أردوغان يتوسط.. ما إمكانية اجتماع بوتين وزيلينسكي على طاولة مفاوضات؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

وصفت صحيفة روسية محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لجمع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"المستميتة".

وقالت "غازيتا دوت رو" في مقال للكاتبة "ماريا شستروفا" إن أردوغان يبذل قصارى جهده لإقناع الجانبين بحل الأزمة على طاولة المفاوضات. 

وتساءلت: لماذا ترفض روسيا عملية التفاوض الآن؟ وهل ستقتنع أوكرانيا بتنفيذ الشروط المعروضة عليها من قبل موسكو وهل يعود الأمر بالنفع على تركيا؟ 

إمكانية التفاوض

بحسب الكاتبة، أعرب السكرتير الصحفي للرئيس الروسي "ديمتري بيسكوف" أنه لا توجد شروط مسبقة للقاء مع زيلينسكي.

وعلى صعيد آخر، يقدر الكرملين جهود أردوغان لتنظيم عملية التفاوض بين موسكو وكييف، لكن وفد المفاوضين الأوكرانيين قد ترك الأمر. 

وصرح بيسكوف للصحفيين بأن الاجتماع بين بوتين وزيلينسكي ممكن فقط بعد أداء وفد المفاوضين كل واجباته.

كما علق على الاقتراح الأخير الذي قدمه الرئيس التركي لتنظيم اجتماع لرئيسي روسيا وأوكرانيا قائلا: "لا توجد شروط مسبقة في الوقت الحالي".

وبحسب قوله، فإن الكرملين يقدر جهود أردوغان لتنظيم عملية التفاوض بين موسكو وكييف. 

وأشار "بيسكوف" باسم الزعيم الروسي إلى أن الرئيس التركي "عرض خدماته مرارا وتكرارا" و"بذل جهودًا لبدء عملية سلام".

وأضافت الكاتبة أن "بيسكوف" علق أن (أردوغان) كان رائعا للغاية في تنظيم ظروف جيدة جدا لإجراء عدة جولات من المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني".

ويواصل الرئيس التركي أيضا الإعراب عن مثل هذه الإرادة السياسية لبذل الجهود للمساعدة لإتمام هذه العملية. 

لكن الوفد الأوكراني من المفاوضين تجاهل الأمر. وأضاف "بيسكوف" في هذا الصدد أنه لا توجد عملية مفاوضات الآن.

كما أشار إلى أن العملية العسكرية الخاصة (الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022) ستستمر حتى تحقيق الأهداف المحددة. 

وأعرب الرئيس الأوكراني أخيرا أن إجراء استفتاءات في المناطق الجنوبية (الانفصالية) التي تسيطر عليها القوات المسلحة الروسية سيغلق أي فرصة لموسكو للتفاوض.

وصرح "بيسكوف" قائلاً: "الحقيقة هي أن سكان تلك المناطق لديهم خطط، فنحن لا نجري استفتاء. من الضروري أن نفهم أولا لمن يوجه زيلينسكي هذا البيان. هل هو لمواطني أوكرانيا في المناطق المذكورة أم لمواطني روسيا؟"

وشدد على أنه إذا كان الأمر يتعلق بالمواطنين والقيادة في روسيا، فإننا في هذه الحالة نسير نحو الاتجاه الخاطئ.

ففي رأيه، زيلينسكي "بحاجة إلى اللجوء إلى مواطنيه، والسؤال هو لماذا هناك العديد من الأوكرانيين لا يريدون العيش في بلده؟"

وحسب الكاتبة، قال أردوغان للصحفيين لدى عودته من مدينة سوتشي الروسية إنه عرض على بوتين لقاء "زيلينسكي" رغم الصعوبات والخلافات على الأرض. 

جهود وتعاون

وشدد الزعيم التركي على أنه "مقتنع بشدة" بإمكانية حل الأزمة الأوكرانية على طاولة المفاوضات.

وقال أردوغان: "ذكّرت بوتين مرة أخرى بأنه يمكننا عقد اجتماع مع زيلينسكي. سنواصل تطوير حوارنا مع جارتنا المطلة على البحر الأسود أي روسيا في جميع المجالات من أجل المساهمة في السلام الإقليمي والعالمي".

وأشار أردوغان إلى أنه يتفق مع بوتين على "الروبل كوحدة (نقدية) في التجارة". وهو متأكد من أن تجارة الروبل "ستصبح مصدر دخل جادا لتركيا وروسيا"، وفق الصحيفة الروسية.

 وأضاف الرئيس التركي أن "هناك تقدما جادا للغاية" في إدخال بطاقات مير (البنكية) الروسية في تركيا وهي مقبولة بالفعل من قبل خمسة بنوك في البلاد.

وبحسب أردوغان، أكد الطرفان خلال الاجتماع خططا لإدخال تجارة ثنائية تصل إلى 100 مليار دولار سنويا.

ولهذا قررا تطوير التعاون في جميع المجالات بما في ذلك الطاقة والتجارة والسياحة والزراعة. وبحسب أردوغان، فإن هذا سيجعل التجارة بين البلدين "أكثر توازنا".

وبحسب المتحدث الرسمي للرئيس الروسي "بيسكوف"، فإن زيادة حصة التسويات بالعملات الوطنية من قبل روسيا وتركيا لا تهدف إلى انهيار الدولار.

فالزيادة في حصة التسويات المتبادلة بالعملات الوطنية مع البلدان المختلفة لا تهدف إلى إحداث شيء ما، وخاصة لخفض الدولار. 

فلم يعد الدولار عملة احتياطية يمكن الاعتماد عليها، ويتشارك في هذه المخاوف الآن عدد كبير جدا من البلدان. 

لسوء الحظ، زعزعت الدولة المصدرة للدولار (الولايات المتحدة الأميركية) الثقة في هذه العملة من خلال أفعالها. 

لذلك وبطبيعة الحال، تبحث العديد من الدول عن فرص لتقليل حصة الدولار في معدل دورانها التجاري وزيادة حصة التسويات في العملة الوطنية. وأوضح "بيسكوف" أن نفس العملية تجرى في علاقاتنا مع تركيا.

كما أشار إلى أن موسكو وأنقرة اتفقتا على دفع جزء من إمدادات الغاز بالروبل. وفي الوقت نفسه، يأمل بيسكوف أن "تزداد حصة استخدام العملات الوطنية".

بالإضافة إلى ذلك، صرح أنه لا ينبغي أن تخضع تركيا للعقوبات الغربية الثانوية بسبب التعاون مع روسيا في قطاع الطاقة.

وعلق "بيسكوف" على المنشورات الإعلامية حول العواقب المحتملة على تركيا بسبب زيادة التعاون مع روسيا قائلا: "هذا لا يمكن ولا ينبغي أن يكون سببا لأي عقوبات ثانوية".

وفي نفس الوقت، يتوقع أن تواصل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبروكسل سياستها في ممارسة ضغوط غير مسبوقة على الإطلاق على أي دولة لا ترغب في أن تحذو حذوها. 

وقد ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية نقلاً عن مصادر أن الدول الغربية قلقة بشأن الصداقة بين موسكو وأنقرة. 

وصرح مسؤول في الاتحاد الأوروبي لم يكشف عن هويته للصحيفة بأن الاتحاد الأوروبي يراقب التعاون التركي الروسي "عن كثب أكثر فأكثر".