على خطى السيسي.. غضب واسع بعد قتل قاض مصري زوجته ومحاولته إخفاء الجريمة

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

ليس مستغربا أن تشهد مصر في ظل حكم العسكر المستمر منذ 2013، واقعة قتل إعلامية على يد قاض رفيع، إذ تؤكد كل التصنيفات الخاصة بنزاهة القضاء وسيادة القانون الصادرة منذ الانقلاب أن مصر تأتي في ذيل الترتيب.

وكشفت النيابة المصرية في 27 يونيو/ حزيران 2022، أن قوات الأمن عثرت على جثة المذيعة "شيماء جمال" التي اختفت منذ 20 يوما، مدفونة في مزرعة بالمنصورية جنوب القاهرة.

وأوضحت أنها قتلت على يد زوجها القاضي نائب رئيس مجلس الدولة أيمن حجاج، وفق ما أدلى به شريك الزوج في الجريمة، بعد نشوب خلافات بينهما، إثر تهديدها بإبلاغ زوجته الأولى بأنه متزوج منها خفية منذ 8 سنوات.

ولفتت النيابة إلى إنها كانت قد تلقت بلاغا من عضو بإحدى الجهات القضائية بتغيب زوجته التي تعمل إعلامية بإحدى القنوات الفضائية، وأن آخر ظهور لها كان في مجمع تجاري بمنطقة أكتوبر دون اتهامه أحدا بالتسبب في ذلك.

وأثارت الواقعة موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، برزت خلالها تشكيكات في نزاهة القضاء وقضاته، ومطالبات بمراجعة كافة القضايا التي حكم فيها المتهم بالقتل إبان فترة عمله، وسط أنباء عن هروبه للإمارات بعد انكشاف جريمته.

وتعجب ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #شيماء_جمال، أن يتجسد الفساد في صفوة المجتمع وقضاته ولواءاته وشرطته، ساخرين من ترديد الإعلام والسلطة الحاكمة لعبارة "القضاء شامخ ولا غبار عليه". 

وتداولوا مختصرا لسيرة القاضي المهنية تفيد بأنه يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الدولة ووكيل نادي قضاة مجلس الدولة، وشغل منصب المتحدث باسم غرفة العمليات الخاصة بالنادي خلال الإشراف على انتخابات مجلس النواب.

وتساءل ناشطون إذا كان هذا نموذجا من نماذج قضاة مصر فكيف نأمنهم على سلك القضاء، وماذا عن عدالة الأحكام التي يصدرونها، مؤكدين أن النظام الانقلابي الفاسد في مصر ينتج قضاة فاسدين ومجرمين أمثال القاضي المتهم. 

نموذج عفن

وهاجم ناشطون القضاة التابعين للعسكر واستنكروا إعطاءهم حصانة مطلقة تفسدهم، بالإضافة إلى المنح والعطايا والمخصصات التي يأخذونها، وعدوا جريمة القاضي وفعلته وعدوانيته ووحشيته ضربة قاصمة للمجتمع القضائي في مصر.

وأشاروا إلى أن ظهور هذه النماذج من القضاة ناتج من الفساد والواسطة وتوارث السلطة الشائع في مصر، مستنكرين الحال الذي وصل إليه الوسط القضائي.

الناشط والصحفي أحمد البقري، أكد أن القاضي القاتل مجرد نموذج عفن من قضاة العسكر، متوقعا أن يخرج في النهاية بعفو رئاسي!

وتساءل المدون والباحث الأمني فهد الفراج: "كيف لإنسان بهذه الصفات الإجرامية أن يصل لهذا الموقع الرفيع والحساس من المسؤولية خاصة أنه في مجال القضاء؟"، مؤكدا أن الفساد هو السبب في ذلك. كما تساءل الاستشاري في الإدارة الإستراتيجية الدكتور مراد علي: "ماذا يحدث في مصر؟ لماذا كل هذا العنف؟ وهل هؤلاء هم القضاة والنخبة؟". وقالت مغردة أخرى: "ربنا فضحكم يا قضاة الانقلاب.. القضاة لا يحمون عبد الفتاح السيسي ونظامه فقط، بل أغلبهم مرتشون، وكلنا نعاني من الرشوة والحكم بالإعدام على الأبرياء، وفي الآخر يطلع لنا قاض قتل زوجته بعدما شوهها". ودون آخر: "هؤلاء هم قضاة السيسي وأعوانه بلطجية على لصوص.. كيف نأمنهم على سلك القضاء؟."

مراجعة الأحكام

وطالب ناشطون بمراجعة الأحكام التي أصدرها القاضي المتهم، موجهين أصابع الاتهام بالفساد لكل الجهات العدلية والسلطات القضائية في مصر.

وأكد الكاتب كريم الدارديري، أن القضاء، والشرطة، والجيش منذ عقود وهم يسرقون، يقتلون ويظلمون المصريين علانية، لكن الجديد هو أن كل هذه القطاعات تستخدم نفوذها في الهروب من العقاب في قضايا تعذيب وقتل، مشيرا إلى أن القاضي زوج المذيعة شيماء جمال أقرب مثال.

وكتب آخر: "منظومة العدالة (قضاء- نيابة- شرطة) شوية بصمجية وصلوا بالرشوة والمحسوبية وكلهم بلطجية عندما تحين الفرصة.. فسدة لا أستثني منهم أحدا". ونشر الصحفي السوري قتيبة ياسين، صورة للقاتل والمقتولة، وعقب عليها قائلا: "هذا القاضي المصري أيمن حجاج وهذه المذيعة المصرية شيماء جمال، والقاضي متزوج من شيماء بالسر وعندما هددته بإخبار زوجته الأولى استدرجها ثم قتلها بسلاح ناري ثم شوه وجهها ثم أخفى الجثة وهرب إلى الإمارات.

وتساءل: "إذا كان هذا ما يرتكبه بيديه فكيف كانت أحكامه؟".

وتساءل المغرد محسن: "القاضي الذي كذب وضلل في بلاغ رسمي، وعاش مع امرأة بدون زواج شرعي، وقتل ومثل بالجثة، واختطف سائقا وأخفاه وحاول تلفيق تهمة القتل له، وادخر ثمن ڤلل وقصور وسيارات، ألا يستحق أن تراجع كل أحكامه لانعدام وانتفاء الثقة به؟!!".

شاهدة زور

فيما لفت أستاذ الإعلام السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، إلى أن المذيعة شيماء كانت ممن امتهن الكذب على الرئيس مرسي والإخوان.

وأوضح الإعلامي أسامة جاويش، أن المذيعة شيماء جمال شهدت زورا في حياتها بحق أبرياء كرداسة، قامت بتصويرهم والإبلاغ عنهم وأوصلتهم إلى الإعدام وكانت تطلق النكات عن عشماوي الذي عمل عروضا للإخوان.

وأشار إلى أن شيماء قتلت وحرقت جثتها في جريمة لا تقل بشاعة عن جريمتها في حق الأبرياء، مؤكدا أن المقارنة لأخذ العظة والعبرة وليست للشماتة أبدا.

وأشار الحساب الرسمي للمجلس الثوري المصري، إلى أن شيماء جمال تباهت بشهادة الزور التي قدمتها في قضية كرداسة وتسببت في إعدام 17 من الأبرياء ثم شمتت في إعدامهم. وقال الإعلامي والناشط الحقوقي الدكتور محمد الشواف، إن شيماء جمال تسببت بإعدام عشرات الأبرياء بشهادات كاذبة؛ وشمتت بضحايا إجرام العسكر، فسلط الله عليها أحد قضاة السيسي فقتلها ومثل بجثتها. وأشار المغرد هاشم، إلى أن شيماء جمال كانت أحد شهود الزور في قضية قسم كرداسة والتي شهدت أن المنفذين قتلوا وشوهوا الجثث، موضحا أنها قتلت بطبنجة ميري وتم تشويه وجهها بماء النار.