخابات خاصة وأن معظم الأميركيين لديهم مخاوف أكثر جدية، بدءا من الوباء وتداعياته، والتي ستؤثر حتما أكثر من أي انتهاك رسمي للممارسات الديمقراطية.

وعلى الرغم من ذلك، أشار الكثيرون إلى مدى إثارة هذه الانتهاكات للقلق، كسابقة في حد ذاتها أو بسبب ما يمكن أن يفعله ترامب من الآن إلى انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني للعودة في السباق ضد منافسه جو بايدن.

وكان ترامب قد قال، في افتتاح المؤتمر: إنه "لا يمكننا أن نخسر هذه الانتخابات، الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نخسر بها هي بتزويرها".