قمع وانتهاكات.. حشد واسع لمليونية ضد انقلاب العسكر في السودان

12

طباعة

مشاركة

انتهاكات واعتقالات وأعمال عنف يرتكبها العسكر في السودان في محاولة للسيطرة على الحشود التي ملأت الشوارع، رفضا لانقلاب رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان.

وانقلب البرهان على المدنيين في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وحل مجلسي السيادة والوزراء وأعلن حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد؟

قوات المجلس العسكري شنت حملة اعتقالات واسعة طالت شخصيات سياسية وزعامات حزبية سودانية، وأطلقت الرصاص على الحشود الشعبية ومواقع تجمعات الثوار في أنحاء متفرقة من العاصمة ومدن أخرى، مما أسفر عن وقوع 4 قتلى و80 مصابا، بحسب لجنة أطباء السودان.

وصباح 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أعلن تجمع المهنيين السودانيين، بدء العصيان المدني في مناطق عدة، والتزام جهات ومؤسسات به، مؤكدا استمرار خروج مظاهرات ضد الانقلاب العسكري.

الناشطون على تويتر، تداولوا صورا للجماهير الرافضة للانقلاب خلال وقفاتهم الاحتجاجية بمقار عملهم وشركاتهم والميادين، رافعين لافتات مناهضة للعسكر، ومطالبة بمدنية الدولة، داعين إلى مليونية 30 أكتوبر/تشرين الأول لرفض وإدانة الانقلاب.

توثيق الانتهاكات

ووثقوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مليونية30_أكتوبر، و#انتهاكات_ومجازر_الانقلابيين تجاوزات العسكر، ولحظات وصول مصابين بالرصاص الحي للمستشفيات، وتعديات السلطات على المتظاهرين ومحاولة تفريقهم بالعصي.

وأكد ناشطون أن محاولات العسكر كسر عزيمة الشعب وترهيبه باستخدام السلاح لن تثنيهم عن التصدي للانقلاب وإعلان رفضهم له، داعين إلى إسقاط اللجنة الأمنية للنظام البائد، وإلغاء قرارات البرهان الانقلابية فورا، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الأحداث الأخيرة.

ومن أبرز الكيانات التي دعت إلى مليونية 30 أكتوبر/تشرين الأول، تجمع السودانيين بالخارج لدعم الثورة، والذي دعا إلى وقفات موحدة حول العالم في ذلك اليوم، لفضح الانقلاب والتأكيد على دعم العصيان المدني والإضراب الشامل ودعم خيارات الجماهير لإرجاع الحكومة الانتقالية التي تعتبر حكومة الثورة والشارع السوداني.

وأعلن تجمع المصرفيين السودانيين استمرار العصيان الشامل، داعيا شرفاء القطاع المصرفي وجماهير الشعب السوداني كافة للمشاركة في المليونية.

الناشطون تداولوا صورا ومقاطع فيديو للقتلى والجرحى، وأخرى تبرز همجية العسكر في التعامل مع الشعب، معلنين رفضهم للانقلاب العسكري.

لعنة الانقلابات

وتحدث ناشطون عن أسباب رفضهم الانقلابات العسكرية وحذروا من تبعاتها.

رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، أكد أن الانقلاب العسكري جريمة وخيانة وطنية، وخطر على الوطن بكامله، وإدانته ورفضه مسألة مبدأ، داعيا الإسلاميين في السودان لتذكر ذلك، وحسم انحيازهم إلى الدولة المدنية، أيا كان الخلاف الحالي.

وحث خصومهم أن يتعلموا الدرس جيدا، لأن الدولة المدنية سفينة إذا خرقها راكب غرقت بالجميع.

وقال الصحفي والكاتب خالد الإعيسر: "موقفنا الثابت هو رفض الانقلابات العسكرية، وعليه نطالب بتشكيل حكومة من كفاءات وطنية مستقلة (بأعجل ما تيسر)، وإطلاق سراح المعتقلين، والانتقال المدني بفهم متحضر وشامل ليشمل كل مكوناته".

وأكد على ضرورة رفض إعلان الطوارئ، وخطاب الكراهية، وتأييد الحرية، والسلام، والعدالة والديمقراطية.

وقال صهيب اليمني، إن الانقلابات العسكرية تؤكد لنا بما لا يدع مجالا للشك بأن العقل العسكري صفري عفن أحادي النظرة لا يؤمن بالديمقراطية والحرية.

ولفت إلى أن العسكر وعقليتهم في الحكم دائما فاشلة لا تأتي بخير على أي مجتمع وينحصر تفكيرهم في إنجاز الانتصار على حساب الحرية والنواحي الاقتصادية والاجتماعية.

وعي الشعب

وراهن ناشطون على وعي الشعوب في مقاومة الانقلاب والتصدي له.

علي البشير، قال إن الكلمة للشعب السوداني في الثلاثين من شهر أكتوبر/تشرين الأول، لابد أن يقولها التاريخ، كما قالها من قبل، قلنا كلمتنا أمام عبود وجعفر نميري وعمر البشير وغادروا السلطة بكلمة الشعب.

ورأى الكاتب علاء بيومي، أن أكبر حائط صد ضد الانقلابات العسكرية في العالم العربي هو وعي الشعب والمواطن العادي بخطرها.

وشدد على ضرورة الوعي بأن الانقلابات مصدر الاستبداد والفقر الذي يعيشه السودان والعالم العربي، مشيرا إلى ضرورة توحده فورا واستعداده للبقاء في الشوارع ضدها بغض النظر عن موقفه من أخطاء المدنيين الذين وصلوا للحكم.

ووصفت الكنداكة سوزان، الشعب السوداني بأنه شعب معلمة يكسب من يقف بجانبه، مبينة أن "المتغطي بالمجتمع الدولي عريان".

إعادة الكرة

وصب ناشطون غضبهم على البرهان، واتهموه بالانزواء في مربع رؤساء الانقلاب في دول الربيع العربي وتنفيذ أجندة خارجية.

المحامي الحقوقي جمال عيد، سخر قائلا إن "ليس بمستبعد أن يغني حسين الجسمي الإماراتي للبرهان، وأن يتغزل فيه راغب علامة اللبناني، وتشيد بحكمته جامعة الحكام العرب"، مضيفا: "لكن كل مواطن عربي نزيه، يهتف مع كل سوداني حر".

وأشار يعقوب هاشم البلوشي، إلى تًوالي الانقلابات العسكرية على السودان من بداية الاستقلال وحتى اليوم من النميري إلى سوار الذهب ثم بشير وكذلك المجلس السيادي كان بتوافق المدنيين والعسكر.

وقال: "ها هو برهان يعيد الكرة على الرغم من وجود أحزاب سياسية قوية وذات نفوذ شعبي واسع وكذلك قامت بعض الضباط ببعض محاولات فاشلة".

ورأى حمادة الزناتي، أن انقلاب السودان ليس مستغربا من قِبل العقلية العسكرية لأن البرهان لا يختلف عن جيرانه وأقرانه العرب و"صوت العبيد أعداء الحرية موجودون بطبلهم ومزمارهم يسحقون بكلماتهم كل الأحرار".