صحفي عسكري تركي: لهذه الأسباب لن يُضعف أنقرة منع السلاح عنها (حوار)

أنقرة - الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

قال رئيس تحرير مجلة الصناعات الدفاعية التركية محمد علي أكمان: إن قرار بعض الدول الأوروبية، وقف تصدير السلاح بشكل كامل إلى تركيا، بعد تنفيذ عملية "نبع السلام"، لن يؤثر بأي شكل من الأشكال عليها؛ "لأن أنقرة تعتمد بشكل كبير على أسلحتها المنتجة محليا وقوميا".

وأضاف أكمان في حوار مع "الاستقلال": أن تركيا تمتلك كميات كبيرة من العتاد تمكنها من الاستمرار في هذه العملية لفترة طويلة، دون الاعتماد على أسلحة خارجية.

وكانت أنقرة قد أعلنت تعليق عمليتها العسكرية لمدة 120 ساعة، من أجل انسحاب تنظيم "بي كا كا/ ي ب ك" الذي تصنفه إرهابيا من "منطقة آمنة" بعمق 32 كيلومترا على طول حدودها، وذلك بموجب اتفاق تركي أمريكي.

وأطلق الجيش التركي العملية في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، كما تهدف العملية العسكرية إلى القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

ومجلة الصناعات الدفاعية التركية، منصة مشتركة بين شركات تصنيع الأسلحة التركية، تعمل على نشر آخر ما توصلت إليه الصناعات الدفاعية التركية، بالإضافة إلى تعاونها مع الجامعات، من أجل إعداد مقالات محكمة وأبحاث تخرج متخصصة في مجال الصناعات الدفاعية. 

  • العديد من الدول الأوروبية أعلنت حظر تصدير السلاح إلى تركيا، فما مدى تأثر أنقرة بالقرار؟ 
في البداية، إن مسألة حظر الأسلحة لا تتم بهذا السهولة، وما تفعله الدول الأوروبية الآن هو من أجل كسب الرأي العام الداخلي، إذ يعملون على زيادة شعبيتهم من خلال بث خطاب الكراهية ضد تركيا، ولم يتم إقرار أي قرار حظر واضح ورسمي بحسب ما أملك من معلومات، ويجب ألا ننسى أيضا أن دول أوروبا ضيقت في السنوات الأخيرة عمليات تصدير الأسلحة إلى أنقرة. 
  •   هل يمكن للجيش التركي أن يخوض مثل هذه العمليات العسكرية في إطار اعتماده على نفسه في الصناعات الدفاعية؟

الكثير من الأسلحة التي يستخدمها الجيش التركي يتم تصنيعها داخل تركيا، وقسم كبير من العتاد والذخائر كذلك، لكن إن استمر فرض العقوبات فترة طويلة، فيمكن أن تؤثر سلبا على عملية "نبع السلام" أو العمليات العسكرية الأخرى. 

الجيش التركي يعتمد بنسبة 70% على الأسلحة محلية الصنع، من إجمالي الأسلحة التي يستخدمها، هذه نسبة ممتازة، ومع ذلك يجب علينا أن نعتمد على أنفسنا بالكامل في مجال الصناعات الدفاعية. 

  • ما مجالات الصناعة العسكرية التركية؟ وهل تغطي أنقرة جميع احتياجاتها من الأسلحة من الإنتاج المحلي؟

في الوضع الراهن تعتمد تركيا على نفسها بشكل كبير في العديد من المجالات، إلا في مجال الدفاع الجوي، وتحاول الاعتماد على نفسها في هذا المجال أيضا، وكانت هناك تجربة لمنظومة "حصار" للدفاع الجوي تركية الصنع، التي اجتازت الاختبارات النهائية الشهر الماضي، وسيتم البدء بتصنيعها مباشرة، ولكن هذه المنظومة تعمل في المدى القريب، وتعتمد تركيا في الدفاع الجوي البعيد على الأنظمة الصاروخية المستوردة. 

ربما تؤثر العقوبات على مجال الصناعات الدفاعية التركية أيضا، ولكن الشركات العاملة بهذا المجال تتعاون فيما بينها لتوفير جميع الاحتياجات الضرورية التي تمكن تركيا من حماية نفسها بشكل كامل بالمنتجات المحلية.

  • هل تعرضت تركيا لحظر أسلحة من قبل، وماذا كان أسبابها؟ 

عام 1974، وبعد محاولات دبلوماسية عدة، بدأت تركيا عملية السلام في قبرص، وواجهت مع بدء العملية أكبر عملية حظر أسلحة في تاريخ الجمهورية التركية، وكان لهذا الحظر أثر سلبي كبير وأضرار على كافة مستويات الدولة، ولكن كان في نفس الوقت درسا مهما لتركيا، حيث أدركت حينها أنها ستكون وحيدة في أي حرب حقيقية، وأدركت أهمية الصناعات الدفاعية.

  • وبعد أن أدركت تركيا ذلك، ماذا فعلت؟

في تلك الفترة بالضبط أُسست أكبر شركات الصناعات الدفاعية التركية، وعلى رأسها شركة aselsan عام 1975، تبعها بعد ذلك شركة HAVELSAN عام 1982 والتي كانت متخصصة في الصناعات الجوية، وبعدها شركة TEL عام 1985، واستمرت تركيا في تطوير صناعاتها الدفاعية منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا. 

وبعد أزمة أسطول الحرية عام 2010، أوقفت الشركات الإسرائيلية تعاونها مع تركيا في الصناعات الدفاعية، وكانت أنقرة تعتمد على "تل أبيب" في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، فقررت أنقرة الاعتماد على نفسها في هذا المجال، وحققت قفزات كبيرة في مجال الطائرات المسيرة، الإستكشافية والمسلحة، ونرى اليوم في عملية نبع السلام اعتمادا كبيرا من الجيش التركي على هذه الطائرات، كما جرى استخدامها بشكل فعال في عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات. 

نبع السلام

  • البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) أصدر قرارا قال فيه إنه سيستثني صادرات الأسلحة من أي عقوبات قد تفرض على تركيا، لم صرح البنتاجون بهذا الأمر؟

 هناك خلاف داخل الإدارة الأمريكية خلال الفترة الأخيرة، فلم يصلوا إلى قرار موحد بخصوص تركيا، الخلاف هو بين (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب والكونجرس والبنتاغون، وتعرف الولايات المتحدة أن حظر الأسلحة إن فُرض على تركيا فإنه لن يؤثر بشكل كبير، لذا تعمل أمريكا على فرض عقوبات اقتصادية متعددة.

  • ما مدى اعتماد أنقرة على الأسلحة الأمريكية؟

يمكن أن نقول إنه وبسبب العلاقات الأمريكية التركية المتذبذبة في الفترات الأخيرة، فقد قل عدد صفقات السلاح الموقعة بين البلدين، وكل ما يتم تنفيذه الآن هو الصفقات الموقعة سابقا.

وعلينا ألا ننسى أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تخسر شريكا مهما مثل تركيا، خاصة وأنها تستورد منها العديد من المنتجات الدفاعية، والتي هي في أغلبها أنظمة صيانة وبنية تحتية للأسلحة الموجودة. 

  • ماذا عن الأسلحة المستخدمة في عملية نبع السلام؟

عملية نبع السلام واحدة من أكبر العمليات العسكرية في تاريخ الجمهورية التركية، وبعد عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات، صار لدى تركيا خبرة جيدة بالمعارك والعمليات، وإضافة إلى هذا الأمر، فإن تركيا أصبحت أكثر دراية بأسلحتها المحلية وصناعاتها الدفاعية، ولذلك بدأت معركة نبع السلام بعد أخذ كافة التدابير والاحتياطات اللازمة، حيث بدأت العملية بثقة كبيرة، بعد احتساب سعة الذخائر الحالية والإمكانات اللوجستية والمعدات العسكرية.

  • وما مدى استعداد تركيا بأسلحتها المحلية لهذه المعركة؟

استخدمت تركيا في عملية "نبع السلام" العديد من الأسلحة محلية الصنع، مثل مدفع "العاصفة" عيار 155 ملم، ومدرعات كربي، والطائرات بدون طيار، ومنظومات الصواريخ "صكاريا"، كلها تتميز بدقة عالية ومزودة بتقنيات عالية جدا مقارنة بمثيلاتها في العالم.

الأسلحة التي تستخدمها تركيا كانت مناسبة وكافية تماما لإتمام مثل هذه العملية بنجاح، ولقد استخدمت أنقرة في هذه العملية نفس الأسلحة التي استخدمتها في العمليات السابقة، ولهذا فإن ثقة تركيا بأسلحتها كاملة.