إدلب تضع تركيا وروسيا على مفترق طرق.. هل حان الطلاق؟

يوسف العلي | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

على وقع التصعيد العسكري الأخير الذي شنه نظام بشار الأسد على مناطق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، تبرز تساؤلات ملحة بشأن مصير التفاهمات المتينة بين موسكو وأنقرة في سوريا، وأين واشنطن من دولتين قد يكون انفراط تحالفهما أُمنية تتوق لتحققها؟

القصف الذي أوقع 1149 قتيلا في سوريا خلال شهر مايو/ أيار الماضي، بينهم 392 مدنيا (منهم 120 طفلا دون الثامنة عشر و71 امرأة)، شاركت فيه الطائرات الروسية، بغارات شنتها على مناطق مختلفة في إدلب وريفي حماة وحلب الجنوبي، في ظل تواصل الهجوم الصاروخي الذي ينفذه نظام الأسد.

وبعد تقدم للمعارضة، عادت قوات النظام السوري، مدعومة بالطائرات الروسية ومليشيات محلية وأجنبية، للسيطرة على بلدة كفرنبودة، الواقعة شمال غربي مدينة حماة، بعد استهدافها بأكثر من 100 ضربة جوية ومئات القذائف المدفعية والصواريخ، واشتباكات مع مقاتلين من فصائل "الجيش السوري الحر" و"هيئة تحرير الشام".

روسيا تغدر بتركيا

بين مدّ وجزر تشهدها المعارك الضارية، حمّلت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، روسيا ونظام الأسد، المسؤولية عما يجري من أحداث مروعة بحق المدنيين في مناطق خفض التصعيد بشمال سوريا، في وقت حذرت فيه تركيا من أن القصف يقوض روح اتفاقيات "أستانة".

وقال أمين سر الهيئة رياض الحسن، إن قوات النظام وبدعم روسي خرقت جميع القرارات الدولية المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين والعملية السياسية، إضافة إلى الاتفاقيات الأخرى المتعلقة بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين، وأهمها اتفاق خفض التصعيد الذي لم يتبق من مناطقه إلا إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية.

ولفت إلى أن "الطائرات الروسية القادمة من قاعدة حميميم قصفت إلى جانب طائرات النظام، مناطق مدنية خالصة، كالأسواق والمنازل والمشافي ومراكز الدفاع المدني، ما تسبب بمقتل المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء إلى جانب تدمير عشرات المرافق الحيوية والمراكز الطبية". 

وعلى صعيد الفصائل المسلحة، فقد أعلن "جيش العزة" التابع للجيش السوري الحر (مدعوم من تركيا)، أن "أنقرة لا تعارض شن الفصائل العسكرية هجوما على مواقع قوات النظام السوري والمليشيات الموالية شمال مدينة حماة".

ورجح القيادي العسكري في "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور، وجود خلافات بين تركيا وروسيا حول التزامات الأخيرة بالاتفاقات الموقعة بينهما. وأضاف: إن "الفصائل أدركت غدر الروس، وحان الوقت للتخلص من قيود أستانة وسوتشي، لذلك أعتقد أن المعارك ستستمر وسيتم طرد الروس وعملائهم من جميع المناطق".

وأكد بكور، أنه "توجد أعمال عسكرية عدّة ضد قوات النظام شمال وغرب مدينة حماة، بهدف استعادة جميع البلدات والقرى التي سيطرت عليها الأخيرة خلال الأسابيع الماضية، كما أنهم سيحاولون السيطرة على مواقع أخرى".

وأشار القيادي في "جيش العزة" المعارض، إلى أن "جميع الفصائل التابعة للجيش الحر وهيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) والكتائب الإسلامية تشارك في المعارك ضد قوات النظام".

أما موقف أنقرة، فقد شدد مجلس الأمن القومي التركي، على أن هجمات نظام الأسد على المدنيين في منطقة خفض التوتر بسوريا، تقوّض روح اتفاق أستانة.

جاء ذلك في بيان صادر عن مجلس الأمن القومي التركي، عقب اجتماعه برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، في 30 مايو/أيار الماضي.

وأكد البيان مواصلة أنقرة اتصالاتها مع الدول المعنية للحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية جديدة وهجرة جماعية في منطقة خفض التصعيد بإدلب التي تتعرض لهجمات نظام بشار الأسد.

وتمثل محافظة إدلب المحاذية لجنوب غرب تركيا، معقلا أخيرا للفصائل السورية المعارضة، حيث تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من أراضيها فصائل مسلحة على رأسها "هيئة تحرير الشام".

وتعد هذه المحافظة منطقة لخفض التصعيد، أقيمت عام 2017 نتيجة اتفاق تم التوصل إليه في إطار عمل منصة أستانا الخاصة بتسوية الأزمة السورية بين روسيا وتركيا وإيران. وسبق أن نشرت تركيا في تلك المحافظة 12 "نقطة مراقبة"، هدفها متابعة سير تطبيق نظام وقف إطلاق النار في المنطقة.

موسكو: أنقرة المسؤولة

رغم احتجاجات أنقرة على الهجمات التي تنفذها قوات الأسد بدعم روسي على مدن المعارضة، إلا أن موسكو حمّلت تركيا مسؤولية القصف الذي يشنه مقاتلو المعارضة في إدلب على أهداف روسية وسورية.

وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بسكوف، إن موسكو وأنقرة متفقتان على ضرورة وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب، معتبرا أنه "لا بد من توقف الهجمات على مناطق وجود الجنود الروس بما فيها حميميم وإدلب".

وأضاف بيسكوف في تصريحات صحفية، أنه وفقا للاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين الجانبين الروسي والتركي في سوتشي فإن هذه المهمة من شأن الجانب التركي.

وفي نبرة مختلفة حملها بيان الكرملين المنشور على موقعه، أكد فيه أن بعض القتال ينبغي أن يستمر، وقال: "لاحظنا أهمية تكثيف عملنا المشترك لتحقيق الاستقرار في محافظة إدلب، بما في ذلك اتخاذ إجراءات فعالة لتحييد الجماعات الإرهابية".

وبحث بوتين اليوم مع أعضاء مجلس الأمن الروسي التطورات في إدلب، في حين أشار بيسكوف إلى أن المجلس "قلق من تواصل القصف والهجمات الإرهابية".

يأتي ذلك، بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، حيث قال مكتب أردوغان في بيان، إن الرئيس أبلغ بوتين بضرورة تطبيق وقف إطلاق نار في إدلب للحيلولة دون مقتل المزيد من المدنيين وتدفق اللاجئين على تركيا، كما أكد أن سوريا في حاجة إلى حل سياسي.

أما على الجهة الأخرى، فقد أرسل الجيش التركي تعزيزات من قوات الوحدات الخاصة (كوماندوز) إلى ولاية هاتاي الحدودية، بهدف توزيعها على الوحدات المتمركزة في الحدود مع سوريا.

وذكرت وكالة "الأناضول"، أن محيط نقطة مراقبة تركية في منطقة جبل الزاوية بريف محافظة حماة الشمالي تعرض اليوم لقصف مدفعي من قبل قوات النظام و"المجموعات الإرهابية التابعة لإيران"، دون أن تتعرض النقطة لأضرار مادية أو بشرية، موضحة أن تلك النقطة تعرضت لاستهداف قوات النظام ثلاث مرات.

وذكرت، أن القوات التركية أرسلت شاحنات محملة بالكتل الخرسانية إلى الحدود، تمهيدا لدخول الأراضي السورية، وذلك لتحصين نقاط المراقبة على خط إدلب-عفرين.

جاءت هذه التحركات، بعدما اتهمت أنقرة القوات الحكومية السورية بتنفيذ ضربة استهدفت موقعا قرب نقطة مراقبة للجيش التركي في محافظة إدلب، حيث تحدثت تقارير إعلامية عن 4 جرحى بين العسكريين الأتراك نتيجة الحادث.

وقالت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية: إن "قوات نظام بشار الأسد وجهت ضربة طالت موقعا قرب نقطة المراقبة الـ 10 للجيش التركي، الخاصة بمتابعة سير وقف إطلاق النار والواقعة جنوب محافظة إدلب".

وأشارت إلى أن الضربة نفذت بواسطة سلاح مدفعية، وأسفرت عن تدمير تحصينات أمنية حول نقطة المراقبة، مضيفة أن 3 مروحيات ومقاتلة واحدة هبطت في الموقع إثر الحادث.

وأسفرت الضربة عن إصابة 4 عسكريين أتراك تم نقلهم جميعا من الموقع إلى مستشفى بواسطة مروحيات، حسبما ذكرت وكالة "دميرورين" التركية.

وفي 17 سبتمبر/أيلول 2018، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، عقب لقائهما في سوتشي، التوصل إلى اتفاق حول إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين أراضي سيطرة نظام الأسد والمعارضة السورية في المحافظة، وتم بموجبه مؤخرا إطلاق عملية روسية تركية مشتركة، لتسيير دوريات في هذه المحافظة. 

وأوقف هذا الاتفاق شن هجوم من نظام الأسد على إدلب، بعد تحذيرات دولية من أن إطلاق العملية سيتسبب بكارثة إنسانية خطيرة في المنطقة التي يقطنها نحو 3.5 مليون نسمة، قد يتجه أغلبهم إلى تركيا.

هل حان الطلاق؟

استمرار روسيا في دعم هجمات نظام الأسد على إدلب وريفي حلب وحماة، رغم مطالبات تركية بوقف القصف المستمر الذي يسقط المزيد من المدنيين ويعقد المشهد أكثر، إلا أن موسكو ترفض تلك الدعوات وسط إصرار على إكمال مهمة قوات النظام.

التعارض الروسي التركي في وقف التصعيد العسكري بسوريا، يأتي بالتزامن مع أنباء نقلتها وكالة "رويتر" عن بدء مباحثات تركية ـ أمريكية لشراء صواريخ باتريوت، قبل انتهاء "مهلة أسبوعين" منحتها واشنطن لأنقرة للتخلي عن صفقة صواريخ أس 400 الروسية.

وعلى ما يبدو، فإن أهداف التصعيد الروسي الكبير في قصف ريفي حماة وإدلب، مع محاولات قوات النظام والمليشيات التابعة لإيران التقدم على الأرض، هو الضغط على أنقرة كيلا تتخلى، في اللحظة الأخيرة، عن صفقة الصواريخ الروسية، إضافة لسلة المطالب الروسية من تركيا لـ"الوفاء بالتزاماتها" وفقا لاتفاق سوتشي، بحسب قول الكاتب بكر صدقي.

وأضاف صدقي في مقال نشرته صحيفة "القدس العربي": ثم تغيرت وجهة المعارك، تكتيكيا، لمصلحة الفصائل المدعومة من تركيا، وخصوصاً في كفرنبودة، حيث تكبدت القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الفترة الأخيرة. وتحدثت التقارير الإعلامية عن دعم جدي تلقته تلك الفصائل من تركيا بالسلاح والذخائر.

يمكن القول، إذن، بحسب صدقي، إن التقارب الأمريكي ـ التركي الذي ظهرت ملامحه الأولية، يقابله تباعد روسي ـ تركي، بصورة لا مفر منها. فهل حسمت تركيا ترددها الطويل لمصلحة حليفها التقليدي، ومستعدة لتحمل تبعات الابتعاد عن روسيا بعد شهر عسل طويل؟

وتساءل الكاتب السوري، قائلا: لكن ما هي الصفقة الأمريكية لتركيا التي على أساسها ستعيد الأخيرة تموضعها بعيداً عن روسيا، وربما خارج "ثلاثي أستانة"؟ وهل لهذه المستجدات علاقة بالتصعيد الأمريكي ضد إيران؟

ورأى صدقي في إجابته، أن الرسالة التي وجهها 400 من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى الرئيس دونالد ترامب بشأن السياسة السورية لواشنطن في إطار الضغط على كل من إيران وروسيا، ربما أغرت القيادة التركية بإمكانية العودة إلى ما قبل العام 2015 في سوريا، أي عودة الأمل التركي في تغيير نظام الأسد، بعد سنوات من تخليها عن ذلك، ودخولها في إطار التسوية على الطريقة الروسية، وانشغالها بالتركيز حصرا على محاربة "قوات سوريا الديمقراطية".

ولفت إلى أن "مجموعة التطورات والتطورات المحتملة تشير إلى إعادة تموضع جدية تستعد أنقرة للقيام بها، صبيحة حسم معركة رئاسة بلدية إسطنبول، بالابتعاد عن موسكو والاقتراب من واشنطن. أما صفقة الصواريخ الروسية، فمن المحتمل أن يتم حلها بطريقة ما ترضي واشنطن ولا تغضب روسيا.

أما المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، فقد أكد بخصوص صفقة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية أس-400 مع تركيا، أن "هذا الاتفاق سار بالتأكيد، وهو في مرحلة التنفيذ، وأكدت تركيا عدة مرات التزامها بالاتفاق".

لكن مجلة "فورين بوليسي"، رأت في مقال نشرته لغالب دالاي، الأستاذ الزائر في جامعة أكسفورد والزميل في المعهد الألماني الدولي والشؤون الأمنية والزميل غير المقيم في معهد بروكنغز في الدوحة، أنه ليس هناك ما يدعو إلى خوف الولايات المتحدة من شراكة روسيا وتركيا.

وقال دالاي في مقاله، الذي نشر في 30 مايو/أيار المنصرم: إنه "في الوقت الذي تتخاصم فيه كل من تركيا وأمريكا بسبب شراء تركيا لمنظومة أس 400 للدفاع الجوي من روسيا، والتعاون مع موسكو في سوريا، فإن من العدل أن نسأل إن كانت تركيا والغرب في طريقهما لانفصال حقيقي، صحيح أن تركيا تنجرف بعيدا عن الغرب، لكن لا يزال من المبكر القول إنها جاهزة للانضمام إلى روسيا، خاصة في الشرق الأوسط".

ويشير الكاتب إلى أن "تركيا تقوم بإعادة ضبط سياستها الخارجية والإقليمية في وقت تمر فيه منطقة الشرق الأوسط بتحول كبير، ويبدو أن روسيا تفعل الشيء ذاته، ولأن كلتيهما تبحثان عن نفوذ أوسع في المنطقة، فإن علاقتهما ستكون أحيانا تعاونية وأحيانا تنافسية". 

 ويقول دالاي: "أولا، بالنظر إلى التدخل العسكري الروسي في الحرب الأهلية السورية عام 2015، وإصرارها على إبقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة، فإنه كان لا بد من وجود شكل من أشكال التعامل بين روسيا وتركيا، الجارة لسوريا، وتأرجح هذا التعامل بين استعداد للقتال والتعاون مع مرور الوقت".

وأردف: "لكن يبدو أن الطرفين استقرا على التعاون في النصف الثاني من عام 2016، فمع حلول ذلك الوقت كانت روسيا تسيطر على الشمال تقريبا غرب الفرات، ولذلك كان على تركيا أن تعتمد على رضا الروس للقيام بعملياتها العسكرية على حدودها، ابتداء ضد تنظيم الدولة، ثم ضد القوات الكردية السورية".

ويضيف الكاتب: "ثانيا، فإن صحة العلاقة التركية مع أمريكا لها أثر مباشر على صداقة تركيا مع روسيا، وعندما تكون أنقرة وواشنطن قريبتين من بعضهما فإن شهية تركيا لاستكشاف العلاقات مع روسيا بصفتها تحوطا جيوسياسيا تنخفض، لكن عندما تكون تركيا محبطة من الغرب -كما هي الآن بسبب دعم أمريكا للقوات الكردية في سوريا- فإنها تجد في روسيا أذنا متعاطفة".

ويتابع دالاي قائلا: "أخيرا، هناك جانب شخصي للعلاقات التركية الروسية، فرئيسا البلدين يؤديان دورا حاسما ومبالغا فيه في السياسة الخارجية، وكوّنا علاقة خاصة مع بعضهما، ومع أن التوتر في علاقات البلدين مع الغرب قديمة، إلا أن كلا الزعيمين يميلان لتضخيمها، ومن المؤكد أن الطبيعة الشخصية للعلاقة ستجعل هذه العلاقة هشة؛ لأن العلاقات المؤسساتية لا تزال قليلة بين البلدين لدعم علاقة وليدة، ومع ذلك يتوقع أن يبقى الزعيمان في السلطة في الوقت الحالي، ويتوقع أن يبقى كلاهما مرتابين تجاه الغرب".

ويجد الكاتب أنه "عند الأخذ في عين الاعتبار العوامل البنيوية في العلاقات المتدهورة بين كل من روسيا وتركيا مع الغرب، فإنه من الصعب تخيل أن أيا من البلدين سيغير اتجاهه بسرعة، وحتى بعد أن يذهب كل من بوتين وأردوغان، فالأضرار في العلاقات بين تركيا والغرب ستكون قد تمت بالفعل، وإن قامت تركيا بتنفيذ تركيب منظومة أس 400، وقامت أمريكا بفرض عقوبات قوية على تركيا في المقابل، فإن تركيا قد تصبح أكثر اعتمادا على روسيا في الشأن الدفاعي".

 ما علاقة واشنطن؟

لم تكن الولايات المتحدة بعيدة عن متابعة ما تشهده إدلب، بحسب موقع "تسار غراد" الروسي، الذي قال إن واشنطن تحاول الاستفادة مما يجري من تصعيد عسكري فيها، لإحداث شرخ في العلاقات التركية الروسية، نظرا لأن هذه المدينة من المواضيع التي اتفقت حولها موسكو وأنقرة وتمثل أحد مجالات التعاون بين هذين الشريكين، وتسعى واشنطن بكل الطرق لتعطيل صفقة شراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية أس-400 بين روسيا وتركيا.

وأوضح الموقع، أنه حتى تضمن واشنطن موافقة أنقرة على مطالبها المرتبطة بإلغاء صفقة أنظمة أس-400، فإن عملية إدلب لن تكون كافية، وإنما يجب العمل على دفع أنقرة إلى التشكيك في فعالية أنظمة الدفاع الجوي الروسية، وتعتبر أنظمة أس-300 الروسية المتمركزة في سوريا شبيهة إلى حد ما بأنظمة أس-400، ومن شأن عجز السوريين عن الدفاع عن أنفسهم باستخدام الأنظمة الروسية أن يكشف لأنقرة عدم فعاليتها، مما قد يدفعها إلى التراجع عن صفقة أس-400 مع موسكو.

ورأى "تسار غراد"، أنه انطلاقا من المهلة التي منحتها واشنطن لأنقرة لإلغاء صفقة إس-400 مع روسيا، فإنه من الممكن استنتاج أن الولايات المتحدة تخطط لضرب سوريا في غضون أسبوع تقريبا، لتؤكد لتركيا عدم فعالية الأنظمة الروسية، كما أن تردي الأوضاع في سوريا وتوجيه الاتهامات إلى الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية قد يكون ذريعة مقنعة بالنسبة لترامب لفرض عقوبات جديدة على موسكو.

طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة له الأحد، كلا من دمشق وموسكو، وبدرجة أقلّ طهران، بوقف "القصف المروّع" على إدلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة في سوريا، معربا عن أسفه لأنّ الكثير من المدنيين يروحون ضحيّة "هذه المذبحة". وتساءل: "ما هو الهدف منها؟ ما الذي ستحصلون عليه منها؟ توقفوا".